http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2007/0607/mohyi_270607.htm
القسم
الثاني
(2)
من أجل جعل هذه المقدمة البوصلة
الهادية التي ترشدنا إلى حقيقة
المدعو (فيصل الخزعلي) الذي لم
يُعرفْ له شأناً سياسياً سابقاً
على الفترة 2004م ولكنه ولد - كما
يبدو- (كاملاً جسدياً وعملاقاً
سياسياً) قادراً على رئاسة جمعية
مولودة في الأجهزة السرية لبعض
الدول.
·
وكان الأمر مفهوما لو أن هذه
الدويلة التي باتت اليوم تلعب
دوراً سياسياً أكبر من حجمها
الاِجتماعي والسياسي والمعرفي،
نعني بها الدولة التي شكلت قاعدة
ومنطلق للعدوان على العراق، ليس
في العام 2003 فقط وإنما في كل
المراحل التي طال فيه العدوان على
إمارة عربستان بقيادة آخر أمير
لها وهو الشيخ خزعل الكعبي في
العام 1925م، وتطويق الشيخ خزعل
والمقاومين الأحوازيين في تلك
الحادثة المعروفة، وبأوامر
بريطانية اِستعداداً لغزوها
فارسياً، فقد منع شيوخ هذه
الدويلة تدفق الأسلحة المخزنة
أحوازيا فيها والتي كان الشيخ قد
خزنها ضمن اِتفاقية دفاع مشترك
والموقعة بين الإمارتين العربيتين
تحسباً لحالات طواريء والتقلبات
التي كان يحس بها هذا الزعيم
العربي في تلك الآونة.
·
وقد اِحتل العراق تاليا اِنطلاقاً
من أراضيها في أعقاب الحرب
العالمية الأولى عندما دخلتها
القوات البريطانية.
·
وفي العام 1941 شكلت تلك الإمارة
النقطة التي وثب منها البريطانيون
بعد أن جمّعوا قوّاتهم من جنوب
أفريقيا والهند، نحو البصرة
فبغداد.
·
وفي العام 1990 شكلت تلك الإمارة
الذريعة الأمريكية لشن التحالف
الثلاثيني بقيادة الولايات
الأمريكية المتحدة، عدوانها
الواسع على العراق حيث كانت الحرب
للتحطيم والتدمير وشاركهم الفرس
في تحقيق أغراضها.
·
وما حدث في العام 2003 بات أكثر
وضوحاً مما هو معروف للقاصي
والداني.
كان هذا الشخص عائشاً في الكويت
ويبدو أن الطغمة المخابراتية قد
وضعته في المركز المحدد لتنفيذ
دور ٍ معين، فهو يمتلك بعض
الإمكانيات الخاصة سواء على صعيد
الكتابة أو الرسم، ولكن هذا الشخص
معروفٌ لجميع المهتمين بالقضية
الأحوازية، ومن أجل أن يغطي على
واقعه المأثوم اِنتحل صفة القرابة
من الشيخ خزعل الكعبي، ولكنه جعل
اِسمه منتسباً لهذه الأسرة بغية
التلاعب بالألفاظ عندما يحين وقت
الترزّق والحجب التضليلية.
على سبيل المثال وليس الحصر، فضمن
الإحصائيات الرسمية بينت بأن عدد
الأحوازيين المقيمين في الكويت
يتجاوز الأربعين ألفا، هذا عدا
المجنسين منهم بدفاتر النفوس
الكويتية، وكذلك عدا الذين يعيشون
بشكل غير رسمي فيها، فقد أظهرت
إحصائية شبه رسمية واِعتمدتها
صحيفة ((السياسة)) الكويتية بأن
العدد الإجمالي للمقيمين
الأحوازيين في الكويت هو خمسين
ألف مقيم، ولا يملك أحداً منهم
القدرة على الكتابة بشكل رسمي
وقانوني في الصحف الكويتية أو أن
ينشط في نشر القضية الأحوازية
فيها، فقد لوحظ قبل سنتين بأن
مجموعة أحوازية لا يتجاوز عدد
أفرادها 5 أشخاص حاولوا الاستفادة
من حرية الصحافة النسبية في هذه
الدولة ونشروا ما توفر لهم من
معلومات حول قضيتهم الوطنية
وبأسماء مستعارة، ولكن سرعان ما
تم إلقاء القبض عليهم وتم تسفير
أحدهم إلى دولة أوروبية، وتم
((توظيف)) البعض الآخر في جهاز
أمن الدولة الكويتية، من أجل أن
يكون عيناً على الوطنيين
الأحوازيين الناشطين من بين
المقيمين على أراضيها، فكيف تمكن
المدعو الخزعلي من تجاوز غضب
الطغمة الحاكمة هناك؟ ألا يدعو
ذلك للتساؤل؟!.
في الحقيقة أنَّ هذا التساؤل هو
جزء من الوعي الذي يجب أنْ يتحلى
به كل مواطن أحوازي يهتم بحاضر
وطنه، ومستقبله السياسي، أقول
مستقبله السياسي على وجه الخصوص،
فهل المطلوب هو خلق أحمد جلبي
أحوازي؟، إنّ مجموع تصرفات هذا
((الخزعلي المزعوم وكثرة أمواله
وحركته وبروزه المفاجيء والتدخل
لدى أصحاب القرار من الغزاة
ومساعديهم، تلقي المزيد من أضواء
الشك على صيرورة هذا ((الرمز
السياسي)) المفاجيء، ورئاسته
لجمعية سياسية مدنية مزروعة في
الفضاء والفراغ، أي من دون أرض
وماء ومناخ أحوازي؟
فمن هو هذا الذي يدّعي وصلاً بشيخ
خزعل - الرمز المعنوي لإمارة
عربستان -؟ وكيف تسلسلت أرومته؟
وما هي قدراته (النضالية)
بغية ترأسه جمعية دولة عربستان؟
وكيف جمع بعض الناس
(((المشبوهين))) حوله؟.
وما هي مصادر أمواله الكثيرة التي
يوزعها على الأنصار والمحازبين
وشراء الذمم عبر الأموال؟
وكيف اِنطلت حيله المكشوفة على
(بعض) الوطنيين ممن يحاولون
مراجعة موقفهم حينما تحين لحظات
المكاشفة معهم؟.
لقد ركزنا في عملنا غير المنتظم
مؤخراً على هذا الوافد الجديد
الذي يلعب دوراً فيه التنافخ
والاِدعاء الشيء الكثير، وذلك
بسبب تفاهة هذا الشخص على المستوى
السياسي، بغية معرفة أصوله
الاِجتماعية والأرومية ودوافعه
السياسية، فسألنا عنه كل المعنيين
بالقضية الأحوازية، وذلك حين
توفرت لنا الفرصة العرضية، فلم
نحظى بأية إجابة موضوعية صحيحة
يطمئن له العقل ويستسيغها المنطق،
كانت أبصارنا مركزة على قضايانا
الوطنية، فلم نعر له الاِنتباه
المطلوب لوأد هذه الدعوة
والإدعاءات وهي في المهد، ولكننا
بعد لحظنا المقويات الدعائية التي
زُرِق فيها في غفلة من الزمن،
عاودنا التساؤل الفعلي عنه فلم
نتلق أية إجابة شافية، بلهَ لم
يتعرف عنه أحد ولم يخبرنا بكيفية
نشوئه وصيرورته في المرحلة التي
سبقت العام 2004م، إذ أنكر جميع
الذين سألناهم معرفتهم بهذا الشخص
الدعي، وكان أغلب المعارف
والأصدقاء المهمومين بالقضية
السياسية لشعبنا الأحوازي يطلقون
صرخات تعجبهم من كم الأموال الذي
يصرفه ويبعثره هنا وهناك وله
دراية بأسرار ((المندسين)) على
قضايا شعبنا، مستفيداً من العناصر
المتساقطة من لهيب المواجهة بين
الجيش العراقي والجيش الأمريكي،
فقد اِستفاد المدعو فيصل الخزعلي
من ضابط أو من يدّعي بأنه ضابط،
بمعلوماتٍ زائفة أو مصنعة من أجل
التضليل، لاتخفى على أي فرد متابع
بشكل حقيقي لقضايا الأحواز و
تفاصيله، ولا تفوت على أي عين
سياسية مدققة متبحرة وتفكر بشكل
سوي.
ومن أجل تدعيم وجهة نظرنا هذه
تجاه هذا المندس الذي باتت فيها
أخبار الاِندساس السابقة واضحة
أكثر مما يستطيع غربال التزييف
بإخفائها، فكم جاسوس اِنتحل صفة
المرجعية، كما بينت بعض التجارب
المعاشة في العراق، على سبيل
المثال، ولكنه كُشفَ على حقيقته
عندما تمّ تغسيله بعد مماته، إذ
ظهر أنه ليس مسلماً أصلاً، ناهيك
عن مرجعيته.
من أجل البرهنة على هذه الرؤية
سنحاول تسليط الأضواء على ما توفر
لدينا بصدده.
(4)
ويمكن، وبالاستناد إلى بعض
الوثائق والأحاديث الشخصية التي
يتناقلها كبار السن، ممن عايشوا
فترات حكم الشيخ خزعل لإمارة
الأحواز، لإيراد الأدلة
((النقلية)) الأخرى والمضافة، على
أنَّ هذا الشخص هو مجرد دعي،
وبالتالي أنْ هذه الكذبة ستكون
مجرد لأكاذيب سياسية أخرى، وهو
برهان آخر على أنَّ هذا الشخص ليس
هو ابن الشيخ خزعل أبداً، وليس من
صلبه فلماذا جرت عملية الاِنتحال
إذن؟.
في الحقيقة الملموسة، انه لم يعرف
كبار شيوخ وأولاد خزعل، على أية
معلم بشرية مجهولة ظهرت فجأة
طويلة عريضة عملاقة في الفعل
السياسي، إنَّ من سخرية الدهر
بأنه (خزعل بن جاسب بن الشيخ
خزعل، الحفيد المتبقي في العراق،
ويسكن الغزالية في بغداد....
وزوجته عواطف بنت صالح الشيخ خزعل
وأخت الشهيد معن بن صالح بن الشيخ
خزعل الذي اغتيل فور عودته من
زيارته لوحده إلى جامعة الدول
العربية في العام 2005م، وقد إتهم
- أحد الأحوازيين المقيمين في
العراق والذي يقال بأن له يد مع
الصهاينة، من جهة، ويد مع الجهاز
الإستخباراتي
الإيراني/الإطلاعات،من جهة أخرى -
باِغتيال هذا المناضل الشهيد عبر
وسائل إيرانية وماسونية ..)....
عندما سئل المدعو الخزعلي
المزعوم،ولعدة مرات،عن نسبه
واتصاله بنسب الشيخ خزعل، يجيب
بأنه لا يعرف فلان ابن فلان، أو
حفيد لشيخ خزعل بل أنه زعم على
انه فيصل بن عبد الحميد بن
إسماعيل [!] بن خزعل، في حين
أن الشيخ خزعل لم يكن لديه ابن
باِسم إسماعيل.
وحينما سألنا كل من له علاقة
مباشرة بأسرة الشيخ من الكعبيين
وهم الأقرب له، أو ممن هم بعيدون
منه، وله اِهتمام بنسب الشيخ خزعل
الكعبي ضحك وقال لعن الله كل من
اِنتسب إلى غير أرومته، وأكد أنَّ
لا يرتكب تلك ((المنقصة)) إلا
اللقيط أو ينوي القيام بأفعال
مشينة.
لقد كانت لديه بنت اسمها هند،
وأسماء الذين ينحدرون من البنات،
لا يحملون لقب أجدادهم من الناحية
القبلية أو الاِسمية، وذلك تقليد
قديم منذ أنْ كانت الأرومة
العربية!... |