ريتشارد بيرل أو
"أمير
الظلام
" كما يلقبه العسكريون في وزارة
الدفاع الأمريكية حينما كان
مساعدا لوزير الدفاع في إدارة
الرئيس الأمريكي
رونالد ريغان بسبب معارضته
لسياسات الحد من الأسلحة مع
الإتحاد السوفيتي أيام الحرب
الباردة
.
بيرل صاحب فكرة الغزو الأمريكي
للعراق وهو أيضاً عضو في مجلس
إدارة
المعهد اليهودي لدراسات الأمن
القومي وأحد أعضاء مجلس إدارة
صحيفة الجروزليم بوست
الصهيونية
.
ريتشارد بيرل هو أبرز فلاسفة
عقيدة الحرب الوقائية..ومهندس
الحرب الأمريكية ضد أفغانستان
والعراق..وأشد محرضي الرئيس بوش
ضد دول عربية وإسلامية..فضلا عن
كراهيته العنصرية للشعب الفلسطيني
بل للإسلام كدين.يعتبر بيرل من
أشد صقور الإدارة الأمريكية ورموز
اليمين المحافظ المتطرف وأوثق
مستشاري الإدارة الأمريكية ووزارة
الدفاع خصوصا..
ولد بيرل عام 1941في نيويورك
وتخرج من جامعة كاليفورنيا عام
1962 وعمل في السبعينات مع
للسناتورهبري جاكسون المعادي
للشيوعية والمؤيد
لإسرائيل.
وشغل بيرل بين 1981 و1987 منصب
مساعد وزير الدفاع لسياسة الأمن
الدولي وشارك في كثير من المعاهد
والمراكز البحثية التي يديرها
صقور الإدارة
الأمريكية الجدد مثل معهد أمريكان
أنتربرايز..وعمل
تحت إدارة دوغلاس فيث
وكيل وزارة الدفاع وأعتبر أحد
أبرز الصقور أيضاً في شركة "لوبي"
.
ومن المعروف عن بيرل إلتزامه
الكامل بإسرائيل وولاؤه المطلق
لها وحدها وقد حاول جهده على مدى
ثلاثة
عقود أن يوجه السياسة الأمريكية
لخدمة إسرائيل..
وبيرل عضو في المعهد اليهودي
لشؤون الأمن القومي وقد إعتاد أن
يستغل صداقاته واتصالاته داخل
الإدارة لخدمة
الكيان الصهيوني.
في أيلول / سبتمبر 2000 أعد صقور
البنتاغون وعلى رأسهم ريتشارد
بيرل
وبول وولفوفيتز ووليام كريستول،
وروبرت كاجان، وجاري شميت، ولويس
ليبي. تقريراً
بعنوان "
إعادة بناء دفاعات أميركا:
الاستراتيجية والقوات والموارد
لقرن جديد".
وتضمن هذا التقرير أهمية قيام
الولايات المتحدة الأمريكية بلعب
دور أساسي وفعال في أمن الخليج
العربي والذي حاولت لعبه لعدة
عقود..وركز هذا التقريرعلى أن
الصراع الحالي مع العراق يوفر "عذرا
عاجلا"
للمباشرة بالتحرك لتثبيت وجودها
العسكري في المنطقة ..مع تركيز
التقرير على إن هذا التحرك وهذا
الوجود العسكري الأمريكي الكبير
في الخليج يتجاوز وجود النظام
العراقي ويدعو الى سيطرة
أمريكية على نظام الأمن الدولي
بما يتفق مع المصالح الأمريكية..
وهكذا "فحتى
لو غاب
صدام يجب أن تظلّ القوات
الأمريكية في المنطقة !".
ومن جانب آخر حثت هذه الدراسة
الحكومة الإسرائيلية الجديدة (
وكانت في حينها حكومة نتنياهو)
على إنفصال تام عن السياسات
المطروحة والتخلي عن فكرة السلام
الشامل
وتغيير التعامل مع الفلسطينيين
باللجوء الى المطاردة الحامية
دفاعاً عن النفس
والبحث عن بديل لياسر عرفات أو
بدائل أخرى
.
ومن الجدير بالذكر أن ريتشارد
بيرل كان قد كتب تقريرا سلمه
لنتنياهو عام 1996 قال فيه بالنص
"
تستطيع إسرائيل تشكيل بيئتها
الاستراتيجية بالتعاون مع تركيا
والأردن، عن طريق إضعاف سوريا
واحتوائها، حتى
ودحرها إلى الوراء. ويمكن أن يركز
هذا الجهد على إزاحة صدام حسين عن
السلطة في
العراق ـ وهو هدف إسرائيلي
استراتيجي بحد ذاته ـ كوسيلة
لإحباط طموحات سوريا
الإقليمية".
وسميت هذه الوثيقة بوثيقة "
الإنهيار النظيف"
!..
وسَلََّم بيرل وثيقة "الانهيار
النظيف"
المؤلفة من ست صفحات إلى
نتنياهو في 8 يوليو 1996 قبل
يومين من حديث نتنياهو في جلسة
مشتركة للكونغرس
الأمريكي.. وكان معظم خطاب
نتنياهو في هذه الجلسة مؤلفاً من
مقتطفات مختارة مسبقاً من وثيقة
"الانهيار
النظيف"..
كانت الوثيقة تدعو إلى رفض قاطع
لأوسلو ومبدأ "الأرض
مقابل
السلام"،
وإلى تحطيم السلطة الفلسطينية
تحطيماً وحشياً وإعادة احتلال
مناطق السلطة
على أن يُسَوَّغ ذلك بذريعة "حق
إسرائيل في ملاحقة الإرهابيين"
.
ومنذ شباط 1998 شنت الحكومة
البريطانية بقيادة رئيس الوزراء
توني بلير حملة منسقة مع
حكومة نتنياهو الإسرائيلية وشبكات
العملاء الإسرائيليين من أمثال
ريتشارد بيرل داخل
الولايات المتحدة، لحث الرئيس
وليام كلنتون على شن حرب ضد
العراق وفق نفس البنود
التي وردت في الوثيقة المذطورة
آنفا التي تم تقديمها لنتنياهو
من قبل.. وقد وضعت مبررات مفترضة
لشن الحرب ضد
العراق بزعم امتلاك العراق "أسلحة
دمار شامل"حيث
كان مفتشو الأسلحة التابعون للأمم
المتحدة لا يزالون يعملون داخل
العراق.. ولدعم الإندفاع نحو
الحرب أصدر وزير
الخارجية البريطاني روبن كوك
وثيقة رسمية مليئة بالأكاذيب حول
جهود العراق وسعيه
للحصول على أسلحة دمار شامل.
وفي 19 شبط 1998 وجه ريتشارد بيرل
وعضو الكونجرس
السابق ستيفن سولارز
رسالة مفتوحة إلى كلينتون مطالبين
فيها بحملة
عسكرية شاملة تقودها الولايات
المتحدة نحو "تغيير
النظام"
في بغداد !..
وتضمنت الرسالة المخطط العسكري
الفاشل والخطير لقلب النظام
الوطني في العراق والذي تم نشره
في تلك الرسالة المفتوحة والذي تم
إحياؤه
لاحقا من قبل شبكة ريتشارد بيرل
من "الصقور
الجبناء"
في مكتب وزير الدفاع..
وقد تم رفض الرسالة في حينها بشكل
مباشر من قبل قيادة أركان الجيش
وكان من بين الموقعون الأصليين
على رسالة
بيرل- سولارز المفتوحة الموظفون
في إدارة بوش الحالية التالية
أسماؤهم:
(إليوت
أبرامز -
مجلس الأمن القومي)، (ريتشارد
أرميتاج
- وزارة الخارجية)، (
جون بولتون
- وزارة الخارجية)، (دوجلاس
فيث
- وزارة الدفاع)، (
فريد ايكل
- مجلس الدراسات الدفاعية)،
زالماي خلي زادة
- البيت الأبيض)، (بيتر
رودمان
- وزارة الدفاع)، (
دونالد
رامسفيلد-
وزير
الدفاع)، (
بول وولفوويتز
-
وزارة
الدفاع)، (
ديفيد وورمسير
- وزارة الخارجية)، (
دوف زاكايم
- وزارة الدفاع).
وقد رفض الرئيس كلنتون دعوات
الحرب هذه في فبراير 1998 مسببا
لكل
من توني بلير ونتنياهو نوبات غضب
هستيرية.. وإستمرت محاولاتهم
والتي أدت الى رفض كلينتون مجددا
في
تشرين ثاني 1998 مطالب بلير
ونتانياهو الداعية إلى الحرب ضد
العراق..ولكن عاد الرئيس كلنتون
وتحت ضغط الهجمة الداعية إلى
إقالته (على
خلفية فضيحة مونيكا لوينسكي
) استسلم كلنتون في النهاية
وأعطى تفويضا بشن عملية ثعلب
الصحراء في كانون أول 1998
بينما كان عائدا من إسرائيل
على متن طائرة الرئاسة الأمريكية
ولكن حملة القصف ضد العراق لم
تقضي على نظام الرئيس صدام
حسين وبقيت القضية معلقة ومقلقة
لهذا اللوبي لمدة ثلاثة سنوات
الى ان حانت الفرصة لإثارة
الموضوع بعد 11 سبتمبر 2001.
في عام 2001 قبل ريتشارد بيرل
دعوة وزير الدفاع الأمريكي دونالد
رامسفيلد لتولى منصب رئيس
مجلس السياسات الدفاعية الذي أسس
سنة 1985 وهو أعلى
مؤسسة في البنتاجون .. وهو منصب
غير رسمي يعطي صاحبه نفوذاً
كبيراًوتاتي أهمية هذا المجلس
كونه يضم عدداً كبيراً من
المسؤولين السابقين الموالين
للحزب الجمهوري ومنهم هنري
كسينجر، ونيوت غينفريتشي وغيرهم..
وهذا المجلس هو الذي عرض أمامه
تقرير مؤسسة راند في يوليو 2002
الذي أعده الفرنسي لوران
مورافيتشوالذي صنف فيه
المملكة العربية السعودية بأنها
عدو لأمريكا بعد العراق.. ودعا
التقرير الى احتلال آبار
النفط فيها واستثمارها مباشرة من
قبل الولايات المتحدة ومصادرة
أرصدتها في البنوك
الأمريكية بسبب رعايتها
للإرهاب؟!.. والسعي لإعداد المسرح
العام لعملية التغيير الكبرى في
الشرق الأوسط وحاول رئيس
وزراء بريطانيا بأسلوب مغلف
مخاطبة عواطف العرب بالحديث عن
خريطة الطريق وتسوية الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي. ليتم هذا
يجب أن يحسم الملف العراقي وأن
يحدث إصلاح في
السلطة الفلسطينية لتكون أكثر
ديمقراطية..
لذلك لم تكن صدفة في حينها دعوة
بريطانيا لعقد
مؤتمر للمعارضة العراقية في لندن
بحضور المبعوث الأمريكي زلماي
خليل زاده للتشاور
حول العراق بعد إزالة نظام صدام
حسين لأن الإزالة سوف تنفرد بها
الولايات المتحدة
ولحد ما بريطانيا.وكان بيرل خلال
وجوده في هذا المنصب واحد من
مصممي ومروجي ومشجعي سيناريو شن
الحرب على العراق .
بعد لحظات من
هجوم 11 سبتمبر على نيويورك
وواشنطن كانت ذات الشبكات
الأمريكية هذه المرتبطة
بالجاسوس جوناثان بولارد التي
صممت السياسة الخارجية لنتنياهو
تحث الخطى على طريق الحرب
مطالبة الرئيس بوش بشن حرب ضد
العراق برغم حقيقة أنه لغاية
اليوم وبإعتراف كل أجهزة
المخابرات الأمريكية لم يتم تقديم
أية
أدلة تربط العراق بهجمات الحرب
غير التقليدية في 11 سبتمبر.
بينما أعلنت
حكومة شارون مباشرة أن صدام حسين
أمر بتنفيذ الهجمات وطالبت بهجوم
انتقامي شامل ضد
بغداد.
في يوم 10 يوليو 2002 قام
ريتشارد بيرل بترتيب جلسة لمجلس
السياسات الدفاعية التي طالبت
بتطهير قيادة
الأركان الحربية الأمريكية من كل
المعارضين للحرب ضد العراق، كما
دعت إلى احتلال
منابع النفط السعودية عسكريا من
قبل الولايات المتحدة وقطع جميع
الروابط مع آ ل
سعود بالضبط كما اقترحت دراسته
المقدمة إلى "معهد الدراسات
الاستراتيجية
والسياسية المتقدمة" عام 1996.
في 27 مارس 2003 قدم بيرل
إستقالته إثر فشل استراتيجية
الصدمة
والرعب التي وضعها للعدوان على
العراق بعد صمود الشعب والجيش
العراقي لمدة عشرين
يوماً في المواجهة بعد أن غرقت
أمريكا وبريطانيا في المستنقع
العراقي والذي لطالما تغني بأن
إحتلال العراق لن
يأخذ سوى بضعة أيام محدودة وأنه
بمثابة نزهة للقوات الأمريكية..والذي
عبر عنه
بيرل قبل إستقالته أو إقالته
بمقالته بعنوان "وداعاً
للأمم المتحدة".
ولو أن الإدانة
بسقوطه في يعود إلى تعامله
المخالف للأنظمة من خلال انضمامه
إلى فريق
مستشارين كبار لأحدى الشركات
مقابل حفنة من الدولارات وهو
الأمر الذي اعتبر خرقا لقواعد
الإدارة الفيدرالية الأخلاقية كما
تدين بسقوطه إلى الصحفي المشهور
سيمون هيرش الذي
يواصل كشف النقاب عن عمليات
الابتزاز التي مارسها "شيطان
الظلام".حيث
ثبت أن نشاط ريتشارد بيرل السياسي
العدائي له صلة كبيرة بالكسب
المادي والأعمال التجارية من
خلال علاقاته بشركات كثيرة معروفة
وأشيع بأنه تمت استقالته أو
إقالته لعدم إمتثاله لقواعد
الإدارة
الفيدرالية بعد أن كشف النقاب أن
الشركة الأمريكية "جلوبال
كروسينغ" العملاقة في
مجال الاتصالات ضمته أخيرا إلى
فريق مستشاريها الكبار مقابل 125
ألف دولار و
600
ألف دولار أخرى في حال إتمام صفقة
مع مستثمرين آسيويين.. وبعد أن
طالب جون
كونيرز النائب الديموقراطي في
الكونغرس بفتح تحقيق شامل في كل
تعاملات بيرل في مجال التجارة
والرشاوى وذلك في رسالة إلى
المحقق العام في البنتاغون.
وعن فكر هذا الطائش وإرتباطاته
..فقد تم نشر مقال خلال الغزو
الأمريكي عام 2003 لاحدى الصحف
الانجليزية نقلا عن وكالات
الانباء بعنوان "كشفناهم!"..
حيث ورد في المقال من أن مجموعة
المحافظين الجدد في الادارة
الامريكية ومنهم ريتشارد بيرل لا
يمثلون رؤية سياسية محددة فحسب بل
يعبرون ايضا عن مدرسة فلسفية
تنتمي لفكر
الفلسوف الألماني اليهودي ليفي
شتراوس
أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة
شيكاغو منذ اربعينات القرن الماضي
والمتحمس للفكر الصهيوني .. و
تتمثل هذه الرؤية التي أطلق عليها
"بالرؤية
الشتراوسية"
في أنه لا يمكن للمُثل العليا ان
تتحقق إلا من خلال مجموعة ضيقة من
السياسيين تقوم بكل شيئ و أي شيئ
من أجل تحقيق تلك المُثل.
وكانت هذه الإشارة واضحة لفهم
ونهج ظاهرة المحافظين الجدد في
الولايات المتحدة و التي تم ربطها
بشكل وثيق وواسع بأهمية دور ليفي
شتراوس في التكوين الفكري و
السياسي لأهم رموزهم.
وعلى الرغم من خروج بيرل من دائرة
الضوء إلا أنه أستمر بتسويق
أفكاره الشيطانية..ففي يوم
14 تشرين ثاني 2002 ظهر المستشار
ريتشارد بيرل في محاورة مهمة على
قناة (PBS)
الامريكية ..ويومها كان بيرل نجما
من أكثر النجوم السياسين حضورا
آنذاك على الشاشات الامريكية وفي
هذه المقابلة الشهيرة أوضح بيرل
علاقته بكل من
ألبرت هولستتر
والذي يمثل أحد أهم وجوه المدرسة
الشتراوسية وعلاقته ببول وولفويتز
الذي كان أحد أهم طلابه..
وعندما صرح ريتشارد بيرل ليلة
الاربعاء 19 تشرين ثاني 2003 في
معهد الفن المعاصر بلندن انه في
الحالة العراقية قد حدث "
تصادم الحق الاخلاقي مع القانون
الدولي
" وكما ورد في عدد الكارديان
اللندنية في عددها يوم 20 تشرين
الثاني 2003 فإنه قد أفشى عن عمد
بأحد أهم وأخطر أسرار حكماء
الإدارة الامريكية التي لا يجوز
البوح بها لأي من عامة الناس لما
يمثله من تناقض واضح بين الأهداف
والأسباب المعلنة وبين الأهداف
والوسائل المخفية ..في وقت كانت
كل تصريحات الادارة الامريكية
تركز على تبرير الغزو والهجوم على
العراق وإحتلاله من خلال قرارات
الامم المتحدة.
لقد عبر بيرل في هذا التصريح وفي
كلمات محددة وواضحة وأمام كل
عدسات المصورين و المراسلين
الدوليين في قاعة الفن المعاصر في
لندن ما سخّر لأجله ليفي شتراوس
حياته الفكرية كلها من كتابات
فلسفية ضخمة حررها داخل مكاتب
معزولة ومغلقة وسرية.
وقد نشرت صحيفة الديلي تلغراف
البريطانية في عددها بتاريخ 31
كانون الثاني 2003 تقريراً جديدا
عن
صقور الإدارة الأمريكية وعلى
رأسهم ريتشارد بيرل طالب فيه
الإدارة الأمريكية بالعمل
الجاد لتغيير نظامي الحكم فى
سوريا وإيران وفرض حصار عسكري على
كوريا الشمالية أشبه
بحصار كوبا مع التخطيط لتوجيه
ضربات إجهاضية لمنشأتها النووية
..وحث
بيرل على
معاملة المملكة العربية السعودية
وفرنسا ليس كحلفاء وإنما كخصوم بل
وكأعداء
.
وذكرت صحيفة " ديلى تليغراف "
البريطانية إن هذه المطالب جاءت
فى بيان رسمي
علني قدم على أنه الدليل الى "
النصر فى الحرب على الإرهاب
" وتضمنه كتاب جديد كتبه
ريتشارد بيرل مستشار وزارة الدفاع
الأمريكية البنتاجون المتشدد وأحد
صقور الإدارة
الأمريكية وديفيد فرام أحد كتاب
خطب بوش سابقا حيث وجها فى هذا
البيان تحذيرا
من تعسر إرادة النصر فى واشنطن
ووصفت الصحيفة التي نشرت هذا
البيان بأنه يمثل محاولة من جانب
معسكر الصقور لتبديد حالة الركود
والفتور فى فترة مابعد العراق
ولشن هجوم مضاد ضد
ما يعتبرونه حملة تسلل معادية
يقوم بها أعدائهم فى بعض المراكز
الحساسة مثل وزارة
الخارجية أو نخبة كبار ضباط الجيش
وقالت الصحيفة إن هذه
الإستراتيجية نشرت في هذا
الكتاب بعنوان "
نهاية الشر.. كيف ننتصر فى الحرب
على الإرهاب".
وأشارت
الصحيفة الى أن هذه المشاعر
المتطرفة من الصقور وعلى رأسهم
ريتشارد بيرل تلقى تجاوبا
ومشاركة من صقور داخل
الحكومة يتمتعون بقواعد ثنائية
للنفوذ تتمثل فى القيادة المدنية
البنتاغون ومكتب
نائب الرئيس ديك تشيني وقد طالب
المتطرفون فى كتابهم بان تكون أي
محادثات مع
كوريا الشمالية مشروطة بتخليها
الكامل والفوري عن برنامجها
النووي ولأن بيونغ
يانغ سترفض بالقطع مثل هذه الشروط
لذا يحث الكتاب على فرض حصارعسكرى
على كوريا
الشمالية على غرار حصار كوبا
وإتخاذ إستعدادات علنية للحرب ومن
بينها سحب سريع
للقوات الأمريكية من الحدود بين
الكوريتين لكي تكون بمنأى عن مدى
مدفعية كوريا
الشمالية ويتوقع كاتبو الكتاب أن
تدفع هذه الخطوات الصين لكي تتخلى
عن حليفها
الأسمى كيم جونج أيل وتنصيب نظام
أليف فى كوريا الشمالية.
وطالب بيان بيرل وأقرانه بإتخاذ
إجراء صارم ضد فرنسا وقالوا إنه
ينبغي على الحكومات الأوروبية أن
تختار بين باريس وواشنطن ودعوا
الى الحفاظ على إستقلال بريطانيا
عن أوروبا وقالوا
إن ذلك قد يكون من خلال فتح الباب
أمام الأسلحة البريطانية لدخول
السوق الدفاعية
الامريكية.
وفي كتابه هذا لا يعتبر بيرل أن
الشر ومحوره مقصور علي العالم
العربي والإسلامي فقط بعدما روج
لذلك كثيرا ولكنه يري أن الشر
منتشر من حول أمريكا وعلينا
تدميره فورا قبل أن يدمرنا حتي لو
كان كامنا بين حلفائنا القدامي في
أوروبا ومنهم فرنسا أو في داخل
أمريكا ذاتها.. الكتاب والأفكار
التي تبشر بأن الشر ليس له
نهاية..ومحاربته يجب ان تستمر..
وبيرل يقول : (
أن حلم العالم الآمن الذي تسوده
الديمقراطية والقانون في طريقه
للتحقق عن طريق القوة الأمريكية
المحررة التي بدأت من البوابة
العراقية وستشمل المنطقة التي
تشكل استثناء وحيداً في مرحلة
اكتمال مسار الحرية(أي المنطقة
العربية الإسلامية
)..
وتعتمد الأفكار الطائشة لهذا
الأحمق على مبدأ تغيير الأنظمة
بالقوة ومحاصرة فرنسا لتحجيم
دورها في أوربا مع تأكيده على
ضرورة فرض تغيير مناهج التعليم
ووقف التعليم الديني وإغلاق
المدارس الإسلامية في كل
مكان..ويصل الى حد العمل على
تغيير ميثاق الأمم المتحدة حتي لا
يظل مقيدا لحركة أمريكا في شن
الحروب الوقائية..ويتجاوز في
نظرياته التدميرية والتفكيكية
ليدمج بين تفكيك المنظمات
الإسلامية والتجمعات العربية
وتفكيك أجهزة الأمن والمخابرات
الأمريكية ذاتها لفشلها في القيام
بعملها وتقصيرها في رصد وقمع نشاط
الأشرار وأعداء امريكا في العالم
إضافة الى قتل الإرهابيين في
أوكارهم خارج أمريكا وعزل
البيروقراطيين في وزارة الخارجية
الأمريكية وطردهم!..
سيرحل بوش كما رحل ريتشارد بيرل
الذي قال في تقريره الذي قدمه إلى
مجلس سياسة الدفاع والذي يحمل
عنوان"
سورية بعد العراق"
عن الحالة العربية بقوله : "العرب
يعيشون في كارثة مزمنة منذ مائتي
سنة، فاتهم قطار الثورة الصناعية
والآن يفوتهم قطار الثورة الرقمية
وهم يفقدون الدوافع الداخلية
للتأقلم مع العالم الحديث".
وركز التقرير على أنه لا بد من
تغيير كامل في العالم العربي،
برعاية أميركية. وبالنسبة لسورية
وفلسطين يكون التغيير بمساعدة
إسرائيل!.. ونصح التقرير
باستراتيجية "الضربة
الوقائية"
الأميركية التي أعلنها وتبناها
بوش وحملت له ولصقوره ومحافظيه ما
حملت من هزائم وإنهيارات وخسائر..
لقد تهاوت افكار هذا المنظر الذي
يمكن شراءه بالمال والذي أعلن منذ
نهاية التسعينات ان عزل الرئيس
صدام حسين هو (هدف
استراتيجي وتاريخي بالنسبة
لإسرائيل، ولا صلة له بالتطورات
الأخرى)..
وما رسمه من سيناريوهات اهمها: (السيناريو
الذي تستطيع إسرائيل الاشتراك في
"الضربات الوقائية" الأميركية ضد
الأهداف الإرهابية أو ضد الدول
المارقة.. لكن هذا الاشتراك لن
يكون مباشراً خوفاً من مزيد من
غضب العرب على أميركا بل بطريقة
غير مباشرة مثل توفير قواعد
عسكرية وعمليات التجسس)…".
وفي
تشرين ثاني 2006 أعلن ريتشارد
بيرل بانه :(
نادم لانه قدم استشارة للرئيس بوش
بغزو العراق)!..
واضاف بيرل انه : (
لو كان لديه القابلية لاستطلاع
المستقبل و رؤية مايحدث الان
بالعراق لما قدم استشارة توصي
بغزو العراق)!.
.
واضاف بيرل انه : (
كان سيلجا لبدائل اخرى لاحتواء
صدام ونظامه)
!..
هذه هي طبيعة تفكير العقل المفكر
والمخطط والمدبر والمؤثر فعلا في
فكر وسياسة مطبخ اليمين المحافظ
من حول بوش ..
وهو التيار العدواني الذي قاده
بيرل وجماعته والذي قوي وازدهر
في أمريكا وهو الذي صاغ فلسفة
الحكم للرئيس بوش الابن حتي قبل
أن ينجح في انتخاباته الأولي
عام2000 وهو الذي قفز بعد النجاح
وعلى مدى ثمانية سنوات الى
احتلال أهم مفاتيح التحكم في
شرايين الحكم خصوصا البيت الأبيض
ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن
والكونجرس والإعلام ..
ومن الواضح أنه نجح حتي الآن في
فرض أفكاره وسياساته على الرئيس
وحكومته وكلاهما كان متلهفا
ومستعدا لقبول هذه الأفكار وتطبيق
تلك السياسات فكيف لا يصاب هذا
الرئيس بالحمق والطيش ؟!! ..
واليوم ..
أين أحلام بيرل أو شيطان الظلام
في تحرير العالم وهو بنظرياته
التي إتبعها بوش قد نشر الشر
والرذيلة والدم والفتن
بدلا من السلام والأمن ..
فأي نهاية
للشر وقد زرعتموه في كل مكان؟..
إنها فشل النظرية وفشل الأساليب
والأدوات وعدم شرعية الهدف ..
إنه النصر لنا بكل المقايسس رغم
عمق جراحنا وتضحياتنا..
وهوالأعتراف بالهزيمة الفكرية
والميدانية لهذا الصراع الذي
طالما قال عنه بيرل بانه : (صراع
الحضارات)..
|