معروف للقاصي
والداني ان ما كان يُدعى
بالمعارضة العراقية قبل الاحتلال
قد عاشت تناقضات وصراعات جعل
البعض من هذه المعارضة، اضحوكة
وجعل منها مجرد كتل متناحرة ادى
تناحرها الى استرخاصها من قبل
اسيادها الممولين والراعين لها.
ومن بين مظاهر التناحر بين
اطرافها كان ذلك البارز من
(الاسلامويين) ضد غيرهم عموما وضد
المرتدين والمتساقطين من مسيرة
الدولة العراقية الوطنية الهاربين
من مواجهة العدالة لجرائم
ارتكبوها ضد الوطن والشعب بشكل
خاص. حيث كان الطائفيون لا يثقون
بهؤلاء ويزدرونهم ويحتقرونهم في
السر والعلن ويمارسون ضدهم في
لندن وواشنطن كل اشكال التنكيل
ومحاولات الابعاد. وقد اجبرت هذه
الصورة من التعامل بعض المتساقطين
والمرتدين للاحتماء ببعض وجوه
الخط الاول من العملاء فكان نصيب
العميل وفيق السامرائي هو
الارتماء في ظلال العرّاب
الصهيو_امريكي_فارسي جلال
الطالباني مستفيدا من خط خدمات
خيانية قدمها
له على ما يبدو قبل هربه من
العراق .
وبعد الاحتلال
وتجميع القطعان من قبل بريمر بدأت
معارك الارتماء على غنائم الرذيلة
والعار تحت بساطيل الجنرالات
الامريكية وكانت حركة العملاء مثل
الحلزونات بين يدي بريمر والاقطاب
التي اظهرت كروشها وخلفياتها على
انها اقطاب تاثير في تشكيل خلايا
الخنازير والقطط اللاهثة وراء
القمامة ومنها ومن بين اكثرها
اظهارا لمرتكزات اقتدار مرائي
يختفي خلف ظلال بريمر وتحت عباءة
اعوان بريمر وشركاءه في الاحتلال
من ملالي ايران هم معمموا الحوزة.
وحيث ابتدأ
مشوار الارتماء تهافتا على وليمة
الكلاب بدأت ايضا عملية تنفيذ
البرامج المسبقة التي اعدت في
مرحلة ما قبل تزاحم الكروش على
الوليمة والتي اسست على اسس الفهم
المسبق للاعبين والادوار المناطة
بكل منهم وحكمت كل تحركاتهم
الظلامية والخبيثة والانانية
والتي تعكس اجندات احزابهم
وتوجهات كل منها. فطائفيو الصفوية
كان في جعبتهم العديد من الاسماء
التي اجبروا على التعامل معها
وقبولها في صفوف المعارضة لكي
تقحم الدول المانحة الى جسد هذه
المعارضة نوعا من القبول كبديل
للنظام الوطني العراقي والذي
يقتضي ان تظهر هذه (المعارضة)
ادنى مستوى من مستويات التفاهم مع
بعضها البعض والاتفاق على حدود
دنيا من التفاهمات السياسية. لقد
قبلت الكيانات الطائفية مرغمة بعض
عناوين التيار العلماني
كالشيوعيين وجماعة علاوي مثلا غير
ان هذا القبول لم يكن قرارا
استراتيجيا، بل لتجنب اغضاب الدول
المانحة وخاصة اميركا لكنها في
ذات الوقت قد هيأت خطط الاطاحة
بهؤلاء فور ترتيب اوراقها في
الداخل. وقد كانت القوى الطائفية
الصفوية متيقنة من انها ستستحوذ
على وسائل التأثير الاكبر وفق
قياسات التوزيع الطائفي والعرقي
الذي يكفل لها الهيمنة السياسية
للعملية التي سيفرخها الاحتلال
متعكزة على مظاهر اللقاء الشعوبي
الشوفيني الانفصالي التفتيتي الذي
ربطها بالاحزاب الكردية وكونها
احدى مرتكزات الاحتلال الايراني.
ومن مؤشرات
التوزيع الظاهري لمجلس الحكم
المجرم اتضحت معالم صورة اللعبة
التي حاكها العملاء وصادق عليها
المانحون كونها تلبي رغبة اميركا
وبريطانيا وحلفاءها من الفرس
والصهاينة كمرحلة بدء في انهاء
العراق كدولة والغاء دوره الوطني
والقومي والاقليمي وتفتيت عناصر
قوته المحسوبة عربيا ولصالح خط
سير الامة وكلها مستهلات ضرورية
لضمان النتائج المرجوة من الغزو
حيث يصبح البلد جغرافيا وسكانيا
وثروات تحت قبضة الدول المانحة
بشريا وماديا لفكرة الغزو
والاحتلال. لقد كان مجلس الحكم
يؤشر هيمنة شبه مطلقة لصالح
الصفويين والاكراد وكلاهما متفق
على التفتيت ومعاداة العروبة
ووجودها المادي والفكري.
وبالقدر الذي
ضمن الصفويون والكرد دعم احدى
الدول الاقليمية في برنامج البناء
الطائفي والعرقي كجزء من اجندة
تفتيت العراق وتحقيق مصالح فئوية
حقيرة على حساب الوطن الا وهي
ايران، الاّ
انهم لم يهملوا الجانب
الآخر من الصورة التي زجت غصبا
عنهم في
صيرورة الكتل السياسية
لمرحلة ما بعد الاحتلال من قبل
اميركا وبريطانيا حصرا. وكان الهم
الاكبر للصفويين والكرد هو اقصاء
الخط العلماني وخاصة افراده من
الذين عملوا في الدولة العراقية
الوطنية في اوقات مختلفة قبل ان
يتساقطوا ويبحثوا لانفسهم عن موطئ
قدم في جوقة المعارضة.
لقد بدأت
جولات تصفية الحسابات بين العملاء
الذين وزعوا الالوان على بعضهم
البعض وهم يلهثون سوية خلف ظلال
المخابرات الاجنبية ويتسابقون في
البحث عن افضل سبل خدمتها على
حساب العراق وشعبه فوسموا بعضهم
البعض باتعس معاني الكراهية
والحقد. وقد كان اياد علاوي وخطه
من بين من وضعوا تحت ظلال اللون
الاسود لانه كان بعثيا في يوم ما
ولانه يدعي انتماءه للعروبة ولذلك
صار الهم السياسي للصفويين
وحلفاءهم هو ازاحته من خارطة
العملية الامريكية دون ان تثار
اميركا وحلفاءها. وقد اخذت اوجه
العمل ضد علاوي اشكالا مختلفة،
حيث رُكل هو وجماعته طولا وعرضا
واُلصقت بهم شتى انواع التهم
الجاهزة من انهم بعثيّون ومن
بقايا القومجية ودسيسة النظام
السابق في جعبة الوضع الجديد
وخائن المذهب والعميل المزدوج
وعديم الدين والفاسد الى غير ذلك
من مرتكزات الانقضاض عليه لاضعافه
في اللعبة البرلمانية كونه كان
يمثل الخطر الحقيقي على مخططاتهم
للهيمنة الصفوية وله برنامج عمالة
وخيانة مختلف الالوان والاتجاهات
عنهم. ورغم انهم قد استفادوا
كثيرا من علاوي وجماعته في
الايذاء الميداني لحزب البعث
العربي الاشتراكي بوسائل خبيثة
ورخيصة غير انهم سرعان ما انقضوا
على اهم رموز خطه واقصوها في حركة
ديمقراطية بارعة من البرلمان وهو
يتشكل، وبعد التشكيل مباشرة عن
طريق تنفيذ قانون اجتثاث البعث
ضدهم. لاحظوا الفطنة الكبيرة ..
حلفاء لندن وبقية المؤتمرات
والمخططين لأهم مرتكزات الاحتلال
وعرابيه بامتياز، تحولوا في ليلة
وضحاها الى بعثيين يشملهم
الاجتثاث كما يشمل بقية المناضلين
الحقيقيين .. واي خلط متقن
للاوراق هذا.؟ حيث قصد منها
الايحاء بان البعثيين موجودون في
مجلس الديوثية والخيانة وفي جسد
الغزو والاحتلال مؤيدين ومشاركين
وفي نفس الوقت تم الايحاء بعدم
جدوى بقاء هؤلاء بما يمثلونه من
خطر على مستقبل العراق الجديد
!!!. المهم زج علاوي فيما زج به
من عمل اجرامي عسكري ضد النجف من
جهة وضد الفلوجة من جهة اخرى
فاسقط في الحضيض تماما كما سقط
كعميل ومجرم في شر اعماله، رغم ان
هذا المتباكي لم يقرر ولم يفعل
شيئا يذكر سوى لقطة استعراض عديمة
اللون والطعم والرائحة حيث ترجل
من مصفحة امريكية تحيط بها
الدبابات على الارض والطائرات في
السماء في بقعة من ارض النجف
الاشرف اعدت لها عدسات المخابرات
الامريكية وشركاتها الامنية
وانتهى ككلب يلهث خلف اسياده
ويقدم نفسه للعب ادوار خيالية لا
يقوى عليها وغير مؤهل قطعا
لتدبيرها وكاستشاري يكتب المقالات
للصحف الامريكية حين يطرد من
ابواب اسيادة ولا يحضى بمن يقابله
فتكون الصحافة هي نقطة التواصل
الذليل ومن ثم محاولة اللعب على
اوراق الشاهد في الكونجرس لاظهار
الذات الرخيصة وكأنها تحمل من
العطاء لأسيادها ما هو في نظرهم
محض هراء مقارنة بقدرات المرتكزين
على عمامة ايران الطائفية.
وكان بموازاة
علاوي بالاهمية الضابط السابق
والبعثي المفترض عزيز الياسري
الذي نفخت في قربته اميركا في
مرحلة الاستفادة القصوى من خدماته
الديمقراطية غير انه لم يفهم
قواعد اللعبة وحاول ان يصوغ لنفسه
ابهة في غير مكانها وزمانها فاعرض
عن حضن السادة الحوزويون مختلفا
حتى مع شقيقه الاكبر غفورى
الياسري الذي كان يقرأ اللعبة
بدهاء اهل طويريج وحنكة عشائر
الفرات الاوسط ويتغذى بالدور الذي
لعبه في احداث صفحة الغدر
والخيانة، وعفى عنه الرئيس الشهيد
صدام حسين رحمه الله وجهزه
برأسمال شخصي سمح له بفتح مشاريع
في الاردن ومنها انطلق في رحلة
الوفاء على طريقة السادة حتى تم
تنفيذ عملية الاطاحة بأخيه في
الفندق وهو يمارس اعمق ادوار
الخيانة لصالح امريكا وبعد ان منح
عظما اخذ يلحسه بغيض مكظوم بعد ان
عرف قدره الحقيقي كعميل محدود
القدرات وتم التنكيل به عبر خداعه
بأنه سيمسك رئاسة الوزراء ومنها
هبوطا الى ضابط تشريفات بلا
صلاحيات في وزارة الدفاع.
وقبل عزيز
الياسري (عضو مكتب عسكري مفصول من
حزب البعث العربي الاشتراكي) كانت
الحيتان الاضخم في مياه الاحتلال
المتعفنة قد اعدت الاوراق الكفيلة
بالاطاحة بحازم الشعلان الذي يبدو
انه كان اما اقل شجاعة من الياسري
ففرّ هاربا خارج متناول سيوف غدر
رفاق العمالة او انه اكثر دهاءا
ودراية بمكر السادة الصفويين
وخططهم ففرّ بالروح العزيزة
وتركهم يلصقون القير الاسود يلطخ
وجهه ووجوه اهله ومن والاه الى
يوم الدين. وهكذا سقط رقم آخر من
ارقام التنافس على مكافأة الخيانة
وتاه على وجهه في ارض الله
الواسعة بين موطن جنسيته الثانية
او الثالثة ربما وبين مطابخ
التآمر في عواصم الجوار العربية
المعروفة.
وبين أيهم
السامرائي والهاشمي المستوزر
وزيرا للثقافة والمحكوم عليه
بالاعدام بتهمة قتل اولاد آية
الله العظمى مثال الالوسي وشائج
تشابه تنتهي بغض النظر عن قربها
او بعدها عن بعضها بنفس المصير
الذي آل اليه علاوي المتشبث وعزيز
المقبور وحازم المتذاكي وايهم
المهرب امريكيا احتراما لجنسيته
الامريكية، ليس الاّ, والقطط
الجبانة من اعوان علاوي التي
داستها ارجل عمار الحكيم وعلي
الاديب تقف شامخة ذكرى ربيب عمالة
وخيانة آخر اكلته الحيتان الصفوية
وهو المدعو دوهان الحسن الذي
استهلك في وزارة عمرها لا يتعدى
شهورا واتيحت له الفرصة ليأخذ
المقسوم ويتجه غربا ليكون رقما
هاما من ارقام مقاهي الشيشة ورمزا
من رموز ديمقراطية الاحتلال
العجيبة التي لا تؤمن بتبادل
السلطة التي نعرفها بل تؤمن
بتبادل ادوار الغدر والتسقيط
السياسي واكل بل التهام الخنازير
الصغيرة في عملية تسمين ثيران
الاحتلال التي يعتقد المثلث
الاحتلالي الامريكي الفارسي
الصهيوني بانها هي المؤهلة لقيادة
ارادة توطين الاحتلال في العراق
وفق الخطة الامريكية التي دخلت
العراق لتبقى فيه سيدة تدير زمام
الامر بما يكفل لها نهب الثروات
وادارة المقدرات الى سنوات طويلة
قادمة.
اما وفيق فقد
احتمى كما قلنا في احضان العرّاب
جلال الطالباني محاولا ان يستمد
من كردية جلال شهادة تزكية من
تهمتين تحيقان برقبته ولا يمكن له
ان يفلت منهما ابدا في حسابات
حيتان الصفوية هما الانفال وحلبجه
من جهة وادارة الاستخبارات
العسكرية في زمن مقاتلة الفرس في
قادسية صدام المجيدة من جهة اخرى.
والحق يقال ان الطالباني قد
استطاع مكافأة وفيق على خيانته
العظمى لوطنه وللجيش العراقي
الباسل وسدد له فواتير خدماته
كاملة قبل ان يجد نفسه محاصرا
بحقائق الارض التي افرزتها محاكم
اميركا في الجرين زوون ومنها ان
وفيق هذا طرف مطلوب في التهم التي
وجهتها المحكمة بجرائم الابادة
الجماعية واستخدام الاسلحة
المحرمة وان مصداقية المحكمة اهم
لاميركا والصفويين من الخدمات
التي قدمها وفيق ولا زال يقدمها
في حركته التي تمثلت حركة زميله
عزيز الياسري والمتمثلة بسحب رقاب
ضباط الجيش السابق اما الى مذابح
التصفيات او الى خانة الارتداد
تحت معطيات حماية الروح والعيال
ولقمة العيش رغم انه يدرك تماما
انهم استكثروا عليه ومنعوه من
كرسي في وزارة الدفاع وان المكان
الاستشاري الذي كوفئ به لايساوي
قيراط تراب .
ان وفيق ليس
اكثر من كلب آخر انتهت دورية
الحراسة التي كلف بها .. فالتقط
الرجل الفكرة بحسه الامني المعروف
وثقافته العسكرية المتقدمة فحمل
بعضه وعاد الى مرابضه في مدينة
الضباب بعد ان غسل الحبر الذي كان
يصبغ به شعر رأسه وشواربه لكي
يبدو اكثر وقارا في عيون غانيات
سوهو ويوفر لنفسه مساحات في
الجرائد اللندنية ينفث منها سموم
غيضه وفشله ضد ايران ليقدم للناس
معلومات عن خطوط عمالته وتوزعها
بين الشرق والغرب ويتحول الى مادة
اعلامية لقنوات فضائية بدأت عملية
تسخيرها في تجميع حيثيات تخوين
الشريك الايراني في صناعة زورق
الاحتلال ودورها في اخفاء الثقوب
التي تخدم مصالحها على حساب الفيل
الامريكي الغبي. وهكذا افلت وفيق
من سيف الغدر الصفوي الذي كان قد
استخدمه وفيق في ذبح آلاف
العراقيين من اجل ان يثبت اخلاصه
ومصداقيته في خدمة الصفويين
والاكراد العملاء دون ان يحسب
بحسه الامني انه كان يقامر برقاب
اهل بلده ويضع نفسه في مهب ريح لا
قرار لها.
وفيق
السامرائي, وحاشى لرجال سامراء
النشامى ان يكون هذا المغلوب
منهم, لم يستقل .. بل هرب بجلده
ومعه ثمن بخس لانهار دم سالت تحت
رغباته المريضة .. وقد أُقيل من
قبل رجال ايران من اصحابه رفاق
مؤتمر لندن سئ الذكر .. وانتظروا
قرار اعدامه قريبا اسوة بوزير
الثقافة الذي قتل اولاد ابن عمه
في الردة والخيانه مثال الالوسي.
والسؤال الكبير الذي يمكن ان
يحتوي كل اتجاهات هذا المقال هو:
هل سيتعض العملاء من نهاياتهم
المذلة وهل سيتعلمون من فضيع
سقوطهم وتساقطهم المريع ام ان عار
الخيانة والعمالة مثل الادمان لمن
يتلبسهم ويسقطهم الله سبحانه في
حضيضه؟.. نحن نتفرج ونسجل .. فثمة
من خونة شعبنا من اكله رصاص شباب
العراق المقاوم ومنهم من اكله بئر
الخيانة فابتلعته حيتان مياه
الغزو المجرم ومنهم من اخذ سحته
الحرام وولى الى غير رجعة، بعد ان
ادرك ان الارض تفور تحت اقدامه
وان مصيره يسير في ظلام دامس ..
ومنهم من مازال يمنّي النفس
بنهاية سعيدة لفيلم تخرجه هوليوود
ولا يمكن لنهايته، الاّ ان تكون
.. فراغ قاتل. والله اكبر.
|