لعل ما يشكر عليه مؤلف مسلسل
"الباشا" , الذي يعرض يوميا على
فضائية الشرقية . ان سلط الاضواء
على إقليم الاحواز العربي المحتل
من قبل دولة الشعوب الايرانية .
لانه عرَف من يجهل من العرب , ان
لنا ارضا عربية غير جزر الامارات
العربية , محتلة منذ 1925 .
وتستأثر ايران بخيرات هذه الارض
العربية . وفي مقدمتها النفط الذي
يشكل 75% من موارد حكومة الفرس .
ظل نوري سعيد رجل العراق القوي
طوال الحقبة الملكية , يلعب دورا
كبيرا في توجيه سياسة العراق
الخارجية . ولطالما إتصف بالحنكة
والبعد الثاقب . وكان يرنو ان
يدفع بالعراق نحو وحدة اراضيه
وتقدمه الى امام . وقد أثار
المسلسل المذكورحدثا مهما , هو
قيام أمير المحمرة الشيخ خزعل
بأرسال رسالة الى الباشا نوري ,
يطلب فيها مساندته للظفر بعرش
العراق . مبينا فيها إنه احق من
فيصل بهذا العرش . أثارت هذه
النقطة شجوني وألمي . وأتضح لي ان
نوري سعيد قد ارتكب خطأ فادحا بل
قاتلا , يوم لم يساند "على مضض" ,
ترشيح الشيخ خزعل الكعبي للتربع
على عرش العراق . وساند بقوة
ترشيح الامير فيصل بن الحسين لعرش
العراق انذاك .
الخطأ الذي ارتكبه نوري سعيد كلف
الامة العربية ضياع اقليم الاحواز
العربي . وكان يمكن ان يشكل ظفر
الشيخ خزعل بعرش العراق , نواة
اول وحدة عربية في العصر الحديث.
فالوحدة لايهم من يقوم بها , بل
المهم ان توجد , لان وجودها أبقى
من الحكام والرجال .
كان بمقدوره الباشا ان يضغط على
الانجليز. الذين كانوا يتعرضون
لضغوط في نفس الوقت من قبل شاه
ايران , للسماح لهم بأحتلال
المحمرة وبالتالي الاستيلاء على
كامل امارة الاحواز العربية .
مقابل ان تتنازل ايران عن
إحتلالها للواء اربيل الذي تم على
يد الدولة الصفوية وقتذاك.
الا انه يبدو ان العلاقة التي
كانت تربط نوري بالامير فيصل ,
غطت على ما أقدم عليه نوري من
خطأ مفجع . الى جانب جهله
بالاتفاقات السرية بين الانجليز
وشاه ايران .
لقد خسر العرب كثيرا وفي مقدمتهم
العراق والاحواز , من تسليم
العرش الى الامير فيصل . وهي
خسارة أمة بأكملها . فلو قدر ان
تربع الشيخ خزعل على عرش العراق .
لكانت اليوم العراق والاحواز دولة
عربية مترامية الاطراف . يشكل
مخزونها النفطي المركز الاول في
العالم. تطل على شاطئ الخليج
العربي إطلالة بمئات الكيلومترات
وتتوسد شط العرب .
فأهلنا في الاحواز هم أقرب الى
أهلنا في محافظتي البصرة وميسان ,
في الشكل والطباع والانساب
والالقاب واللهجات .
لقد طرح المسلسل ايضا مسألة مهمة
. هي ان العراقيين لم يعرفوا
الطائفية ابدا . وكانوا يرفضونها
بالمرة . بدليل انهم ساندوا
انتخاب الامير فيصل لعرش العراق
. واتضح هذا جليا بين جماهير
الفرات الاوسط وخاصة شيوخ ورجال
الدين والمرجعيات في لواء كريلاء
( النجف وكربلاء حاليا) .
استذكار التأريخ مفيد في الظرف
الراهن , الا اننا يجب ان لانتوقف
عن المطالبة بحقنا العربي ,
بأقليم الاحواز وجزر الامارات
العربية الثلاث . وذلك بمساندة
المقاومة العربية الاحوازية .
وبمساندة دولة الامارات العربية
مساندة عربية رسمية وجماعية ,
لتستعيد سيادتها على جزرها
الشرعية.
فالهوان والتخاذل لايجلب للشعوب
الحق المشروع . |