على الطريق من بغداد إلى كربلا
توجد هناك واحة من البساتين تسمى
اليوسفية كنت دائما في كل زيارة
نقوم بها الى النجف او كربلا
نتوقف هناك لتناول غدائنا او
عشائنا حسب الوقت الذي نصل اليه
في تلك المنطقة كانت واحدة من
العادات المحببه الى نفسي كثيرا
لان طقوس تناول الطعام هناك طقوس
خاصة جدا كانت المطاعم هي جزء من
بستان مطل على الشارع العام
يصنعون فيها الكباب بطريقة خاصة
جدا وحينما تحيط بك الخضرة من كل
جانب وتظلك أشجار النخيل وتعبق
رائحة الطين المرشوش بالماء حقيقة
كنت تغوص في عالم ساحر من الخيال
الخصب يضاف لها أنواع الطاولات
والكراسي المصنوعة من سعف النخيل
والمغطاة بجلود الخرفان كل
الأجواء هناك تسحبك باتجاه عالم
جميل من البساطة وتذيبك بطريقة
سحرية بالأرض لتجعلك جزأ منها وفي
مطعم الحاج أبو عبد الله الجنابي
تجد شيئا أخر يختلف عن باقي
المطاعم المتشابهة تجد الحاج أبو
عبداللة وصناعه الذين يعملون معه
وهم يتلقوك بطريقة تتصور بها انك
تجلس في مضيف من مضايف اهلك أو
أعمامك بطريقة ترحاب لايمكن وصفها
إلا بكرم الخلق والأخلاق ..
كان عامل الكباب من الجبور والذي
يقدم المقبلات كان غريري والذي
يقدم الطعام كان كرطاني والذي
يقدم القهوة كان قرغولي جميعهم
يمتلكون نفس الابتسامة ويمتلكون
نفس اليد التي تدل على أنهم
بالأساس فلاحون من خشونة أيديهم
وسماكتها ..
الغريب في كل هذا وهوة ليس
بالغريب على العراقيين أصحاب
الغيرة أنهم حينما يخدمون ضيوفهم
وتكون هناك عائلة مع الضيف تراهم
يطئطؤن روسهم وأعينهم إلى الأسفل
حينما يقدمون لك خدماتهم دليلا
على الاحترام الكبير الذي يكنونه
للعراقيات وهذه هيه صفات العراقي
الشهم الذي يتربى في وسط عشائري
يعطي للمرأة احترامها ومكانتها
وقدسيتها ..
وفي احد المرات مازحت صاحب القهوة
العربية بدلالها الذهبية
وفناجينها البيضاء اللإمعة وقلت
له لماذا لأتقدم القهوة إلى
النساء فقال:
النساء لهن الاحترام والرجال لهم
القهوة
لقد أفرحني بجوابه المختصر
الذي يحمل ألاف المعاني كان جواب
يحمل ما لايمكن وصفه إلا بان هذا
الشخص رضع من حليب طاهر وتربى في
بيوت طاهرة مقامة على أسس الأعراف
العشائرية التي تعتبر العرض
والأرض والكرامة من مقدسات الحياة
التي لايسمح بان تمس أو تخدش وان
احترام الآخرين هوة من احترام
الذات ..
لا اعرف لماذا أخذتني الذاكرة
حينما قرأت صدور حكم إعدام بحق
البطل إبراهيم القرغولي الى دلال
قرغولي أخر صادفته من سنين لايمكن
ان يكون البطل إبراهيم القرغولي
إلا صاحب تلك الدلال الذهبية
والفناجين ألامعة ا وان يكون قد
رضع من نفس الحليب حليب الغيرة
على عرض الأخريين ..
حكم على إبراهيم قاض لايعرف
للدلال قيمه ولم يجرب يوما ان
يشرب القهوة في وسط ديوان ويمكن
ان اجزم انهوا لم يرضع من حليب ام
عراقية فقضيه مثل قضيه بطل
كابراهيم القرغولي حينما تعرض على
قاض يمتلك ابسط مفاهيم الغيرة
وأخلاق أولاد العشائر أن يحكم بها
بما حكم ..
هنيئا لإبراهيم هذه الشهادة قرروا
إعدامه لأنهوا شرب من الدلال
الذهبية والفناجين البيضاء ألامعة
قرروا إعدامه لأنهوا رضع من حليب
طاهر لم ينجسه رفث قرروا إعدامه
لأنهوا انتخى لصرخات عبير تلك
الفتاة التي في عمر الزهور لم
تجني شيئا في حياتها لتستحق ما
فعل بها وحوش أمريكا من الفرقة
المجوقلة 101 شذاذ الأفاق الشاذين
نفسيا وجنسيا ليغتصبوها ويقتلوا
أختها وأمها وأبيها أمام أنظارها
ثم ليحرقوا جثتها الطاهرة بعد أن
فعلوا فعلهم الجبان ..
لقد تصور هؤلاء المجرمين القتلة
السفاحين إن العراق خالي من
الأسود وان مافية إلا ذئاب وضباع
يخدمونهم ويمسحون بساطيلهم ليل
نهار تصور هؤلاء إن لواء العقارب
الذي أسسوه من عقارب إيران في
الحلة والذين يتمسحون ببساطيل
الفرقة الجوقلة 101 هؤلاء هم
أبناء الحلة وهؤلاء هم العراقيين
ولا يعرفون إن الأسود لأتخلف
عقارب ولا ذئاب الأسود لأتخلف إلا
اسودا وأشبال ..
فتصدت لهم اسود قرغول وفازا بهم
وجندلهم إبراهيم القرغولي بين
قتيل يتبرغث في دمه وبين أسير
مذلول شد وثاقة بقياطين بساطيلهم
ليذبحهم بعد ذلك اسود المقاومة
قربانا لعبير ولن تقبل عبير منك
ثارا لها ألاف الأمريكان وعلوجهم
وعملائهم ..
سيبقى دم عبير الجنابي يطالبنا
ويطلبنا وما فعله ابراهيم
القرغولي يستحق عليه تمثالا ينصب
في اليوسفية ليكون نبراسا للأجيال
ألاحقة ومنارة لكل من شرب من
الدلة الذهبية وفناجينها ألامعة
..
فسلام عليك يا إبراهيم القرغولي
يوم حكم عليك ويم تستشهد ويوم
تبعث حيا
وهنيئا لإل قرغول فلقد أدخلكم
إبراهيم سجل الخالدين
عاش الأمة العربية موحدة من البحر
إلى النهر
عاش العراق محرر مستقل
المجد للمقاومة العراقية الباسلة
وعمادها الجيش العراقي
الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم
شهداء المقاومة |