لم يعد السكوت مقبولا عن هذاه المجاهرة بالإساءة للوطنية العراقية..

بمناسبة طلب جلال الصغير من مجلس النواب فرز العسكريين المشاركين بالحرب لرد العدوان الإيراني في القادسية الى مؤمنين ومتحمسين لها وأولائك الذين أجبروا على ذلك!!..

وذهاب محمود المشهداني الى إيران للتعرف على رأيهم بصدد الإتفاقية سيئة الصيت التي تنوي الحكومة العراقية توقيعها مع الإحتلال ..

وبمناسبة سفر البرزاني الى إيران لعرض وجهة نظرهم للمشاكل المعلقة مع حكومة (المركز!)..

وتصاعد النغمة الرسمية لحكومة الذل وأحزابها الطائفية من (إن العراق هو الذي إعتدى على الجارة إيران!)..

أرسل لي أحد الأخوة مقالا لأحد الكتاب الذين يتصيدون في الأنهار العراقية وينقلون سمكهم هدية  الى إيران يتقربون بها لولاتهم ومصدري الموت والدمار للعراق ..ونشر هذا المقال  في موقع ينشر للجميع بلا بحث أو ملاحظة ما يدعو إليه الكاتب من حق أو باطل..من كفر أو إستغفار..

وهذا شان الموقع وشأن هيئة تحريره ..

ليس الغريب في هذا الموضوع والذي يحمل عنوان " البحث عن صدام جديد يشعل الحرب مع ايران" هو تحامله على (البعث والنظام الوطني السابق والجيش العراقي البطل وعلى كل من ساهم بحرب القادسية! ) ..

وليس وصفه للعراقيين بانهم ( فشلوا في تلك الحرب التي شنوها على الجارة المسلمة إيران التي تجاور العراق ولها تداخل ديني وإجتماعي معه!) ..

ولكن قوله بأن الرئيس الشهيد صدام حسين (خسر مئات الالاف من القتلى والجرحى والخروج من هذه الحرب منهكا ومدمرا وضعيفا من الناحية الاقتصادية فيما تمكنت ايران من الخروج من هذه الحرب باقل الخسائر بل رممت اوضاعها وبنيتها التحتية التي تضررت في الحرب ولم تكن مدينة لاحد بالنهاية!)..

وأتهامه للكويت ومصر والسعودية والأردن وأدخاله الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأنها هي التي دفعت النظام العراقي  ( لشن الحرب على إيران!)..

والأغرب قوله العجيب :

(اليوم تحاول نفس الاطراف العربية والدولية تكرار اللعبة مع العراق بمؤازرة من البعض في الداخل عبر ترديد  الاتهامات عن تدخل ايراني ضخم وواسع في العراق وعن وجود اطماع ايرانية في العراق وعن وجود ايراني مكشوف في مدن الجنوب والنجف وكربلاء .هذه الاتهامات وسواها التي تكررها هذه الاطراف لا يوجد عليها دليل واحد ملموس باستثناء عبارات وتصريحات غامضة والتي تقف وراءها بالتاكيد دوافع طائفية من اجل توتير العلاقة بين العراق وايران واعادة الاوضاع الى المربع الاول والبحث عن صدام اخر يقود العراقيين الى خنادق الحروب والموت ومشاهد الدمار والخراب من جديد والتفتيش عن مبررات وذرائع اخرى لشن الحرب)..

ثم قوله بان:

(ايران ليست بحاجة الى التدخل في العراق!!)..

ورجعت بسرعة الى أصل الرسالة وإسم الكاتب لأتبين هل هو قمي سفير إيران في العراق أم المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية أوالحرس الثوري الإيراني ليقول إن الرئيس العراقي خسر مئات الآلاف من الجنود ليرد بهذه القسوة على أمهات هؤلاء الشهداء وأبناءهم وليختزل كل سنوات القادسية المجيدة بهذا الوصف غير الوطني وغير العراقي ..

ومَن يكتب مثل هذا الكلام ويدافع عن إيران بهذا الشكل المستميت غير الإيراني؟.. ومِن حقه لأنه يدافع عن وطنه وله أسبابه ولنا أسبابنا ..

وسوف نسكت ولن نرد إذا قال لنا إنه إيراني ( ولو من أم غير عراقية!) ..

ولكن أن يكون هذا الكاتب عراقيا ويتمادى الى هذا الحد ويتنكر لشهداء العراق فهذا هو منطق قتلة العراقيين والضباط والطيارين والجنود والنساء والأطفال الذين دافعوا عن شرف العراق في القادسية وقاوموا الإحتلال الأمريكي ..ولسان حال الهاربين من الخدمة العسكرية ( يوم كان العراق وكان الجيش وكان صدام وكانت النخوة وكان الرجال ) خوفا وجبنا وليس إيمانا وعقيدة..وهو منطق القتلة والمزورين واللصوص الذين مهدوا لغزو وإحتلال العراق  ومن الذين رموا بكل تأريخهم في حضن الأجنبي وأئتمروا بأمره وساروا بركبه..

ويستغرب العاقل ويتسائل :

لماذا لم يجهد هذا المنافق نفسه وقلمه ليثور من أجل شهداء وقتلى ومفقودي العراق الذي بدأ عددهم يقترب من المليونين !! منذ ( رحيل) الذي يؤرق أسمه منامهم ووجودهم و(تحرير) العراق (جار بلدهم !) الذي يدافعون عليه؟..

ولماذا لم يرتجف ضمير هذا الدجّال من أجل المليون أرملة عراقية من أخواته وامهاته من العراقيات منذ يوم الغزو الأمريكي لحد الآن ؟..

ولماذا لم يجهد نفسه بإثارة مشاعر أصدقائه ومن المصفقين للإحتلال ولإيران بكشفه عما يجري من سرقات ونهب لثرة العراق وشعبه يرزح تحت خط الفقر ويموت بالمرض والجوع والقهر؟..

ومن الملاحظ ان هذه النغمة الجديدة في وصف الأبطال الذين رفعوا إسم العراق ودافعوا عن شرفه في القادسية بأنهم (خونة للعراق!) ووصف من هرب وإلتحق بالجيش والمخابرات الإيرانية والأمريكية والبريطانية وعمل بالضد وقاتل أبناء شعبه بانه (بطل ووطني !) ما هي إلا لعبة مفضوحة لتمجيد دور الخيانة وتبرئة الساقطين في أوحال الرذيلة ..

ومن الممكن ان ينطلي ذلك ولو لحين على كل الناس ولكنه من المستحيل ان يمر على شعب مثل شعب العراق بعربه وكرده وسنته وشيعته ومسلميه ومسيحييه وكل قومياته وأديانه وأطيافه ..

وليعلم كل قزم صغير تسوّل له نفسه للمساس بالوطنية العراقية وتاجها جيش العراق العظيم الذي ظل وطوال تأريخه تاجا فوق رأس الشعب وعَلَما يتقدم نضاله وجهاده ومدافعا صلبا عن حقوقه وتربته وسماءه وماءه ..

وليس هنالك عسكري في العراق إبن عراقية شارك في حرب إيران يمكنه أن ينقاد لخندقكم وعاركم.. ومشاركته في القادسية وسام ونيشان مجد وعز وفخر ..

لقد قاتل كل العراقيين عسكريين ومدنيين هجمة أولياء أموركم الصفراء وأذاقوهم مر الهزيمة والهوان ولن يخالف عراقي ضميره ليقول أني قاتلت رغما عني لأنه بذلك يعترف ان ماله وعرضه وشرفه وإخواته وأمه حق مشاع للمعتدين وهو يخاف ويتردد في الدفاع عن هذه الرموز والقيم ..

وإذا كان لديكم عدد من المنافقين تريدون لهم صكا لتبرير خيانتهم ولمرورهم لمواخيركم ومكامن رذيلتكم فليمروا ..

ومبروك لكم بهؤلاء المنافقين ..ومبروك لهؤلاء الخونة بكم عارا أبديا..

فقد مرَّ الكثير غيرهم بعد أن تخلوا عن قيم الرجولة والفروسية وإحترام الذات وشوّهوا تأريخهم وألحقوا بعوائلهم وأولادهم العار .

وأخيرا نقول لكم قبل أن تموتوا بحقدكم الأسود:

لماذا تخافون على إيران ولا تخافون على العراق؟..ولا تألمون لما يعانيه شعبكم بينما تخشون يوما يقوم به عراقي بطل إبن عراقية ماجدة وأخو نخلة شامخة باخذ الثار للعراقيين من إيران ومن كل أعداء العراق ؟..

وهل فيكم عاقل واحد يوقظكم من أحلامكم المريضة وهَوسَكم الجنوني ويقول لكم إن من أنجب صدام لقادر بعون الله أن ينجبه ثانية ليأخذ حق كل السنين التي عثتم فيها قتلا ورذيلة وفسادا وغشا وزورا وسرقات..