في
عراقنا العزيز كنا نسمي من هو مسطول او مسلوب
الارادة بـ " حشاش عجمي " . وهي شتيمة ينتفض
لها العراقي النجيب ويرفضها . لاننا دأبنا على
ان نقرأ ونسمع ان الحشيشة تأتي من ايران الى
منطقة الشرق الاوسط . ولم يتخلص العراقي منها
الا بعد , قيام ثورة 14 تموز, عندما صدر
مرسوما جمهوريا بأعدام كل من يشرب او يتاجر او
يمرر الحشيشة في العراق . وظل العراق نظيفا
منها حتى عشية الاحتلال الانجلو امريكي ايراني
له . فأندفعت ايران تضخ الحشيش وباقي المخدرات
التي لم يألفها المواطن العراقي من قبل في
الاسواق العراقية. ولتصبح سلعة تباع على
الارصفة .
أما عن الغيبيات
التي صدرتها لنا وتصدرها كل يوم , هي كثيرة
ولاتحصى في كتب مطبوعة في ايران . زحفت الى
مكتبات العراق بشكل مخيف ورهيب . ولقد وقع في
يدي كتاب فارسي قديم جدا , يتحدث عن كيفية
ارسال الرسالة النبوية , الى سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم. تقول الرواية الفارسية
الغريبة : ان جبريل انطلق في الفضاء حاملا
رسالة رب العالمين الى الارض . وفجأة يتوقف
جبريل عن قرب من الارض , ليسأله رب العزة وهو
عالم الغيب والشهادة : لم توقفت ياجبريل ؟ .
فيرد جبريل : إني ارى ثلاثة من الرجال واقفين
صفا واحدا, أيا من هؤلاء ابلغ الرسالة يارب ؟
. فيسأل رب العزة وهو الذي لاتخفى عن ناظره
صغيرة او كبيرة في السموات السبع , ويدرك
الاشياء وهي في قلب الصخر . من هؤلاء يا جبريل
؟ . فيرد جبريل : ارى محمدا في الوسط وعلى
يمنيه عليا وعلى يساره جعفرا . وتقول الرواية
وهنا هتف رب العالمين بكل ثقة ابلغ الرسالة
لمن هو في الوسط .
هذا ما يجنيه
عراق اليوم من الزحف الايراني الشوفيني لمدن
العراق . مخدرات وغيبيات تؤثر على البسطاء .
وتسلب عقولهم ليكونوا طوع توجهات جيش القدس
الارهابي , الذي يجوب مدن الوسط والجنوب
العراقي . فبعد ان كانت مدن البصرة والناصرية
والسماوة والنجف مرتع الشعراء والمبدعين ,
وصناع الكلمة المثقفة التي تترفع على الغيبيات
والهوس. ومصدر الاصوات الريفية العذبة التي
تغنى بأغانيها شعبنا العراقي من شماله الى
جنوبه . أصبحت هذه المدن المبدعة الخلاقة ,
مكانا لارهابي الميليشيات الطائفية التي تستمد
المال والسلاح من الجارة الغادرة ايران .
لاشعر بعد اليوم يصدح به ابن الجنوب غيرشعر
الغيبيات والخزعبلات التي يطلقها اصحاب
العمائم . و لا اصوات عذبة تتغنى بالهور* ولا
. . بمثل روجات المشرح* . لتحل محلها اصوات
الرصاص والعبوات الناسفة .
هنا تذكرت حضيري
ابو عزيز وداخل حسن ووحيدة خليل وغيرهم ..
اصوات كانت تشجي السني والشيعي والكردي والكرد
الفيلية والمسيحي والصابئي واليزيدي في آن
واحد . اصوات ليست حكرا على مروجي مذهب ما .
الكل في عراق الامس كان يتمايل مع صوت زهور
حسين ولميعة توفيق .
اللهم أخرس
اصوات اصحاب العمائم كل العمائم بألوانها
المختلفة السوداء والخضراء والبيضاء . التي
غطت على اصوات الشجن والحب والحياة والغد
المشرق. وأعد لنا أصوات الجواهري الخالد
والسياب والبياتي وسعدي يوسف ومظفر النواب
وعريان السيد خلف وكريم العراقي . لتغطي على
اصوات الموت والدمار والرعب .
الهور* :
مستنقات الجنوب الغنية بالماء والثروة السمكية
المشرح* : نهر
صغير تغنى به المطرب العراقي فؤاد سالم ,
وروجات يقصد بها تموجات مياه المشرح |