كم قرأت الفكر الوثني وكم توغلت
بين عقائده ومناهجه والمسطرين له
من اشباه البشر حتى كرهته لانه لا
يحب العقل البشري ولا يحسب له أي
حساب بل وينظر اليه بدونية حد
الاستخفاف به والاقصاء له بل
واختصاره في لعبة من طين او جثة
هامدة على الناس عبادتهما او انهم
كافرون؟فكر يلغي الخالق العظيم
ويصادر الايمان به كقوة اعظم من
مخلوقاته لا تشبههم بشئ فمهندس
السيارة لا يشبهها ومصمم الطيارة
لا يشبهها رغم كل ذاك العنفوان
والقدرة على مخر الاثير بسرعة
متناهية وكذلك مكتشف الحاسوب
العملاق الذي توصل اليه البشر
كاخر قدرة على الاكتشاف لحد الان
لا يشبه تلك الالة التي هي تحت
ايدينا وهكذا بقية الاشياء التي
ابتكرها الانسان.من هنا بدأت
تفكيري العميق في كيفية تفكير بعض
البشر بوجود قوى اخرى لها ما
لخالقها من القوى الخفية على
الخلق والبعث والاستجابة لما
يحتاجه البشر من الخير والشر
والعقاب والثواب وبالتالي يلغى
الخالق بهذه السهولة ويختصر دوره
كمراقب لمخلوقاته التي تقاد من
قبل خلائقه الهامدة الجامدة او
الميتة الفاقدة.
صحيح ان العرب تقربوا للاصنام
زلفى حينما اشركوا بالله الواحد
الاحد لكن لم يتركهم الله في غيهم
بل ارسل عليهم سيدنا خير خلق الله
محمد صلى الله عليه وسلم ليوحدوا
الله ولا يشركوا به شيئا وصحيح ان
هناك عبدة الابقار في شبه القارة
الهندية ولكن عصوا الله وارتموا
في حظن بقرة يخافون منها اشد من
الخوف من خالقها وهي تلك المسكينة
التي لا تفكر بشئ غير توفر القليل
من الحشيش وما يسد حاجياتها من
اجل البقاء كما انها اضعف خلق
الله امام الاسد او الذئب اذا ما
ارادا بلعها شراكة او فرادا؟اليوم
توفرت كل البراهين الفلكية
والبيولوجية والفيزيائية على
وجود الله سبحانه وتعالى ومن ثم
تطابق العلم مع القران وتطابق
الفلسفة وعلم المنطق مع الرسالات
السماوية واخرها الاسلام الحنيف
الذي جب ما قبله وعلى رأسها
الصنمية وتحجير العقول وايقافها
عند حاجيات اولياء الامور
ورغباتهم الدنيوية الرديئة قصيرة
المدى والرؤيا.
ان الفكر المجوسي الذي اتخذ من
النار الها فعبده وربما راجع ذلك
الى الشعور بهول النار نتيجة
احتراق احد ملوك الفرس يوما ما في
لحظة واحدة مما دعى وريثه الى
اتباع النار تحاشيا لغضبها ورعبا
منها ان تحرقه وبالتالي اصبحت
النار الها يعبد فكانت الوقوع في
هاوية عبادة الاصنام ولسنين طويلة
حتى امست بالوراثة حبا لعبادة
الاصنام.هذا التوارد المنحرف عن
خط القدرات العقلية الفائقة للعقل
البشري بقدرة التفكير في المحيط
ومصمم هذا المحيط مدعاة لوجود
فكر صنمي ربما خالد على ارض الفرس
ومن هنا يتحول هذا الفكر الى
عقيدة لازمة لمن يسكن ارض الفرس
ومن يتقرب اليها بشتى الوسائل
والا لماذا اخذت فكرة عبادة النار
هناك بعد الاسلام صورة اخرى هي
عبادة الاتقباء والصحابة الابرار
وتحويلهم الى الهة كواجهة لكن
السر الدفين هو التعلق الوراثي
بعبادة النار وعدم القدرة على
الايمان المطلق بالله سبحانه
وتعالى كون الاسلام يقسم كل حياة
المسلم الى نصفين نصف لدنياه
والنصف الاخر لاخرته وهذا لا
يتطابق مع الفكر الشاهنشاهي الذي
يريد امتلاك الدنيا كل الدنيا
والتمتع بها الى منتهاها لان الله
في نظره لا وجود له وعليه لماذا
الخوف منه بل ويمكن استبداله بنار
او بشر او صنم اذا اضطرت الاحوال
من اجل ان تستمر الحياة الدنيا
كما ينبغي من سعادة ولذات وعبث
بابسط حقوق عقول الناس وبطريقة لا
بد ان نعترف انها ذكية والا لماذا
لم تمت منذ الاف السنين؟
ان هذا الفكر الفارسي الصفوي
الوجودي وجد ضالته في العراق
ولاسباب منها كون العراق متاخم
للدولة الفارسية وكذلك كون العراق
الارض التي من خلالها تحطمت
الدولة الساسانية وهنا يكمن الثأر
الابدي وثالثا كون العراق بجنوبه
يحتظن الشيعة العرب ومن ثم والاهم
هو احتواء جنوب العراق على مرقدي
الامامين علي والحسين رضى الله
عنهما المظلومين حسب الفكر
الفارسي الصفوي المتشيع لا المؤمن
بشيعة علي كطرف اسلامي مؤمن بحت
ومن ثم استغلال سكنة اهل البلاد
هناك من البسطاء والذين يحبون اهل
البيت صميميا لا بدعوى دنيا وما
تستلزم من حاجات الترف والذهب
والفضة والنساء.من هنا ولتوفر اهم
الاسباب جاء تركيز العجم المجوس
غير المؤمنين بالاسلام على اهلنا
في جنوب العراق والذي انطلقت منه
معركة القادسية الاولى ليندحر
الفكر الناري الجهنمي ويستبدل
بالدين الاسلامي الحنيف الذي
احترم العقل البشري وسما به فوق
كل الماديات المتحولة وغير
الثابتة للايمان بقوة لا تتغير
وقوة اكبر مما يتصور البشر لانها
خلقته وخلقت محيطه فالسيارة لا
يمكن ان تتصور مهندسها أي صانعها
علما انها في تركيبها الذري
المتناهي تشبه الانسان الذي يتشكل
ايضا من ذرات لا تختلف عن
السيارة التي صنعها أي كلاهما
مخلوقين.
من هنا دخل الفرس وحولوا كل
المزارات والكيانات المقدسة في
العراق لصالحهم أي لصالح دنياهم
ومن خلال التركيز على القوة
الخارقة لاهل البيت والرعب من
سخطهم الذي يختلف عن سخط خالقهم
حسب الفكر الصفوي وعليه على كل
المعتنقين للفكر الشيعي ان
يتحولوا بالضرورة الى عباد لاهل
البيت تحاشيا منهم ومن بأسهم
الشديد وهذا هو الحيف والاسفاف
الذي وقع على اهل البيت الاطهار
الموحدين المؤمنين بالله وبرسوله
بالمطلق.من هنا وبعد ان حصلوا على
الهدف الذي يبتغونه من خلال ايهام
اهلنا من الشيعة بدأوا يفرضون
عليهم الاتاوات والعطايا التي يجب
ان تدفع في حاضنات تلك الديار
المقدسة ومنها الخمس أي بمعنى اخر
تحول الفكر الشيعي الصفوي الى
تجارة رابحة جدا وتشكلت لهذه
العطايا وزارة مالية بحالها اسمها
الحوزة كي تستطيع ادارة تلك
المليارات من نقود الفقراء
البسطاء الساذجين والمجنى عليهم
من خلال دهاقنة الفكر الزرادشتي
ولسنين طويلة من التخطيط الذكي
والذي لا يكل ولا يمل من اجل
الوصول الى الهدف الذي يمر من
خلال فراغ العقل البشري من نوره
أي قدرته على التفكير والتحليل
ومن ثم النضوج وبالتالي اتخاذ
القرار الذي يقبله العقل ويصادق
عليه المنطق الجبار.
لم تتوقف ارادات الفكر الصفوي
عند الخمس بل عمدت هذا الفكر
بالتطبيق البائن بينونة كبرى وهي
التطبير وضخ الدماء على الارض
ارضاءا لاهل البيت المظلومين
وبالتالي كل الشيعة مظلومين
وللمظلوم حق اضافي يطالب به متى
يشاء كونه مظلوم وهنا اتخذت صورة
المظلومية منحى اخر وهي الاحقية
الازمة بقتل الطرف الاخر من
معادلة الاسلام وهم السنة النواصب
من قبل المظلومين الروافض
وبالنتيجة خلق معسكرين باسم الدين
الواحد لا يمكن ان يلتقيا الى يوم
الدين وهذا الهدف الشرير بالنتيجة
كفيل بأخذ ثار الفرس من العرب
المسلمين الذين قوضوا دولتهم دولة
بني ساسان النارية الكافرة.
من هنا ايهما اغلى واثمن في
نظر الشيعة الصفوية لا الشيعة
الاخرى ومنها العربية هل هو
العراق ام الخمس وما يتمخض عنه من
الادلاء بالولاء المطلق انك شيعي
مظلوم وبرجلك جئت لتدفع الخمس
ايمانا بصواب مظلومية اهل البيت
ومظلوميتك التي تتنامى بالتقادم
عكس قوانين البشر التي تقول ان أي
حق او أي قانون يضمحل بالتقادم
ويمكن ان تصرف النظر عنه وهكذا
تستمر ازمة العراق لا بقوة المجوس
ولكن بعدم القدرة من قبل اهل
العراق من شيعته على فهم لعبة
الفرس الصفويين القذرة الشيطانية
التي التقت ومنذ الاف السنين مع
الفكر اليهودي الذي طال العراق
وتقاسمه مع الفرس المجوس انطلاقا
من بابل عاصمة الدولة البابلية
العريقة لولا تنبه ملوك تلك
الدولة ومن ثم انهاء اطماع اليهود
والفرس المجوس في بلاد ما بين
النهرين وتحطيم احلامهم في تقسيم
العراق من ذلك الزمن الرهيب والذي
جاءت منه دعاية مذبحة اليهود
وثأرهم ضد العراقيين والى الابد
وبدعوى المظلومية الفرصة وعلى
ايضا وهنا تتلاقى وتتلاقح
الفكرتين اليهودية والزرادشتية
حول استباحة العراق في أي زمن
يتيح لهم أي يد. |