بداية نحن لسنا بصدد الحديث عن
اتفاقية بيع العراق لامريكا بين
المحتل الامريكي وبين عملاؤه, لان
هذا الموضوع سبق وان تم تناوله من
باقي الزملاء, نحن نريد ان نتكلم
عن موضوعة اتفاق واختلاف العملاء
فيما بينهم من هذه الاتفاقية وقبل
الخوض في غمار هذا الموضوع لابد
وان نؤكد باننا نعتبر كل ما يصدر
او يوقع من معاهدات واتفاقيات في
ظل الاحتلال فهو باطل ولانعترف به.
هناك نوع من العملاء ممن يريد هذه
الاتفاقية ويقبل بها ويروج لها
اينما كان ومتى ما سنحت له الفرصة
لانه يعرف ويعي ويدرك تماما ان
خروج المحتل الامريكي يشكل خطرا
جسيما عليه وعلى مستقبل وجوده ,
لذلك فان تصرفاته تجاه المحتل
تتواكب مع خوفه على مستقبله مدركا
ان وجوده من وجود تلك القوات وهي
بمثابة ضمانه لاستمرار وجوده.
الشعب العراقي باغلبيته يرفض
تماما هذه الاتفاقية وقد شهدنا
عقب كل صلاة جمعة مظاهرات صخبة من
قبل ابناء العراق معلنة الرفض
القاطع للاتفاقية وادانة من يقدم
على توقيعها, كما شاهدنا واستمعنا
الى العديد من الوطنيين العراقيين
في مقابلات تلفزيونية معلنين
رفضهم ومنوهين بخطوره هذه
الاتفاقية.
صحيح ان جزء من الشعب العراقي
ساهم بشكل مباشرفي شرعنة حكومة
الاحتلال من خلال مشاركته في
الانتخابات و التصويت للاحزاب
الطائفية والعنصرية العميلة التي
جاءت مع المحتل وهذا الجزء يحوي
مكونات الشعب العراقي بجميع
طوائفه كل اعطى صوته للحزب الذي
تصور انه يمثل طائفته او مذهبه,
لكن حتى هذا الجزء بدا الان يدرك
انه كان مغررا به وان من اعطاهم
صوته جميعهم قد خانوه وخذلوه
وبالتالي فان هذا الجزء من الشعب
العراقي يرفض هذه الاتفاقية
ويعتبرها لا تخدم الا المحتل
وعملاء المحتل .
امام تصاعد هذا الرفض الشعبي
للاتفاقية لم يجد عملاء الاحتلال
من المؤيدين والمتواطئين مع
المحتل بد سوى التجاهر والتظاهر
بالانضمام الى جبهة الرافضين وعلى
رأس هؤلاء العملاء المرتبطين
بأيران والتي تخشى من هذه
الاتفاقية
وهؤلاء ينطبق عليهم المثل العراقي
"بين حانة ومانة ضاعت لحانا" ..
مثل شعبي عراقي قصته باختصار أنّ
رجلا كبيرا بالعمر تزوج من امرأة
صغيرة السن اسمها مانا فكان إذا
ذهب إليها رأت الشيب في لحيته
فتقوم بنتفه وتقول له: هذا الشيب
يظهرك كبيرا، وإذا ذهب إلى زوجته
الأولى المسنة واسمها حانا تقول
له الشعر الأسود في لحيتك يُذهب
عنك الوقار وتنتفه ، واستمر الحال
به هكذا حتى ذهبت لحيته كلها فلما
نظر إلى نفسه في المرآة قال: "بين
حانة ومانة ضاعت لحانا",على
رأس هؤلاء حكومة المالكي العميل
المنصبة من قبل الاحتلال فهي من
جهة تأتمر بامر المحتل الامريكي
الذي نصب هذه الحكومة ولا تستطيع
ان تعصي اوامره بل تسعى جاهدة
لارضاءه ومن جهة ثانية لاتستطيع
اغضاب ايران الرافضة لهذه
الاتفاقية, ويظهر موقف ايران جليا
بخصوص هذه الاتفاقية من خلال
تصريحات خاتمي فقد انتقد بعض
النقاط - التي يبدو أن الاتفاقية
التي لم يعلن عن بنودها لحد الآن
قد تضمنتها - ومن بينها احتفاظ
القوات الأميركية بالإشراف على
وزارتي الدفاع والداخلية لسنوات
مقبلة،وكذلك من خلال تصريحات علي
لاريجاني عندما دعى العراقيين الى
رفض هذه الاتفاقية.
لو عدنا الى الوراء بالتحديد
يناير 1948 وقعت في ميناء
بورتسموث البريطاني وعلى متن
البارجة البريطانية فكتوريا
معاهدة بريطانية عراقية سميت
"معاهدة بورتسموث" شددت لدرجة
أكبر تبعية العراق لبريطانيا،
وجعلت من العراق قاعدة بريطانية،
الا أن الممانعة الشعبية ، أسقطت
حكومة صالح جـبـر الذي وقع
المعاهدة، وتراجعت بذلك الحكومة
العراقية "رسميا" عن معاهدة
بورتسموث نزولا عند رغبة
الشعب،.فهل هي بورتسموث جديدة
ولكن بصياغة أمريكية، هذه
الاتفاقية الأمنية العسكرية بين
العراق والولايات المتحدة ، ومنها
ماتبرره الحكومة بزعمها أن
الاتفاقية تخرج العراق من وصاية
البند السابع!.هنا نرى التناقض
بين تصريحات العملاء على مدى
سنوات الاحتلال وكيف انهم كانوا
يصرون خلال احاديثهم على ان
العراق بلد (مستقل و ذو سيادة)
وانهم يتصرفون ويتخذون القرارات
بكل سيادة واستقلال دون الخضوع
لاي تدخل او وصاية من جانب المحتل
الامريكي, فاذا كان ما يدعونه
صحيحا فلماذا يبرر هؤلاء العملاء
بان الاتفاقية التي سيعقدونها
لبيع العراق مع المحتل الامريكي
سوف تخرج العراق من البند
السابع؟.
وماهو هذا البند؟ هنا نود ان
نعطيكم مثلا على ذلك ففي محاولتنا
لاسترجاع محافظة الكويت اصدرت
الامم المتحدة القرار رقم 660
لعام 1990 ، حيث عدّ النزاع
العراقي الكويتي (وليس العراق)
تحت الفصل السابع. كما وصدر
القرار 661/1990 الذي يقضي بالزام
العراق بالانسحاب من الكويت لرفع
حالة تهديد السلم والأمن
الدوليين. وعندما انسحب العراق من
الكويت، صدر القرار 687/1991
والذي ينص على فرض الحصار على
العراق لحين التاكد من خلوه من
اسلحة الدمار الشامل عن طريق
لجان التفتيش وبعد التاكد من خلو
العراق من هذه الاسلحة يتم رفع
الحصار بدون موافقة مجلس الأمن
وانما يحصل بصورة مباشرة لقرارات
لجان التفتيش بخلو العراق من
اسلحة الدمار الشامل.
ولم يرفع الحصار عن العراق بسبب
تعنت لجان التفتيش كما يعلم
الجميع، فبعد احتلال العراق لم
يتم العثور على اسلحة الدمار
الشامل وعليه تم الاعتراف من قبل
الولايات المتحدة الامريكية نفسها
بعدم وجود اسلحة دمار شامل فصدر
القرار 1762في 29/حزيران
يونيو/2007 بالوثيقة المرقمة
(S/RES/1762/20070)
تضمن خلو العراق من اسلحة الدمار
الشامل وبموجب هذا القرار تم
الغاء لجان التفتيش ويفترض بذلك
انتهاء الحصار اوتوماتيكيا, فلا
يوجد بعد ذلك علاقة لمجلس الامن
بالعراق. وقد نصت الفقرة الاولى
من القرار المذكور على:
(يقرر على الفور إنهاء ولايتي
لجنة الأمم المتحدة للرصد
والتحقيق والتفتيش والوكالة
الدولية للطاقة الذرية بموجب
القرارات ذات الصلة). وبذلك يرى
كثيرون ان علاقة مجلس الأمن
بالعراق انتهت نهائيا.
وبعدها يخرج علينا المتحدث
الرسمي باسم الخارجية الامريكية
توم كيسي ليعرب عن امله في خروج
العراق من وصاية الامم المتحدة
والى ارساء ما وصفه بأسس علاقات
ثنائية مع الدول الاخرى على حد
قوله,أي المقصود بهذا التصريح
اتفاقيات تفرض على الشعب العراقي
كأتفاقية سلام مع الكيان
الصهيوني, وسلخ العراق عن قرارات
الجامعة العربية ولذلك فبتاريخ
17 اغسطس 2008 و عندما يخرج علينا
عميل الاحتلال علي الدباغ
باسم الحكومة العميلة في بغداد
ويقول ان العراق غير ملزم باطلاع
جامعة الدول العربية و دول العالم
الاخرى بمصير الاتفاقية المزمع
عقدها مع المحتل الامريكي, وفي
يوم 23 اغسطس نسمع من العميل جلال
الدين الصغير بانه لن يتم طرح
الاتفاقية على الاستفتاء او
الموافقة عليها الا بموافقة علي
السيستاني المرجع الاكبر في
النجف.
يتبادر الينا سؤال مهم وحيوي ماهو
دور النظام الرسمي العربي من كل
هذا؟ ولماذا نرى سكوت مطيق من
الجامعة العربية ؟ ياترى ماهو ثمن
هذا السكوت؟
جوابنا هو ...
اذا
عرفنا بان العملاء وخونة العراق
انما وافقوا على بيع العراق من
خلال هذه الاتفاقية مقابل بقاءهم
واستمرار وجودهم في السلطة
والاستمرار بنهب وسرقة خيرات
العراق, فبالتاكيد ان ثمن سكوت
النظام الرسمي العربي على بيع
العراق هو نفس المكافاة التي سوف
يتلقيها عملاء العراق أي ان لكل
نظام رسمي عربي حصة من المكافأة
تكون اما على شكل هبات مالية او
على شكل منح نفطية وقد راينا
زيارة مسؤولين عرب الى العراق
المحتل وحصولهم على منح نفطية
منها الملك عبدالله واخر الزوار
السنيورة وتلقيه مساعدات نفطية من
العراق المحتل.
نحن
لسنا ضد مساعدة الدول العربية من
نفط العراق, انما حصولهم على
الحصص النفطية بهذا الشكل هو
بمثابة ثمن لسكوتهم عن الجرائم
التي تقع بحق الشعب العراقي
والتكتم عليها اعلاميا ومحاصرة
مقاومته الوطنية الباسلة وشرعنة
الاحتلال, كنا نتمنى ان نساعد
الاشقاء العرب من دون ان يكون ثمن
ذلك سيادة واستقلال العراق تماما
كما كانت القيادة الشرعية للعراق
قبل الاحتلال تفعل بحكم انتماء
العراق للامة العربية .
لنأتي الان الى النوع الثاني من
العملاء من الذين لايريدون هذه
الاتفاقية, ولنأخذ حزب الفضيلة
والتيار الصدري مثالا على ذلك,
ودعنا هنا نتساؤل لماذا اختلف
اعداء الوطن فيما بينهم اليوم؟
لماذا وقف النوع الثاني من
العملاء في وجه الاتفاقية مع انهم
جاؤوا مع الدبابة الامريكية؟
ياترى هل تضاربت مصالحهم فيما
بينهم؟ ام انهم شعروا بأن دورهم
قد انتهى وان امريكا قد تخلت عنهم
بعد ان استعملتهم ورمتهم؟ام انهم
كانوا يأملون بدور اكبر لهم في
العراق المحتل؟ اذن هي مسألة
مصالح والاستحواذ على حق كانوا
يتصورون بأنه ملك لهم كجزاء على
ما قدموه من دور خياني للمحتل,
فمقتدى الصدر وتياره الصدري
يقودان حملة ضد هذه الاتفاقية
ليقول لخصومه بانه مازال موجودا
وبيده الكثير من مفاتيح الازمات
خصوصا وان الاتفاقية تسمح
للولايات المتحدة بتواجد أمريكي
طويل الأمد في العراق ، وبمطاردة
واعتقال المطلوبين، ما يطرح
تساؤلات عن مستقبل غير مريح للصدر
ترسمه له الاتفاقية،وعليه نستنتج
ان كل هؤلاء العملاء من الرافضين
لهذه الاتفاقية انما هم خائفون
على مستقبلهم ومستقبل وجودهم
والامر ليس كما يدعون من خوفهم
على العراق وعلى مصالح العراق.
هنا
نود مخاطبة هؤلاء العملاء انكم
شاركتم مع المحتل في نهب وسلب
خيرات العراق وروجتم لاحتلال
العراق وشاركتم في شرعنة الاحتلال
وساهمتم وبشكل مباشر في تهجير
الملايين من ابناء العراق واغتيال
رموز القيادات الشرعية للعراق
واليوم تبثون سمومكم بين افراد
الشعب العراقي وتدعون بانكم
ترفضون هذه الاتفاقية من دون ان
تطرحوا هذه الاتفاقية وبنودها على
العلن امام الشعب العراقي حتى
يتسنى لابناء الشعب العراقي من
الاطلاع عليها, فماذا تستطيعون ان
تقدمونه للعراق غير سرقته و دمار
اهله وتشريدهم وهتك اعراض شعبه
واغتيال رموز قياداته الشرعية
واغتيال عقول شعبه من علماء
ومهندسين واطباء واساتذة جامعة
وتشريد شعبه داخل و خارج العراق.
يبقى املنا الاول والاخير
بمقاومتنا العراقية العراقية
الباسلة واملنا بوحدة شعبنا
العراقي بكل طوائفه,وهنا علينا ان
نستذكر مقولة الشهيد صدام حسين في
وصيته الاخيرة لابناء العراق....
وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة
وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة
وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان
يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم
الكريه، القديم الجديد بينكم
فاستجاب له الغرباء من حاملي
الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او
ملأها الحاقدون في ايران بحقد،
وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم
بالفرقة مع الاصلاء في شعبنا بما
يضعف الهمّة ويوغر صدور ابناء
الوطن الواحد علي بعضهم بدل ان
توغر صدورهم، علي اعدائه
الحقيقيين بما يستنفر الهمم
باتجاه واحد وان تلوّنت بيارقها
وتحت راية الله اكبر، الراية
العظيمة للشعب والوطن...
فلنتوحد جميعا لنقف بوجه المحتل
وعملاءه ونعمل بوصية شهيد الحج
الاكبر ودعونا نوجه الف تحية
لابطال المقاومة العراقية الباسلة
بكل فصائلها.
عاش
العراق حرا عربيا ابد الدهر
عاشت المقاومة العراقية بكل
فصائلها |