بسم الله الرحمن الرحيم
﴿
من المؤمنين رجالٌ صدقوا ماعاهدوا
الله عليه فمنهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
﴾
صدق الله العظيم
تنعى الجبهة الوطنية لمثقي
وجماهير العراق – فقيد الأمة
والأنسانية الغالي المغفر له بإذن
الله الشاعر الكبير الأستاذ
محمـود درويش أحد أكبر أعمدة
الحرف العربي الصلب والمناضل
والمقاوم , والذي جفت برحيله احد
أعظم جداول العطاء المكافح الذي
غمر بمعينه الرقراق ثرى العروبة
الطاهروالذي رفده بكل مقومات
الكفاح وسكب فيه لغة التحدي
واغاريد البقاء – غارساً في اعماق
الأجيال أعذب الأناشيد ... حيث أن
الراحل العملاق كان سفيرالأرض و
مدرسة للأصالة والحضارة وعشق
الجذور , ونخلة معمّرة ضربت
أطنابها في وجدان الأرض لم ترهبها
أو تفت في شأوها الريح العقيم ولا
الفاقة أومطاردات الجلادين الغزاة
و ولاالمنافي أو سجون الأحتلال
... لقـد عرج درويش رحمه الله
جبلا أشم الى بارئه وهو يحتضن
قيثارة الحياة يلهج عبرأوتارها
الصداحة آمال الشعب وعناءات الوطن
وحرمان الشتات وصبابات الغربة ...
هازجاً لأطفال الحجارة , ومناضلاً
يسجّل أنا عربي وحنينه لخبزأمه
وحضنها الدافىء ، كناية عن الأرض
التي ظلت ترفرف على شفتيه صبابة
حتى لحظة الرحيل .. وسيندي جسده
العاطروهي تضمه بين حناياها آمال
العشب الغض وإرتعاشات خطا البراعم
وهي تعبر نحو غد أفضل.
إن الراحل الكبير محمود درويش
رحمه الله شكلَ علامة مهمة في
الشعر العربي كان قد ترك بصمات
مهمة في القصيدة العربية الحديثة
حيث عبَر بصدقٍ وحساسية عن قضية
العرب العرب الاولى كما كان
لأشعاره الوطنية دورها المهم في
توضيح أبعاد القضية الفلسطينية
على مستوى العالم من خلال تعبيره
الإنساني الرفيع وإحساسه الوطني
كشاعر المقاومة .
رحل الى بارئه المناضل درويش الذي
لن تستطيع اي قوة في الأرض تغييب
صوته لأنه الفنار الذي خلد صوته
في الضمائر والأفئدة والعقول ،
فما أحرانا وكل أحرار العروبة
والأنسانية أن نعزي القصيدة
العربية والشعر العربي وأن نقف
وقفة وفاء وعرفان جميل بأن نجعل
من يوم رحيله سنويا يوم الشعر
المقاوم ومن ذكرى ميلاده مناسبة
ليوم الكفاح ...
رحم الله درويش وكل حملة مشاعل
الحرف الشريف والقصيدة المقاتلة
ورحم الله كل شهداء الأمة الأبرار
... وانا لله وانا اليه راجعون .
|