لا أحد
ينكر ان اميركا بارعة ومتقدمة
ومتطورة في مجالات الصناعة
المختلفة,غير انها ليست كذلك, بل
انها ابعد ما تكون عن القدرة على
صناعة الرجال .. اسوق هذا
الاستنتاج السريع لكي اصرخ بوجه
عبدة اميركا من العملاء على
اختلاف هوياتهم واجناسهم واديانهم
وطوائفهم وخاصة هؤلاء الخائبون من
حملة الجنسيات المتعددة ومن بينها
الجنسية العراقية الذين اصابهم
الاحباط من فشل اميركا في العراق
وكذلك من فشل الاحزاب العميلة
الطائفية والعرقية والعلمانية
التي سحلتها معها اميركا خلف
سرفات دبابات الغزو المجرم في
تدبير او تدبر أي شئ ايجابي بعد
الاحتلال وطيلة سنواته الخمس
المنصرمة غير التدمير والقتل
والتهجير والاقصاء فصاروا يستجدون
ولو موقف اعلامي او عبارة واحدة
او حتى كلمة واحدة يرجون سماعها
ليهللوا ويملئوا الدنيا ضجيجا عن
ولادة قائد (وطني).
لا ندري ان
كان هؤلاء مجرد اغبياء ولاديا ام
انهم يستغبون .. ولربما الامرين
معا. وكوني لست متخصصا بالتاريخ
فاني اوجه دعوة لرجال التاريخ
ليخبرونا عن رجل انتمى الى حزب
عميل الى اكثر من دولة وهو حزب
طائفي وفق عقيدته السياسية
المعلنة وبرامج انطلاقه وكل
حيثيات حياته ويتصدى للعمل
السياسي في بلد متعدد الطوائف مثل
العراق فتكون بذلك سياسته
الطائفية بحد ذاتها اجراما بحق
البلد وشعبه لانه لن يكون حزبا
وطنيا بأي معيار من معايير
الوطنية المعرفة والمعروفة,
ليخبرونا عن رجل واحد في التاريخ
ينتمي الى حزب عميل وطائفي، ومارس
عبر خمس سنوات ونصف من عمر
الاحتلال كل انواع الاجرام ضد
ابناء العراق بما فيها جرائم
ابادة جماعية وجرائم ابادة تطهير
عرقي وطائفي بعد ان صار هو وحزبه
عرّابا للاحتلال ومتعاونا معه
بالعلن والمكشوف, ان يتحول بين
ليلة وضحاها الى بطل ووطني وصاحب
قرار؟
ان هرطقة
البعض في بعض وسائل الاعلام هذه
الايام التي تريد ان تصور المالكي
العميل على انه قد تحول فجأة الى
قائد وطني لا تعدو كونها نفخ في
قرب مثقوبة وضحك على الذقون له
هدفين لا ثالث لهما:
الاول:
يخدم الدعاية الانتخابية
الامريكية في اتجاهين الاول يوحي
ان الامريكان قد نجحوا في تثبيت
اركان عمليتهم السياسية اللقيطة
في العراق وانهم في طريقهم للنجاح
النهائي عسكريا وسياسيا ولنا في
تصريحات باتريوس الاخيرة التي قال
فيها ان اميركا في طريقها لاعلان
الفوز العسكري وان الحكومة
العراقية تنجح نموذجا على ما
نعنيه.
الثاني:
يخدم الدعاية الانتخابية التي بدأ
حزب الدعوة واطراف الائتلاف
الاخرى يبحثون فيها عن وسيلة
ليحفظوا فيها ماء وجههم بعد ان
انسحب العراقيون من لعبة
الانتخابات التي فضحت وكشفت زيف
الاحزاب الطائفية التي جاء بها
الاحتلال الامريكي الايراني
الصهيوني وادى هذا الانسحاب الى
كشف ظهور الخونة والعملاء بل
عرّاهم تماما. وواضح ان صفقة
متبادلة لابد منها بين المحتل
وذيوله تعاونهما كليهما على طريقة
عينيّ وأعينك لان المحتل فشل
وتعرّى واذنابه فشلوا وتعروا.
ان امريكا
تبحث عن مخرجين بكل ما اوتيت من
قوة عسكرية ومخابراتية وسياسية
واحد ينقذ الحزب الجمهوري من
وطأة خسارة مهولة متوقعة بل تكاد
تقترب من اليقين سببها الاول
والثاني والثالث والعاشر هو الفشل
الذريع في العراق وهو فشل عسكري
مصحوب بكارثة سياسية واخرى لا تقل
عنها وطأة وهي الخسائر الاقتصادية
التي ادت الى انهيار غير مسبوق
تشي به كل المعلومات المصدرة من
الشارع الامريكي كما تشي به
كواليس السياسة, والمخرج الثاني
هو لانقاذ عمليتها السياسية
اللقيطة لحين تدبر الامور في
مرحلة ما بعد الانتخابات وهو مخرج
في حقيقته لا يهدف لحماية العملية
السياسية محبة بها، فكل الدلائل
تثبت ان الامريكان قد اقرفتهم
نتائج فعل اربابهم ويأسوا منهم
تماما، بل انه يهدف الى رفد
المخرج الاول اعلاه لان ما يهم
الادارة الامريكية هو الادارة
الامريكية وما يهم بوش هو ان
يحاول حد الاستماتة ان يقلل من
وقائع البؤس التي سيحاسبه عليها
الامريكان اذا تمكن من تعضيد
ماكين والمعاونة على فوزه رغم ان
هذا الهدف يبدو الان يتدحرج بعيدا
عن المنال .. لكنها مجرد محاولة
يرى بوش انها ستقلل من لطخات
العار الذي لحق به جرّاء حربه
وعدوانه على بلد وشعب آمن ولا
يمتلك ذرة اذى لا على اميركا كشعب
ولا على اميركا كمصالح.
الامريكان
ومنذ عدة شهور يعملون بجد على
اتجاه واحد في العراق وهو الاتجاه
المخابراتي وكل الاعمال العسكرية
والسياسية المحدود منها والواسع
تصب في خدمة هذا الهدف. لماذا؟
لان
قضية السيطرة على الوضع الامني
واخراج المقاومة الوطنية من واقع
الفعل التدميري ضد القوات
الامريكية قد اصبح خارج حسابات
اميركا ويأست منه تماما. لقد كانت
ورقتها الاخطر هي الصحوات والتي
استطاعت ان تنحي الى حد كبير احد
فصائل
المقاومة وهو فصيل لا يمتلك رصيدا
واسعا في العراق ولا حاضنة واسعة
وقوة تأثيره التي افرزتها الاحداث
كانت بفعل الاقتدار المادي لهذا
الفصيل اولا، وبفعل اختراقه
المدمر من قبل الفرس من جهة، ومن
قبل الامريكان من جهة اخرى، الامر
الذي جعل منه محض عصابات ومجاميع
ارهاب مجرمه تتخبط بين اتجاهات
قتل مجاني لابناء شعبنا ممولة من
ايران ومن اميركا في آن واحد وبين
استهداف قوى وفصائل المقاومة
الاخرى ومنها وفي مقدمتها فصائل
البعث المقاتلة. وعليه فان اخراج
القاعدة من الميدان قد اتاح للقوى
التي ضغطت عليها القاعدة في ان
تتحرر وتنطلق بقوة اكبر لتعزيز
فعالياتها البطولية ضد الاحتلال
وقواته وعملاءه ولم تؤثر عمليا
على حجم العمليات ضد الامريكان،
لا بالكم ولا بالنوع، والاستنتاج
الجوهري من هذه التداعيات ان
امريكا قد ربحت شيئا واحدا فقط في
هذا المولد وهو الجانب الاعلامي
فقط وهو جانب ستكشف الايام
القليلة القادمة هشاشته ايضا.
في كل الاحوال الجانب المخابراتي
هو الذي فرخ الصحوات التي رأينا
الآن فأرها الذي ولدته ولكن
بالمقابل فان الامريكان قد اوقعوا
حكومتهم العميلة باشكال وتداخل.
ففي الوقت الذي تم تقليم اظافر
القاعدة فان التوجه نحو تقليم
اظافر المليشيات الاخرى ومنها ما
يسمى بجيش المهدي قد وجد نفسه
مقيدا وفيه اضرار على المالكي
وحكومته العميلة يصعب احتواءها
رغم ان ايران قد تكفلت بتذليل
الجوانب العسكرية وامتصاص الهزة
العظيمة التي انتجها ضرب البصرة
وميسان والقادسية ومدينة صدام عن
طريق احتواء مقتدى في قم وتركه
لجيشه قيادات وافراد يطاح بهم
قتلا وتشريدا واستسلام دون ان
يكون ذاك التيار الصدري الذي
رسموا له صورة غول يمكن ان يضع
العراق كله تحت ابطه في ساعات قد
عبر عن قدراته الوهمية ولو حتى
ببيان وكأنه لم يكن يوما قوة
ايران الضاربة في العراق ولا
الجيش العقائدي الذي يمهد لظهور
الحجة كغاية اسطورية من غايات
الشيعة، بل تحول بجرة قلم من قائد
جيش القدس الايراني الى عصابات
اجرامية وعصابات تهريب ومكبسلين
وحشاشة. لا القاعدة التي حجمت هي
القاعدة بل ان الذي حجم بالاصل من
القاعدة هو اجنحتها الامريكية
والايرانية
ونحن نتحدى من يقدم لنا معركة
واحدة دامت ساعتين بين الصحوات
وبين القاعدة! ولا جيش المهدي
الذي انكسر في مواجهات مضحكة
وانكفأ مسلّما سلاحه للقوات
العراقية المسنودة دائما
بالامريكان والانجليز والقوات
المعتدية الاخرى هو جيش المهدي
الذي صور للناس على انه قوة لا
تقهر.
ومحنة
اميركا هنا هي كيف تحافظ على
صحواتها كمليشيا في الوقت الذي
تنفخ فيه في كرش المالكي تضخيما
؟ .
لمن يعطي للمالكي وشرطته قوة
اسطورية في هذه الخطوط نقول ..
انها ليست اكثر من لعبة مخابراتية
مكسوة من الخارج بكم من الدماء
التي سالت والتي لا تهم المالكي
وازلامه ولا تهم ايران التي يأتمر
المالكي بامرها ولا تهم امريكا
ايضا لانها دماء عراقيين مغرر بهم
تحت دوافع طائفية او مادية وبفعل
كونهم انهم لا يفقهون شيئا مما
يجري. اي ان المالكي ليس وطنيا
لانه ليس هو من انجز تفصيلات هذه
العمليات المخابراتية، بل امريكا
وايران وبريطانيا وهو لا يمتلك
لاحول ولا قوة .. ونصيحة لوجه لمن
ينفخ في قربة المالكي المثقوبة ان
يعيد قراءة الاحداث ومعلوماتها
لكي لا يظل اضحوكة لنا ولابناء
شعبنا، بل وحتى للعالم.
وفوق هذا
وذاك وسواها من امور نعلم بعضها
بحكم معايشة الواقع ولا نعرف
الكثير منها مع كونها لا تبتعد
كثيرا عن هواجسنا وظنوننا
وتوقعاتنا واستشفافنا .. نقول ..
لو افترضنا جدلا .. ان المالكي
يضع ربطة عنقه في فمه ويضع ويقود
هو وشرطته مستلزمات نجاح مجموعة
العمليات اياها ويتواجد في قلب
الحدث ..
فهل
ان قتال جيش المهدي الذي اوصله
الى رئاسة الحكومة عملا وطنيا وهو
التيار الذي اعطى للئتلاف الطائفي
الصفوي ومنه المالكي اكثر من
ثلاثة ارباع المقاعد التي حصل
عليه في الانتخابات؟ ثم
ألا يمكن, من باب الجدل الكلامي
ليس الا, ان تقارن الدنيا كلها
ضرب المدن التي يمارسها المالكي
باحداث صفحة الغدر والخيانة عام
1991
والتي جرم النظام الوطني العراقي
وبشعت صورته لقيامه بها لطرد
المليشيات والمخابرات الفارسية
التي دخلت غازية مستغلة ظروف
البلد العسيرة في ساعات وايام
الانسحاب من كاظمه؟ لماذا يعطي
بعض حملة اقلام الانقلاب الامريكي
وتجار الطائفية الحق للمالكي بان
يدير مثل هذه العمليات ضد
(مليشيات خارجه على القانون)
ويمنعون مثل هذا الحق على دولتنا
الوطنية حين طاردت (ميليشيات
وعصابات ومخابرات اجنبية)؟.. ؟
اي
بطولة واية رجولة هذه التي ينفخون
بها في جسد موبوء بالعمالة وسقيم
بالطائفية ويئن من وطأة العمالات
المزدوجة
؟
هل ان التصريح بكلمة او بعبارة
امام وكالات الانباء والتلفزة هي
قمة البطولة التي يصفق لها كتّاب
الاحتلال وعملاء الطائفية ...
يالبؤس ما كسبوا.؟
ان الرجال
القادة تصنعهم معايشة تطلعات
الشعب واماله وحاجاته المصيريه
وتصقل قدراتهم ومواهبهم القيادية
حركات ثورية وطنية وقومية
وانسانية
وليس احزاب طائفية
تضع الفئوية والطائفية والعرقية
فوق الوطن
وقد ثبت ذلك
بالمطلق لشعبنا فساد وعفونة هذه
الاحزاب ومنها دعوة المالكي
العميل والمجلس اللا اسلامي
والتيار الصدري والحزب اللا
اسلامي واحزاب الاكراد العميلة
... وشعبنا يعرف ان كل هؤلاء قد
قضوا ثلاثة ارباع حياتهم خارج
العراق يتآمرون عليه ويسببون له
المآسي والكوارث لكي يعودوا
يسرقوا وينهبوا ويقتلوا كما حصل
بعد عودتهم من منافيهم الاختيارية
بعد الاحتلال.
لم نسمع يوما عن بطلا قوميا او
وطنيا نصبه المحتل وصنعته مسيرة
العمالة المزدوجة. ولم يحدثنا
التاريخ عن طائفي يريد تاسيس دولة
في العراق تابعة لولاية الفقيه
الفارسي أي دولة شيعية وهو مشبع
الى حد التخمة وكسر العظم ويعيش
ويتنفس في مياه الطائفية المقيتة
على انه بطل وطني وفوق هذا فان
دولته الشيعية الطائفية تبنى تحت
حراب محتل يهودي نصراني صهيوني
فارسي؟
واذا كان
(رجال) مثل علاوي وعزيز والهاشمي
والجلبي والمالكي والجعفري هم كل
ثروة الاقلام العميلة والضائعة
فنحن في منتهى النشوة والسعادة
لان شعبنا الآن يعرف باليقين ان
هؤلاء وذيولهم هم كلاب سلوقية
يجرها الاحتلال بكل الاحتقار
والاهانة والازدراء ولا يمكن ان
تنفخ في صورهم ترتيبات لاوراق
يلعبها المحتل ويضعهم في واجهتها
لاغراض دعائية.
ان نماذج
شعبنا البطولية, الوطنية
والقومية, هم من يقودون مقاومتنا
الوطنية البطلة التي ستحرر العراق
عما قريب بعون الله .. وهم شهداءه
العمالقة واسراه الاسود، على كتاب
العمالة والتيه والظلالة ان
يتعضوا .. هؤلاء هم من سيقولون
للعراق .... بعون رب العزة ...كن
.. فيكون عراقنا الذي كان .وان
غدا لناظره لقريب . والله الكبر . |