حدثني يوما صديق عربي عن دولته قائلا : قد
ترصد الحكومة مبالغ طائلة لانشاء كوبري , فربع
المبلغ يذهب للرش والربع الثاني لإسكات
الاصوات والربع الثالث للوساطات وبالربع
الاخير ينفذ المشروع على اتم صورة .
استشفيت من مقولة الصديق , ان المبالغ الهائلة
قد ترصد لنفس الاغراض التي حدثني عنها هذا
الصديق العربي . لقد قرأت ان الحكومة العراقية
أقرت ميزانية بديلة لعام 2008، قيمتها 70
مليار دولار، وهي أكبر ميزانية في تاريخ
العراق، وفقا لمتحدث باسم الحكومة.
وصوّت الوزراء العراقيون على قبول ميزانية
إضافية بقيمة 21 مليار دولار، في اجتماع عادي،
لتضاف على الميزانية السابقة التي أقرتها
الحكومة وقيمتها 49 مليار دولار، وفقا لعلي
الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية.
والميزانية الإضافية البالغة 21 مليار دولار،
تم توزيعها على 7.4 مليارات دولار ميزانية
استثمارية و 13.6 مليار دولار ميزانية تشغيلية
تشمل وزارات الدولة العراقية ومحافظاتها،
بزيادة بنحو 18 في المائة عن موازنة عام 2007.
ويقول المسؤولون العراقيون إن عام 2008 سيكون
عام إعادة البناء والإعمار.
ويأمل العراق في توسيع إيراداته عن طريق زيادة
الإنتاج من ستة حقول نفط، وحقلي غاز طبيعي،
طرحتها الحكومة للمزايدة مؤخرا.
وقالت الحكومة إن المزايدة ستكون مفتوحة لـ35
شركة عالمية، وأنها تأمل أن ترفع إنتاج البلاد
بواقع مليون ونصف المليون برميل في اليوم.
يعني تهافت من الوزراء بشكل جنوني , لرصد أكبر
عدد ممكن من المليارات الاضافية لميزانية
الدولة العراقية . ويعني ان المغانم تزيد
بزيادة رفد الميزانية بالاموال الطائلة .
فالنفط يباع بدون ضوابط او عدادت . وتعود
عوائده لتدخل الجيوب قبل حصالات البنك المركزي
.
لهذا فأن ميزانية ضخمة كالميزانية العراقية
الجديدة يسيل لها لعاب , كل عضو من اعضاء
العملية السياسية . ولعل اول من يجب اسكاتهم ,
هم اعضاء البرلمان العراقي . ومتى ما تم
اسكاتهم مرت الميزانية بعيدا عن أعين
الجماهير العراقية الغفيرة الجائعة .
ليس المهم رصد المبالغ الهائلة , بل كيف توظف
مثل هذه المبالغ في المكان المناسب. بعيدا عن
" الحبربشية " . هم فقط من يعبث بأموال العراق
ويسرقها بكل الوسائل المتاحة .
ثرواتنا موجودة وخاصة النفط , وهو موجود
لاْكثر من قرن قادم . الا ان المهم ان نسارع
في توظيف عوائد هذه الثروة بوتائر سريعة .
فالعالم يتقدم والاكتشافات كفيلة بأن تعيد
النفط الى المركز الثاني , كطاقة ثانية .
تماما كتراجع مكانة الفحم كطاقة فاعلة في زمن
ما ولى .
لهذا فعوائد النفط وفي ظل الظروف الحالية ,
كفيلة بأن تصنع المعجزات لبلد دمرت بنيته
الاساسية بالكامل . لو توزعت الـ 70 مليار
دولار توزيعا وطنيا مخلصا على كل شبر من ارض
العراق العطشى . الى الكهرباء الى المصانع الى
الزراعة الى وسائط النقل بمختلف انواعها الى
الصحة والى الفرد العراقي مباشرة . جسدا وعقلا
وفكرا . لا ان تذهب الى جيوب الحبربشية . لكان
قد أنتفض العراق العظيم من جديد . سيدا مهابا
وسط محيطه العربي والاقليمي والدولي.
الحبربشية*
: وهم المحيطون بالحاكم وينتظرون ما يجود به
عليهم . سواء بالموافقة على السرقة او توزيع
المغانم .
|