يا جماهير
أمتنا العظيمة..
أيها المناضلون في كل مكان...
من أعقد إشكالات ومآزق بعض
الأنظمة العربية القمعية ، وما
تمثله من خطورة على نفسها وعلى
أوطانها ومواطنيها.. إنها تمارس
الحكم بدون أن تمتلك مشروعا وطنيا
وقوميا واضح المعالم والأهداف
والإستراتيجيات!!، فتتحول إلى
مجرد "سُلَط" لا تمت بصلة إلى
"أنظمة الحكم"!! تتسلَّط ولا
تحكم، وتدير شؤون بلدانها ومصالح
مواطنيها بالأزمات، بدلا من الخطط
والبرامج التنموية!! كل همها هو
إطالة عمرها في السلطة، باختلاق
وصناعة معارك وهمية !! وإن لم تجد
فمع تفرعاتها وأجنحتها!! لأن
الأمن والاستقرار والسلم
الاجتماعي، يكشف ضعفها وعجزها
ويفضح نواياها و يجعل الناس
يدورون في حلقات مفرغة تدور حول
ممارساتها وعبثها وانتهاكها لحقوق
المواطنين وتفريطها بمصالح الوطن
بدلا من أن تشد الناس إلى العمل
والانشغال بالتنمية والإنتاج
والخروج من عنق الزجاجة..الخ!!
وهذا ما يدفع بهذه "السُلَط" التي
تعجز عن كسب ثقة مواطنيها، لأن
تتحصن دائما وأبدا بالأزمات
وإعادة إنتاج وبرمجة الصراعات،
التي تنال منها بذات قدر الضرر
الذي تلحقه هي بمجتمعاتها!!
"كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما
تأكله"!! وقد اثبت التاريخ
الإنساني إن هذا الصنف من
"السُلَط" من أكثر الآفات خطرا
على أمن واستقرار ووحدة وتقدم
الشعوب والأمم .. بل وحتى على
وجودها.. كيانا، وحضارة، وقيما..
الخ!!؟
أيها
الأحرار في الساحة القومية..
إن قطر السودان الشقيق، يرزح
اليوم- للأسف الشديد- تحت نير
وعذابات وتنكيل إحد أكثر أنظمتنا
العربية تجسيدا وتمثلا لهذه
"السلط الشمشونية" المفرطة
والعابثة بنعمة الحياة والغرق في
ظلمات العدمية وشرعة الغاب،
المتركزة والمنقادة وراء غريزة
السلطة والتسلط والاستبداد بالرأي
وإلغاء الآخر ومصادرة حقوقه
الوطنية والإنسانية ! تجلت
مظاهرها وتتجلى اليوم، من خلال
العزلة الشعبية التي يعانيها نظام
السودان ومؤسساته.. ومن خلال
حملات القمع والتعسف والملاحقات
والاعتقالات التي تقوم به أجهزة
النظام الأمنية في حق الوطنيين من
أبناء السودان، والتي توجت يوم
11/10/2008م باعتقال الرفيق
المناضل/ شمس الدين أحمد صالح،
عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث
العربي الاشتراكي-أمين سر تنظيمات
(دارفور) للحزب، عقب المداخلة
النقدية للنظام التي قدمها باسم
الحزب في لقاء الأحزاب السودانية
مع وفد المبادرة القطرية، والتي
نالت تأييد واستحسان وإجماع كل
القوى السياسية التي حضرت اللقاء،
وعرت الكثير من سوءات النظام التي
يحاول تغطيتها باستغلال تأييد هذه
القوى الشريفة لحكومة السودان في
رفضها للانصياع للضغوط الأجنبية
لتسليم الرئيس عمر البشير وأي
مواطن سوداني لأية قوى دولية.
أيها
الأحرار في الأمة..
أيها المناضلون على أرض السودان
العزيز..
إن حزبنا- حزب البعث العربي
الاشتراكي القومي- في الوقت الذي
يدين فيه اعتقال السلطة السودانية
للرفيق المناضل/ شمس الدين أحمد
صالح، فإنه يطالبها بالإفراج
الفوري عنه وعن رفاقه المعتقلين
وكافة المعتقلين من القوى الوطنية
الشريفة التي تناضل من أجل فجر
سودان جديد قوي وموحد أرضا
وإنسانا.. كما ويدعو النظام
السوداني-من منطلق الحرص على
الوحدة الوطنية السودانية-
للتصالح مع شعبه وقواه الوطنية
والقومية والإسلامية، في مواجهة
التحديات المصيرية الخطرة التي
تطوق قطر السودان الشقيق وتستهدف
تمزيقه وتجزئته إلى دويلات
وكانتونات دينية وعرقية ونهب
ثرواته.. فإنه وبذات القوة يعلن
وقوفه إلى جانب شعبنا في السودان
العزيز وطلائعه الوطنية من أحزاب
ومنظمات جماهيرية وفي الطليعة
منها حزبنا- حزب البعث العربي
الاشتراكي قطر السودان، في
مقاومتها الباسلة وإدانتها
المطلقة لكل أشكال التدخلات
الأجنبية-الاستعمارية في شؤون
السودان الداخلية، وفي رفضها
تسليم أي مواطن سوداني لأي من
الدوائر الدولية، ويدعو كل
الخيرين في قطر السودان الشقيق
إلى الاصطفاف الوطني العريض على
قاعدة الوحدة الوطنية، التي ليس
بغيرها تُحل المشاكل والأزمات
المستعصية التي نراها اليوم تفتك
بالسودان وشعبه، وتحول دون تحقيق
الأمن والاستقرار والتنمية لهذا
الشعب العظيم الذي يَعْتبره شرفاء
العرب بوابتهم المثلى للنهوض
والمنعة والتقدم لما يمثله في هذه
القارة الكبيرة التي يشكل السودان
فيها وفي الوطن العربي الكبير سلة
غذائية في الحاضر والمستقبل وجسر
تواصل للتفاعل الخلاق مع القارة
الأفريقية الكبيرة.
الحرية للرفيق شمس الدين ورفاقه
وكافة المناضلين من القوى الوطنية
السودانية.
|