كما
الاحتلال فعل شائن وسلوك اجرامي
في عصر انفتح فيه العالم على بعضه
البعض مستفيدا من ايجابيات ثورة
الاتصالات، فان من بين اخطر ما
انفتح عليه الوضع العراقي تحت
سنان حراب الاحتلال البغيض هو هذا
الاطار المزيف من الديمقراطية
الهدّامة التي ترتكز على حرية
كاذبة منافقة مرائية هدفها
الحقيقي تمزيق النسيج الاجتماعي
العراقي والنفوذ من خلال ذلك نحو
تمزيق البنية الاخلاقية بشقيها
المعنوى الاعتباري والمادي
وادخالها في متاهات كهوف مظلمة
هدفها الابعد والاكثر ايغالا في
الايذاء هو تطويع وتوطين مفردات
وتعابير يكون تداولها, مجرد
تداولها, هو بمثابة خناجر وسهام
وحراب تنغرس في جسد العراق الواحد
الموحد, لتطيح, لا سمح الله
وخسئوا, بعد حين من توطينها,
بوحدته كوطن موحد وتمزقه الى
دويلات مسخ .. طائفية وعرقية
حقيرة.
لقد
نبه حزب البعث العربي الاشتراكي
منذ سنوات طويلة الى اهداف
الاستعمار والصهيونية والصفوية
المبيتة الهادفة الى تقسيم العراق
واحتوت المئات من ادبيات الحزب
ونشرياته وبياناته وخطب قادته على
تحليلات معمقة وواضحة وعلنية
لمواطن ومواقع الحذر في استهداف
وحدة العراق الوطنية وحيثيات
ووقائع هذا الاستهداف المجرم، كما
اوضحت سبل الحفاظ على وحدة العراق
والسبل الكفيلة بتعزيز وترصين
النسيج الاجتماعي المتآلف
والمتآخي، وأولها وأهمها القضاء
المبرم على الطائفية وتمثيلها
السياسي. ولعل من بين اهم وثائق
الحزب التاريخية المهمة في هذا
الاطار هو التقرير السياسي
للمؤتمر القطري التاسع للحزب الذي
قدم دراسة معمقة وتاريخية للاحزاب
المتسترة تحت غطاء الدين
والطائفية، واكد على ان الطائفية
وتمثيلاتها السياسية المتدثرة
بأغطية دينية زائفة، هي عدو
العراق الاول لانها عدو وحدته،
ووحدة ابناءه وارضه، لان الطائفية
الدينية السياسية عامل تفريق ولان
تركيبها تفريقي غير جامع, بمعنى
انها مؤسسةاصلا على اسس تفريقية
وتفتقر الى الوطنية،و لهذا السبب
بالذات حيث ان فاقد الوطنية وفاقد
التوحيد لا يمكن ان يمنحهما او
يعطيهما. لقد رأى البعث بعيون
واسعة وعقول متنورة ان الطائفية
هي اخطر سلاح يمتلكه الاستعمار
والامبريالية والصهيونية وان
الاتكال عليها في تمزيق العراق هو
السلاح الأشرس الذي يمتلكه اعداء
العراق والامة. ان العراق وطن
واحد اراد الله له ان يمتلك هذا
التشكيل الاجتماعي المتنوع عرقيا
ودينيا وطائفيا مثلما اراد الله
سبحانه ان يجعل لابناء العراق
الابرار الشرفاء هذا الادراك
المتميز لهذا التنوع الطيفي والذي
اشار اليه السيد الرئيس الشهيد
صدام حسين رحمه الله في العديد من
احاديثه التاريخية، حيث كان يصف
هذا التنوع في حياة وكيمياء
المجتمع العراقي على انه اشبه ما
يكون بحديقة غنّاء تزدهر بالوانها
الطبيعية ... ولا يغيب عن بال أي
عراقي شريف تلكم المعاني الرائعه
للهتاف البعثي الخالد (صار
الشعب شدّة ورد والريحه بعثية ..).
وقد كان البناء التنظيمي
الداخلي للبعث ممثلا بديهيا
وطبيعيا للوحدة العضوية للجسد
العراقي، ويمكن للمرئ ان يلتقط
الآن عمقا آخر لمبادئ البعث
الوحدوية، ألا وهو وحدة الشعب
العراقي ووحدة ارضه الوطنية من
الفاو حتى كاظمة، ومنها كانت افق
الوحدة العربية تنطلق وتبان في
ازهى واروع حللها الواقعية ولكل
من كان يرى الحلم العروبي الوحدوي
على انه بعيد المنال نستطيع ان
نقول الآن وبعد كل ما فعله
الاحتلال وعملاءه على ان البعث
كان يعيش واقعيا ويتنفس روح
الوحدة وينطلق من عقالها ومعقلها
العراقي.
ويبدو
أن الهجوم على وحدة العراق وفق
استراتيجية اميركا وعملاءها
الخونة المجرمين كانت هي نقطة
انطلاق البرنامج الصهيوصفوي
للانقضاض على وحدة الامة مدعوما
بالسلاح الامريكي مباشرة، ولذلك
كان الهجوم الاشرس هو باتجاه
اقحام العراق وشعبه من خلال
المجاميع السياسية الطائفية
والعميلة في
الجدل
الحرام الذي ابتدأ بتغيير اسماء
المحافظات العراقية من دون مرسوم
للتغيير بل ادخل وكأنه امر بديهي
للتغيير وصارت مئات اجهزة الاعلام
تسمي ذي قار باسم الناصرية
والقادسية باسم الديوانية وهكذا
بابل ونينوى وميسان والمثنى وبدأت
هذه الاسماء المتألقة في سماء
الامة وارضها وعقول ابناءها تغيّب
بنسق مقصود من العفوية الماكرة،
تماما كما يعمل يائس اخطل على
تغييب جزء من ماض اسود يلاحقه او
كما يهرب من قرأت له قارئة
الفنجان قدر محتم يلاحقه.
ومع هذا المدخل لسحق العراق وسلخه
من جلده وحقائق حياته تزامنت
عملية تحويل العراق الى ذبيحة
جاهزة للتقسيم على كيانات الطوائف
البائسة من شيعة صفويين وسنة
مأجورين واكراد يحلمون على ضفاف
شواطئ الاطلسي، تماما كمن يصفهم
اهلنا بمن ينامون من غير غطاء
يكسو عوراتهم فيتحول الحلم في هذه
الحالة الى وهم وقياس واهن
لتداعيات العقل الباطن.
ومع
هذا تصاعد الجدل الحرام ايضا عن
وطن يوزع على اهله وفق صيغة لم
نسمع بها من قبل في أي وطن لا في
الشرق ولا
في
الغرب، فتقاتل المتقاتلون على اسس
طائفية ليؤكدوا احقية
التقسيم وضرورته لان تشكيلهم
التنظيمي طائفي وعرقي, وعلى اسس
توزيع الثروات لكي يؤكدوا أحقية
التقسيم لاعتبارات مظلومية هذا
الحزب الطائفي او ذاك الحزب
العرقي الشوفيني وضرورته, وعلى
اسس قومية فعرفنا من باب الابتكار
السياسي الغريب العجيب بلدا يجب
توزيعه على العرب، وهم شقين، وقد
يضاف لهم شق ثالث حيث العرب
الشيعة والعرب السنة وباقي معنا
العرب السود .. نعم فمن العراقيين
من يمتلك بشرة افريقية .. وبعدها
سيكون عندنا عرب عنزة وعرب شمر
ومنه نتدحرج وصولا الى اقوام
عدنانية واخرى قحطانية ولا ننسى
تمييز قريش ومنهم بنو هاشم كسادة
تثقل رؤوسهم عمامة ترمز لرسول
الرحمة صلى الله عليه وسلم.
وتتوسع دوائر استحقاق الكعكة كما
يحلو للبعض ان يسميها فندخل في
عصر تجزئة الحصة الهاشمية
المرتبطة بعصر الثورة التكنولوجية
المعاصرة للاتصالات فيقتتل
الهواشم على حصص فيما بينهم
فيطالب خيّالة جيش المهدي بحصة
وطنيتهم المميزة جدا ويتصدى لهم
جيش خامنئي البدري نسبة الى قوم
بدر المقدسيون الذين ذبحوا ابناء
العراق مع ذويهم وابناء جلدتهم
الفرس في ثمان عجاف قتل فيها
ملايين البشر لكي يصلوا الى هذه
النتيجة الباهرة وهي نتيجة توزيع
العراق على المذاهب والطوائف
والاعراق، ثم يدخل اهل حزب الدعوة
الذي التصقت به صفة العمالة
وكأنها قدره الازلي حتى ثبتت عليه
بشهادة ملايين وليس( ثلاث شهود)
وهي شهادة قطعية كما لو انها
شهادة ملايين من اهل العراق
والامة والعالم كله ضد من مارس
الزنا وفق الشروط التي وضعها
اسلام محمد وعلي وعثمان والفاروق
وابو بكر سلام الله عليهم جميعا
وانتم اعرف مني بهذه الشروط،
ولذلك انطلق ثور الدعوة مكشوف
الظهر والقفا بلا رادع يمارس
الزنا والعهر بلا حياء لانه قد
تبلل وانتهى الامر (والمبلل لا
يخشى مطرا)، وثبت عليه العار الذي
كنّا نريد اقناع الناس به حتى
جاءهم الخبر اليقين على يد زعماء
الدعوة العميل انفسهم .. محض
عصابة قتلت وبغت واظلّت وظلّلت
لكي تصل الى مرام واحد مركزي، هو
كرسي الحكم ومنه تنطلق للسرقة
واللصوصية والفساد المالي
والاخلاقي والاداري ولصوصية
التجارة الحرام والعقارات
المسروقة والمغتصبة والمقاولات
الحكومية المغشوشة وذات الروائح
النتنة وجرائم تبييض الاموال ..
وما خفي كان اعظم .. وغاص في
الجدل الحرام المنحرفون ممن
يدّعون الانتماء الى اهل السنه
فصار العرب السنه سلفيون يتمركزون
في الانبار ووهابيون يتمركزون بين
منطقة الطار قرب قصر الاخيضر
الكربلائي وبين عرعر عند الحدود
السعودية وحيث ان سنة القاعدة
متمدنون جدا فانهم اولى ببساتين
ديالى واجزاء من كركوك حيث عبير
المشتقات النفطية. وامتد الجدل
الحرام طولا وعرضا وصار بعض
الكتاب يضعه مدادا لاقلامهم وبعض
الشعراء قوافي لاشعارهم. و.. و..
الخ.
والنتيجة
النهائية المرتجاة هي ان يقبل اهل
العقل والحكمة وعلى رأسهم القاضي
وائل الوائلي والشريف حسين ابو
علي والعبقري علاوي ابو صلعة وابو
السرطان عزاوي وولده المفدى فلتة
قبو نقاط المراقبة الامريكية على
الحدود الايرانية وانتماءه الخالد
الى دولة اباطرة كسرى التي منحته
حق الاستقبال في قاهرة المتوكل
واحمد عرابي وعبد الناصر وملايين
المشرّدين ممن يتخذون من المقابر
مأوى لهم يتكاثرون ويعيشون فيها
بفضل حكمة الرئيس الحسن الوجه
والطلعة البهية ووزير خارجيته ابو
الغيط، وفي حفل الاستقبال منح
الحوزوي المتألق بطاقة تبرئة
الشرف من التهم الموجهة اليه على
حدود الامة الشرقية (اقصد حدود
العراق وايران).. الحدود التي
تذوق فيها عموري طعم الجسارة
الامريكية ورجولة المارينز وهوسهم
المنحرف، فأراد ان يهرب من ذلك
التاريخ كما يفعل اقرانه منحرفوا
الدعوة فقرر وببركات ابو الغوط او
ابو الغيط لا فرق عندي ,, بانه ..
لم يعد العراق بوابة الامة ...
نعم فالبوابة هذه صارت مرتبطة
بذكريات غير طيبة لعمار وعشيرته
واعمامه العجم وليس من سبيل
للخلاص من هذا العراق سوى ادخالها
رسميا في الجدل الحرام فلا بوابة
بعد اليوم لان العراق ليس عراقا
كما يريده هذا البائس ابن البائس
بل هو مشروع فدراليات حقيرة
لاقوام اجانب حقراء.
ألا لعن الله ابو شواربكم
العفنة لمن اطلق منكم العنان
لشاربه ولعنة الله على وجوه من
جزّ منكم شاربه ترقبا للحظة يلصق
فيها شاربا تنكريا .. ألا لعنة
الله على جذوركم .. وعلى لغة
خطابكم الاجوف .. ألا لعنة الله
على خبز تاكلون وماء تشربون، ولا
بارك الله لكم بذرية ولا مال ولا
حلال. ألا لعنة الله على جدلكم
الحرام، وان الساعة آتية لا ريب
فيها يوم لا ينفع مال ولا بنون،
الاّ من اتى الله والعراق بقلب
سليم. ألا لعنة الله على ما
استقويتم به واغركم به الغرور.
لا
نعرف مثالا واحدا في كل الدنيا
لوطن يحضر فيه على المواطنين
الانتقال والسكن في أي جزء من
اجزاءه. وهم بلا حياء يجرّمون
رجال العراق الشرفاء لانهم وحدوا
فكرة العيش على ارض وطنهم من زاخو
حتى كاظمة. لقد كان النظام الوطني
العراقي يتعامل مع العراق كوحدة
جغرافية وسكانية. وان وجود نقاط
جاذبة واخرى طاردة للسكان في
طوبغرافيا الوطن الواحد امر لا
مناص ولا مفر منه والاسباب في ذلك
معروفة وشرعية ومسوغة شرعا
وقانونا وتتدخل في ذلك عوامل
تربوية واقتصادية واجتماعية
ودينية ومذهبية وسواها. غير ان
الدخول في هذا الامر كجدل ووجهات
نظر واخذ و رد، إن هو الاّ خوض في
الحرام وتوطين لأسس التجزئة
والتقسيم الذي لطالما نبهنا
ونوهنا وشرحنا وجادلنا وقلنا انه
نهج طائفي عرقي استعماري صفوي
امبريالي صهيوني ... وها هم ابناء
العراق النجباء الشرفاء ممن لم
يصدقونا ظنا باننا نقول ذلك
لنتشبث بالحكم، ها هم دفعة واحدة
يجدون انفسهم في سيل كالطوفان
الذي قلنا لهم بانه آت لا محال في
حال اننا رحلنا عن دفة قيادة
البلد لاي سبب كان. وابناء العراق
يعرفون آلاف العوائل التي انتقلت
من الجنوب وخاصة البصره الى
كربلاء والنجف وبابل ابان حرب
الصفوي خميني ضد بلدنا واستقروا
وهم يمتلكون الآن مزارع وبساتين
وعقارات ... وعرفنا هجرة الملايين
من الجنوب الى مدينة الصفيح التي
حولها البعث وقيادة الشهيد صدام
حسين الى مدينة حقيقية اسماها
الاوفياء من ابناء المدينة باسم
مدينة صدام. وهاجر بعض اهلنا
للعمل في كركوك التأميم بعد ان
حول البعث النفط الى منتج وطني
وثروة للعراق والامة. وهاجر بعضنا
للعمل في جامعة السليمانية وصلاح
الدين وكليات ومعاهد الشمال
العراقي الحبيب وهاجر بعضنا
ليتمتع بجو وطقس وخضرة وجمال
شمالنا بجباله وسهوله مثلما انتقل
ما يربو على مليون كردي يستوطنون
الآن بغداد ويمتلكون معظم نشاطها
التجاري والاقتصادي .... أليس
كذلك، وهل من احد يكذبني من اصحاب
الاقلام الفتية المغذاة بالدم
النازف من جرح عراقنا المفدى؟
ان
الحديث عن جغرافية طائفية في
خارطة العراق الواحد الموحد، إن
هو الاّ انتحار، بل هو الموت
الزؤام الذي سنذيقه لمن يتجرأ على
قدسية خارطة الوطن من زاخو حتى
الكاظمه. والحديث عن جغرافية
عرقية تعبر خطوط ما أقره شرفاء
العراق بمنح اخوتنا في الوطن
الاكراد حقوقا ثقافية وادارية ضمن
اطر الحكم الذاتي لن يكون مصيره
غير مزبلة التاريخ، واحط الحضيض
في سكن يحلم به صنف ابن ادم ولن
يكون بالنسبة لرجال العراق
النشامى الاخيار وثواره الاسود
سوى هراء وحلم من لم يغطي قفاه في
ليلة باردة.
العرب
والكرد والشيعة والسنة والمسيح
والصابئة والاشوريين والكلدانيين
واليزيديين رونق غابة العراق
الواحد وزرعه الابدي ورافديه
الخالدين، وآثاره الممتده ثمانية
آلاف سنة. والنفط والكبريت والغاز
والتمر ورز العنبر وعلم الرجال
وسياسة الوطنيين ونقاء اهل الجنة
كلها ملك لكل العراق. والموت آت
لفحيح الافاعي والافاكين واحفاد
ابن العلقمي، وساعة يهرب رجال
اوباما وتكون هناك في استقبالهم
او في استقبال الاحياء منهم
وتتولى تطبيب المجانين والمعوقين
المليونيرة السمراء التي تعشق
اوباما وتحرك عالم الكاوبوي كله
المعروفة باسم اوبرا.
ولن يكون
تحويل العراق الى ذبيحة يقتتل
عليها اوغاد الفرس والصفويين
والدرك الاسفل من خلق الله واحلام
القبائل البدائية والطوائف
المجوسية، الاّ محض غفلة من
الزمن، آن اوان الخروج منها على
يد اسود العراق واخياره وهم كل
شعب العراق ناقصا بضعة مئات او
حتى بضعة الوف اظلّوا الطريق
واظلّوا الدين واظلّوا الانتماء
فترأى لهم ان الظلمة ستدوم ولكن
هيهات لرد ارادة خالق الخلق الذي
جعل الليل والنهار معيار الزمن
المطلق فلا الليل بدائم ولا
النهار بدائم ... وطوبى لرجال
العراق الاسود الذين يواصلون
الليل بالنهار حتى يتحرر شرفنا
ويعود عزنا ويعلو مجدنا من جديد.
وسنقبر الطائفية وخطابها وخطباءها
وستظل محافظة التاميم ومركزها
قضاء كركوك رمز ثورة التاميم
البعثي الصدامي الخالد وسيبقى
العراق موحدا ومنطلقا لوحدة امة
الاسلام امة الرسالة الخالدة ..
وان غدا آت برايات النصر وما
النصر الاّ من عند الله .. وان
غدا لناظره لقريب. |