أول رد فعل أمريكي رسمي على
الإحتجاج السوري الشديد على
الغارة الأمريكية التي قامت بها
القوات الأمريكية على مبنى في
قرية صغيرة في منطقة ألبوكمال
داخل سوريا يوم 26 تشرين أول 2008
كان من شون ماكورماك المتحدث بإسم
الخارجية الأمريكية مساء يوم 27
تشرين الثاني حيث قال بإختصار : (
إن على سوريا أن تقوم بالكثير
لضبط حدودها مع العراق!)..
وفي رد الحكومة العراقية على لسان
علي الدباغ وسمعه كل العالم (
ونعتقد انه سيكذبه غدا ويقول لم
أعني ذلك
!!) حيث قال : (المنطقة
التي إستهدفتها الغارة الأمريكية
تحوي إرهابيين يهاجمون العراق
ويعادون نظامه!!)..
وخير مَن رد على علي الدباغ هو
وزير الخارجية السوري وقال : (لا
أريد أن أصدق ما قاله!)..
وتسائل بقوله : (كيف
يمكن لعربي أن يؤيد ويبرر عدوان
أمريكي على بلد عربي!!!!)..
ربما سوف لن يؤيد سوريا الكثير من
الدول العربية الدائرة بالفلك
الأمريكي من جراء هذه الجملة
الأخيرة فهي أيدت وتؤيد كل تجاوز
وطيش أمريكي وهم أول من أيد وساعد
وبرر غزو وإحتلال وتدمير العراق
..
آخر الأخبار تقول إن الغارة
الأمريكية تضمنت إنزالا قام به
المارينز الأمريكان بخطف رجل سوري
وإبنه في منطقة الحادث وأقتادتهم
القوة معها الى العراق!..
والأمريكيون يعرفون جيدا كيف
يتعاملون مع من يحكم العراق
اليوم!..وهذا الشيء الوحيد الذي
يعرفه ويجيده الأمريكيون في
العراق الجديد عدا ذلك فكل
تصرفاتهم وإتصالاتهم وتحالفاتهم
تخبط وطيش وعدم وضوح ..
ودائما وفور ظهور مشكلة في موضوع
ما يثيرها البعض من قادة العراق
المسروق من شرعيته وسيادته نرى
الوجود السريع للحل الأمريكي الذي
سرعان ما يطفيء لهيب هذه المشكلة
ولو الى حين!.
والأمثلة كثيرة وآخرها ما يتعلق
بالزوبعة التي أثارها مَن يريد أن
يوهم العراقيين والعالم مِن
شخصيات ورموز السلطة المنصبة من
قبل الإحتلال وأحزابهم الطائفية
بأنهم (
مع سيادة العراق!)
و(
رحيل القوات الأمريكية
!) و(
وجوب
تعديل بنود الإتفاقية بما يضمن
سيادة العراقيين على قرارهم!)..وما
ذهب إليه بعضهم من أنهم لن يوقعوا
الإتفاقية (لأن
إيران والمرشد خامنئي لا يوافق
على ذلك!)
ووصلت حدة النزاع الى الدرجة التي
ظهر فيها الصراع والمزايدات على
سطح الأحداث في الفضائيات
والإعلام ليتهم حزب الدعوة صراحة
تنظيمات الحكيم بالتبعية لإيران
في رفض الإتفاقية وما تبع ذلك من
مواقف وتصريحات وخطب !..
والأمريكان بعملية ضرب سوريا
أرسلوا رسالة واضحة لا لبس فيها
ومفادها:
إنهم موجودون ..وعلى الجميع محليا
وإقليميا وعالميا أن يعرفوا
ذلك!..
وإنهم إذا أرادوا أن يقوموا بعمل
ما سياسي او عسكري فلا يوجد رادع
لهم !..
ولا علاقة لما ستكون عليها نتائج
الإنتخابات الأمريكية بأي عمل
طائش تقوم به هذه الإدارة فالوقت
لازال طويلا أمامها إذا ما قرر
الأمريكيون تنحيتها !..
وإن القادة العسكريين الأمريكان
لهم صلاحيات ميدانية واسعة تحت
مبرر مكافحة الإرهاب وضرب القاعدة
وأينما يكونوا!..
وعلى الحكومة أن تثبت تبعيتها لهم
بتبرير ما يقومون به في كل
الميادين !..وعليهم أن يؤيدوا أي
عمل طائش وخاطيء وغير مبرر.. وهذا
ماحدث...
وبعد ان هدد رئيس هيئة الأركان
الأمريكية العراقيين وتوعدهم (بعواقب
وخيمة!)
إذا لم يوقعوا على
الإتفاقية..وقلب الطاولة عليهم
وجعلهم يغيّرون تصريحاتهم رغم
الضغوط الإيرانية!..فإن هذه
العملية تأتي لتؤكد حقيقة الرؤية
الأمريكية لوجودها في المنطقة
..فهي جاءت لتبقى سواء وقع
العراقيون الإتفاقية ام لم
يوقعوا..
وسيستغل الإيرانيون الغارة
الأمريكية ليظهروا خطر الوجود
الأمريكي على الأرض
العراقية..وستكون الإدانة
الإيرانية شديدة ..
والغريب فيها إنها تتعارض مع
تصريحات حلفائها في بغداد!..
وهذه هي اللعبة المنافقة ..
خاصة إذا كان لكل الأطراف
المشاركة في اللعبة عدو مشترك
واحد وهو الوطنية العراقية
وضميرها النابض والحي ..
وكما أكدت الطليعة العراقية
المقاومة بكل مفاصلها وفصائلها
وتؤكد اليوم من إن الأسلوب الوحيد
القادر على تلقين هؤلاء المعتدين
دروس التصدي والعزيمة والبأس
العراقي لا تكون إلا من خلال
المقاومة الوطنية التي ستجبر
الغزاة على المزيد من الأفعال
الطائشة التي تزيد من غوصها في
عزلتها وفقدانها للهيبة ..لتبقى
في النهاية مع وحل الهزيمة والخزي
والعار . |