أن الأحداث
الأخيرة في منطقة القوقاز وما
رافقها من تداعيات التوسع الأطلسي
وتهديد جمهورية روسيا الأتحادية
من خلال العمل على ضم جميع دول
الإتحاد السوفيتي السابق الىالحلف
الأطلسي لمحاصرة وتحجيم دور روسيا
الى قيام القيادة الروسية بخطوة
شجاعة بإجهاض مغامرة أمريكا
والحلف الأطلسي في أوسيتيا
الجنوبية وأبخازيا .
إن
إنتصارجمهورية روسيا الإتحادية
على سياسات الهيمنة الأمريكية
والأطلسية في القوقاز يكمل
إنتصارات المقاومة العراقية التي
لم تكتف بهزيمة القوات الأمريكية
داخل العراق فحسب ، بل وهزمت نظام
القطب الدولي الواحد وهيأت لتأسيس
نظام دولي متعدد الأقطاب يتقاسم
فيه الجميع المسؤولية لبناء عالم
مبني على العدل والإنصاف وحق
الشعوب في التحرر والتنمية.
إننا في
الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير
العراق ، ، نثمن مواقف جمهورية
روسيا الإتحادية عندما رفضت تخويل
مجلس الأمن الولايات المتحدة
بإستخدام القوة ضد العراق ، ونثمن
رفض روسيا المتواصل للإحتلال
الأمريكي للعراق ، كما نثمن
مشاعر الشعب الروسي الصديق تجاه
نضال شعب العراق للتحرر من
الإحتلال ، ونأمل أن تتخذ جمهورية
روسيا الإتحادية خطوات إضافية في
الإعتراف بالمقاومة العراقية
ودعمها لتسريع هزيمة الإحتلال
الإمريكي ، ولإعادة تشكيل جبهة
الشعوب المناهضة للإمبريالية
الأمريكية والأطلسية التي أصبح
فعلها مطلوبا اليوم أكثر من أي
وقت مضى. والجبهة تدعم بقوة
الموقف الروسي وتدعو كافة الدول
الى الإلتفاف حول دعوة الرئيس
الروسي المجتمع الدولي برمته الى
(( التفكير في إنشاء )) منظومة
أمنية جديدة بهدف منع هيمنة أي
دولة كانت في (إشارة واضحة الى
امريكا) على الحقوق الإنسانية
للشعوب بحجة محاربة الإرهاب ،
وتقوم على مبدأ عالم متعدد
الأقطاب للحيلولة دون تفرد قطب
واحد.
كما أن مفتاح
حرية العالم هو يكمن في تحييد
الدور الأمريكي وكبح جماح أمريكا
المغروسة أقدامها في المستنقع
العراقي ومنعها من التوسع
والعدوانية ضد الآخرين . وما قامت
به القوات الروسية من ضربة
إستباقية لعملاء أمريكا في جورجيا
هو ضمن سياق الدفاع عن الأمن
القومي الروسي .
إننا ندرك بأن المصالح تسبق
الأيديولوجيات وكثيراً ما سقطت
الأيديولوجيات وبقيت المصالح
القومية ثابتة بين الشعوب والإمم
تعززها موجبات إتفاقيات الصداقة
والتعاون المشترك
، كما إننا
على يقين بأن بوادر إنهيار
الرأسمالية الأمريكية قد بدأت من
داخل أمريكا نفسها التي تعاني من
أزمات كثيرة أثقلت كاهل المواطن
الأمريكي بسبب كثرة الحروب
والمغامرات ، إذ أخذت السياسة
الأمريكية تفكر بتصدير الأزمات
الى دول اخرى لمنعها من إمتلاك
عناصر ومقومات القوة أي أنها
إعتمدت أسس مشروع ممنهج يقضي
بتقسيم الدول وإضعافها وإيجاد
صراعات وبؤر توتر دائمة .
أن تحجيم
المشروع الأمريكي ومحاصرته
تمهيداً لإلحاق الهزيمة بأمريكا
يبدأ من العراق بتقديم الدعم
والإسناد المادي والمعنوي
واللوجستي للمقاومة الوطنية
العراقية الباسلة لأن هزيمة
أمريكا في العراق امر حتمي .
إننا نتطلع الى يوم التحرير
الناجز لوطننا العزيز وبناء
دولتنا الديمقراطية المحررة ونعطي
الأولوية القصوى لتعزيز العلاقات
العراقية- الروسية إستنادا الى
الأسس الواردة في معاهدات
وإتفاقيات الصداقة بين البلدين
الصديقين والمبرمة في سبعينيات
وثمانينيات القرن الماضي في ظل
النظام الوطني للعراق ، خدمة
لمصالح الشعبين الصديقين على
المستويات السياسية والإقتصادية
والثقافية والحضارية. |