قرأت في
أحد المواقع الالكترونية مقالين
أثارا في داخلي احساسا بالمفارقة.
المقال الاول لعراقي وطني شريف،
هو الاستاذ ليث الحمداني.. معروف
ومعرف.. فني متخصص على ماأظن كأن
يكون مهندسا وصحفي في نفس الوقت.
كما أظنه من العراقيين المعتنقين
للشيوعية كخط سياسي(أي لا بعثي
ولا صدامي)، وهو موسوعة معلوماتية
في الصناعة العراقية يعرف شاردها
وواردها، مذ بدأت في العراق صناعة
بعد ثورة تموز عام 1968 وحتى
انقلاب اميركا عام 2003. يحفظ
مشاريع العراقية الصناعية التي
انتجها زمن الترف العراقي ذاك
بالاسماء والاماكن ويعرف كذلك
بالاسماء الكاملة قادة الصناعة
العراقية ومهندسيها البارزين،
وربما اسماء مبدعيها وعلماءها،
وهذا ما أثبتته كتاباته الرائعة
الموضوعية الثرية المحبوكة صدقا
ولغة وتركيبا والتي أرى فيها
مصدرا لمن يريد ملامسة الحقيقة في
زمن نجد فيه في العراق المحتل كل
شيء الا الحقيقة. في مقاله هذا
يثير موضوعا يتعلق بمنشأتين
صناعيتين عملاقتين في المنطقة
الصناعية التي كانت من مناطق
الشرق الاوسط الصناعية العملاقة،
احدهما متخصصة بصناعة السيارات
والاخرى بالآلات والمكائن
الزراعية ويلقي الضوء، متداخلا،
على الاهمال الذي اصاب المنشأتين
بعد الانقلاب الامريكي التحرري
الديمقراطي الذي جاد به علينا بوش
ورجاله المؤمنين بالله ورسوله
والمولهين بحب العراق وشعبه
واستخدموا فيه بضعة مئات من
عملائهم في المهاجر ينتمون الى كل
العالم غير انهم لا ينتمون الى
العراق الا بالقدر الذي يخدم
الهدف الامريكي.
ليث
الحمداني عراقي لا يرَ الاشياء
بمنظار حزب ولا طائفة ولا قومية،
بل يراها بمنظار عراقي وطني شريف.
وهو نموذج لما ندعو الله ان يكون
عليه كل حملة الاقلام وخاصة من
يتصدى منهم للشأن العراقي. ورغم
انني رجل معروف الانتماء وطنيا
وسياسيا ولست شيوعيا على اية حال
غير اني عراقي عاش الاحداث ورأى
التفاصيل فوق الارض ويرى ويسمع
ويقرأ ما يقوله اعلام اميركا
واعوانها فيجد التناقض وعدم وجود
ادنى الصلات المطلوبة بين ما يقال
وبين ما هو واقع فعلا ويشكل
معطيات الواقع وتفاصيله اليومية
في عراقنا المحتل الجريح.
لعل من
نافلة القول الآن وبعد مضي خمس
سنوات على الزفة الامريكية في
بغداد فأن العالم كله قد فتح
عيونه بعد أن رفعت عنها أجزاء من
الغشاوة الامريكية المعتمة تحت
تأثير تقادم الكذب والنفاق والدجل
والرياء وتهالك المواقف والسقوط
في مستنقعات الضعف والوهن
والتراجع على حقائق ومعطيات هي
غير ما أدعت وأعلنت وأشاعت اميركا
وأعوانها.
واقع
العراق بعد الاحتلال خراب وتدمير،
قتل وتصفيات واغتصاب للرجال
والنساء على السواء، تهجير واقصاء
للملايين، فساء مالي واداري
واخلاقي، غياب تام للنظام
والقانون، تراجع مريع أو فناء
للخدمات. فالخدمات الصحية تندثر
ماديا وبشريا، والتربوية تتلاشى،
والتعليم العالي يهبط الى أسفل
السافلين. شعبنا في الفرات الاوسط
والجنوب الذي جاء الانقلاب
الامريكي لرفع (المظلومية) عنه
يعيش بلا ماء ولا كهرباء في وقت
توزع فيه أموال العراقفي الشوارع
لشراء الذمم والاصوات والولاءات
بواسطة وزارة العمل والشؤون
الاجتماعية، حيث يورط الآلاف من
شبابنا بالسحت الحرام وفي
الانغماس بتدمير بلدهم من غير أي
أفق لما يؤشر مستقبلا فيه بناء أو
صناعة أو تطور.. وأهل الشمال هم
الآخرون يتظاهرون ضد الجوع والبرد
والحر والمرض ويحصدون الموت من
رصاص العملاء الكرد. نسبة نجاح
الثانوية المعلنة رسميا هي 25%
وقد وصلت في بعض مناطق العراق الى
حوالي 15% وهي نسب تعبر عن اختلال
مريع في الموازنات التربوية
والتعليمية واخلال فادح في معايير
الادخال و الاخراج المعروفة في كل
العالم. ووفق لمعلوماتي الشخصية،
فان اعداد الطلبة الناجحين لن يسد
ملاك جامعة من جامعات العراق أو
مؤسسة المعاهد الفنية.
في
جامعاتنا لاول مرة من عام 1970
على حد علمي، تضطر الجامعات
لاستخدام حملة البكلوريوس في
تدريس المقررات النظرية للكيمياء
والفيزياء والبايولوجي وغيرها من
العلوم، في وقت كان التدريس
النظري مقتصرا على حملة الدكتوراه
حصرا وذلك بعد أن مارس المجلس
الاعلى وميليشياته وحزب الدعوة
ومشتقاته أدوارهم الوطنية جدا
باجتثاث وقتل وتهجير علماء
وأساتذة العراق بتهمة ولاءهم
لدولتهم الوطنية ومساهمتهم في
تحقيق الانتصار العراقي على
ايران. ونقل لي أحدهم ان عبد
العزيز الحكيم قد رد على رئيس
جامعة الموصل بمنطق محب للعراق
وأهله ويعبر عن بعد نظر لرجل يدعي
الزعامة حين اخبره بأن جامعة
الموصل ستغلق ان تم تنفيذ
الاجتثاث محاولا اقناعه بعدم
ضرورة تنفيذ الاجتثاث في الجامعات
العراقية، رد عليه قائلا..
فلتغلق!!!
كنت اتمنى
أن ترى عيون الاخ الفاضل الحمداني
(آثار
مواقع) منشأة حطين وقد
أُزيلت من على وجه المعمورة
ومُزقت حتى طرق مواصلاتها
الداخلية لكي يسرق الجراد كيبلات
الكهرباء بعد أن سرقت الغربان
أجهزتها ومكائنها ومعداتها. وأن
يبحث بالمجهر عن موقع القعقاع
العملاقة التي كانت تُنتج حامض
الكبريتيك وحامض النتريك وبعض
المركبات العضوية التي تحتاجها
الصناعة العراقية كالانسجة
والانشائيات ومعها تنتج (فشك
الكسري _ وهي بندقية صيد كما
يعرفها العراقيين) ومتفجرات اولية
.. وأقسم بالله العظيم انني مررت
من هناك مئات المرات وبحثت عن
المنشأتين فما وجدتهما ولا أثر
لهما على الاطلاق ومعهما اختفت
منشأة ثالثة مجاورة اسمها الرشيد
كانت تصنع الصواريخ وتطورها وهي
ذات الصواريخ التي تنتجها ايران
الآن ويتفاخر بها ازلام المجلس
واعوانهم في الوقت الذي اعتبروها
جريمة لنظامنا الوطني حين انتجها.
كما ضاع عليّ رغم جهدي الجهيد
تحديد مواقع صناعية حميناها بدم
القلوب وسقيناها علما وعرقا
ورقصنا جذلا لما تنتجه من مكائن
ومعدات متقدمة وما تحويه من
تكنولوجيات طوعناها لتخدم عراقنا
وشعبنا الحبيب كالقادسية والميلاد
وغير ذلك الكثير.
افتونا بالله عليكم عن أي تحرير
وعن أي ديمقراطية تتحدثون وتتغنون
ولمَن تخدعون؟.
الموقف
الثاني لن اذكر اسم مروّجه ترفعا
ولكي لا تمر نواظر شريفة على
حروفه الفاسقة. أحد خريجي مستنقع
رفحا السعودي وتدريب مخابرات
متعددة الجنسية ... سمسار من طراز
خاص وبائع كلام متفوق في رخص
الرجولة، يتفاخر فيه بقدرات ايران
الميدانية وحنكتها السياسية في
التعامل مع اميركا وتفاعلها مع
الاجندة الامريكية في العراق ...
ويبجل (احتلال) حزب الله لبيروت
في زمن ٌقياسي بفضل خلفيات الدعم
الايراني لهذا الحزب .. انه يصور
للقارئ ايران على انها الدولة
العظمى الخامسة في العالم في
الصناعة وتكنولوجيات العصر
الاحدث، وفي ادارة الازمات في
مناطق نفوذها. تغنى بقدرات ايران
الصاروخية واطرب قرّاءه بعظمة
صاروخ الفضاء الفارسي الذي ستتبعه
عما قريب مركبة فضائية تستكشف
كواكب لم يستكشفها العالم المتخلف
ككوكب الشمس بقوة الله وجيش
الممهدين المكبسلين والحشاشين
واللوطيين والزناة ومغتصبي
الاطفال في النجف كجزء من عملية
التمهيد .. وفجّر لنا سرا دون ان
يقصد من ان بلاد كسرى ستحمل
صواريخها رؤوسا جرثومية ونووية
... ويؤكد ان كل هذا يحصل على
الارض .. وليس على الاثير تنكيلا
بالعرب والاعراب الذين لا يجيدون
غير الكلام في الاعلام ويقارنهم
بفرس يعملون ولا يتكلمون ..
ينتجون ولا يثرثرون .. يسودون ولا
يستعبدون.
الفهيم هذا
ليس فارسي قطعا بل هو مستعرق
ويرفض ويستنكف من العروبة حتى لو
كانت مستعربة ... وانا شخصيا لا
يعنيني هذا المسكين لا من قريب
ولا من بعيد، الاّ بقدر تمثيله
لتيار سياسي جلبته معها اميركا
ليحكم العراق ويطالب بفدراليات
تمزق العراق. فهو موظف في خارجية
دولة المنطقة الخضراء ضمن حصة
الائتلاف او بدر او المجلس
الاسلامي لا فرق في دولة من بين
اهم دول العالم.
ملاحظتي
الاولى ان هذا المتحذلق يتكلم
بلسان ايراني ويدافع عن ايران
لانه يحاول ان يترك ابناء عمومته
الفرس يشتغلون ليغنيهم عن ضياع
الوقت في الكلام .. نعم
الايرانيون شعب يعمل لبلده ونحن
نقدره جدا على وطنيته وجهده ...
غير اننا نستغرب ان ينصّب هذا
النكرة نفسه متحدثا عنهم متغنيا
بعظمة انتاجهم مثله مثل (كلب
السادة) الذي حدثني عنه ابناء
عمومتي في ربوع الفرات الاوسط
وحكاية هذا الكلب حاشاكم باختصار
شديد انه يلقي بنفسه في النهر
سابحا كلما انتهت مجاميع الكلاب
من مضاجعة بعضها مع انه لم يشارك
في ممارسة المضاجعة.
وما يؤرقني
حقا واتمنى ان احصل على جواب عليه
هو هل ان الاميركان يعرفون
موظفيهم الذين عيّنوهم بعد
الاحتلال داخل وخارج العراق ام
انهم لا يعرفون؟ وهل يعرفون ام لا
انهم ايرانيون بالجنسية
والاتجاهات وليس من حقهم ان
يشغلوا وظائف عراقية ؟
على اية
حال ... صاحبهم اعلن متحمسا
بالنيابة عنهم ما يؤذيهم دوليا من
تصرفات وبرامج تصنيع مندفعا بهوس
الغلو الفارسي وتمجيد اسياده.
وهذا
المتحذلق (النبطي) نفسه هو من ملأ
الاعلام ضجيجا ومعه بضعة متسولين
على موائد اميركا واعوانها عن
جرائم النظام الوطني العراقي،
وتبذيره لاموال الشعب العراقي على
التصنيع العسكري؟؟!! وها هو يصفق
لبرامج ايران في الصناعة العسكرية
ويمجدها .. وهو وصحبه غير
الميامين من تحدثوا لعشرات من
ساعات البث الاعلامي غير ما كتبوه
محاولين تجريم وشيطنة البعثيين
لانهم ملئوا العراق بالمصانع بعد
ان قامت عصاباتهم واجهزتهم بسرقة
آلات ومكائن هذه المصانع ونقلها
الى ايران بدءا من مؤسسة الطاقة
الذرية ومجلس البحث العلمي
وانتهاءا بالمصانع والمنشئات
الانتاجية والطائرات والدبابات
والمدافع. ومع كل ما فعلوه على
الارض من جرائم قتل ونهب وسلب
وتدمير لانتاج شعبنا العملاق فهم
لا يستحون و لا يخجلون ولا ترف
لهم جفون وهم يواجهون العالم
بالزيف والرياء عن ادعاءهم
للوطنية وانهم اهل مشروع لعراق
افضل ...! أهل العراق يعرفون
المثل الذي ينطبق على هذا وامثاله
وانا سامتنع عن ذكره.
مرة اخرى
.. لماذا هذا التبجيل للنجاحات
الايرانية بعد سيل بشع من
الادعاءات والتضليل ضد منجزات
العراق وصولا الى تجريمها
وتبشيعها وشيطنتها والغاءها من
ذاكرة العالم؟ وكيف لاهل العراق
ان يصدقوا هذا النموذج ومن يمثلهم
سياسيا؟ ومتى سينفض البعض من
اهلنا عنهم غبار التردد ليبصقوا
في وجوه الغزاة الفرس قبل ان
يوجهوا بنادقهم الى صدر المحتل
الذي جلب هؤلاء الفرس؟
من حق
الايرانيين ان ينتجوا ويتقدموا
ومن حقهم ان يبدعوا في خدمة
بلدهم. لكن ليس من حقهم العدوان
والاحتلال والتمدد .. وليس من حق
عملاءهم ان يؤلهونهم على انقاض
شيطنتنا .. وعلى هذا المتحذلق
الابرهي ان يحاول تذكر طروحاته هو
ومجموعة مستنقع رفحا السعودي
الذين التقطتهم مخابرات اوربا
لتعلم مبادئ التدليس والرياء عبر
السنوات الخمسة لكي لا يقعوا في
مزيد من التناقضات التي تعري
جلدهم الفارسي. |