عجبا يكتب
الاخ المجاهد السفير صلاح
المختار للكتاب العراقيين مناشدا
وداعيا لموقف وطني نبيل .
واستغرابا لم لا يكتب عن تخاذل
الكتاب العرب بشكل عام والبعثيين
العرب غزاة الحزب ( انتهازية
ومطامع شخصية ، وانبطاح بفنادق
العراق ***** نجوم ) زعيق
ومزايدات .
انا لست
بعثيا ، وبعيدا عن السياسة
وتشعباتها . لكنني قومي عربي
مسلم متشيع لبني هاشم . لم ادخل
العراق من سنة 1982 . ولي رؤيتي
وتحفظاتي على كثير من ممارسات
السلطة في العراق وكتبت عنها في
حينه ، وأعرف جيدا كثير ممن
أمتطوا ركاب البعث و تسلقوا مناصب
وسمتهم الجهل والمهارة في الزعيق
والنهيق .
قدمت هذه
المقدمة لأقول للشباب العربي عبر
تعليقي على مقالة المجاهد صلاح
المختار :
ان الانسان
– اراد أو لم يرد – موجود يعيش في
الزمان ، بين ال ( قبل ) وال (
بعد ) بين الماضي والمستقبل ،
فالزمان هو قرارة الذات الانسانية
، والزمان كالذات – اتصال وانفصال
، تقارب وتباعد ، حضور وغياب ،
والتجربة الوجودية العميقة التي
ينكشف من خلالها الزمان لنا ،
تذهب الى أن حياتنا الواعية نفسها
لا تبدأ الا في اللحظة التي
نتجاوز فيها الادراك الحسي ( وهو
الفعل الذي يتم في الحاضر ) ، لكي
نتجه بأبصارنا اما نحو الخلف أو
نحو الأمام ، أي : اما
نحو ( الماضي ) أو نحو
( المستقبل ) . بل ان الادراك
الحسي نفسه ما كان ليحمل أي معنى
بالنسبة الينا ، لو لم يكن كل
موضوع حسي ندركه هو بمثابة نقطة
تلاق لفكرتنا عن الماضي وفكرتنا
عن المستقبل ، يعني ملتقى
لذكرياتنا وامكاناتنا .
وتأسيسا
على هذا الفهم ، هل نذهب مع ( بول
فاليري ) مثلا الى اننا لانكاد
نوجد تقريبا ، بل نحن قد وجدنا أو
نحن سوف نوجد . هل نقول ان
الانسان هو الماضي الذي يلاحقه
ويزين عليه ، كما أنه في الوقت
نفسه ( المستقبل ) يرنو اليه
ويتجه نحوه ؟
ان الانسان
يحيا من اجل المستقبل اذن ، أي من
اجل ما لم يوجد بعد ، او ما سوف
يوجد ، او ما يريده هو على ان
يوجد ! وما اصدق القائد الشهيد
صدام حسين حينما يقول
:
( اننا لا نفكر تقريبا في الحاضر
، وحينما نفكر فيه ، فما ذلك الا
لكي نستمد منه النور الذي يسمح
لنا بأن نتصرف في المستقبل ) .
وليس
الحاضر بغاية لنا على الاطلاق ،
فأن المستقبل وحده هو غايتنا ، في
حين ان الماضي والحاضر ان هما
عندنا الا وسيلتان . واذن فنحن لا
نحيا مطلقا ، بل نأمل ان نحيا ،
ولما كنا نتأهب ونستعد لأن نكون
سعداء فأنه ليس بدعا أن نظل دائما
أشقياء . فلانسان - كما يقول
صدام – هو المستقبل لأن كلامنا
يوجد دائما امام ذاته ، ووجوده
الخاص انما ينكشف له على صورة
غاية يهدف اليها ، ومستقبل يتجه
نحوه ، وحزمة من الامكانات يسعى
نحو تحقيقها .. وليس المستقبل
مجرد اضافة عرضية تلحق الوجود
الجوهري الذي هو شيء كائن من ذي
قبل ، بل الانسان في صميمه مجموعة
من الامكانات ، دون أن يكون في
وسع أحد أن يقول عنه انه شيء
متحقق ماثل ههنا .. واذا كان من
الحق ان الانسان يحيا غالبا في
المستقبل ، فذلك لأن على المستقبل
دائما أن يستجمع الماضي وأن يوجهه
في الفعل الحاضر .
يا شباب
العروبة والاسلام
القائد
الشهيد صدام حسين أراد اعادة صنع
التاريخ ، وتحقيق حلم راود الشعوب
العربية في الوحدة ، خصوصا بعد ما
جره عليها التفسخ والانشقاق من
عوامل الضعف والوهن والتخلف .
وكان
القائد الشهيد ينظر للشباب العربي
نظرة مستقبلية ترتكز على الامة
العربية وصيرورتها ومستقبلها بين
الامم . كما انه حرص على النهج
العلمي في الرؤية المستقبلية
للشباب العربي كجزء يكاد يكون
عضويا من مشكلة أعم واشمل هي
مشكلة الشباب العالمي المعاصر في
تبرمه بمجتمعه وواقعه وثورته عليه
، ونزوعه الى التغيير ، على هدى
حينا وعلى غير هدى احيانا أخرى ،
انها ظاهرة الفراغ الرهيب الذي
يشعر به والغموض الذي يلف في
اعماق نفسه تساؤلات ملحة عن اسباب
وجوده واهداف بقائه ، ويحدث ذلك
كله في مجتمعات الرفاهية المادية
التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا .
وقد يسمي البعض هذه الظاهرة فجوة
الاجيال او الصراع بين الاجيال ،
وهذه الظاهرة تنجم كنتيجة لفقدان
الفهم المتبادل ، وكنتيجة لفقدان
هدف للحياة يتعدى في أفاقه مجرد
الحياة المعيشية . وقد لا يكون
بعيدا عن الحقيقة ان نسترجع في
هذا المقام ما راه الفيلسوف
العربي الاجتماعي العظيم ابن
خلدون في تحليله لنشوء الامم
وتحضرها ثم انحلالها في فترات
زمنية رتيبة ووفقا لأسس ونواميس
تتفاعل من داخلها تصيب المجتمعات
كل المجتمعات ، كما قد لا تكون
الحقيقة بعيدة عن غيره من
المفكرين الذين تنبؤا بانحلال
الحضارة الغربية نتيجة لنواميس
طبيعة المجتمعات ذاتها .
سنة 1975
دعى القائد الشهيد صدام حسين
الشباب العربي لمؤتمر في بغداد
وكان حينها نائب رئيس مجلس قيادة
الثورة العراقي . وكان لي شرف
حضور المؤتمر . في حديثه للطلبة
والشباب العرب تحدث عن ازمة
الشباب الغربي والاميركي والسرعة
المذهلة للتغيرات الطارئة في
الحياة اليومية . وتحدث عن الشباب
العربي والتحديات المصيرية ، وبين
اعباء التخلف الطويل والسحيق الذي
ران على امته قرونا عديدة ولم يكن
له في ذلك التخلف أي ذنب او تبعة
. وسمع من الطلبة العرب متاعبهم
ومعاناتهم والمصاعب المادية التي
تحول دون قدرتهم على استكمال
دراستهم .
( رحمه
الله واسكنه فسيح جنانه ) أمر
بصرف منحة مالية شهرية لكل طالب
عربي مائة دولار اميركي بغض النظر
عن مواقفه وانتماءاته السياسية ،
وكانت انذاك كانت تعادل راتب
وزير في الدول الشيوعية .
وللاخ
المجاهد السفير صلاح المختار أقول
:
من ليست
عنده النخوة لا ينتخى .. ومن ليس
عنده كرامة لا يمكن شراءها له ..
ومن لا دين له لا شرف له .. ومن
لا يخشى الله لا وطن له . وللاخ
المجاهد صلاح المختار وكل
العراقيين الشرفاء والعرب
والمسلمين المخلصين لذكرى القائد
الشهيد صدام حسين ما كتبته انا
القومي العربي البعيد عن السياسة
و التنظيمات السياسية ونشر في 23
مايو 2006 و أثناء مهزلة ما
اسموه ظلما محكمة للقائد الشهيد
وفيها البيان : |