العصابات الكردية المتمثلة بالحزبين الكرديين
حزب البرزاني و حزب الطالباني والقابعة في
شمال عراقنا الحبيب لا تتوقف عن ممارسة اعمال
النهب والسرقة والتخريب .. مالت هذه القيادات
الكردية منذ لحظة نشأتها الى المساومة مع
القوى الاجنبية وخضعت الى استراتيجياتها ووضعت
نفسها بندقية للايجار لمن يدفع اكثر , ياترى
لماذا تعمدت العصابات الكردية ان تكون دوما
خنجرا في خاصرة العراق؟ وماهي الاسباب
والدوافع التي دفعتها الى ذلك؟ هل الاكراد حقا
عانوا من المظلوميات كما يدعون؟ هل الاكراد
كشعب و كجزء من الشعب العراقي لاقى التمييز
والظلم على ايدي الحكومات العراقية المتلاحقة؟
هل حقا تعرض الاكراد الى مجازر؟ هل الاكراد
لديهم شعور بالانتماء الحقيقي للعراق الواحد
الموحد؟ ام انهم لا يعتبرون انفسهم عراقيين
وبالتالي لا ينتمون الى العراق؟ ...دعونا نبدا
بسرد تاريخي بسيط لتاريخ وجود الاكراد في
العراق وعلاقاتهم مع الحكومات العراقية
الحديثة المتلاحقة حتى نتفهم لماذا اعلنت
القيادات الكردية عن نفسها كبندقية للايجار ضد
العراق.
يتفق أغلب الباحثين على انتماء الأكراد إلى
المجموعة الهندوأوروبية، وأنهم أحفاد قبائل
الميديين التي هاجرت في مطلع الألف الثانية
قبل الميلاد واستطاعت أن تنشر نفوذها بين
السكان الأقدمين لتختلط معها وتشكل تركيبة
سكانية جديدة عرفت فيما بعد بالأكراد .
تنتمي اللغة الكردية إلى مجموعة اللغات
الإيرانية التي تمثل فرعًا من أسرة اللغات
الهندوأوربية وهي التي تضم اللغات الكردية
والفارسية والأفغانية والطاجيكية، وقد مال
أكراد العراق وإيران إلى الحروف العربية،
وبدأوا يستخدمون الأبجدية العربية في كتابة
لغتهم، بينما ظل أكراد تركيا وسوريا يستعملون
الأبجدية اللاتينية، وأما أكراد الاتحاد
السوفيتي فكانوا يستعملون الأبجدية الروسية,
ويكفي القول ان اللغة الكردية تنتمي للغة
الفارسية بل ليس غريبا ان هناك بعض اللهجات
الكردية فارسية مائة في المائة ولم يطرأ عليها
أي تغيير. ويرى باحثون اخرون ان الاكراد قوم
نزحوا من كازاخستان وقرغيزستان واستوطنوا
المناطق الجبلية في شمال العراق وجنوب تركيا و
ايران ونستطيع ان نرى بوضوح اختلاف اللغات
الكردية حيث ان اكراد العراق يتكلمون
السورانية والبهدينانية بينما يتكلم اكراد
تركيا اللغة الكرمانجية وهكذا عن باقي اكراد
ايران وروسيا ,فبماذا نفسر وجود جماعات كاملة،
يبلغ عدد كل واحدة منها عدد سكان دول برمتها،
لا تستطيع أن تتفاهم في ما بينها, ولماذا وكيف
تتم ترجمة مؤلفات من اللغة الكردية إلى اللغة
الكردية؟ (هناك مؤلفات كثيرة مترجمة من
السورانية إلى الكرمانجية وبالعكس، وكذلك
الحال في ما يتعلق باللهجات الأخرى). ولن
أبالغ في القول إذا أشرت إلى أن الكثير من
أفراد الجماعات الكردية تجهل لغات بعضها
وتتفاهم عن طريق لغة ثالثة ( يتفاهم السوران
والكرمانج، في العراق، باللغة العربية.
وتتفاهم الجماعات اللورية والكورانية وغيرها،
في إيران، باللغة الفارسية. ويتفاهم
الزازائيون والكرمانج، في تركيا، باللغة
التركية، وهكذا) . ولو القينا نظرة على تاريخ
المنطقة للفترة من ظهور الميديين و تحالفهم مع
الفرس لاسقاط نينوى في عام 512 ق. م و الى
يومنا هذا لرأينا ان كل شعوب واقوام المنطقة
من العرب والفرس والاتراك والارمن و.. و.. الخ
من باقي اقوام المنطقة قد حكموا نفسهم بأنفسهم
واسسوا دويلات وحضارات ولو لفترة معينة من
الزمن, ما عدا الاكراد لم يذكر لنا التاريخ
انهم اقاموا دولة او حضارة ولم يجد علماء
الاثار اية قطعة اثرية تدل على ذلك انما يذكر
التاريخ ان الاكراد كانوا دائما اداة ووقود
استعملوا من قبل الشعوب و الحضارات المتعاقبة
.فالاكراد هم مجرد قبائل متنقلة ترعى الماعز
وتسكن الجبال وتتنقل من هنا الى هناك و هذا ما
جعل الاكراد ان يشعرون بالنقص لافتقارهم الى
التاريخ وان يقوموا بمحاولات طمس تاريخ شعوب
بلاد الرافدين وتكريد المنطقة ووضع انفسهم
بالموقع الحضاري المرموق الذي تميزت به شعوب
المنطقة.
مايهمنا هو وضع الاكراد في العراق المعاصر و
موقف الحكومات المتلاحقة منهم ولنبدأ من العهد
الجديد وتحديدا بعد تشكيل العراق المعاصر بعد
اتفاقية سايكس بيكو , لان قبل هذا التايخ لم
يكن للاكراد أي مطلب بتاسيس دولة او كيان
مستقل لهم في المنطقة وبدات مطالبهم بمجئ
الاستعمار الفرنسي والبريطاني للمنطقة, فنرى
بروز الحفيد وحركته ضد الجيش البريطاني التي
انتهت بالفشل بعد سحق الجيش البريطاني لحركة
محمود الحفيد , وتزامنت هذه الحركة مع ظهور
حركة اخرى في منطقة بارزان, حيث تبين التقارير
عن اتصالات بين احمد البرزاني الاخ الاكبر
لمصطفى البرزاني والفرنسيين في سوريا لاجل
اثارة حالة عدم استقرار في العراق لكي تضمن
استمرار وضع سوريا تحت انتدابها.
في 1932 شن الجيس العراقي انذاك مدعوما بسلاح
الجو البريطاني هجوما واسعا على منطقة بارزان
وتم نفي احمد بارزاني الى السليمانية ثم الى
جنوب العراق ولكن الحركة استمرت بقيادة مصطفى
البرزاني الاخ الاصغر لاحمد البرزاني الذي
استطاع ان يفلت من منفاه وعاد الى منطقة قرى
بارزان عبر الاراضي الايرانية وحشد عدد كبير
من رجال القرى المجاورة واندلعت الشرارة
الاولى في ضرب العراق واستطاع هؤلاء ان
يستولوا على مخافر الشرطة في منطقة شاه در
والمناطق المحيطة بها وكانت مطالب البرزاني
كما يلي ..
ـ تشكيل ولاية كردية تضم كركوك و اربيل
والسليمانية وزاخو ودهوك والعمادية و سنجار و
خانقين و مندلي.
ـ اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في تلك
الولاية.
ـ تعيين نائب وزير كردي في جميع وزارات
الحكومة العراقية في بغداد.
بدأت سلسة من الاجتماعات بين نوري السعيد وبين
البرزاني وكان نوري السعيد مستعدا لتنفيذ
مطالب الاكراد الا انه قوبل بمعارضة شديدة من
وزراءه ومن مجلس النواب وبعد سقوط وزارة نوري
السعيد وفشل المفاوضات بدا القتال مرة اخرى في
اب 1945 حيث هرب البرزاني مع 1000 من اتباعه
الى ايران ثم الى روسيا.
بدعم من الاتحاد السوفيتي اسس الاكراد جمهورية
مهاباد في ايران وخدم البرزاني فيها كوزير
للدفاع وبعد اشهر قليلة من نشوئها تم القضاء
عليها من قبل الحكومة الايرانية ,وفي عام 1958
و مع إعلان الجمهورية العراقية دعى عبدالكريم
قاسم البارزاني للعودة الي العراق وبدأت
مناقشات حول اعطاء الاكراد بعض الحقوق القومية
لكن تطلعات البارزاني فاقت ما كان في نية قاسم
اعطاءه للأكراد ممى ادى إلى قيام عبدالكريم
قاسم بحملة عسكرية على معاقل البارزاني عام
1961.
أسهمت عصابات البرزاني بشكل فعّال في محاربة
المد القومي العربي في زمن ناصر من خلال
المشاركة في قمع أنتفاضة الشواف في الموصل
الحدباء في آذار/عام 1959 وأثناء إنعقاد مؤتمر
حركة أنصار السلام وتسبب بقتل المواطنين
الأبرياء دون ذنب أو محاكمة من المتأمرين
وإستباحة المدينة الآمنة من قبلهم,كما ساهمت
في تموز 1959 بأرتكاب أبشع مجزرة دموية ضد
سكان مدينة كركوك .
بعد الأطاحة بعبدالكريم قاسم في 1963 من قبل
القوميون العرب الذين استلموا الحكم ، سافر
وفد كردي برئاسة عضو المكتب السياسي في حزب
بارزاني ، آنذاك جلال الطالباني إلى بغداد لكن
هذه المحادثات لم تفض إلى نتائج عملية . وقامت
ايران تتدخل بالقضية الكردية وبدأت في تلك
الفترة ايضا بوادر إنشقاق وصراع داخلي في
الحزب حيث بدأت خلافات جوهرية تظهر بين جلال
الطالباني و مؤيديه من جهة و البارزاني و
مؤيديه من جهة اخرى فتم الانشقاق عام 1966
وشكلت المجموعة المنشقة حلفا مع الحكومة
العراقية برئاسة عبدالرحمن عارف وشاركت في
حملة عسكرية ضد البارزاني. في عام 1968 وقبل
مجيئ البعث للسلطة قام بارزاني بزيارة سرية
إلى ايران وضمن دعم الشاه له.
بعد وصول البعث للسلطة في 1968 قامت الحكومة
العراقية باجراء المفاوضات مع بارزاني, اثمرت
عن اتفاقية اذار في عام 1970 م و تم التوقيع
على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد بين الحكومة
العراقية والبارزاني الاب وفيه اعطت الحكومة
العراقية الكثير والكثير من الحقوق القومية
للأكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في
الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكردية في
المؤسسات التعليمية.
حقيقة لابد من القول إن العراق هو الدولة
الوحيدة من دول المنطقة التي تعترف بالوجود
القومي الكردي، وإن الدساتير والتشريعات
العراقية تعترف جميعها بحقوق هذا الشعب ,ويمكن
اعتبار الدساتير اللتي وضعت بعد الاطاحة
بالحكم الملكي في العراق بانها كانت ضمانة
جيدة للاكراد حيث نصت كلها على اعتبار الاكراد
جزء من الشعب العراقي واعترفت بالقومية
الكردية كثاني قومية في العراق بعد القومية
العربية وكما مبين ادناه..
ـ دستور الجمهورية العراقية المؤقت والصادر في
27 تموز / عام 1958 من خلال المادة الثالثة
والتي تنص على ما يلي : -
(
يقوم الكيان العراقي على أساس من التعاون بين
المواطنين كافة بأحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم
ويعتبر العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن
ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة
العراقية )
ـ دستور عام 1964 قد نصت أحكام مادته التاسعة
عشر المعدلة بعد إتفاق 30 حزيران / عام 1966
ما يلي :
-
( العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات
العامة بلا تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو
اللغة أو الدين أو أي سبب آخر . ويقر هذا
الدستور الحقوق القومية للأكراد ضمن الشعب
العراقي في وحدة وطنية متآخية )
ـ دستور عام 1968 إذ نصت مادته الحادية
والعشرون ما يلي : - ( العراقيون متساوون في
الحقوق والواجبات العامة بلا تمييز بسبب الجنس
أو الأصل أو اللغة أو الدين ويتعاونون في
الحفاظ على كيان الوطن بما فيهم العرب
والأكراد ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن
الوحدة العراقية ) .
ـ دستور عام 1970 حيث نصت المادة الخامسة /
الفقرة "ب" ما يلي : - ( يتكون الشعب العراقي
من قوميتين رئيسيتين ، هما القومية العربية
والقومية الكردية ويقر هذا الدستور حقوق الشعب
الكردي والحقوق المشروعة للأقليات كافة ضمن
الوحدة العراقية ) ، والمادة السابعة / الفقرة
"ب" تنص ما يلي : - (تكون اللغة الكردية لغة
رسمية إلى جانب اللغة العربية الأكراد بالحكم
الذاتي وفقاً لما يحدده القانون ) .
ساءت علاقات الحكومة العراقية بالبارزاني
وخاصة عندما أعلن البارزاني رسميا حق الأكراد
في نفط كركوك. اعتبرت الحكومة العراقية إصرار
الأكراد بشأن كردية محافظة كركوك كإعلان حرب
حيث حدى بالحكومة العراقية في آذار 1974 م إلى
إعلان الحكم الذاتي للأكراد.
في تلك الأثناء كانت بغداد تندفع بخطوات سريعة
نحو الاتحاد السوقيتي وكان الصهاينة يلحون على
البرزاني بضرورة إشغال القوات العراقية في
صراعات داخلية بهدف تخفيف الضغط على جبهتهم مع
سوريا وقامت امريكا بعقد اجتماع سري بين محمود
عثمان احد قياديي حزب البرزاني و ريتشارد
هيلمز رئيس وكالة المخابرات الامريكية بتقديم
مساعدات مالية وعسكرية إلى الأحزاب الكردية
العميلة عن طريق ايران كل هذه الضغوط ولغرض
اخماد الصراع المسلح للاكراد اجبرت القيادة
العراقية على توقيع اتفاقية الجزائر والقبول
بنقطة خط القعر في شط العرب كحدود رسمية بين
العراق و ايران وكان هذا تراجعا عن مذكرة عام
1969 حيث بلغ العراق الحكومة الأيرانية ان شط
العرب كاملة هي مياه عراقية ولم تعترف بفكرة
خط القعر ، ونقطة خط القعر هي النقطة التي
يكون الشط فيها باشد حالات انحداره. وكانت هذه
الإتفاقية كفيلة بسحب دعم الشاه للحركة
الكردية التي إنهارت تماما في عام 1975 وانتهى
المطاف بالبارزاني إلى هربه ولجوءه الى امريكا
حيث توفي فيها عام 1979 في مستشفى جورج
واشنطن.
وإثر قيام الحرب العراقية الإيرانية سنحت
الفرصة ثانية للعصابات الكردية لكي تحمل
السلاح مرة ثانية، وفعلا قامت عصابات الحزبين
الكرديين وبدعم من ايران بشن الهجمات على
وحدات الجيش العراقي في شمال العراق وسمحت
للقوات الايرانية بالتغلغل عبر المنافذ
الحدودية الجبلية وقاتلت معها جنبا الى جنب ضد
قوات الجيش العراقي.
في منتصف عام 1991حاولت السلطة المركزية فتح
حوار مع الحزبين المذكورين وبالفعل بدأت جولة
من المحادثات المطولة واستمرت حتى آب من نفس
العام، حيث تم الإعلان عن توصل الطرفين إلى
اتفاق متكامل. وتحدثت الحكومة وكل من البرزاني
والطالباني عن قرب توقيع اتفاق شامل. إلا إن
الأحزاب الكردية انسحبت وظل الاتفاق معلقاً,
ويرجع السبب الحقيقي والأهم والذي منع التوصل
إلى اتفاق يتمثل بمعارضة الولايات المتحدة
الامريكية له، حيث قامت بتحذير ثم منع الحزبين
الكرديين من توقيع الاتفاق. ولقد بررت ذلك على
أساس أنها تعمل على تغيير النظام عن طريق
إضعافه، وأن مثل هذا الاتفاق سيعطل المشروع
الامريكي ..ولاجل افشال المفاوضات طالبت
الاحزاب الكردية العميلة بضم منطقة كركوك
الغنية بالنفط بأكملها إلى المنطقة الكردية،
في حين أن السلطة المركزية تقول إن هذه
المنطقة تضم أعراقاً مختلفة ففيها التركماني
والكردي والعربي، وإن الحل المقبول هو إلحاق
المناطق الكردية فقط إلى منطقة الحكم الذاتي.
ففي الوقت الذي تصر فيه السلطة المركزية على
أن الحكم الذاتي هو الحل المقبول لديها، فإن
الأحزاب الكردية طرحت الحكم الذاتي الموسع
وتطورت في الأمر إلى حد الوصول بالمطالبة
بالحل الفدرالي وأصرت عليه على أساس أن إقامة
دولة فدرالية تضم إقليما كرديا هو الحل الذي
لا يمكن التنازل عنه. علماً بأن هذا المطلب لم
يكن موجوداً في مفاوضات 1991، وإنما ظهر بعد
ذلك بمدة طويلة.
بعد رسم خطوط 36 و32 من قبل مجلس الامن اصبحت
منطقة شمال العراق بعيدة عن السلطة المركزية.
وقام كل من الحزبين الرئيسين بإنشاء إدارته
الخاصة. وفي ظل العداء التاريخي بين قادة
الحزبين هذا العداء الذي امتد إلى أتباعهم {
وما زال} تم تشكيل إدارة كردية حملت في داخلها
بذور الخلاف ما بين الطرفين حيث تم اقتسام
جميع المناصب مناصفة فكل وزير من حزب له نائب
من الحزب الآخر، وهكذا المناصب نزولاً.
وبالفعل فلقد شهدت المنطقة للفترة من 1992
وحتى عام 1996 فترات من الاقتتال الدامي بين
الطرفين وصلت إلى حد الاقتتال المسلح في شوارع
أربيل, كل ذلك في محاولة من كل حزب لتصفية
الحزب الآخر. كما حاول كل حزب إقامة تحالفات
إقليمية لإضعاف خصمه, ويبدو أن جلال الطالباني
قد نجح في إقامة تحالفات عديدة مكنته من
الظهور بمركز أقوى من مسعود البرزاني. بل إن
بعض المصادر غير الرسمية بدأت تتحدث عن إعداد
الطالباني لحملة عسكرية كبرى، بعد أن أعد لذلك
حملات صغيرة، للسيطرة على كل منطقة شمال
العراق. ولقد حصل من أجل تحقيق ذلك على دعم من
قوى إقليمية
هذا الوضع دفع مسعود البرزاني إلى طلب
المساعدة من السلطة المركزية العراقية التي
أرسلت في آب 1996 القوات المسلحة العراقية إلى
منطقة أربيل. وكان هذا ضرورياً لمنع عملية
تآمرية كبيرة كانت تستهدف العراق كله.
بعد انسحاب القوات العراقية وبعد فترة من
الاقتتال ما بين الحزبين تمكن البرزاني من
السيطرة على جميع المناطق الكردية في حين لجأ
الطالباني وأتباعه إلى إيران,ثم عاودوا الهجوم
واستعادوا منطقة السليمانية واستقروا فيها.
وقتها خطب البرزاني بين اتباعه وهو في غمرة
انتصاره على غريمه الطالباني قائلا بانه اذا
وضع يده بيد الطالباني مستقبلا فانه ليس من
ظهر مصطفى البرزاني
.. أي انه اذا تحالف مع غريمه مستقبلا فانه
ابن زنا بالمعنى الاصح.. ولم تمض فترة طويلة
حتى اجبرت مادلين اولبرايت وزيرة خارجية
امريكا انذاك على ان يكون البرزاني الصغير ابن
زنا حيث تمت دعوتهم الى واشنطن ووضع البرزاني
يده بيد غريمه الطالباني و تحالفا مجددا لضرب
العراق.
ومن الملاحظ انه بعد اجتماعهم مع الامريكان
بدأوا يروجون اكذوبة ضرب القيادة الشرعية
للمواطنين الاكراد بالكيمياوي خصوصا موضوع
حلبجة علما ان حادثة حلبجة كان قد مر عليها
اكثر من اربع سنين لم يتطرقوا اليها ولم
يتهموا القيادة الشرعية للعراق قبل ذلك, وكل
العالم عرف الان ان ايران هي التي ضربت اهالي
المنطقة { بغاز السيانيد في حين ان الجيش
العراقي لم يكن يملك هذا النوع من السلاح
وباعتراف امريكا نفسها}, وبمعاونة عصابات
الطالباني الذين سهلوا الطريق للجيش الايراني
بالعبور الى حلبجة.
بعد احتلال العراق برزت بشكل واضح وعلني نوايا
الشر المقيت لدى العصابات الكردية تجاه العراق
وتجاه كل ما هو عربي فمنعوا اللغة العربية في
شمال العراق ولم يعد العلم العراقي يرفرف في
سماء شمال العراق وسرقوا كل الممتلكات
الحكومية في مدينتي الموصل و كركوك وقد شاهد
العالم جميعا من على قنوات الفضائيات عملية
نهب الموصل وكركوك من قبل ميليشيا العصابتين
الكرديتين وقتها , راينا كيف ينهبون جامعة
الموصل و كيف يسرقون حتى سيارات المطافئ في
كركوك, وقاموا بطرد المواطنين العرب من كركوك
واستقدموا مئات الالاف من الاكراد الايرانيين
والسوريين والاتراك واسكنوهم في كركوك
والاقضية المحيطة في ابشع حملة لتكريد المنطقة
, لم يكتفوا بهذا بل تعاونوا مع الموساد
الاسرائيلي واستهدفوا كل العقول العربية
العراقية من الاطباء والمهندسين واساتذة
الجامعات في كافة انحاء العراق, استولوا على
القرى والقصبات المتاخمة للموصل وكركوك ,منعوا
ومازالوا يمنعون العرب العراقيين من الدخول
الى شمال العراق الا بكفالة احد المواطنين
الاكراد, وان دخل أي مواطن عراقي غير كردي
{بكفالة كردي طبعا} الى هذه المحافظات يعطوه
اقامة مؤقتة عليه تجديدها متى ما انتهت المهلة
المحددة والممنوحة له وكأن هذا المواطن
العراقي غير الكردي دخل بلدا غير بلده, اما في
بغداد وباستقوائهم بالمحتل الامريكي فقد فرضوا
منصب رئاسة الجمهورية ومنصب وزير الجارجية في
حكومة الاحتلال وحولوا معظم سفارات العراق الى
اوكار لعصاباتهم واستغلوها لترويج دولتهم
المزعومة وطردوا معظم العاملين بالسلك
الدبلوماسي من العرب وابدلوهم بالاكراد الذين
لا يفقهون شيئا من مهنة السلك الدبلوماسي .
على صعيد الامن الداخلي صدروا ومازالوا يصدرون
السيارات المفخخة التي فتكت بالالوف من ابناء
شعبنا العراقي, في الموصل وكركوك وبغداد وباقي
المدن العراقية والصقوا التهمة بالمقاومة
العراقية الباسلة خدمة لاسيادهم الامريكان,
انشاؤا السجون والمعتقلات وملأوها بالمواطنين
العرب وكذلك بالمواطنين من الاكراد المعارضين
لهم, نهبوا المليارات من اموال النفط العراقي
واجبروا حكومة الاحتلال ان تصرف لهم 17% من
صافي واردات النفط واستقلوا بنفسهم عن سلطة
بغداد المركزية فتحوا لنفسهم ممثليات لهم في
دول عديدة وعقدوا صفقات نفطية مع العديد من
الشركات الاجنبية .
بعد كل ما تقدم ماذا قدم العراق للشعب
الكردي..
الشعب الكردي جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي
وان الاكراد عاشوا مع باقي مكونات الشعب
العراقي في حلوه ومره , تمتعوا بحقوقهم كما
تمتع بها العراقي غير الكردي , اللغة الكردية
ادخلت ضمن منهاج الدراسة الاعدادية في كل
انحاء العراق وفي مناطق الحكم الذاتي كانت
الدراسة باللغة الكردية لكل المواد المقررة,
كان من حق الكردي الدراسة و العمل والتملك
بكافة انحاء العراق, كانت هناك جامعتان في
اربيل والسليمانية بالاضافة الى المعاهد
الفنية والادارية, كان لهم قناة تلفزيون
باللغة الكردية واذاعة باللغة الكردية
بالاضافة الى الصحف اليومية, كان لهم مجلس
تشريعي وتنفيذي في اربيل, كان لهم محافظين
ووزراء, بل ان الشهيد صدام حسين قال ان
للاكراد علينا حقان حق كعراقي وحق ككردي, كل
القرى والارياف والاقضية والنواحي الكردية تم
تجديدها وبناء قرى عصرية في مناطق الحكم
الذاتي وتم تزويدها بالكهرباء والماء وبشبكة
طرق حديثة وبالمستوصفات والمستشفيات والاطباء
وتم بناء المدارس, حتى ان الرئيس الشهيد كان
يلبس الزي الكردي وكان يتعلم اللغة الكردية بل
جعل اربيل العاصمة الصيفية للعراق .
بالمقابل ماذا قدمت العصابات الكردية مقابل
هذا كله..
العصابات الكردية كانت ومازالت جزء من
المخططات الاستعمارية الموجهة ضد العراق,
تحالفات مع كل القوى المعادية ضد العراق
تحالفت مع ايران مع الكيان الصهيوني مع امريكا
على مرور الزمن , بعد الاحتلال كشفت العصابات
الكردية عن مخالبها واصبحت جزءا لا يتجزأ من
المخطط الامريكي الصهيوصفوي , نادوا علنا
رغبتهم بالانفصال وتقطيع العراق الى دويلات,
رفضوا العراق العربي, سرقوا النفط, بل سرقوا
كل معدات البنية التحتية للعراق من مصانع و
معامل والاليات المدنية والمصانع العسكرية
وقطع الغيار للطائرات والدبابات والمدافع
وباعوها الى ايران , نفذوا مخطط الكيان
الصهيوني بتصفية الاطباء والمهندسين واساتذة
الجامعات, اشتركت ميليشياتهم مع قوات الاحتلال
الامريكي في ذبح ابنائنا في الفلوجة, انشأوا
السجون والمعتقلات وزجوا ابناء العراق بها وكل
من يعارضهم من ابناء الشعب الكردي.
ماذا نقول لابناء شعبنا الكردي...
نقول انكم جزء منا ونحن جزء منكم, كنتم
ومازلتم شركاء لنا في العراق, عراقنا الان
محتل ويتعرض شعبنا لابادة جماعية يتعرض
للتشريد , عراقنا يقسم الان, يسرق , ينهب على
ايدي هذه العصابات القذرة, انهم يستعملونكم
ويتاجرون بكم كشعب لتمرير اجندة المحتل واجندة
الكيان الصهيوني, تذكروا صلاح الدين الايوبي
محرر القدس , هل انتم موافقون على تفعله
العصابات القذرة بقيادة الخونة مسعود البرزاني
وجلال الطالباني؟ لماذا انتم ساكتون؟ هل انتم
راضون عن ذلك؟ لماذا تسمحون لاولادكم من
الانخراط في صفوف هذه الميليشيات القذرة لتعيث
بالعراق وبالشعب العراقي فسادا؟ من المستفيد
من اذية الشعب العراقي؟ لماذا تساعدون على
تنمية الكراهية بين مكونات الشعب العراقي؟
انتفضوا ضد خونة الشعب الكردي وخونة العراق,
لاتدعوا بقية ابناء الشعب يكرهونكم بسبب افعال
قياداتكم, فكروا بالمستقبل وباجيالكم اللاحقة,
المحتل الامريكي سيهرب ان عاجلا او اجلا ..
ياترى ماذا سيكون تبريركم بعد تحرير العراق من
وقفتكم مع هذه العصابات الكردية؟ انظروا الى
الشعوب الكردية في دول الجوار وقارنوا وضعكم
بالعراق بوضعهم في دولهم, كنتم ومازلتم معززين
مكرمين بيننا, لم نفرق يوما ولم نمنع عنكم
شيئا يوما , ان الاوان لكم ان تنتفضوا ضد
العصابات الطالبانية البرزانية , قفوا مع
العراق فهو الوحيد الذي سيمنحكم الامان كما
كان في السابق .
اخي الكردي اني امد يدي لك ارجو ان تمد يدك لي
وساعدني معا نستطيع ان نقهر المحتل واذناب
المحتل لاعيش معك سوية في هذا الوطن الذي هو
خيمتي وخيمتك, لاتصدق اكاذيب هؤلاء الخونة
الطالبانيين والبرزانيين, الفرصة مازالت
مؤاتية لنعمل سوية من اجل تحرير عراقنا...اخي
الكردي راجع نفسك ووجه بعض الاسئلة لنفسك ..
لماذا يستعملك الطالباني والبرزاني لتكون
خنجرا في خاصرة العراق؟ هل اعطاك البرزاني
والطالباني الامن والامان والسلام والكرامة؟
هل اعطاك الدولة المزعومة؟ هل تملك ما يملكه
البرزاني والطالباني ومن والاهم من المال
والثروات؟ لماذا تكون انت وقودا لهم كي يغتنوا
هم وتبقى انت بلا كرامة و بلا امان؟ هل تشعر
انك الان بأمان في ظل زيادة الكراهية وحب
الانتقام من من كان ضحية لعصابات البرزاني
والطالباني؟ لماذا تتحمل ذنبا انت لم تقترفه
؟..ارجو ان تحاول ان تجد الاجابات المناسبة
لهذه الاسئلة, وعندها انا متاكد بانك ستغير
نظرتك من هذه العصابات.. ارجوك اخي الكردي لا
تكون سببا في زيادة الكراهية من قبل باقي
ابناء العراق ضد ابناء شعبنا الكردي بسبب
جرائم العصابات الكردية, أنأى بنفسك عن ما
تقترفه هذه العصابات وقف معي نحارب سوية هذه
العصابات , وبوقوفك معي نستطيع سوية ارجاع
البسمة لابناء شعبنا العراقي الجريح. |