"بول
وولفوفيتز"
المعروف بلقب "مهندس
الحرب على العراق"
أو "عراب
الحرب على العراق"
والذي كان يُشار إليه قبل تلك
الحرب بإعتباره من أعظم المفكرين
في مجال السياسة الخارجية يعتبر
من أخطر الصقور في الإدارة
الأميركية.. وهو الذي شارك في
صياغة الوثيقة المعروفة باسم "عقيدة
بوش"
التي تلخص الحروب الإستباقية التي
تبناها الرئيس الأمريكي..
السبب الرئيسي لشهرة وولفوفيتز أو
لسوء سمعته بالأحرى كونه مهندساً
أول للغزو الأميركي على العراق.
فما أن وقعت هجمات الحادي عشر من
سبتمبر على كل من نيويورك وواشنطن
حتى بدأ وولفوفيتز حملة ترويج
منظمة لفكرة شن حرب أميركية على
العراق متعللاً في ذلك بأن الرئيس
صدام حسين يمثل خطراً على الأمن
القومي الأميركي أكثر جدية مما
يمثله أسامة بن لادن!..
أما فكرة "تغيير
نظام بغداد"
فهي فكرة ظل يروج لها وولفوفيتز
على امتداد الجزء الغالب من عمره
السياسي كله !..
وقد تحقق له ما أراد بالفعل في
آذار عام 2003..ولكن بفارق أساسي
وهو إن نتائج هذا التغيير الذي تم
بحملة عسكرية ظالمة ومدمرة خلافا
للشرعية الدولية وبتبريرات كاذبة
ومزورة قد شكلت أكبرهزيمة عسكرية
وسياسية وإقتصادية وأخلاقية
ومعنوية ونفسية في تأريخ الولايات
المتحدة الأمريكية..
مجلة (نيو ستيتسمان) كانت قد جعلت
بول وولفوفيتز موضوع غلافها في
عددها الصادر في نيسان 2005 تحت
العنوان (أسوأ
رجل في العالم)..وقالت
هذه المجلة :
"إن
وولفوفيتز هو أسوأ رجل في العالم
بسبب نظام السرّية والمحاباة
والمحسوبية الذي إتبعه منذ تعيينه
رئيساً للبنك الدولي"..
وربما يعتبر هذا التوصيف أكثر
تعاطفا مع هذا المجرم بالمقارنة
مع دوره التخريبي والمزور في
السعي لحمل بوش ومجموعته لشن
الحرب على العراق وتدميره
وإحتلاله عندما كان نائب وزير
الدفاع حيث بالغ ولفّق معلومات
الإستخبارات وزوّر ونقل عن عملاء
وهميين ما عجزت عنه أجهزة
الاستخبارات والمخابرات التقليدية
بتقديم المعلومات الكاذبة
والمطلوبة لإستخدامها كمبرر لشن
الحرب على العراق.
وتشير الوثائق التي نشرتها
المخابرات المركزية الأميركية
مؤخرا " الى وجود عداء قديم بين
وولفويتز والرئيس صدام حسين "!..
وللتصحيح نقول كان يوجد " موقف
قديم تبناه وولفويتز وشبكته
الأخطبوطية في السياسة
الإسرائيلية من الرئيس صدام
حسين"..
ففي سنة 1979 وقبل إثنتي عشرة سنة
من العدوان الثلاثيني على العراق
كتب بول وولفويتز تقريرا قال فيه:
(العراق
أخطر دول عربية على المصالح
الأميركية)..وفي
ذلك الوقت كان وولفوتز خبيرا شابا
في قسم الأبحاث في وزارة الدفاع
الأميركية..
وفي سنة 1992 وقبل ستة عشر سنة
وبعد سنة من العدوان الثلاثيني
كتب وولفويتز تقريرا آخر قال فيه
نفس الشيء :(
العراق أخطر دولة عربية على
المصالح الأميركية
)..وفي ذلك الوقت كان وولفويتز
مساعدا لوزير الدفاع ديك تشيني في
عهد بوش الأب!..
وفي سنة 1999 وقبل تسع سنوات كتب
وولفويتز تقريرا آخر قال فيه نفس
الشيء :
(العراق
أخطر دول عربية على المصالح
الأميركية)..في
ذلك الوقت كان وولفويتز عميدا
لمدرسة الدراسات الدولية العليا
في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن
العاصمة.
وعندما أصبح وولفويتز نائب وزير
الدفاع دونالد رامسفيلد في حينه
كان من واجبه القيام بإدارة يومية
لوزارة الدفاع والعمل على ترتيب
وإعداد ما يراه حول برنامج الدفاع
الصاروخي المضاد للصواريخ الذي
يؤيده بشدة ومتابعة موضوع كوريا
الشمالية التي يعتبرها دولة
متمردة يجب مواجهتها والتعامل
معها ببرنامج الصواريخ المضادة..
وستكون الصين من مسؤولية أعماله
المباشرة أيضاً..
كما سيكون من أهم واجباته التي
كان يحلم بها دائما هو قيامه
بمتابعة موضوع العراق.. وسيحاول
تنفيذ أفكاره الداعية إلى تسليح
المعارضة العراقية والسعي العملي
الحثيث (لإسقاط
النظام العراقي)..
وتقدمت قضية العراق لتأخذ الحيز
الأكبر من وقته وتفكيره وتخطيطه..وهكذا
أصبح وولفويتز من قادة حملة ضرب
العراق واحتلاله وتغيير نظام
الحكم فيه.
بول وولفوويتز الذي عينه بوش
نائباً لوزير الدفاع دونالد
رامسفيلد كان قد تسلم منذ عام
1973 وحتى 1977 عدداً من المناصب
في وكالة نزع الأسلحة والحد من
إنتشارها وعمل مديراً لمحادثات
الحد من الأسلحة الاستراتيجية..
ومنذ عام 1977 وحتى 1980 أصبح
مديراً للتخطيط السياسي في وزارة
الدفاع.. ومنذ عام 1982 حتى 1986
عمل مساعداً لوزير الخارجية لشؤون
شرق آسيا والمحيط الهادئ.. ومنذ
عام 1986 حتى عام 1989 عين سفيراً
للولايات المتحدة في أندونيسيا.
وفي عهد جورج بوش الأب تم تعيينه
مساعداً لوزير الدفاع ديك تشيني
للشؤون السياسية وهو منصب يجعله
مسؤولاً عن وضع الاستراتيجية
والخطط السياسية التي تستأنس بها
وزارة الدفاع وتقوم بدراسة
تبنيها..
ومن المحطات التاريخية التي تعطي
صورة عن طبيعة وولفوويتز الذي
يعتبر من أخطر الصقور في الإدارة
الأميركية ما قام به عام 1975 في
أندونيسيا ..حيث قامت أندونيسيا
بغزو تيمور الشرقية بعد إنهيار
الدولة البرتغالية التي كانت
تستعمرها منذ زمن طويل.. وجرى
الغزو الأندونيسي بأسلحة أميركية
خصوصاً خلال سنوات حكم فورد-
كيسنجر، وكارتر وريغان وبوش
وكلينتون والذي ظهر له فيما بعد
أن أندونيسيا أصبحت عبئاً خصوصاً
بعد افتضاح ما تقوم به في تيمور
الشرقية.
ويشهد سجل وولفوويتز على إتباع
سياسة الحرب الباردة في مختلف
مناطق آسيا وهو من كان يضع الخطط
السياسية لوزير الدفاع ديك تشيني
نائب الرئيس الحالي. ولقد تسببت
خططه السياسية في سيئول والفليبين
بازدياد مظاهر العداء والكراهية
ضد الولايات المتحدة حتى سقط رئيس
كوريا الجنوبية وتبعه ماركوس في
الفليبين..
وولفوويتز شهير بالدفاع عن
الرؤساء الذين لا يتمتعون بشعبية
في بلادهم.. وفي إحدى الشهادات
التي قدمها للكونغرس عام 1997 حول
ضرورة الدفاع عن نظام حكم سوهارتو
الفاسد قال إن دعم سوهارتو
والوقوف إلى جانبه سيعززان حقوق
الإنسان والديموقراطية في
أندونيسيا وبعد ثلاث سنوات أي في
عام 2000 سقط سوهارتو بسبب قمعه
لحقوق الإنسان وللفساد المستشري
في حكمه..والطريف أن سقوط سوهارتو
الصديق الحميم لوولفوويتز وكذلك
سقوط الجنرال المستبد وينارتو معه
لم يحرج كثيراً وولفوويتز.. فحين
سأله أحد الصحفيين هل تعتقد أن
ويرانتو هو إصلاحي ويؤيد الإصلاح
في أندونيسيا؟ قال: "لقد
أصبح من التاريخ والماضي، الآن،
بغض النظر عما إذا كان إصلاحياً
أو ضد الإصلاح !"..
وحاول وولفوويتز الدفاع عن
ويرانتو أداته في تنفيذ السياسة
الأميركية في أندونيسيا والجنرال
الذي إحتل تيمور الشرقية وقام
بالمجازر فيها..
ويقول المراقبون عن وولفوويتز إن
جهود وولفوويتز للدفاع عن أعتى
حكام آسيا وتبييض صورتهم مثل تشون
في كوريا الجنوبية وماركوس في
الفليبين وسوهارتو وكذلك ويرانتو
في أندونيسيا تدل على إفلاس
السياسة الخارجية الأميركية بدءاً
من رونالد ريغان وانتهاءً بجورج
بوش وعلى الأميركيين الذين يهمهم
ما تقوم به واشنطن في الخارج
بإسمهم مراقبة كل خطوة كان يقوم
بها وولفوويتز بدءاً من كوريا
الشمالية حتى العراق وكولومبيا.
كان
وولفويتز قد تم إدراجه في الدائرة
الداخلية المحيطة بجورج دبليو بوش
قبل عام من
إنتخابات الرئاسة سنة 2000
بمبادرة من وزير الدفاع السابق
جورج شولتز.. وفي عام 1999
أصبح كل من وولفويتز وكوندوليزا
رايس مسؤولان شراكة عن تأليف فريق
السياسة الخارجية
والأمن القومي لحملة بوش وهو
الفريق الذي أطلقت عليه رايس اسم
الفولكان
"The
Vulcans"
(فولكان بالمفرد هو إله النار
والحديد عند الرومان).. وقام
وولفويتز
مباشرة بإستقدام ريتشارد بيرل (عضو
"لجنة إكس" المشرفة على توجيه
بولارد وعميل إسرائيل
بالتأثير)
إلى الحلقة الداخلية لتلك
المجموعة..
من ذلك الموقع ومن اليوم الأول
قام
بيرل بتسويق أجندة السياسة
الخارجية لحكومة إسرائيل
ونتنياهو.
وفي 22 أيلول 2001 شن نائب وزير
الدفاع بول وولفويتز هجوما مسعورا
على النظام العراقي في
اجتماع عقد في كامب ديفيد مع
الرئيس بوش ومعظم أعضاء الحكومة
الأمريكية..
وقام بيرل بترتيب جلسة يوم 10
يوليو 2002 لمجلس السياسات
الدفاعية التي طالبت بتطهير قيادة
الأركان الحربية الأمريكية من كل
المعارضين للحرب ضد العراق كما
دعت إلى إحتلال
منابع النفط السعودية عسكريا من
قبل الولايات المتحدة وقطع جميع
الروابط مع آ ل
سعود ـ بالضبط كما اقترحت دراسته
المقدمة إلى "معهد الدراسات
الاستراتيجية
والسياسية المتقدمة" عام 1996.
في عام 2004 وفي المنتدى السنوي
لمجلة فورتشن الأميركية الشهيرة
والذي يجمع جيل الشباب من رجال
الأعمال الذين صنعوا ثرواتهم من
التقنيات الحديثة وتقنية
المعلومات والإعلام وهؤلاء في
العادة ليبراليون أقرب للحزب
الديمقراطي وبالتالي فهم معارضون
للحرب على العراق عرض أحد الحضور
"والذي كان مراسلا لـ"الحياة
وهو الذي غطى في حينها عملية
تفجير مركز التجارة العالمي
الأولى" مادار في هذا الإجتماع
حيث كان أحد نجوم اللقاء يومها
مساعد وزير الدفاع الأميركي
وقتذاك بول وولفوفيتز المعروف
بقدرته الخطابية وتمكنه من فنون
الجدل وكيف أن وولفويتز بادر
بسؤال غريب للحاضرين وهو:
"من
منكم يعرف عبدالرحمن ياسين؟"
وكان هذا الشخص ضمن حفنة من
الأشخاص لا يزيدون على قبضة اليد
الواحدة ممن رفعوا أيديهم إيجاباً
وذكر أن وولفوفيتز لم يلتفت
إلينا.. فلقد حقق هدفه وهو إشعار
المستمعين بأنه يعرف ما لا يعرفون
وهو ما يضعه في موقف أقوى لتبرير
لماذا اتخذت الإدارة الأميركية
قرار شن الحرب على العراق..وهو
تكتيك ذكي يمارسه باستمرار
المحافظون الجدد في أميركا.. وقال
إن وولفوفيتز عرض بثقة ما يعرفه
عن عبدالرحمن ياسين وقال: "إنه
أحد الإرهابيين الذين شاركوا في
الاعتداء الأول على مركز التجارة
العالمي عام 1992 وفرّ إلى العراق
حيث حصل على حماية نظام صدام
حسين ما يدل على أن النظام
العراقي الذي أسقطه الجيش
الأمريكي متورط في الإرهاب
والعدوان على الولايات المتحدة"
!.. ويقول الشخص انه وغيره رفعوا
أيديهم للتعقيب والتصويب لما
يقوله من أخطاء وأكاذيب تبين بانه
لا صحة لهذه المعلومات ..لكنه لم
يسمح لهم وأستمر في تبرير الحرب
بمعلومات ملفقة لا يختلف عن
الخدعة الكبرى التي مارستها
الإدارة الأميركية بكاملها على
الإعلام والأمم المتحدة
والكونغرس.
وفي نفس العام 2004 وفي شهر أيار
أعلن وولفوفيتز وكان مساعد وزير
الدفاع الاميركي في الكونغرس (أن
ليس في وسعه التكهن بمدة بقاء
القوات الاميركية في العراق بعد
نقل السلطة الى العراقيين في 30
حزيران/2004
)!..
وقال وولفوفيتز (
إن الـ 12 الى 18 شهرا المقبلة
ستكون اساسية لان هذه هي الفترة
الضرورية لتشكيل وتجهيز وتنظيم
القوات العراقية وقيام حكومة
تتسلم شؤون البلاد بعد الفترة
الانتقالية التي تبدأ في 30
حزيران/يونيو)..
واضاف وولفوفيتز:
( إن حوالي 200 الف عراقي انضموا
حتى الان الى الشرطة والجيش)..
وكشف : (إن
الانتفاضة تتفاقم والقوات
العراقية ما زالت غير قادرة وحدها
على تولي شؤون الامن).
وقد أثارت أقوال وولفوفيتز إنتقاد
وإستياء عدد كبير من اعضاء مجلس
الشيوخ الديموقراطيين والجمهوريين
حول ادارة الوضع في العراق
والغموض الذي يلف خطط نقل السلطة
وقال السيناتور الجمهوري ديك
لوغار رئيس لجنة الشؤون الخارجية
"لقد
تمت التضحية بحياة الكثيرين
وانفقت مليارات الدولارات في
العراق لنحصل على هذه النتائج
؟!..".
وولفويتز الذي كان مسؤولاً عن سوء
التقدير لأهم المسائل الجوهرية
المتعلقة بالحرب على العراق
وأبرزها حين قال أمام الكونجرس إن
القوات الأميركية ستقابل كقوات
تحرير وليس كقوات غزو وأن ثروة
العراق النفطية ستكون كافية
للإنفاق على عمليات إعادة التعمير
وأنه ليس هناك إحتمال كبير
لاندلاع صراع أهلي وأن الولايات
المتحدة ليست بحاجة إلى أعداد
كبيرة من القوات على الأرض
للمحافظة على الاستقرار بعد إسقاط
النظام!! ..
بول وولفوفيتز الذي إعترف بارتكاب
الإدارة الاميركية ثلاثة اخطاء
اساسية في مرحلة ما بعد الحرب
بنيت على فرضيات خاطئة وهو
القائل: "قللنا
من حجم المشكلة العراقية. فقد
إعتقدنا اولا ان اسقاط صدام حسين
عن السلطة سوف يؤدي الى القضاء
على التهديد الذي يمثله نظامه
البعثي".
و"
إعتقدنا ثانيا ان وحدات كبيرة من
الجيش والشرطة العراقية ستنضم
بسرعة الى القوات العسكرية
الاميركية وشركائها المدنيين في
اعادة بناء العراق"
. و"إعتقدنا
ثالثا بعدم ظهور مقاومة لقوات
التحالف بعد الحرب".
وبدلا من محاسبة ومقاضاة وعقاب
المجرم وولفوفيتز على ما أقترفه
من جرائم بحق الشعب الأمريكي
عندما غرر بهم وأستغفلهم في
معلومات كاذبة وملفقة اطاحت
بمصداقية بلدهم وهيبة دولتهم امام
العالم بما قامت به من غزو وتدمير
وإحتلال دولة مستقلة عضو مؤسس في
الأمم المتحدة ونحرت وعوّقت عشرات
الآلاف بل مئات الآلاف من شبابهم
وأبناءهم ..بدلا منذلك نرى بوش
يكافيء هذا الكاذب بتعيينه رئيسا
للبنك الدولي ..
وحتى عندما أصبح وولفوفيتز رئيساً
للبنك الدولي مقتفياً بذلك خطى
"روبرت ماكنمارا" وزير الدفاع
الأميركي إبان حرب فيتنام، الذي
خرج من الوزارة وتولى منصب رئيس
البنك الدولي عام 1968، عندما
ارتفعت الخسائر البشرية الأميركية
في ذلك البلد.. لم يكلف نفسه عناء
التفوه بكلمة واحدة من تلقاء نفسه
عن الكارثة التي كان سبباً فيها
في العراق.. وحتى عندما أضطر إلى
ذلك تحت إلحاح الصحفيين وضغطهم
فإن "وولفوفيتز" بدا مُصراً على
الدفاع عن تصرف الولايات المتحدة
وعلى أن العراق سيتمكن من شق
طريقه عبر الصعاب نحو الحرية
وعلى الإدعاء بأن سبب عدم تطرقه
للوضع في العراق هو أن هذا
الموضوع قلما يثار في سياق أدائه
لواجبات وظيفته كرئيس للبنك
الدولي.
ويذكر أحد الكتاب الذي بعث رسالة
الى بول وولفوفيتز وطلب منه فيها
موافاته بآرائه عن العراق ومشكلة
الديمقراطية في الشرق الأوسط
أجابه برسالة إليكترونية رداً
عليه:
"إنني
لم أعد مسؤولاً أميركياً رسمياً
بل ولم أعد حتى مواطناً عادياً
وإنما أنا الآن رجل أعمال من أجل
148 دولة تتوقع مني أن أقوم بما
يفترض علىَّ القيام به كرئيس
للبنك الدولي. وليس هناك شيء أحب
إليَّ من المشاركة في الحوار
العام الدائر حول العراق ولا شيء
أحب إليَّ من إزالة بعض القاذورات
التي ألقيت عليَّ أنا شخصياً بيد
أن المشكلة تكمن في أنني لو فعلت
ذلك فسوف أجد من يقول لي إن ذلك
يشغلني عن أداء واجبات وظيفتي
كرئيس للبنك الدولي".
كان هذا عذر"وولفوفيتز" كي يلتزم
الصمت بشأن العراق في الوقت الذي
تعاني فيه بلاده مر المعاناة بسبب
ما آلت إليه الأمور في العراق.
والظاهر أنه كان مشغولا بشيء آخر
في منصبه الجديد!!..فمن شبّ على
شيء شاب عليه!..وهكذا فليس بغريب
تورط الكاذب والمزور بول
وولفوفيتز بفضيحة محاباة "
صديقته الموظفة في البنك شاها رضا
بعلاوة كبيرة بدون موافقة محافظي
البنك.
" بعيد تسلمه مهامه على رأس البنك
الدولي في عام 2005 ..وكانت شاها
رضا مسؤولة الإتصال سابقا في
البنك الدولي وإنتقلت من هذه
الهيئة الى وزارة الخارجية
الاميركية في سبتمبر/ ايلول 2005
بعد 6 أشهر على تعيين وولفوفيتز
على رأس المؤسسة المالية الدولية
غير ان البنك استمر في دفع
راتبها.. وكشفت وثائق داخلية
للبنك الدولي نقلت الى الصحافة
انها حصلت على زيادات في الراتب
تزيد عن ستين الف دولار ما رفع
اجرها السنوي الى اكثر من مئتي
الف دولار أي ما يزيد عن راتب
وزيرة الخارجية الأمريكية!..
وقد إعتبر وزير التنمية البريطاني
هيلاري بن في بيان له في حينها إن
هذه القضية "أساءت
لسمعة البنك وما كان يجب ان تحدث",
واعتبرت نظيرته الالمانية
هايدماري فيسوريك زيول إن على
المسؤول الثاني السابق في وزارة
الدفاع الاميركية "
أن يقرر بنفسه ما إذا كان بإمكانه
أثر هذا الخطأ أن يقوم بمهامه
بطريقة تتسم بالمصداقية"
في تلميح الى إعلان وولفوفيتز إنه
يعمل من أجل مكافحة الفساد في
الدول الفقيرة. وكان وزير برازيلي
أعرب عن شكوك مماثلة بشأن قدرة
وولفوفيتز على أداء مهامه في حين
ذكر وزير المالية الفرنسي تييري
بروتن بأن على البنك الدولي اتباع
خط "لا
غبار عليه"
على المستوى الاخلاقي ! ".. وشكلت
هذه القضية إرباكا لإدارة الرئيس
جورج بوش الذي كان يسعى لتكريم
وولفوفيتز بهذا المنصب تثمينا
لدوره في التخطيط للحرب على
العراق .. مما دفع بهذا المجرم
للإستقالة من منصبه في 30
حزيران/يونيو 2007!!..
ولم تتخلى الإدارة الأمريكية
المجرمة عن المجرم بول وولفوفيتز
بل عينته في كانون ثاني 2008
رئيسا للهيئة الاستشارية للأمن
الدولي في الخارجية الأمريكية
وتسلم هذه الهيئة توصياتها مباشرة
الى وزيرة الخارجية كوندوليزا
رايس ..وتختص هذه الهيئة "
بكل جوانب الإشراف على الاسلحة
ونزع السلاح والحد من انتشار
السلاح والمسائل العسكرية
والامنية الدولية وكذلك القطاعات
المتعلقة بالدبلوماسية العامة".
واضافت الوزارة في بيان لها إن "
الهيئة تقدم بانتظام تحليلات
وافكارا حول المسائل التي تنطوي
على أهمية آنية الى وزيرة
الخارجية".
ترى أين سيأخذ هذا المزّور
والكاذب هذه الإدارة المجرمة
لإتخاذ قرارات مدمرة جديدة وقد
أثبت فشله وكذبه في كل بحوثه
وتصريحاته المتناقضة وتوصياته
التي تعتمد على فرضيات مختلقة
ليتم تنفيذ قرارات تم إتخاذها
مسبقا وسيكون اول المتضررين بها
هم الشعب الأمريكي ..
ومن هم هؤلاء القادة والسياسيين
والإستراتيجيين الذين إعتبروا
وولفوفيتز من أعظم المفكرين
الإستراتيجيين في تاريخ الولايات
المتحدة؟..
وأين هم الآن مما إعتقدوه؟.. وقد
إعترف بفشله وسوء تقديره للوضع في
العراق وهو الذي رسم سيناريوهات
العدوان مع أحمد الجلبي اولا بأول
وأقنع الكونغرس بخطة "تحرير
العراق"
ورسم بحرا هادئا وأمواجا وردية
لواقع بعيد عن العراق ومحيطه
الإقليمي وطبيعة شعبه وترويجه
لحملة عسكرية طائشة وبقرار
إنفرادي خارج الشرعية الدولية
والأمم المتحدة..هذه الحملة التي
أسقطت هيبة وسمعة ومصداقية أمريكا
.
فهل أن ما يردده هذا المجرم هو
بداية تشكيل الدوافع القوية لبدء
رحلة العودة الاميركية (الهزيمة
الخجولة والبطيئة
) نحو الشرعية الدولية والهروب من
المستنقع العراقي؟...
ان عمليات المقاومة العراقية
التي أحدثت وتحدث التغييرات
المتتالية في السياسات الاميركية
على الارض العراقية وما تقوم به
من العمليات المتواصلة والمكثفة
والنوعية ضد قوات الاحتلال وتزايد
أعداد القتلى منها وما تتحمله
الإدارة الأمريكية من خسائر مادية
فادحة أدت الى إنهيار إقتصادها
سيؤدي ومن المفروض الى مطالبة
الشعب الأمريكي بمحاسبة من يقف
وراء هذه النكسة ومن ضمن قيادات
خونة الشعب الأمريكي هو المجرم
بول وولفوفيتز.
واليوم وبعد أكثر من خمس سنوات
على جرائمهم إعترف
ريتشارد بيرل
لصحيفة( داي زايت الألمانية ) في
عددها الصادر يوم 23/10/2008
بقوله: (أردنا
أن نكون محررين ولكننا أصبحنا بعد
خمسة أو ستة أشهر القوة المحتلة
والمستهدفة)!..
وكذلك
دوغلاس فايث
والذي قال: (
لقد دفعنا ثمنا باهضا ليس ناتجا
من الحرب فقط ولكن من خوضها بهذا
الشكل السيء ..واليوم لا كوريا
الشمالية ولا إيران يعتقدان للحظة
واحدة إن دبلوماسيتنا تواكبها
تهديدات ذات مصداقية)!..
أما
المجرم وولفوفيتز
فقال لنفس الصحيفة : (
لم نكن نعرف العدو ولم تكن لدينا
أية فكرة عن "حرب المتمردين"
ويقصد المقاومة الوطنية وقال: وإن
نظام صدام حسين اعد لهذه الحرب
منذ زمن طويل)!..
وتنصل هذا الكاذب عن مسؤولياته
يوم كان يتصدر نشرات الأخبار
بقوله: (
إن رامسفيلد كان المسؤول الفعلي
عن قرار إجتياح العراق بخلاف
ماقراتموه في كل مكان ولم اكن أنا
من أتخذ القرار)!..وتناسى
عن عمَد تقاريره التي كان يكتبها
منذ عام 1979 حول الخطر العراقي
ودوره الشرير في تلفيق المعلومات
الكاذبة لإيجاد مبررات التهيئة
لغزو العراق وكيف عرَضَ وباع
مشروع تدمير العراق وهو اليوم
يكذب من جديد كما كذَب في السابق
..
واليوم يلمس الأمريكيون وحلفائهم
ومن كان ينظر الى وولفوفيتز كونه
من أعظم مفكري السياسة الأمريكية
الإستراتيجية وخاصة تبنيه لحملة
معاداة النظام العراقي وسعيه
لتغيير النظام الوطني والشرعي
بالقوة ..يلمس الجميع إنهيار
نظرياته وتحليلاته وسياساته التي
وضعها..والجميع من مناصريه
ومؤيديه والمعجبين بعدائه للرئيس
صدام حسين يتلفتون حولهم بحثاً
عن مصداقية "بول
وولفوفيتز"
ودهاء
بيرل
وخبث
فايث
ولا يجدوا إلا ما تبقى منهم من
وهم وكذب ودجل وخراب.. |