الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين
عبر مقال منشور على موقع المنصور
. يسألني لماذا غضبت علينا أمريكا
.
ليسمح لي القاريء التذكير (
ولقد كرمنا بني ادم ) وما هو
بكريم في ارض يرويها بدمه وعرقه
فلا ينال منها الا الحرمان !!
امريكا تريد تحويل المسلمين من
عزة الاحرار الى مهانة العبيد
والله سبحانه وتعالى يقول :
( ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين ) . امريكا ومن يسمون
انفسهم بالعالم الحر يرتكبون من
الجرائم ما يقشعر له ضمير البشرية
. يغزون ويحتلون ، يشردون الشعوب
من ديارها – على نحو ما فعلوا في
فلسطين والعراق وافغانستان .
يمزقون اهاب الحرية ، ويمثلون
بجثث الضحايا من الاحرار ،
ويقتلون الاطفال والنساء والشيوخ
، ويرتكبون الجرائم الوحشية بلا
تحرج .. يجدون من شعوبنا
وحكوماتنا ، ومفكرينا وكتابنا
وشعرائنا ، وجماعتنا وجمعياتنا
أبواقا تهتف بالديمقراطية الغربية
وعن الصداقة الامريكية .
والاستعمار الروحي والفكري هو
الاستعمار الخطير حقا . فاستعمار
الحديد والنار يثير المقاومة
بطبيعته ، ويؤرث الاحقاد القومية
التي تقتلع الاستعمار من اساسه .
اما الاستعمار الروحي والفكري فهو
استعمار ناعم لين ، مخدر ، ينوم
الشعوب ، ويستل أحقادها المقدسة
التي يجب أن تتاجج ، وتستحيل نارا
وشواظا يحرق ويدمر الاستعمار
وعملاءه في يوم من الايام . وان
الحرب المقدسة التي تدور رحاها
على ارض العراق مع الاستعمار
اليوم ، تقتضي تخليص ضمائر الشعوب
اولا من الاستعمار الروحي والفكري
، وتحطيم الاجهزة التي تقوم
بعملية التخدير ، والحذر من كل
لسان ومن كل قلم ومن كل جمعية او
جماعة تهادن معسكرا من معسكرات
الاستعمار ، التي ترتبط حميعها
بمصلحة واحدة ، ومباديء واحدة :
محاربة العرب والاسلام والمسلمين
!
ارض العرب كلها جزء من ارض
الاسلام ، فأن نحن حررنا ارض
العراق وهي جزء من ارض الاسلام ،
فأننا نكون قد حررنا بضعة من جسم
الوطن الاسلامي ، تستعين بها على
تحرير سائر الجسد الواحد الكبير .
والمهم ان نتجمع اليوم ونساند
المقاومة العراقية كما يتساند
التحالف الامريكي الصهيوني
الفارسي والشعوبية الحاقدة ضد
العروبة والاسلام . والرئيس
الشهيد انشاء الله صدام حسين لم
تكن نظرته قصيرة ورفض ان ينحصر
العراق في حدوده الجغرافية
المصطنعة الحمقاء ، فدعى الى
الوحدة العربية والى التضامن
العربي الاسلامي تمشيا مع منطق
العصر ومع منطق العروبة والاسلام
. و يعلم الله ان صدام حسين ما
أخترق جدار السرية وحصل على اسرار
تكنولوجيا العصر الا لينشيء صناعة
حربية متطورة في مستوى المسؤولية
القومية التاريخية ، وجيشا محنكا
مدربا انضباطيا .
اغتاله التحالف الامريكي
الصهيوني الفارسي لأنه عرف ان
منطق القوة هو المسيطر ، ولأنه
أراد ان يكون للعرب والمسلمين قوة
يمكنهم استخدامها أيضا عبر العراق
. وبذلك الجواب على السؤال لماذا
غضبت علينا امريكا . ونحن بدورنا
نسأل متى يكتمل الضمير العربي
والشعوب العربية تخلع النظارة
الامريكية عن عيونهم وهم يقرؤن
هذا الذي يجري في العراق وفهمه
بعقل ووجدان مسلم حقيقي ؟
واما بعد
فماذا بعد ؟
فلنتعلم كيف نموت دون وجل في
سبيل الحق والواجب .. في سبيل
المروءة والكرامة والارض
والمقدسات .. وحين يصبح في
مقدورنا ان نحتقر الموت في سبيل
ما نعتقد انه حق .. حينذاك فقط
نصبح احرارا !
فليكن فهمنا للواجب كفهم
بطولاتنا التي يزخر بها تاريخنا
.. كفهم ذلك العربي الذي اوشك ان
يرمي بنفسه في احضان الموت في
سبيل عقيدته ، فجاءه أبوه بأبنه
الرضيع عسى أن يراه فيحن اليه ،
فيعود عما هو فيه . فقال :
والله يا أبت .. أني الى طعنة
نافذة أتقلب فيها على كعوب الرمح
في سبيل ما أؤمن أحب الي من أبني
!!
مثل هذه النفوس الكبيرة هي نشوة
الدنيا وفرحة التاريخ .. هي وحدها
القادرة على رد حقد وكره امريكا
للعرب وللاسلام .. هي وحدها
القادر على تغيير ملامح الانسانية
الضالة ، واعادة اليقين الى
القلوب الكئيبة !
يا رجال المقاومة العراقية :
ان التاريخ بأسره ، بكل مافيه من
حقائق وشجون ، يلتفت صوبكم اليوم
ويرنو اليكم .. وأنا ألتفت اليكم
بوجهي وبصدري وكياني كله ، قائلا
لكم ان مستقبل الاجيال المقبلة
بأسرها أمانة في أعناقكم .
واعلموا ان الضمير العربي لم
ولن يكتمل . |