من شعارات الحزب الإسلامي العراقي :
الجنوب والفرات الأوسط العراقي لإيران .. والموصل لتركيا !

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

صمتوا دهرا ونطقوا كفرا..

عاشوا طيلة حياتهم أسيري الإستسلام .. وسنة سادسة تخيم على العراق وهو وطن محتل وممزق ومدمر ومنهوب بلا هوية وبلا سيادة وبلا إرادة .. وهم يعرضون الآن حلولا لبيع أهلهم بأبخس الأثمان ..وهم  يتزاحمون لمعالجة كل داء عراقي بدواء الهروب والإستسلام ..

مرة أخرى يظهر علينا الحزب الإسلامي العراقي الذي يقود جبهة التوافق العراقية تحت شعار خائب وطائفي بحجة تمثيل السنة في العراق من خلال سليم الجبوري بفكرة دعوة أهالي الموصل الى إجراء إستفتاء عام فيها لضم الموصل الى تركيا !..

وغايات المتحدث بإسم التوافق هي رغبة بتخليص أهل الموصل من (حكم الأمريكان والإئتلاف والأكراد!!) الذين جلبوا الدمار لمدينتهم !..

ولأن سليم الجبوري من أهل ديالى فهو قد ( تنكر لأهله في ديالى ولم يفكر بهم بهذا العرض المثير!!)  لأنه ينطلق من (رؤية عراقية عامة وليست مناطقية خاصة!) ..وهذه هي إحدى افكار الحزب الإسلامي الذي لا يؤمن لا بالمناطقية ولا بالوطنية ولا بالعراق..

والجبوري إعتبروه احد المنظرين في هذا الحزب الذي يقوده طارق الهاشمي المتنكر والمتخفي من تأريخه العسكري ومجموعة من المتلونين الذين لا يعرفون حتى ماذا يريدون.. فنساله :

هل أن هذه الفكرة هي ردة فعل على سيطرة الأكراد والشيعة على السلطة في العراق وفي المحافظات أم هو إتفاق يتيح لعمار الحكيم والعامري ان يطالبا سكان البصرة والناصرية والعمارة بالأستفتاء لضم محافظاتهم الى إيران؟..

وإذا كان الإئتلاف العراقي بقيادة الحكيم قد كشف كل أوراقه الخيانية ويقولها صراحة ويوميا وامامكم في مجلس النواب وفي الحكومة وفي المجلس السياسي بان التقرب من إيران خط أحمر والحديث عن تدخلها بالشأن العراقي سيعرض الجهة التي تروج لذلك ليس للمسائلة بل للتصفية وان على العراق أن يعترف بانه أخطأ في الرد على الهجمة الإيرانية عام 1980 وكل من شارك في هذه الحرب ضد إيران هو مجرم وكل من فر منها وإلتحق بإيران وقاتل الجنود العراقيين وأسرهم وعذبهم وقتلهم فهو بطل وله الحق بتقلد أرقى المناصب اليوم في العراق ..وكل من ساهم بزعزعة الوضع الأمني الداخلي في العراق إبان تلك الحرب وقام بتفخيخ السيارات وقتل الناس والأطفال فهو مناضل وثائر وعلى العراقيين أن يفخروا بأنه أصبح رئيسا للوزراء أو وزيرا لوزارة سيادية اليوم ..وعلى الشعب العراقي أن يدفع تعويضات بمئات المليارات من الدولارات الى إيران وأن على وسائل الإعلام ان تنتج الأعمال الفنية والسياسية والأفلام والمسلسلات التي تمجد بالدور الإيراني المقدس في تدخله بالشأن العراقي ..

وفيلق بدر وميليشيات الدعوة والجلبي وجيش المهدي لم تترك ضابطا وطيارا وجنديا شارك بالقادسية ولم تغتاله أو تطارده وهي تتوهم أنها قد أحكمت سيطرتها اليوم على كل الجنوب العراقي لتسلمه الى إيران ..

فما هي خطتكم أنتم في الحزب الإسلامي ؟..

ولماذا لا تكشفون أوراقكم ليتفهم الشعب موقفكم وقد أصابه القلق من كثرة (القفز وعدم الثبات وعدم الوضوح) في مواقفكم وتحالفاتم وطروحاتكم ..

وما علاقة حزبكم بعلمانية الأتراك الذين يحكمون تركيا الآن ؟..

وماعلاقتكم بالإتحاد الأوربي لكي تحاولوا إغراء الناس بحلاوة هذا الطرح بإعتبار ان تركيا ستنضم الى الإتحاد الأوربي ليجد حملة الشهادات والكفاءات فرصة للعمل في الدول الأوربية !! وقول سليم الجبوري: ( إن العرب الذين التقيتهم في تركيا في ماردين وديار بكر وأدانا يعيشون في بحبوحة من العيش.)..

ألا تشعرون بالخجل وأنتم تتمنون لشعبكم إحتلالا جديدا لينعم بالمأكل والمشرب وبالبحبوحة التي تحلمون بها وأنتم مشاركون في السلطة والوزارات والدوائر والمؤسسات ومجلس النواب وتحت حراب المحتل الأمريكي؟..

وهل هذه نظرياتكم الجديدة في إنقاذ شعب العراق التي تعتمد على الترغيب بالإتحاد الأوربي والتخويف بحلف الناتو ووفق المنظور الإسلامي الذي يتندر به السامرائي والطائي والعبيدي والتكريتي والهاشمي ؟..

وهل فكركم الإسلامي يتخطى موضوع حق الشعب بالمقاومة وقتال المحتل لتطرحوا بديلا عنه بإحتلال جديد؟..

وإذا ألحقتم الموصل بتركيا ..ويلحقون الجنوب والفرات الأوسط بإيران !!..

هل ستفكرون بضم الأنبار الى الأردن والسعودية ؟..

وماذا عن ديالى وصلاح الدين وبغداد ..

وهل أن حزبكم يشتغل لكل العراق أم فقط لهذه المناطق ..أي إنه يشبه توجه أحزاب الإئتلاف ووفق نفس آليه تقسيم الوطن الطائفية البعيدة عن الوطنية ؟..

أم أن نظريتكم السياسية والأيديولوجية والدينية لا زالت تتباهى بشعر أختها ؟!..

mah.azam@yahpoo.com

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠٠٨ م