(
الوقت قد حان لتعميق العلاقات مع
بغداد
)؛ذلك أول ماقاله أبو الغيط عند
زيارته لبغداد؛ترى هل هو قرار أبو
الغيط ومن ورائه الحكومة المصرية
ومن يرأسها؛أم أن هناك ماهو مخفي
أو تحت الطاولة كما يقال.
ألسيد وزير الخارجية المصري ناقش
سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
في هذه الفترة ؛وحسب تصوري أن مصر
المحروسة كما يحلوا لأهلها أن
يسمونها وحكومتها وقعت تحت طائلة
التبريرات التي تحتاجها نتيجة
للضغوط الأمريكية المفروضة على
الحكومة المصرية لأعادة فتح ملف
تلك العلاقات الدبلوماسية فيما
بين العراق ومصر والتي طويت أثر
أغتيال السفير المصري في بغداد من
قبل ولم يكشف لحد الان مصير
التحقيقات التي أجريت بشأن هذا
الموضوع؛وضاع دم الرجل هباءا
منثورا وسط تبادل الأتهامات بين
هذا الطرف أو ذاك دون الوصول الى
نتيجة تذكر.
أبو الغيط يحاول وفق تصريحاته أن
يوهم الشارع العربي أن هناك تحسنا
أمنيا قد طرأ على الساحة العراقية
؛ويحاول أيضا أن يوهم الجميع بما
أملته عليه الخارجية الأمريكية من
أجل أن تبرر فشلها في المسرح
العراقي طيلة هذه السنوات الخمس
التي أججت فيها الفتن ومارست
أرهاب الدولة وفق نظرية الفوظى
الخلاقة التي تزعم بأن خلاص
العالم سيكون عند أتباع فقراتها
التي بنيت على مبدأ أستعماري قديم
ألا وهو (فرق تسد).
لقد فشلت الولايات المتحدة
بسياستها تلك في كل مكان وليس في
العراق فحسب وما الأزمة المالية
القاتلة التي تعيشها أمريكا إلا
نتاج تلك السياسة الخرقاء التي
أتبعتها لتفرض على الشعوب ما
يمليه المحتل رغما عن إرادت تلك
الشعوب.
السيد الوزير المصري بزيارته تلك
الى بغداد تناسى أن البغداديون
يعيشون ساعات النهار والليل بلا
كهرباء ولاماء وهي أبسط حقوق
المواطنة التي تنصها المواثيق
الأنسانية والدولية تجاه شعوبها
؛تناسى أن العراق أغنى دولة في
العالم ينام مواطنيه جياعا عطاشى
؛تناسى وهو يطبق أملاءات الخارجية
الامريكية أن التحرير الأمريكي
الذي أفضى الى حالة الأستقرار
الذي يدعي أن بغداد باتت تعيشه
الى مايقارب من ثلاثة ملايين
أرملة وخمسة ملايين يتيم؛كما أفضى
الى تصنيف العراق الذي كان قد خرج
من دائرة الأمراض التي نسمع بها
اليوم الى المركز الأول في العالم
في الفوضى والفساد الإداري
والاوبئة وكل ما من شئنه أن يدمر
الحياة البشرية ؛وما على السيد
الوزير إلا أن يطلع على الأحصاءات
والتقارير الدولية بهذا الشأن؛وأن
العراق أضحى من أكبر الدول في
مجال السرقات وتبديد الأموال
العامة ؛وأن هناك فئة معينة دون
غيرها هي المستفيدة من أموال
البترول العراقي على حساب الشعب
وثرواته وبناه التحتية.
لقد بينت الأيام التي ضمنتها
السنين العجاف الخمس التي مرت من
أيام وسنين الإحتلال الأمريكي
للعراق أن كل مايقال في الوضع
الأمني والتحسن المزعوم الذي يطرأ
حسب زعمهم ما هو إلا هواء في شبك
؛والمتابع للتقارير التي تتناقلها
الواشنطن بوست والنيويورك تايمز
الأمريكيتين والتي تصف الوضع في
العراق على ماهو عليه بالفعل وكما
هو فعلا ودون رتوش هو الواقع الذي
يجب أن يتكلم به معالي أبو الغيط
ومن في حكمه من المسؤولين العرب
وأن لايتجاوزو الحقيقة أو
يغادروها مهما كلف الأمر ؛وليس
هناك من داعي للضحك على المواطن
المصري أو العراقي أو العربي
عموما ؛كلنا على أطلاع ودراية
بالوضع العراقي كما نحن على أطلاع
بكل أوضاع دولنا العربية الحبيبة
ونعرف أن السوس قد نخرها من قمة
رأسها الى أخمص قدميها ولا حاجة
الى أن ينورنا أحد بما نعلم ويعلم
كل مواطن شريف على أرضنا العربية
الحبيبة.
أن عملية تبادل المصالح أو
الأستفادة من الوضع العراقي وصلت
ذروتها ؛وأن كان العراقي هو
الضحية؛كما كان دائما وأبدا؛لذلك
نقول أهلا بكل عربي شريف في بلده
العراق ؛وأهلا بمن هو أهلا لذلك
الترحيب لكن ليس على حساب العراق
وأهله؛وليس على حساب وحدة أراضيه
وسيادته؛وليس على حساب الكرامة
العراقية التي حمت الأمة العربية
من مشرقها الى مغربها حين تصدى
العراقيون للهجمة الفارسية
بصدورهم من أجل الأمة من محيطها
الى خليجها؛ومن أجل الشرف العربي
؛ولكن بعد كل هذا وذاك من الذي
طعن بخنجر الغدر في ساعة الظهيرة
وفي وضح النهار أنه العراق ؛وبيد
من بيد أخوته العرب.
للسيد أبو الغيط معالي وزير
الخارجية المصرية نقول ما المراد
من مثل تلك الزيارة التي لاتسمن
ولاتغني من جوع لشعبنا الأبي في
العراق؛وما هو المبرر لها وأنت
ترى أن الحكومة الحالية قد أفضت
صنائعها الى القضاء على جل
العلماء والباحثين ؛ومثلك سيدي
يعلم أن العراق العربي القائد كان
يضم في كنفه وبين ضلوعه مايقرب من
(خمسة اللأف عالم )في مختلف
مجالات العلوم ؛كما أحنوى بين
أضلاعه الملايين من العراقيين من
الكوادر الفنيية التي تمكنت من
بناء نهضة عمرانية على مدى السنين
الخمسة والثلاثين من عمر الحكم
الوطني الذي قوضته أمريكا
بالتعاون مع الحكومة التي تقول
فيها أنها استطاعت أن تجعل ظروف
الأمن تتحسن ؛كما كان العراق
سابقا يستضيف الملايين من أبنائه
المصريين معززين مكرمين في بلدهم
عراق العروبة عراق الجميع؛الهدية
التي يستحقها الشعب العراقي منكم
أيها الأخوة من مصريين أو عرب
أخرين هو المطالبة برحيل القوات
الغازية فورا دون قيد أو
شرط؛والأعتراف بالمقاومة الوطنية
الباسلة كممثل شرعي وحيد للعراق
؛وعدم فسح المجال أمام من خان
الوطن والدين والعروبة ومن قبلها
الله عز وجل ووضع يده بيد المحتل
الأمريكي الغادر المجرم والمطالبة
بكل ما من شأنه أن يدعم القضية
العراقية في المحافل الدولية
لنصرة الشعب العراقي ومطالبه
الشرعية؛وأخيرا ياسيدي الوزير ما
عليك إلا أن تطالع الفضائيات التي
تروج للفتنة والتي بدأت تبث
سمومها بعد الأحتلال لتعرف هل
تحسن الوضع الأمني وهل سيتحسن أم
لا.
أن الكم الهائل من الدعاية
المغرضة التي تبثها الآلة
الإعلامية الصهيونية الأمريكية هي
التي تصور أن الوضع الأمني في
تحسن مستمر في العراق وان الأرجح
أن يتم أحتواء العراق من قبل
العرب لأبعاد الشبح الإيراني عن
الساحة العراقية التي باتت تسيطر
عليها بشكل تام ؛مقابل فقدان
الولايات المتحدة لبوصلة الأوضاع
رغم تفوقها العددي والمادي
والعسكري؛وما هذا للعارفين إلا
محض أفتراء أنتم ياسيدي أعلم به
منا كونكم من المخضرمين في
الدبلوماسية والسياسية التي
تعملون بها وفق منصبكم على رأس
الخارجية المصرية لسنين عديدة؛أن
من يدير الدفة العراقية اليوم هي
إيران بغض النظر عن البعبع
الأمريكي الذي يفرض عضلاته على
المدنيين العراقيين ليس إلا ؛وما
الجرائم التي ترتكب بحق العراقيين
اليوم إلا نتاجا لهذا الكلام على
بساطته والساحة العراقية التي
تعرفون عنها الكثير بالتأكيد شاهد
على كلامنا؛ولكن تلك الضربات
الموجعة لأهلنا من قبل المحتل تقف
عاجزة خائرة أمام التحدي الفارسي
المتراكم في بغداد خصوصا والعراق
بشكل عام؛لذلك تحاول الولايات
المتحدة وبشتى الطرق أستقطاب أكثر
عدد من الجهد الدبلوماسي العربي
الى بغداد لتصور للرأي العام
الأمريكي والعالمي خصوصا وأن
الأنتخابات على الأبواب وباتت قاب
قوسين أو أدنى لتضيف الى ماكين
اليهودي نقاطا إضافية على حساب
غريمه الديمقراطي ولتصور للشارع
الأمريكي أن تضحياته بأبنائه من
أجل اليهود والراساميل العالمية
والأطماع الفجة بثروات البلدان
والشعوب لم تذهب سدى وأن هذا
التحسن المزعوم واقع حال فرض نفسه
على خريطة العراق وليس أبرز من
تبادل الدبلوماسية بين البلدان
المختلفة والعراق المحرر على
طريقة الكذاب الامريكي الأشر بوش
وزبانيته.
ياسيدي أن من يقول أن هناك تحسنا
قد طرأ على الوضع في العراق لهو
واهم سواء أكنت أنت مع كل أحترامي
وتقديري لشخصك ومنصبك أو كان
غيرك؛وعليك أن تسأل من هم أولى
بالسؤال وقديما قالوا (أهل مكة
أدرى بشعابها) فأبحث عن الشعاب
وعليك بسؤال أهلها أن وجدتهم
ينعمون بالأمان الذي قالت لك عنه
كونداليزا ووصفت بغداد لكم بأنها
جنة الفردوس ؛وأن شهريار مازال
يسهر فيها حتى تسكت شهرزاد عن
الكلام المباح. |