يبدو ان قدر العراق , ان يلعب بمقدراته حفنة
من اصحاب العمائم, منذ تأسيس الدولة العراقية
عام 1921 ولغاية عراق اليوم . وهو أمر لم
نألفه في قطر عربي آخر. فلم يحدث ان سمح اي
قطر عربي منذ استقلاله او تكوينه بدور لرجل
دين ان يلعب لعبة السياسي او المتنفذ. حتى هذا
لم يحدث في تأسيس المملكة العربية السعودية
ابدا . فرجال الدين لم يقفزوا الى السلطة
البتة, ولم يسمح لهم الا بدور ديني فقط او
بالاحرى هامشي. إلا العراق فقد ابتلى بثقافة
فارسية صدرت له مع بدايات تكوين الدولة
العراقية . وقد كشف ذلك جليا المسلسل
التلفزيوني "الباشا" هذه الثقافة المتخلفة .
والذي يعرض حاليا خلال شهر رمضان المبارك.
كشفها امام من لم يفقه اللعبة السياسية من
البسطاء والمغرر بهم , من قبل المد الايراني
الذي يجتاح 11 محافظة عراقية بشكل سافر. وعلى
مرأى ومسمع من أمراء الحرب الشيعة والسنة
والكرد . لابل وعلى مقربة من دبابات المحتل
الامريكي, الذي أكتفى فقط بالتذمر والوعيد
الكاذب من تجاوزات فيلق القدس الايراني
الارهابي .
لقد طالبنا كثيرا ان يبتعد أصحاب العمائم
الخضراء والبيضاء والسوداء, واي لون تلونت به
العمائم , عن اللعبة السياسية . ويعودون
ادراجهم الى المساجد والجوامع والحسينيات .
فعراق يمتلك هذا الكم من العلماء والمثقفين
والمفكرين عار عليه ان يقفز الى الواجهة أصحاب
عمائم يروجون للغيبيات . ويعيقون مسيرة بناء
الانسان العراقي الحضاري . فأصحاب العمائم
لايجيدون لعبة المقاومة الشريفة . ولا لعبة
المناورات السياسية فهم أسرى مرجعيات صفوية
وأصولية ومذاهب تكفيرية .
لم يعد البتة مرتجى من أمراء الحرب هؤلاء .
فالكلمة اليوم للمقاومة العراقية الشريفة.
التي تصوب نيرانها الى المحتل الانجلو امريكي
ايراني . وتكشف كل يوم الدور التأريخي الخبيث
للفارسية الحاقدة على العراق وشعب العراق .
وخاصة على شيعة العراق العروبيين. ففيلق القدس
الارهابي سيظل عاجزا, عن تنفيذ مخططات ملالي
طهران , بسبب وعي عشائر الفرات الاوسط
والجنوب. هذه العشائر التي لطالما كانت تترفع
عن أخذ اي اوامر من مرجعية فارسية حاقدة .
إيمانا منها بأن العراق هو مركز الحضارة
والفكر والمذهب الشيعي العروبي المتنور. الذي
لايقبل الغيبيات والظلاميات التي تشوه ديننا
الاسلامي الحنيف. وتريد من استخدام الدين
ذريعة لطمس دور القومية العربية . ودور العراق
كقيادة عربية وحارسا للذراع الشرقي للامة
العربية المجيدة .
فالعراق الضعيف طريق لان تنسل ايران من خلاله
الى الاراضي العربية. تماما كأحابيل الصهيونية
العالمية عندما إنسلت الى فلسطين العربية .
لقد بات ظروريا تحجيم دور رجال الدين من
السنة والشيعة . فتركهم يعبثون بعقول الشباب.
سيخلق جيلا من الشباب المغيب البعيد كل البعد
عن اسباب الحضارة والتطور. ويتركه اسيرأصحاب
العمائم . وسيترك فجوة بين عراقيَ
المهجرالمتنور والمثقف , وبين عراقيَ الداخل
حبيسي الغيبيات والبدع والتخلف . وسيصعب انذاك
الالفة بين شطري عراقي الخارج وعراقي الداخل . |