دوغلاس فايث ..والذي كان يلقب(بالرجل
الثالث)
في البنتاغون..والذي عمل لمدة
أربع سنوات بين العامين
2001
و 2005 تحت قيادة رمسفيلد وكان من
مهندسي الغزو الأميركي للعراق.وهو
من أخطر المحافظين الجدد..
كان دوغلاس فايث، مساعد وزير
الدفاع السابق للشؤون السياسية
يرأس خلية في البنتاغون تعمل في
الظل هي بأسم (مكتب
المخططات الخاصة)
..وهذه الخلية هي التي اختلقت
وعن سابق تصور وتصميم معلومات
مخابراتية (
تثبت
)وجود علاقة بين (
نظام الرئيس صدام حسين ومنظمة
القاعدة)
بهدف تحريض الولايات المتحدة على
شن الحرب على العراق.
كان يُنظر الى فايث على أنه مساعد
وولفوتيز نائب وزير الدفاع
رامسفيلد الذي لديه صلاحيات كاملة
ولكنها جميعها بصدد سياسة واحدة
وهي تغير النظام في العراق ذلك
الهدف الذي طالما سعى له وولفوتيز
وفايث طوال حياتهم السياسية.
أما بالنسبة لمعارضي الحرب على
العراق فـإن فايث هو أحد أولئك
الأشخاص ذوي النفوذ على شاكلة
الراهب الروسي المتنفذ راسبوتين
في بلاط القيصر نيكولاس الثاني
الذين شكلوا سياسية الولايات
المتحدة.. بالضبط هو بنفس النفوذ
الذي كانت عليه هيلاري كلينتون
إبان حكم زوجها. في شخصه لا يشبه
فايث الراهب رابسوتين
!..
فبين عمله البسيط في البنتاغون في
أيام إدارة ريغان وحتى شغله
لمركزه الحالي كان فايث محاميا في
واشنطن لمدة 15 عاما حيث درس مادة
الحرب على الإرهاب في جامعة جورج
تاون
الأميركية وقد شارك في تأسيس عدد
من منظمات المحافظين الجدد وحركة
الصهيونية المعاصرة ومن أبرزها
منظمة (أورشليم
الموحدة)
كما أنه عضو في أغلب المنظمات
الموالية لإسرائيل والمعاهد
المؤثرة المرتبطة بإسرائيل في
أميركا مثل (المعهد
اليهودي لشؤون الأمن القومي).
ودوغلاس فايث كان قد إنتقد في
التسعينيات سياسة الرئيس الأميركي
السابق بيل كلينتون التي كانت
تسعى إلى اتفاقية بين الفلسطينيين
وإسرائيل وسمى فايث عملية السلام
وقتها (السلام
الخاطئ)..
وقال إنه يجب ألا يكون سلام بين
الطرفين على أساس (الأرض
مقابل السلام)
وإنما نادى بـ (
السلام من خلال القوة)
وهو ما أصبح شعارا فيما بعد لعدد
من المحافظين الجدد.
غير أن أهم ما يعرف به فايث هو
دراسته الشهيرة التي كتبها مع
ريتشارد بيرل المنظر الأكبر
لحركة المحافظين الجدد ممن يميلون
للصهيونية وبالاشتراك أيضا مع
ديفد ورومسر وهو مفكر صهيوني يقف
وراء عدة مشاريع صهيونية..
وكان إسم الدراسة التي وضعها
الثلاثة في أواخر التسعينيات (إستراتيجية
جدية لحماية الحمى)
بغرض وضع إستراتيجية أقوى لتأمين
دولة إسرائيل.
وكانت تلك أول مرة تتم فيها كتابة
خطة من قبل مسؤولين سابقين في
الإدارة الأميركية لحماية دولة
أخرى غير أميركا مما أثار بعض
الاتهامات لهم بالولاء المزدوج
بين اليهود الأميركيين..
وكتب فايث فيها إنه يتعين على
رئيس الوزراء وقتها بنيامين
نتنياهو أن يتعاون مع الأردن
وتركيا من أجل الإطاحة بنظام
الرئيس صدام حسين وتوجيه ضربة
عسكرية لسوريا وضرب أهداف في
لبنان.
أصدر دوغلاس فايث كتاباً أثار
الكثير من الجدل بعنوان (الحرب
والقرار)
والذي وضع فيه مقدمة كتابه
الخريطة الشهيرة التي أثارت جدلا
واسعا وتُظهر العراق مقسّماً إلى
ثلاث دول!..
كما حسم في خريطته حدود إسرائيل
التي لم ترسم حدوداً لنفسها حتى
الآن بحيث تشمل كافة المناطق
المحتلة التي تجري المفاوضات
بشأنها مثل الضفة الغربية والقدس
وقطاع غزة والجولان السوري ..
وتسائل الكثيرون في وقتها عن قصد
دوغلاس فايث من وراء نشر هذه
الخريطة في صدر كتابه ؟. وهل لهذا
الأمرعلاقة بالسياسة الأمريكية
المرسومة للمنطقة باعتبار أنه كان
مقرّباً من دوائر صنع القرار في
الولايات المتحدة ؟. لا شك أن هذه
الخريطة لا يمكن أن تكون أضغاث
أحلام من شخص مثله بل إنها تعكس
حقيقة المخططات الصهيونية في
المنطقة العربية . هذه المخططات
التي يتم تنفيذها عن طريق
الولايات المتحدة ولا عجب في ذلك
لأن السياسة الأمريكية تجاه
العالم العربي مفصّلة على مقاس
إسرائيل ومصالح هذه الدولة مقدمة
على مصالح غيرها من الدول العربية
.
ومن أفضل ما ورد من تعليقات على
هذه الخريطة ما اورده الكاتب
والمحلل الأميركي البارز جيم
لوب..والذي قال عنها إن الخريطة (ربما
تساوي ألف كلمة أو ربما 674 صفحة)
وهو عدد صفحات كتاب فايث (الحرب
والقرار)
الصادر في أميركا.
وعلق لوب على الخريطة قائلا (
لا توجد مساحة كبيرة لدولة
فلسطينية أليس كذلك؟ وثمة عمق
إستراتيجي جيد حول القدس كما يبدو
أن الجولان ليست من المفترض أن
تعود إلى سوريا ولا توجد إشارة
للاحتلال فكل شيء إسرائيلي)..
واعتبر لوب أن
( الخريطة التي تظهر في الصفحة
التالية لمقدمة كتاب فايث والتي
تُظهر العراق وجيرانه في 2003
تقدم رؤية عميقة لآرائه العامة
ومركز إسرائيل المستحق أو بشكل
أدق حجمها داخل الخريطة).
ويقول الكاتب جيم لوب إن فايث
يعتقد في الكتاب أن (
إسقاط نظام صدام حسين هو مفتاح
تحول التوازن الإقليمي للقوة
لصالح إسرائيل بشكل حاسم)..
أثبت توماس ف. غينيبل المفتش
العام لوزارة الدفاع الأميركية
في تقرير خاص أميط اللثام عنه
بطلب من كارل. م. لوفين، رئيس
لجنة الشؤون العسكرية في مجلس
الشيوخ الأميركي عن تورط فايث مع
عدد آخر من المحافظين الجدد
بترتيب وتزيييف الأدلة لغرض تقديم
معلومات خاطئة لتكون مسوغ مبرر
للعدوان على العراق .
كان دوغلاس فايث الذي عمل مع بول
ولفوتينز نائب وزير الدفاع
الأميركي آنذاك عضوا في جماعة من
المحافظين الجدد من الموالين
لاسرائيل ومن الذين توغلوا في كل
مفاصل ادارة بوش الصغير وينشطون
من أجل إستثمار الهجوم الارهابي
على الولايات المتحدة في أيلول
(سبتمبر) 2001 بهدف اثارة
الحملات وحبك المؤامرات لاسقاط
النظام العراقي حقدا على الرئيس
صدام حسين.
لقد اختلق دوغلاس فايث (
حسب تقرير المفتش العام
) معلومات مخابراتية تزعم أن
هناك علاقات (ناضجة
ومتكاملة)
بين العراق ومنظمة القاعدة في ما
لا يقل عن عشرة ميادين محددة
تشمل التدريب، والتمويل،
والتعاون اللوجيستي، كما إختلق
تفاصيل عن إجتماع مزعوم عقد في
براغ في نيسان (أبريل) عام 2001
بين محمد عطا أحد المتهمين
باختطاف طائرة أستخدمت في هجوم 11
أيلول وضابط مخابرات عراقي هو
أحمد العاني بهدف تدعيم إدعاءاته
وإعطائها المزيد من المصداقية.
وقد توصلت وكالة المخابرات
المركزية الأميركية
C.I.A،
ووكالة مخابرات وزارة الدفاع
D.I.A
معا الى إثبات خطأ معلومات
ومصادر دوغلاس فايث إذ لم يتم
العثور على أية أدلة مقنعة عن
وجود علاقة بين العراق والقاعدة
ولا على شواهد على قيام تعاون
مباشر بينهما.. لكن دوغلاس فايث
لم يرتدع بل على العكس سعى بكل
طاقته لتكذيب النتائج التي توصلت
اليها وكالة المخابرات المركزية
الأميركية ومخابرات وزارة الدفاع
وعمد الى عرض معلوماته المختلقة
على أحد كبار المحافظين البارزين
وهو مدير مكتب نائب رئيس
الجمهورية ديك تشيني وعلى نائب
مدير مكتب الأمن القومي ستيفن
هادلي في محاولة خبيثة منه
لتجاوز أجهزة المخابرات.. ولم يمض
وقت طويل حتى أمكن (تمرير)
معلومات فايث المختلقة الى الرئيس
بوش بالذات عن طريق القنوات
المعقدة في الإدارة الأميركية
كما تم تمريرها الى نائب الرئيس
ديك تشيني اللذين إعتمدا عليها في
الخطب التي كانا يتوجهان فيها الى
الرأي العام لتهيئته لشن الحرب
على العراق في آذار (مارس) 2003.
وهكذا نجحت المؤامرة!..
قال السناتور كارل لوفين في
شهادة مكتوبة إن تقرير وزارة
الدفاع قد أظهر بوضوح تام
الأسباب التي دفعت المفتش العام
الى الإستنتاج بأن دوغلاس فايث قد
قدم معلومات مخابراتية (غير
موثوقة)
قبل آذار 2003 تزعم وجود علاقة
بين العراق ومنظمة القاعدة..
ويلاحظ إن وصف المعلومات بأنها (غير
موثوقة أوغير مناسبة)
هو وصف غير دقيق لسلوك دوغلاس
فايث الاجرامي..وجرى إستخدام هذه
التعابير خوفا من نتائج ردة فعل
كتلة المحافظين الجدد الأجرامية..
ويبدو واضحا الآن إن الحرب كانت
كارثة فادحة للولايات المتحدة
يصعب الإستخفاف بنتائجها المدمرة
كما كانت كارثة للعراق والشرق
الأوسط بأسره..
ولكن من العجيب والغريب أنه لم
يكشف لحد الآن وبعد أكثر من خمس
سنوات من الإحتلال وفي تقرير
رسمي عن هوية المسؤولين عن هذه
الكارثة وعدم توجيه الاتهام
اليهم.
والسؤال المطروح :
لماذا فعل دوغلاس فايث وشركاؤه من
المحافظين الجدد مافعلوه وكيف
تدبروا ليخرجوا من الفضيحة
سالمين؟..
من الواضح ان الشاغل الأكبر الذي
كان يقلق هؤلاء المجرمين ويدفعهم
الى التحريض على الحرب هو الحرص
على تعزيز أمن اسرائيل وتدمير
دولة عربية لها وزنها وثقلها
وقوتها وما وصلت إليه في التقدم
التكنولوجي والصناعي وما تحمله
قيادتها من أفكار تعارض التوجه
العام للمهادنة مع إسرائيل وما
شكلته هذه القيادة من محور عربي
وقومي وإسلامي لمعاداة الهيمنة
الأمريكية والذي تطور ليشمل كل
قوى التحرر في العالم لما يملكه
العراق من ثروات ومكانة
إستراتيجية وعمق شعبي ..وبذلك
ستكون عملية الإطاحة بالنظام
العراقي هو ازالة كل تهديد
لاسرائيل يأتي من الشرق.. لقد
خططوا لتحويل المنطقة بكاملها
بالاعتماد على القوة العسكرية
الأميركية الى منطقة عازلة كما
خططوا لتصفية كل اعداء اسرائيل من
القوميين العرب والراديكاليين
الاسلاميين والناشطين
الفلسطينيين بضربة واحدة ولم تكن
الاطاحة بنظام العراق الوطني وشخص
الرئيس صدام حسين الا خطوة أولى
في عملية كبيرة تستهدف تحويل
المنطقة بكاملها الى ساحة تخدم
المصالح الاسرائيلية والأميركية.
وقام دوغلاس فايث بتعبئة الجمهور
الأميركي من أجل إقناعه بضرورة
الحرب على العراق بتسريب معلوماته
الملفقة الى مجلة (ويكلي
ستاندرد)
التي كانت تطالب (دون
كلل)
وبقلم رئيس تحريرها وليم كريستول
(
بقلب نظام الحكم في العراق منذ
أواخر عام 1990)
وهي اليوم تعبئ الجماهير لتقبل
على حرب شاملة ضد ايران.
وقد إعترف فايث بعد عدة أشهر من
غزو العراق بإخفاق الإدارة
الأميركية للتخطيط الملائم لما
بعد (سقوط
بغداد)
وشرح فيما سيأتي لماذا يؤمن بأن
ما حصل كان خطأ.
ومن أغرب ما صرح به هذا المجرم ما
ورد في مقابلة صحفية معه عام 2004
بخصوص ما حدث بعد غزو العراق
بقوله : (
إن محدودية قراءة المستقبل لهي
ذات أهمية خاصة بالنسبة لرامسفيلد
الذي يكره منطق التخمينات كراهيته
للموت فأهم إستراتيجية يتبعها
رامسفيلد هي الغموض أو اللا مؤكد)!!..
وشرح فايث هذه الإستراتيجية قائلا
: (
هي الحاجة للتعامل مع اللا مؤكد،
وعدم القدرة على تخمين المستقبل،
ومحدودية معرفتك ومحدودية
إستخباراتك)!!..
وفي التطبيق الفعلي (كما
يقول فايث)
هذه الإستراتيجية تعني : (
أننا لابد أن نكون مستعدين
للتعامل مع أي وضعية تنجم عقب
إنتهاء الحرب)!..
لو أن أحدهم قام بالبحث في كل
أوراقنا وسجلاتنا (ويوما
ما سيقوم أحدهم بذلك كما يقول
فايث
) فأنه لن يجد قطعة ورق واحدة
المفترض أن يكون مكتوبا عليها: (سيدي
الوزير أو سيدي الرئيس هذا ما
نتوقع أن يكون عليه الوضع فيما
بعد إنتهاء الحرب وهذه هي الخطط
الواجب إتباعها)!..
وأضاف: (
لو أنك فعلت ذلك أمام رامسفيلد
فسوف يقذف بك الى خارج المكتب قبل
أن تكمل عباراتك)!!.
مازال الحديث لفايث: (وهذه
نقطة جد مهمة)..
(
فبسبب هذه الإستراتيجية التي نؤمن
بها هنا فلا أحد خطط لما سوف
يحدث لأن أحمد الجلبي قال لنا بأن
كل شيء سيكون على مايرام)!!..
ويضيف فايث:
( لذلك توقعنا أن كل الأمور ستكون
ممتازة وعلى أكمل وجه بعد الحرب
ولم نُعد أنفسنا لتوقعات لا تعدنا
بأن كل شيء تمام!)..
هنا صمت فايث لعدة ثوان ورفع كفيه
الى الأعلى وهو يقول:
(
هل يمكنك أن تصدق هذا!)..(
أعني لا بد أن يكون الشخص مغفلا
ليفعل ذلك.. ولا أهتم بما قد
يعتقده البعض عن شخصي ولكن
رامسفيلد ليس بذلك الساذج... حتما
لم يكن ساذجا.. ولا أعرف كيف يمكن
لأناس أن يكتبوا ذلك!!)..
لقد كان فايث مندهشا وهو يقول ذلك
أكثر مما لو كان غاضبا..
قد يزعم البعض بأن رامسفيلد أو
وولفوتيز أو دوغلاس فايث أو
الإدارة بمجملها هي مجموعة من
الحمقى!!. فحكمتهم للتحضير
والتعامل مع ما بعد إحتلال العراق
هي ضمن هذه الإستراتيجية الطائشة.
ودوغلاس فيث هو نفسه الذي قال في
4 أيار/ 2004 في كلمة ألقاها في
مؤسسة أميركان إنتربرايز في سياق
عرضه للأسباب التي جعلت
الولايات المتحدة تشن الحرب في
العراق في عام 2003:
(
إنه في حين أن إخفاقات
المخابرات في ما يتعلق بأسلحة
الدمار الشامل في العراق تشكل
قضية جدية، إلا أنه
ينبغي ألا تُعمينا عن إن الأسس
الاستراتيجية لخوض الحرب في
العراق
لم ترتكز إلى معلومات سرية عن
مخزون من الأسلحة البيولوجية
والكيميائية. بل إنها
ارتكزت إلى تقييمات حول طبيعة
نظام صدام حسين ونشاطاته)..
وهو القائل كذبا وزورا:
(
لقد نجحت قوات التحالف في إنقاذ
معظم البنية التحتية العراقية
الضعيفة في زمن النظام السابق من
الدمار أثناء
الحرب وعمل التحالف خلال العام
الماضي على ترميم وتحسين تلك
البنية التحتية)!!..
وهو القائل إمعانا في الكذب
والتلفيق:
( لقد تجاوز توليد الطاقة
الكهربائية المستويات التي كان
عليها قبل الحرب
وأصبحت توزع بشكل أكثر مساواة
وعدلا. وتم ترميم أعداد كبيرة من
المدارس. وأصبح ما
يُنفق اليوم على الرعاية الصحية
في العراق يزيد ثلاثين مرة عما
كان عليه قبل الحرب)!!..
والكاذب بقوله:
(
لقد انخفضت البطالة بنسبة حوالى
خمسين بالمئة خلال العام الماضي
وأصبح
التضخم ربع ما كان عليه قبل الحرب.
)!..
والمزور بقوله:
(
وأحرز العراق
تقدماً أيضاً على الصعيد السياسي.)!..
وكذبه:
(
لقد حدثت تطورات سياسية
سارة على المستوى المحلي أيضا.
فقد أصبح لدى أكثر من تسعين
بالمئة من البلدات
والأقاليم العراقية مجالس محلية.
وأكثر من نصف السكان العراقيين
نشطون في الشؤون
المحلية)!..
ووصف عدم العثور على اسلحة دمار
شامل بانه:
(
شكل كارثة بالنسبة لمصداقيتنا
).. لكنه
اوضح ان هذا لم يكن ناجما عن خداع
مارسته الحكومة.
وقال ووفق أساليب معلميه وقادته
وزملاءه:
( لقد كان الامر خطأ نزيها وليس
اكذوبة )!..
وتابع في هذا السياق : (
ان النقطة الاساسية هي إن صدام
كان رئيسا لنظام معاد لنا
بشكل واضح ويشكل خطرا كما أنه
تصادم معنا في السابق)..
واكد فايث إن الإدارة توقعت
إحتمال إندلاع أعمال عنف طائفية
بعد الإحتلال
لكن الافتراضات التي اكدت إن
الجيش لن ينهار وإن الشرطة ستستمر
في عملهما و : (
تبين
بانها كانت خاطئة بشكل كلي)!..
وأشار الى مناقشات علنية مع بوش
جرت حول مخاطر محتملة أو تداعيات
جراء
الإجتياح.
وقد وضع وزير الدفاع حينها دونالد
رامسفيلد مذكرة بعنوان (عرض
الاهوال)
وهي
لائحة بما يمكن ان يحدث من خلل في
الحرب وضمنها عدم إمكانية العثور
على أسلحة دمار
شامل.
وتابع فايث إن اللائحة (
تضمنت أمورا مثل إمكانية أن تكون
الحرب أكثر دموية أو
كلفة مما تصوره البعض وكذلك
إحتمال الغرق في هذا المستنقع
والقلق أزاء عراق يسمح
لأعداء الولايات المتحدة بإستغلال
هذه الاوضاع)!..
ويؤكد ان كتابه يشرح كيف كان
العراق يشكل معضلة بالنسبة للرئيس
بوش!!.
ويختم قائلا :
(
أعتقد إن النقطة الرئيسية كانت
حول مدى صعوبة أن يتخذ الرئيس
قرارا
عبر الموازنة بين مخاطر التحرك ضد
صدام او عدم التحرك. لقد كان كلا
الخيارين أي
التحرك او عدمه يتضمنان مخاطر جمة)!..
وفي تقييمه لفايث قال الجنرال
الأميركي تومي فرانكس الذي قاد
الاجتياح الأميركي لأفغانستان
والعراق في مذكراته إن (
فيث
رجل نظريات غالبا ما تكون أفكاره
غير قابلة للتطبيق
عمليا)..
وعلى هدي الدجالين والحمقى الذين
أحاطوا ببوش الصغير وكمحرض بين
المحرضين ومزور بين مجموعة
المزورين والدجالين وكاذب بين
الكاذبين والمنافقين ..وكحاقد
ومنتقم لا يرى في نهاية نفق
مسيرته سوى الندم والخذلان.. فقد
إستقال دوغلاس فيث من منصبه كما
فعل غيره وسيفعل الآخرون ..
وقد قدم فيث إستقالته تزامنا مع
إستعداد الكونغرس لفتح تحقيق رسمي
في ٢٤
كانون الثاني ٢٠٠٥ بشأن وحدة
الدعم الاستراتيجي للتجسس التي
يديرها البنتاغون سرا
في مهمات للتجسس في العراق
وأفغانستان بمعزل عن وكالات
الاستخبارات والتي ثبت إشتراك
فايث في
إدارتها وتسخيرها بإعتباره أحد
أبرز الداعمين للحرب على العراق
لجمع وتأليف وخلق وتلفيق معلومات
مهمة وغاية في التأثير على قرارات
تمس أمن الولايات المتحدة القومي
ومستقبلها..
وخلافا للتقاليد الرسمية في
واشنطن أعلن عن هذه الإستقالة قبل
ستة أشهر من حصولها.
وتأتي خطوة الكونغرس هذه بعد
فضيحتين متتاليتين في العام ٢٠٠٤
ارتبط إسم المجرم فايث بهما..
الفضيحة الأولى
..كانت في تقرير عضو لجنة ١١
أيلول كارل ليفين الذي طالب
بمحاسبة فايث لتضليل البيت
الأبيض والرأي العام الأميركي من
خلال تلاعبه بمعلومات إستخباراتية
لإثبات وجود علاقة عملية بين
تنظيم القاعدة
وونظام الرئيس صدام حسين وثبت
إنعدامها وعدم وجودها ..
والفضيحة الثانية..
كانت كما ورود إسم فايث في تحقيق
مكتب التحقيقات الفدرالي حول
تسريب معلومات متعلقة بإيران
والعراق للجنة العلاقات
الإسرائيلية ـ الأميركية (
أيباك
)..ومنها إلى الحكومة الإسرائيلية.
.
لن تترك لعنة العراق مجرما دون أن
تفضحه ..
وإذا كان هؤلاء المجرمين قد
إمتهنوا لعبة التزييف والكذب
والتلفيق وخداع شعبهم قبل ان
يستهينوا بعقول الآخرين..
فالتأريخ وفي تعامله مع مثل
هؤلاء ..لم يسبق له ان رحم أحد.. |