يا أبناء شعبنا العظيم تطل
علينا الذكرى الأربعون لثورة
المبادئ الكبرى ثورة السابع عشر -
الثلاثين من تموز عام 1968 التي
جاءت ردا على الجهل والتخلف
والتبعية فكانت الثورة البيضاء
التي غيرت وجه العراق وجعلته في
مصاف الدول المتقدمة المتطلعة نحو
فجر الحرية والانعتاق فهي ثورة
المشروع الحضاري النهضوي ، وهي
مشروع العراق والأمة وكل أحرار
العالم كونها لم تكن ثورة مصالح
ذاتية ضيقة ، وإنما هي ثورة الشعب
الذي طال انتظاره للفجر الجديد
فحقق ثوار البعث لهم هذا الحلم في
صبيحة السابع عشر من تموز الأغر
والتي كانت امتدادا أصيلا لثورة
الرابع عشر من تموز 1958 التي
فجرتها طلائع الشعب آنذاك .
أيها العراقيون الغيارى
منذ اليوم الأول لها كانت
ثورتكم الخالدة تسعى لبناء عراق
مستقل مزدهر متطور في مجالات
الحياة كافة فهي التي أنجزت قرار
التأميم العظيم في الأول من
حزيران 1972 والذي كان من نتائجه
بناء القاعدة الاقتصادية المتحررة
في العراق وامتلاك حرية القرار
السياسي بعد أن حرر القرار
الاقتصاد العراقي من هيمنة شركات
النفط الاحتكارية كما إن النظرة
الإنسانية لكافة مكونات شعبنا في
عراق الخير والحضارة هي التي
أنجزت بيان 11 آذار عام 1970
وقانون الحكم الذاتي لكردستان
العراق عام 1974 كما خطت الثورة
خطوات واثقة وواسعة لبناء القاعدة
الصناعية والعلمية والصحية وبنت
نظام رعاية اجتماعية كان الأفضل
في المنطقة والشرق الأوسط . وبنت
الثورة جيش المهمات الوطنية
والقومية الجيش العراقي الباسل
وجهزته بأحسن الأسلحة والمعدات
ليكون درع الأمة وحامي حياض الوطن
وسجل هذا الجيش العظيم أضخم
الملاحم البطولية في كل معارك
الأمة في فلسطين وكان بحق جيش
للقتال والبناء والتضحية والفداء
وكان يقف وراء كل تلك المنجزات
رجال امنوا بالله والوطن والشعب
ومبادئ البعث الرسالي الخالدة
يتقدمهم شهيد الحج الأكبر القائد
المجاهد الشهيد الخالد صدام حسين
رحمه الله .
وكان طبيعيا ان تناصب قوى الشر
والظلام العداء لهذه الثورة
فتكالبت الامبريالية العالمية
والأنظمة العميلة لها لتثني
العراق عن خطاه النهضوية فكانت
مؤامراتهم تسقط واحدة تلو الأخرى
تحت إصرار رجال العراق وتلاحم
الشعب مع قيادته وعندما فشلت كل
محاولات أعداء العراق حشدوا
جهودهم في محاربة العراق بالنيابة
فكانت حرب ألثمان سنوات في
القادسية الثانية المجيدة لدرء
الشر القادم من مشرق الوطن العربي
والتي اثبت فيها العراقيون أنهم
أبناء اصلاء للمبادئ والوطن
فقاتلوا الريح الصفراء وحققوا
الانتصار الكبير في يوم الأيام في
الثامن من آب عام 1988 .
أيها النشامى في خنادق
المقاومة الباسلة كلكم تعلمون إن
انتصار العراق في القادسية
الثانية شكل علامة مضيئة في سفر
العراقيين ونضالهم ضد الأعداء
والطامعين وان هذا الانتصار كان
جرس إنذار للامبريالية الأمريكية
فدخلت المعركة بنفسها بعد أن كانت
تنفذها بالنيابة فكانت أم المعارك
الخالدة وفرض الحصار الجائر لمدة
13 سنة منع العراق فيها حتى من
قلم الرصاص والدفتر المدرسي لكن
العراق خلال هذه السنوات العجاف
استطاع أن يحفظ للعراقيين أمنهم
وأمانهم وكرامتهم رغم كل الذي
أحدثته القرارات الظالمة لمجلس
الأمن والتي لم تكن لتصدر لولا
هيمنة أمريكا على مقدراته فكانت
عجلة العلم والمعرفة سائرة
وارتفعت سارية العراق وكانت
المعاهد والجامعات الجديدة تغطي
كل محافظات العراق حتى وصل عدد
الجامعات العراقية الرسمية 23
جامعة ومئات المعاهد العلمية
المتخصصة لكي يبقى العراق منارة
للحضارة ويستمر المشروع النهضوي
القومي الإنساني إلا إن إدارة بوش
والمحافظين الجدد الذين خططوا
لغزو العراق واحتلاله بذرائع
وأكاذيب أسقطتها الوقائع والتي
اثبتت كذب ادعاءات المحتلين فكانت
جريمة احتلال العراق وتدمير بنيته
التحتية وحل جيشه تنفيذا للمشروع
الاستعماري الجديد لأمريكا
والصهيونية المسمى ( الشرق الأوسط
الجديد ) فكانت مرحلة جديدة من
القتال المقاوم ضد المحتل وأعوانه
حيث سجل أبناء الوطن ملاحم عز
وافتخار ضد قوات المحتل حتى اعترف
العدو الأمريكي المحتل إن
المقاومة الوطنية بفصائلها كافة
استطاعت إخراج أكثر من ثلث قواته
من الخدمة من العراق بين قتيل
وجريح فضلا عن خسائره الفادحة من
المعدات .
نعم أيها العراقيين الأباة إن
المنازلة بين المحتل ومقاومتكم
الباسلة هي منازلة الشرف والبطولة
والفداء ، فكان وبفضل دعمكم
ومساندتكم استطاعت المقاومة أن
تربك وتعرقل وتعطل مخططات أعداء
العراق المحتل وأعوانه والذين لم
يجلبوا للعراق إلا القتل والدمار
والفتنة الطائفية التي حاول
المحتل والعملاء من خلالها تفتيت
وحدة الوطن والشعب إلا إن يقظتكم
وإصراركم على وحدة العراق أرضا
وشعبا هي من افشل هذه المحاولات
الدنيئة .
يا أبناء الرافدين وكل مجد
العراق، اليوم ونحن في رحاب ذكرى
الثورة الأربعين فأننا نؤكد
وقوفنا في خنادق البندقية
المقاومة للمحتل وأعوانه، خنادق
العز والكرامة والشرف الوطني وان
الوطن يدعوكم لهذا الموقف فأن
النصر قريب بعون الله وسيهزم جمع
الغزاة بسواعد الرجال الميامين
أبنائكم وإخوانكم في المقاومة
الوطنية الباسلة بقيادة شيخ
المجاهدين القائد الأعلى للجهاد
والتحرير المهيب الركن عزة
إبراهيم الدوري .
إن الجبهة الوطنية والقومية
والإسلامية تهيب بكل العراقيين
الغيارى على شرف حرائره، أن
يكونوا في جحافل النصر المرتقب
والذي سيحتفل به في بغداد المجد
والعروبة والحضارة وفي كل مدن
العراق من شماله وجنوبه وتبزغ شمس
الحرية التي ستجلو ظلام الاحتلال
والجريمة والفساد .
عاش العراق
العظيم
المجد لشهداء الوطن وفي مقدمتهم
قائد ثورة تموز ومفجرها شهيد الحج
الأكبر القائد الخالد صدام حسين
النصر لمقاومتنا الباسلة بفصائلها
الوطنية والقومية والإسلامية وما
النصر إلا من عند الله |