يقولون ان
المضطر يركب الصعب ، وانا اركب
الصعب اختيارا ، وأفضله دون ادنى
تردد على السهل المبتذل ، مصداقا
لقول الشاعر :
لا يراني الله ارعى
روضة سهلة الاكناف
من شاء رعاها
العرب
والمسلمين في اوروبا فيهم منكفيء
لا يرى ابعد من انفه ، ولا يشعر
بفعل الزمن من حوله ، الى (
ليبرالي ) متحرر يسعى الى التبعية
الحضارية ، بانسلاخ تام من ذاته ،
وهروب كامل من تراثه ، الى شعوبي
متعسف يستعدي العالم على دينه
وتراث وطنه ، الى مجموعات عميلة
ارتبطت مع اجهزة مخابرات مجموعة
دول اوروبية بأن واحد ، و صار
لها سفراء وسفارات تعمل شعوبيا
تحت اسم العراق مستبعدين علم
العراق حيث يسد الحاجة عندهم علم
( مسعود وجلال ) . امتلكوا المال
و وسائل اعلام فضائية وصحف ،
ونشاطات شعوبية ذات اليمين
واليسار . الى عادي ترقب بحذر
وريبة تارة ، وبحسن ظن ، وطيب
سريرة ، تارة اخرى ، لكنه فقد
الثقة أو كاد في كل ما سمع ويسمع
. والحديث هنا بطبيعة الحال عن
الضمير الملتزم ، لأن الالتزام في
الحياة هو زاد مسيرتها ، ونبراس
طريقها ، ونعني بالالتزام التمسك
بهدي الله وحب الوطن ، والدفاع
عنه ودعم المقاومة العراقية
ومساندتها ضد الغزاة والمحتلين
وكلابهم الصفويون والشعوبيين .
ومن هذه الثوابت اخترت التحدث عن
الحقائق الاولية التي ينبقي
تأكيدها :
-
ولادة الصهيونية والشعوبية
الحاقدة تمثل في حقيقتهما بداية
مرحلة جديدة من الصراع الحضاري
بين الامة العربية وبين الصهيونية
وحلفاءها الصفويون والشعوبيين ،
ويتمثل هذا الصراع في السيطرة على
جوهر الوجود العربي واسقاط القيمة
الحضارية التي تتمتع بها الامة
العربية .
-
المقاومة العراقية و تاريخ القائد
الشهيد صدام حسين ، يتعرضون الى
حملات متعددة مساحتها الانسان
واللغة والدين والعقل .
والشعوبية الحاقدة تهاجم العروبة
والاسلام ليرضوا اسيادهم الصهاينة
، ومهاجمتهم لتاريخ وذكرى القائد
الشهيد على اساس المفاضلة بين
وجودين .. الوجود الصهيوني
التلمودي او الوجود العربي بكل
ابعاده وقيمه .
-
الشعوبيين في الوطن العربي
بشكل عام وفي العراق بشكل خاص
يعرفون جيدا ان الشهيد باذن الله
صدام حسين كان مفهومه للايمان :
بأن الدين الالهي الحق هو الاسلام
– والاسلام في معناه العام هو
الدين العربي باطلاق وهو الدين
المتمثل في الابراهيمية والاخذ
كماله التطوري في الموسوية
والعيسوية والمحمدية وعلى هذا فان
العربي اذ يؤمن بدينه المطلق ،
فأنه يؤمن به في تجسيداته الثلاثة
مجتمعة ودونما أي تفريق . وهو ما
لم يؤمن مثل هذا الايمان فأنه
يكون قد تنكر كليا لموسويته الحقة
ان كان يهوديا ولعيسويته الحقة ان
كان مسيحيا ولمحمديته الحقة ان
كان مسلما ، لأنه يكون قد تنكر
كليا لدينه الابراهيمي الحنيف
وبالتالي لدينه العربي المطلق
الذي هو الاسلام الالهي .
والشعوبيين ايضا يعرفون ان
الشهيد صدام هو من قدم صيغة
اجتماعية وسياسية وفكرية كشفت
عجزهم وعدم قدرتهم على مجاراة
الحضارة العربية الجديدة ، ولهذا
هم اضطروا ان يكشفوا انفسهم انهم
منافقين ومرتدين .
و تظل هموم
الكاتب السياسي كما هي خلايا
السرطان ، لا تكاد ان تضع يدك على
واحدة من هذه الهموم مبتدعا
اساليب لمواجهتها حتى تفاجئك بهم
جديد يثقل على قلمك او يجثم على
صدرك ، وهي هموم
غريبة عجيبة
متعددة الاتجاهات والمصادر ، يهبط
عليك صفوي يريد اثارة فتنة مذهبية
، في حين يتسلق شعوبي من اسفل
يريد النيل من العروبة وقائدها
صدام حسين ، ويأتيك صهيوني من
اليمين ، وعربي عميل مأجور من
اليسار ، أو من أي نقطة تصنيف
سياسي تقع بينهما . وغني عن الذكر
ان التهديدات ومحاولات التقييد
والمحددات كثيرة وكلها تنبع من
دائرة الصهيونية والشعوبية او من
قوى مطروحة كبدائل تقف في موقع
العداء للرئيس الشهيد . وانا مؤمن
بمقولة ارددها دائما ( اللهم
احمني من سياط الاصدقاء والرفاق
قبل سياط الخصوم والاعداء ) . و
الكاتب السياسي نفسه عندما يتلقى
ردود فعل متباينة والى درجة تباين
اللون ( الابيض ) مع اللون (
الاسود ) ! يصبح في هذا السياق
وكل الحق معه كما جاء بمقالة
الدكتور كاظم الذي رفض فك (
الاشتباك ) محددا طريقين لا ثالث
لهما : اما ان تكون عربيا ومع
المقاومة العراقية الباسلة ضد
الغزو والاحتلال ووفيا لذكرى
القائد الشهيد صدام . او تكون
حقيرا ، وضيعا ، شعوبي حاقد او
صفوي متشيع لدين اسماعيل الصفوي .
ومن هنا بتقديري اراد المجاهد
كاظم ان لايقتصر على نظام سياسي
حاكم او تنظيم طامح في الحكم ، بل
تجاوز ذلك كله لبعض الافراد ورموز
العمل السياسي او من الشخصيات
الاجتماعية . وقدر تعلق الامر
بقلمي المنابر والصحف والمجلات
الوطنية والقومية امامه مفتوحة
. وكنت اتردد في الكتابة على منبر
العراق الحر ( البصرة ) رغم
متابعتي شبه الدائمة لما ينشر على
منبر العراق الحر ، ومنطلقي بعدم
الكتابة قناعتي ورغبتي في عدم
مزاحمة ابناء العراق وشرفاء
البعث ومناصري المقاومة حيث هم
الأولى واصحاب الحق في الكتابة عن
قضيتهم الوطنية . واهل مكة ادرى
بشعابها ، حتى قرأت مقال للمجاهد
السفير صلاح المختار لمست فيه
عتبا وتقريعا ونداء للكتاب العرب
ان يؤدوا واجبهم في الدفاع عن
العراق واهله وعن الاسرى الرابضين
وراء قضبان سجون الاحتلال
والصفويون الانذال ( حتى لو كان
بأسماء مستعارة ) . هنا استدركت
ان الواجب القومي يستدعي ان يلبى
نداء الاحرار والشرفاء وانا لست
ممن يكتب بأسم مستعار لأن ما
اتحدث عنه يجسد قناعتي ورؤيتي
الشخصية ولا شيء يرهبني ولا اخاف
الا الله . و منبر البصرة حر
وغير عميل او مشترى من هذه
الحكومة او تلك أو من هذا أو ذاك
.
فجأة صرت
اتلقى عدد من الرسائل شبه اليومية
فيها من الابتذال الكثير والوعيد
والتهديد ، والحقيقة استغربت من
هذا الطرح العدمي المرعوب . وقررت
ان اعض على الجرح واواصل الكتابة
على منبر العراق الحر بما يمليه
علي ضميري مستثمرا كل الفرص
الشريفة المتاحة للتعبير عن رؤيتي
حتى يقضي الله امرا كان مفعولا .
الاخ المجاهد
الدكتور كاظم
في بداية
الامر ونهايته على حد سواء ، لا
خيار امام من يحارب غزو واحتلال
العراق ويدعم المقاومة العراقية
الباسلة ، ويواجه الشعوبية
الحاقدة والصفوية النجسة
والمتوحشين السفلة ، سوى ان يخوض
الحرب ويواجه القمع بكل اشكاله
ومصادره . وليذهب العملاء والخونة
والجواسيس والصهاينة والشعوبيين
الى جهنم وكل دوائر القضاء في
العالم ، وتبقى الحقيقة دائما
الاقوى ولها دائما الغلبة طال
الزمن ام قصر . والله غالب أمره
. |