http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/0607/mhydin_240607.htm
القسم الأول
(1)
مقدمة لابد منها
لا شك أن كل متتبع للقضية العربية
الأحوازية باِعتبارها جزءاً
أصيلاً من قضايا الأمة العربية،
رغم موقف بعض الأشقاء العرب منها،
قد اِتسم بالوضوح السياسي جرّاء
الصراع بين حركة التحرر العربي
الأحوازي، من ناحية، والنزوع
الإستيطاني الفارسي، من ناحية
أخرى. لقد اِتسمت القضية
الأحوازية على الدوام بالوضوح،
كما قلنا، جرّاء اِستشراء الصراع
إلى كافة مناحي الشؤون الأحوازية،
كونه صراع شامل بين طرفين
متناقضين على المستويات المادية
والفكرية، وحدد سقفه النظام الذي
يتحكم بحلقات النزاع السياسي الذي
تطور إلى صراع يحاول هذا النظام
النفي السياسي الكلي لإرادة شعبنا
الأحوازي، الأمر الذي وضع كل
العناصر الفاعلة في القضية
الأحوازية في دائرة الضوء والعلن
بسبب فعله الإيجابي، أولاً، من
ناحية أولى، والضغط الفارسي
الأمني، الاِستخباراتي، المتعدد
الوجوه، و أشكال القمع السياسي
وغير السياسي الأخرى، من الناحية
الثانية.
وكانت العقود الماضية هي التي
كشفت التوجهات السياسية للرجال
الأحوازيين الوطنيين المخلصين،
وكذلك أصّلتْ معادنهم في حركة
الفعل السياسي والإعلامي، مما ترك
تراثاً واسعاً مليئاً بالرموز
الوطنية الأحوازية، على صفحات
التاريخ المشرق لشعبنا الأحوازي،
ومن يتتبع تلك الصفحات التاريخية
يجد أن في كل عقدٍ قد برزت
الأسماء الفكرية والسياسية
المعروفة، ومن يقرأ بإمعان مختلف
المواقع الإعلامية الأحوازية
الكثيرة، ويتابع أفكار أغلبها
بالقراءة السياسية الواعية
المتـأنية، أو حتى السريعة ولكنها
المفكرة والمدققة، ويلقي النظرات
المقرونة بمفاهيم الزمان ومفاهيم
المكان على الكتب والدراسات
والمقالات المنشورة ببعض تلك
المواقع الإعلامية على
شبكة((النت))، يجد تلك الأسماء
المفكرة والرموز المناضلة المخلصة
لوطنها، مجلجلة مرفوعة الرأس،
سواء اِتخذت أسماءً حركية أو
مسميات علنية، وقد كان ميدان
الفعل السياسي لهذه الأسماء
التبشيري والتحريضي في سبيل رفعة
الوطن منتشرُ في العالم كله، بحكم
الوسائل الإعلامية التي تخلصت من
القمع الفارسي المجرم، وابتعدت عن
سيوف القمع التي اضطرها للتواري
أو التخفي في ظل أسماءٍ حركية.
ولكن في أية حال أن الرموز
الأحوازية الوطنية والقومية
معروفة الاِتجاه السياسي الوطني
والقومي والاِجتماعي، والاِنتماء
الفكري والأيديولوجي، وطابع أرومة
النشأة االقومية العربية، إذ أن
مجتمعنا هو مجتمع منبثق عن مفهومي
القبائل والشعوب القرآني، كما
قلنا أعلاه... وهما مفهومان
أصيلان، يتناسل الأبناء عن الآباء
ويلتزمون بكافة الأعراف الأخلاقية
التي نشأ على ضفاف نعوتها
الإيجابية، من كرم وضيافة ونخوة
وتكافل وتعاون وتضامن، إنَّ
العادات الإيجابية التي تتمثل
بمفاهيم التكافل والزيارات
المتبادلة وأداء الواجبات وحضور
مجالس العزاء والمشاركات في
مراسيم تشييع المتوفين، والمساهمة
في إقامة الفواتح و مناسبات
الأعراس وأفعال الخير التي
عنوانها الأبرز في ميدان الخطوبة
وتمتين الرابط بين الأسر، وغير
ذلك من أمور اِجتماعية متداولة
كلها توجب التفكير العميق في
دلالات الوحدة الاِجتماعية، لذا
فإن كل الأسماء معروفة الاِتجاه
والاِنتماء، وهناك عوامل مضافة
لزيادة التعريف بها، كأن يكون هذا
الرمز ابن الشهيد الفلاني، أو من
تلك العشيرة الفلانية، وتوارث
الأملاك أو البساتين وله غنى مادي
معروف، أو العكس من ذلك مفقر أو
عوز حيث تشتد عوامل العون له
وخصوصاً في الملمات والأتراح
والأفراح.
ولو تتبعنا الأسماء النضالية طوال
المراحل الماضية سواء الذي تسيّد
فيها الرئيس جمال عبد الناصر في
مرحلة الخمسينات أو الستينات، أو
في ظل مفاهيم الحركة القومية
العربية التي سادت طوال مراحل
الحرب العالمية الثانية، وما
أعقبها، أو مراحل الاِتجاه القومي
العربي كما مثله الرئيس حافظ
الأسد أو السيد الرئيس صدام حسين،
وأحزابهما وأفعالهما الإيجابية أو
السلبية، فإننا المهمومين
بالهَّـم السياسي، والمتابعين
لشجاعة الأبطال الأحوازيين
وممارساتهم الثرّة، وكذلك تؤشر
أصابعنا وأيادينا لبعض الخونة ممن
التحقوا بالسلطة الفارسية التي
استحوذت على أرضنا ومجتمعنا، أو
ممن تعانوا مع منظمات((الساواك
الشاهنشاهية)) وأساءوا لشعبنا
بإخبارياتهم المجرمة وأفعالهم
اللا أخلاقية الشنيعة وهو الأمر
الذي لقنهم شعبنا درساً في
التأديب والقتل والدوس بالأحذية
على رؤوسهم المتعفنة بالخيانة
والوشاية في شتى المجالس. ولم
يكتفِ عار الفعل باللحاق بسمعتهم
الأخلاقية والتاريخية، بل طارد
أبناءهم وصاروا أمثالا للسباب
المعلن والتشهير المتواصل، وهو
الأمر الذي جعل البعض يزايد في
مواقفه السياسية للتغطية على
ماضيه العائلي السيء والمليء
بالموبقات والجرائم التي لحقت
بأبطال شعبنا الأحوازي.
إن الذين وشوا بشهداء شعبنا
الأماجد مازالت صورهم حاضرة في
ذاكرة الجماهير الأحوازية، كباراً
يبلغونها الصغار، ولا ينفع
أبناءهم التواري خلف مسميات حزبية
ومدارس فكرية وضجيج إعلامي دعائي،
سواء دفع الرشوة في بعض المناسبات
أو لم يدفعوا سوى جعجة القول
والنفخ بالذات الفردية.
(2)
ولكن مما يوسف له ظهور البعض الذي
أعطى نفسه أسماً مزوراً لا يخفى
على أحد من أجل تبوئه مراكز
سياسية أحوازية، ظناً منه أن كم
الأموال التي تتدفق على جيبه وهو
ما يتيح له التنقل والتدخل
والاِنتصار للبعض والتأثير على
البعض الآخر، عارضاً بعض الصور
الملتقطة مع السياسيين العالميين
أو مع مناضلين أحوازيين، إعتقاداً
منه أن ذلك يستطيع تمرير الأكاذيب
وضمان سير التضليل بصدد نشأته
واِسمه ومواقفه السابقة من حيث
الاِرتباط الدبقي بأحد الأجهزة
الأمنية الخليجية.
لو دققنا النظر في تلك الصور
المعروضة بهذه المناسبة أو تلك،
وفكرنا في المعاني التي تنطوي
عليها، لوجدنا أنها تعكس أحد
الاِفتراضات الثلاثة التالية :
- إما أن تكون الصور مزورة عبر
أجهزة الكمبيوتر وهي طريقة سهلة
لمن يتعمد البروز للعلن، أو
التشهير بالخصوم، أو تمرير بعض
الغايات الذميمة، وكذلك الكريهة
واللئيمة، عبر وسائل فنية مختلفة.
- أو أنْ يكون الشخص المعني والذي
ظهر في الصورة، مرتبطاً بجهة
مخابراتية دولية أتاحت له الفرصة
بغية تسويقه في المجتمع، الذي
يريد تمرير سمّه بين أفراد أو ذلك
المجتمع، وفي أية حال إن هذا
الفرد سينكشف سريعاً جرّاء ظروف
تحيط بالقضية أساساً، ولهيب
الصراع الذي سيبلغه في المراحل
اللاحقة.
- أما الاِفتراض الثالث، فهو شمول
هذا الفرد بحالة تمكنه من
الاِندساس لإيجاد حالة مزوّرة
بشكل واضح، يتضح ذلك جيداً عند
متابعة تاريخ حالته السياسية:أين
ولد؟ ومتى ترعرع؟وكيف اِلتزم
بالمفاهيم السياسية وفق إدعائه؟
وما هو تاريخه (النضالي)؟ وما هي
نتائج عمله السابقة أو الراهنة؟. |