أيها الشعب العظيم بكل ألوان
الطيف الجميل قوميات وأديان
ومذاهب لا أُفرق بين احد منكم لا
في ضميري وعقلي ولا في لساني الذي
ينطق وسيلة لهما، مثلما كنت لا
أفرق بينكم على أساس أي لون سوى
الحق والعدل والموقف .
أنتم تعرفون أن في شعبنا، شيعة
وسنة ولكننا نتكلم في هذا الموضوع
وبدون
حرج، لأننا لم نسأل في يوم ما عن
هذه الأمور.. لأن المنهج الذي
نسير عليه هو أننا
نقيس الإنسان على أساس عمله أما
كيف يفكر أهله وما هو مذهبهم ليس
هذا هو الأساس في
نظرتنا .
أيّها الأخوة أيّها المجاهدون
والمناضلون أدعوكم إلى عدم الحقد،
ذلك لأن الحقد لا يترك فرصة
لصاحبه لينصف ويعدّل، ولأنه يعمي
البصر والبصيرة، ويغلق منافذ
التفكير فيبعد صاحبه التفكير
المتوازن واختيار الأصح .
نحمد الله أن أسبغ علينا سبحانه
رؤية بحيث لا نحقد على عدونا
وإنما نكره إعماله ولذلك ترون انه
لا تبقى لنا مشكله معه بمجرد
انتهاء الصراع وهذا ما حصل فعلا
مع الجانب الإيراني .
أيها الرفاق المجاهدون أدعوكم أن
لا تكرهوا شعوب الدول التي أعتدت
علينا، وفرّقوا بين أهل القرار
والشعوب، وأكرهوا العمل فحسب، بل
وحتى الذي يستحق عمله أن تحاربوه
وتجالدوه لا تكرهونه كإنسان..
وشخوص فاعلي الشر، بل اكرهوا فعل
الشر بذاته وادفعوا شرّه
باستحقاقه. ومن يرعوي ويُصلح
فأعفوا عنه، وافتحوا له صفحة
جديدة في التعامل، لأن الله عفوٌ
ويحب من يعفي عن اقتدار .
في النظرة إلى شئون الحياة قد
يفضل هذا أو ذاك لو أن العراق كله
قومية
واحدة ودين واحد ومذهب واحد..
ولكننا عندما نحتك بالحياة كما هي
نجد في العراق
أكثر من قومية وفيه أكثر من دين،
فهناك مسيحيون ومسلمون وفيه عرب
وأكراد، وفيه شيعة
وفيه سنة، فهذه التعددية عندما
تتوفر لها الأجواء الصحية يمكن أن
تغني الفكر وتغني
التطلع من خلال قوة الوحدة
الرصينة القائمة على وعي متكامل
للحاضر مثلما هناك وعي
لأسس التطلع الصحيح نحو المستقبل
.
أن الحوزة العلمية في وضع لا
يتمنى
مخلص وأمين له أن يستمر، وإنما
ينتهي إلى إعلان الجهاد ليكون
الشعب كله موحداً في
موقفه ضد الاحتلال وعلى كل
المستويات والتسميات والاتجاهات
والقيادات.
أيها الشعب العظيم: لا تضيق
صدوركم بما قدّره الله لكم
واذكروا ولا تنسوا إن النصر يطرد
شياطين الأنس والجن مثلما يطرد
القنديل الظلام " وقدموا أيها
العراقيون فرصة العفو والتسامح
إزاء أي خطأ لمن يتراجع عنه، على
الحقد والانتقام والثأر .
إن شعب العراق اثبت في كل ظروف
ومراحل الزمن بأنه قد تحمل ويتحمل
عبئاً وشرفاً خاصين متناسبين مع
عقيدة أهله، ودوره التاريخي في
استنهاض الأمة، وهو شرف عظيم .
شعبنا سيطبق بنصفيه على الغزاة
لان شعبنا أصيل وواع ويدرك أهمية
التسامح ورتق الجروح بدلا من
فتقها
.
يا أبناء شعبنا العظيم انتفضوا ضد
المحتل، ولا تثقوا بمن يتحدث عن
السنة والشيعة
فالقضية الوحيدة التي يعيشها
عراقكم العظيم الآن هي الاحتلال.
وليس هناك
أولويات غير طرد المحتل الكافر
المجرم القاتل الجبان، الذي لم
تمتد يد أي شريف
لمصافحته، بل يد الخونة والعملاء
، انسوا كل
شيء، وقاوموا الاحتلال، فالخطيئة
تبدأ عندما تكون هناك أولويات غير
المحتل وطرده،
وتذكروا أنهم يطمحون لإدخال
المتصارعين من أجل أن يبقي عراقكم
ضعيفاً ينهبوه كيفما
شاءوا.
أيها الرفاق تمسكوا بالمبادئ التي
آمنا بها جميعاً وابحثوا دائما عن
الشيء الذي يعزز حالة الإيمان
بالمبادئ، وكونوا رحماء فيما
بينكم، احترموا قيادتكم واعلموا
أن ذلك لن يكون ضعفا أو استصغارا
لكم ولكن هو احترام لمبادئ حزبكم
العظيم. فطريق البعث العظيم هو
الطريق نحو العزة والشموخ، لأننا
بذلك نكون أبناء بررة لأمة عظيمة،
اختارها الله سبحانه لتكون مهد
الرسالات والأنبياء فكانت خير امة
أخرجت للناس.
والله لن يكف الأشرار عن بغداد،
حتى تخون نفسها وأمتها، وما كانت
بغداد خوانة أبدا، أو أن يهزموا
وييأسوا من إمكانية تحقيق أهدافهم
الشريرة، وهذا هو الذي سيكون، إن
شاء الله.
أقول لكم أيها العراقيون باسمي
وباسم القيادة بأننا لن نخذلكم
بعون الله. ولن نجعل الله
يغضب علينا أو لا يرضى عنا تمام
الرضا لو انصعنا ورضخنا للتهديدات
الأميركية
الصهيونية وقبلنا بأن يفرضوا على
العراق ما يشاءون ويحتلوه من غير
قتال فيذلون
إرادته المؤمنة وحق شعبه في أن
يعيش حراً، ويسدوا عليه أبواب
المستقبل مقابل أن نحتفظ بكراسي
في الحكم تحت سيطرتهم
الاستعمارية الكافرة لنكون مثل
آخرين تعرفونهم.
ضحينا
بالحكم ولم نحنث بعهد الله ولم
نطعن الشعب والأمة وكل الخيرين في
الظهر, لا
بالاستسلام ولا بالتخاذل.
أقول لكم إن كافة الدول المحيطة
بكم ضد
مقاومتكم، لكن الله معكم، لأنكم
تقاتلون الكفر وتدافعون عن
حقوقكم. لقد سمح الخونة
لأنفسهم الجهر بخيانتهم، رغم
كونها عاراً، فاجهروا برفضكم
للمحتل من أجل العراق
العظيم والأمة والإسلام والبشرية
، ويكفي فخراً حزبكم حزب البعث
العربي الاشتراكي، أنه لم يمد
يديه للعدو الصهيوني، ولم يتنازل
لمعتد جبان أمريكي أو بريطاني.
ومن وقف ضد العراق وتآمر عليه
لن ينعم على يد أميركا بالسلام.
تحية لكل مقاوم وكل مواطن عراقي
شريف، ولكل
امرأة وطفل وشيخ في عراقنا
العظيم. اتحدوا يهرب منكم العدو
ومن دخل معه من الخونة.
واعلموا أن من جاءت قوات الغزو
معه وطارت طائراته لقتلكم لن يرسل
لكم إلا
السم.
إن الجديد الأهم ليس فكرة الثورة
كبداية تغيير، ولا حتى أهدافها ،
إنما الجديد الأهم فيها هو
جديتها، وصدقها، وانبثاقها وسط
شعب معروف تاريخيا بعمق جديته .
أدعوكم يا
أبناء العراق أن تجعلوا المساجد
مراكز للمقاومة والانتصار للوطن
والأمة والإسلام ،
وأن تشعروا العدو أنكم تكرهونه
فعلاً وقولاً.
أنهضوا جميعاً وحولوا أيام العدو
إلى جحيم،
واجعلوا من المساجد والمدارس
وضريح على والحسين والعباس رضوان
الله عليهم وأبو
حنيفة والشيخ عبد القادر الجيلاني
إلى نقاط لمقاومة المحتل وطرده
لم ابتأس من كل الذي حصل عندما
قام المجرمون بغزو للعراق العظيم،
فإنني صبرت، وما زلت صابرا
محتسبا، رغم ما وقع على شعبي
وجيشي وإخواني ورفاقي من ظلم ،
وكان صبري مستمد من إيماني في أن
ما يريده الله ويسمح به فإنه
اختبار للمؤمنين، وشرف وواجب
عليهم .
بعد اعتقالي بسبعة أيام وبعد أن
فشل أسلوب التهديد والوعيد حاول
الأميركيون المحتلون عن طريق احد
جنرالاتهم مساومتي لي بالإبقاء
على حياتي إذا وافقت على بيان معد
عرض علي لأذيعه بصوتي وأوقعه،
ويدعو ذاك البيان التافه شعب
العراق والمقاومة الباسلة إلى
إلقاء السلاح ، وإذا رفضت فيكون
مصيري أن اعدم رميا بالرصاص مثلما
حصل مع موسيليني وغيره ، لكنني
ومثلما تعرفون عني وتتوقعون مني،
رفضت ذلك بإباء ، وقلت لهم إذا
توفرت لي فرصة مخاطبة شعبي فاني
سأدعوه إلى مزيد من المقاومة
والجهاد .
لم يكن لصدام ملك باسمه الشخصي،
وأتحدى أن يثبت أي شخص أن تكون
القصور إلا
باسم الدولة العراقية، وقد تركتها
منذ زمن طويل لأعيش في منزل صغير.
إن صدام حسين وطني شريف وإنسان
نزيه، ورجل دولة حازم في تطبيق
القانون وعادل ورؤوف ، يحب شعبه
وأمته وصريح لا يخاتل أو يخادع،
يقول الحق ولو على نفسه. فهل مثل
هكذا خصائص يحبها الطغاة مثل بوش
وإدارته .
أيّها العراقيّون لقد عرفتم أخوكم
وقائدكم مثلما يعرفه أُهله، لم
يحني هامته للعُتات الظالمين،
وبقى سيفاً وعلماً على ما يحبُ
الخُلّص ويغيض الظالمين. أليس
هكذا تريدون موقف أخوكم وأبنكم
وقائدكم.. ؟! بلى هكذا يجب أن
يكون صدام حسين وعلى هكذا وصف
ينبغي أن تكون مواقفه، ولو ولم
تكن مواقفه على هذا الوصف لا سمح
الله، لرفضته نفسه .
صدام هو صدام سواء كان على قمة
هرم السلطة أو يقبع في اصغر
زنزانة للاحتلال !
بعض المسؤولين العرب قالوا أن
صدام حسين مريض بالشارع العربي،
وفي ظنهم أن ذلك سبّة على صدام
حسين، ولكنها الحقيقة، أيها
الإخوة، وهو شرف لنا أن يكون
مرضنا حب أبناء أمتنا ، وكم كنا
نتمنى أن يصيب هذا المرض
المسؤولين العرب المعنيين بدلا من
مرض حب الصهيونية وأمريكا،
والاستخذاء أمامهما .
إذا كان شعب العراق يكره صدام
حسين فكيف انتصر على إيران خميني
بعد ثمان سنوات في حرب عدوانية
ضروس راح بها عشرات الألوف من
التضحيات، ومئات الألوف على الطرف
الإيراني إرادتها إيران علينا تحت
شعار ما أسمته بتصدير الثورة
مبتدئة بالعراق؟ وإذا كان صدام
حسين دكتاتورا كيف انشأ برلمانا
بالانتخابات لأول مرة في عام 1980
إثناء الحرب بعد أن غاب البرلمان
من العراق منذ عام 1958!؟ وإذا
كان هو وحكومته دكتاتوريين كيف
يزور المدارس والجامعات والمدن
والقرى ويبيت حيث تغيب الشمس عليه
وسط الشعب؟ وكيف يتجول ويقود في
جبهة القتال في الليل والنهار حتى
خنادق القتال الأمامية وسط الجند
المسلحين !؟
إن العدوان واحتلال مدن العراق،
ربما ما كانا ليحصلا لو أن صدام
حسين كان
يمثل مجموعة أو تياراً أو مجموعة
أنصار ومناصرين فحسب، وإنما لأن
الصهاينة ومن مثل
السياستين الأميركية والبريطانية،
ومن تبعهم بسوء، أدركوا حقيقة أن
صدام حسين وشعبه
حالة واحدة
.
أن النفس والمال فداء في سبيل
الله وفداء للعراق
ولأمتنا ، ولو كان لصدام حسين
مائة من
الأولاد غير عدي وقصي لقدمهم صدام
حسين على نفس الطريق .
لقد عاهدت الله أن أموت شهيداً
ولا أسلم للعدو الأمريكي
والبريطاني
الجبان والقاتل .
رغم كلٌ الصعاب والعواصف التي
مرّت بنا وبالعراق قبل الثورة
وبعد الثورة لم يشأ الله سبحانه
أن يُميت صدام حسين، فإذا أرادها
في هذه المرّة فهي زرعهُ.. وهو
الذي أنشأها وحماها حتى الآن فأن
أرادها شهيدة فأننا نحمده ونشكره
قبلاً وبعداً.. فصبراً جميلاً وبه
نستعين على القوم الظالمين .
أن الخير الذي يصيب العراق مثلاً،
ينبغي، بحكم كوننا أمة واحدة، أن
يصيب أبناء امتنا العربية، بصورة
أو بأخرى، إلى جانب العراقيين،
وهكذا هو الأمر مع الأقطار
العربية الأخرى.. وإلا فأن مفهوم
الأمة الواحدة يبقى ناقصاً، ولا
يحرك معاني التضامن المصيري بين
أبناء الأمة، كصف واحد في الموقف
قولاً وفعلاً واتجاهاً.
أن على من يصف الأمة وصفاً
سلبياً، صحفياً كان أو كاتباً أو
مسئولاً قبل أن يلعن الجمهور أو
يذكره ويذكر أمته بسوء أو بما هو
سلبي عنهما، أن يسأل نفسه ماذا
قدم هو كعنوان متقدم فيها ؟ وإذا
كان جوابه انه خاف على رزقه، أو
نفسه، أو مكانه وعنوانه، ولم
يستطع أن يقدم أكثر، فان
المسؤولية تقع عليه، وليس على
الشعب أو الأمة، إذ أن أصحاب
العناوين البّينة هم الذين
يتحملون ثقل ومسؤولية أي خلل أو
ضعف يصيب الأمة أو الشعب أو الجمع
،
فهل يصح، على سبيل المثال، لتقريب
الصورة مجازاً، أن ينهزم الضباط
في معركة، ويلوموا الجنود عن
الهزيمة، رغم أن الضباط قد تمتعوا
بصفة القيادة والأوامر، ومارسوها
على الجنود، وتمتعوا وتفاخروا
بالرتب وامتيازاتها في كل الظروف
التي سبقت الهزيمة !؟
إن فلسطين ارض عربية ، وهي جزء من
الوطن العربي الكبير، وامتنا
العربية المجيدة، وعليها أولى
القبلتين، وثالث التسلسل الأعلى
في الأماكن المقدسة، فهل يصح أن
يفّرط بكل هذه المعاني، إنسان
عربي ، أو ينسب إلى نفسه صفة
العروبة، والإيمان ؟ وهل يمكن لمن
يقبل ويسلّم باحتلالها من
الصهاينة، وببقاء القدس محتلة، أو
أسيرة بيد الصهيونية، أن يدعي
بأنه مؤمن.. ويتيقن من أن صلاته
مقبولة عند الله ؟
كان الموقف العربي تجاه فلسطين
سواء الرسمي أو الشعبي في عام
1948 وعام 1967 هو موقف قومي, في
تصورات الكثرة وفي تصرف الكثرة,
إما بعد هذا التاريخ والآن على
وجه التحديد فلم يعد الموقف من
الصراع العربي "الإسرائيلي"
موقفاً قومياً فحسب, وإنما موقف
قومي ووطني أيضا.
إن هرولة البعض وراء ما يسمى
بالحلول السلمية، وهي محض
استسلامية، جعلت الصهاينة في مركز
الصهيونية في فلسطين أو في أماكن
إسنادها الأخرى يستهينون بالعرب،
بل وينظرون إليهم بازدراء في
حقيقة ما في أنفسهم.
أننا ندعو إلى الجهاد لتحرير
فلسطين ونقول.. إن كل الظروف
والمحاولات التي قام بها من قام
وحاول عليها من حاول لن تسترجع
فلسطين ولذلك فإن العقل يقول
بضرورة التخلي عن السياسة التي
اتبعها بعض العرب والتي ظنوا بأن
الأميركان والصهيونية يمكن بسببها
أن يعيدوا فلسطين إلى أهلها أو
هكذا صوروا الحال لآخرين
ولأنفسهم.
أننا لا نتخلى عن الجهاد لتحرير
فلسطين ليس لأنه واجب وفق قياس
المعنى الديني الذي تؤمن به
أغلبية امتنا ونحن منهم وإنما هو
السبيل العملي بعد أن بأن فشل كل
الطرق والمحاولات الأخرى لتحل
محله. وإذا كان الصبيان بعمر عشر
سنوات فأكثر يؤمنون به ويطبقونه
في الأراضي الفلسطينية المحتلة
فكيف يتردد من يتردد فيه ولا يؤمن
به ولا يعمل عليه وهو تحت عنوان
ووصف حاكم أو قائد..وقد اظهر
الشارع العربي كله من أقصى مغربه
إلى أقصى مشرقة. إن هذا هو اختيار
الجماهير وهذا هو طريقها لإرضاء
الله وإرضاء النفس .
أيها المسؤولون العرب.. ألم تكن
القدس من مقدساتكم.. أليست هي
أولى القبلتين.. والحرم الثالث
بين مقدساتنا.. أليست فلسطين جزءا
من الوطن العربي الكبير... ألم
تشاهدوا على شاشة التلفاز كيف
يهين الجندي اليهودي الصهيوني
النساء العربيات.. ألم تسمعوا من
الأثير المحيط بكم أو تتذكروا صوت
وموقف المعتصم.. وصهيل خيله عندما
أهينت عربية في عمورية
واستصرخته.. ألم تقرؤوا وتسمعوا
ماذا فعل المعتصم.. هل جفت الدماء
في العروق.. أم أنها ليست عربية
أساسا في شرايين وأوردة البعض .
إن "إسرائيل" وصلت إلى حد أنها
إما أن تواصل الطريق لتحقيق كامل
شعارها "من الفرات إلى النيل" أو
أنها ستتراجع حتماً, وتراجع
"إسرائيل" هنا عن شعارها ليس
تراجعاً ذا اثر مرحلي أو تكتيكي
وإنما سيكون ستراتيجياً ، وان
استمرت وأقدمت على شعارها فإنها
ستسعى لان تتدخل في الكتب
المدرسية للدول العربية لتقول أن
مادة الكيمياء تفضي إلى الكيماوي,
وان تدريس الفيزياء والرياضيات
يوصل إلى تعلم التعامل مع الذرة
وبالتالي سيوصل إلى الأسلحة
الذرية, وان المادة الدينية تنمي
العداء ضد "إسرائيل ، وان هذا
القائد يصلح وذاك لا يصلح, وان
نائب الحاكم في المكان الفلاني
معاد والآخر موال الخ .
إن المسؤولين الأمريكيين لم
ينسحبوا من العراق، بعد أن اضطروا
فأعلنوا الحقيقة المناقضة لما
ادعوه قبل الغزو الذي حصل في آذار
ونيسان من عام 2003 . فلو كانوا
صادقين في قولهم أنهم خدعوا بما
تلقوه من المعلومات التي اتخذوها
غطاءاً لغزوهم وكافية لتسويغه
بأسباب تتصل لما قالوا بأمن
الولايات المتحدة الأمريكية،
لكانوا انسحبوا من العراق بعد
اكتشافهم كذب المعلومات، واعتذروا
لشعب العراق البطل وللشعوب
الأمريكية وشعوب العالم لما فعلوه
.
إن العرب لم يختاروا أن تكون
أمريكا عدوهم.. ولكن أمريكا هي
التي اختارت هذا وعلى العرب أن
يضعوها في مفترق طرق وفق إظهار
لأرجحية القدرة إلى جانب العرب ،
وعندها ستتخلى عن الكيان
الصهيوني.
أن شعار ( نفط العرب للعرب ) كان
أحد شعارات البعثيين، وكنا نرفعه
ونناضل من أجله، وقد سقط على طريق
نضال البعث في العراق شهداء من
اجل هذا الشعار وفي أماكن أخرى من
الوطن العربي أيضاً، مذ كنا
طلاباً في الإعدادات والمدارس
الثانوية .
لقد عرفت لأول مرة قيمة النفط
الحقيقية ومدى حاجة السوق إليه،
ودوره في حسابات ستراتيجيات
الدول، وسعيها إلى النفوذ
الخارجي، أو السياسة الاستعمارية
الامبريالية، عندما أمم العراق
نفطه في عام 1972 ونجح التأميم
بعد تسعة أشهر من الحصار، الذي
حاولت أن تفرضه عليه شركات
الامتياز بدعم من دولها آنذاك،
عدا فرنسا، التي لم تشترك في هذا
الحصار ، وذلك بهمة صموده،
وانفتاح العالم أمامه ليشتري نفطه
على أساس تنافسي ومغريات فارق
السعر، الذي منحه لآخرين، لإنجاح
التأميم، ونظراً لسياسة التوازن
التي كانت عليها الحال .
أميركا خرجت مطرودة من فيتنام،
ولكنها في العراق سيصيبها أسوأ
مما أصابها حتى الآن وستخرج
مدحورة ولن تجد الفرصة حتى لسحب
تجهيزاتها
.
أن أمريكا أصبحت حقيقة كما قال
البعض بأنها نمر من ورق وذلك بفضل
إرادة الله الحي القيوم وبفضل
وسيلته في الأرض ، المجاهدين
الأبطال في عراق المجد والفضيلة
والنضال والجهاد، فطوبى لشعب
العراق البطل وطوبى للجهاد
والمجاهدين.
لقد بانت أمريكا على حقيقتها، قوة
متغطرسة، أنانية، عمياء، لا ترى
إلا مصالحها الضيقة، حتى لو أدى
تحقيق تلك المصالح إلى إفقار،
وإضعاف، وتدمير تلك الدول
والمجتمعات، بعد إغراقها في سلسلة
من الأزمات، والحروب والكوارث .
كانوا يتحدثون عن الديمقراطية
وحقوق الإنسان وقوانين الطوارئ
ومن أن الدكتاتوريين الموجودين في
العالم ومنهم الدكتاتوريون في
العراق يخرقون هذه المبادئ ، ثم
رأيتم ماذا فعلوا نتيجة حادث واحد
وهو 11 من أيلول سبتمبر 2001م ،
بينما لو حسبنا كم حادثاً أصابنا
بقياسات أطنان القنابل بما في ذلك
ما سقط على العراق عام 1991م إلى
يومنا هذا لوجدنا إنها تعادل الآف
المرات القوة النارية التي تعرضوا
لها في ذلك الحادث ولكنهم لم
يقولوا إنهم خرقوا حقوق الإنسان .
لقد خلق المسؤولون الأمريكيون
جراء تصرفهم المتغطرس ونظرتهم
الاستعلائية العدوانية وعدم
احترامهم للقانون الدولي وامن
العالم بما في ذلك امن الأمة
العربية في دعمهم للكيان الصهيوني
في فلسطين، وغير ذاك من قضايا
العالم والإنسانية ، خلقوا حولهم
جو الكراهية، إنكم الآن أيتها
الشعوب الأمريكية في ورطة إمام
العالم ولن ينقذكم منها إلا
أنفسكم فان أصلحتم فإنكم تفتحون
للعالم ولأنفسكم فرصة جديدة وان
لم تفعلوا فذاك قراركم وإنكم
تسكتون على منكر.
قد يقول مسؤول عربي بقصد إرهاب
العرب وتخويفهم أو إقرار الحقيقة
كما هي.. إن "إسرائيل" التي
أسموها دولة تعنى أمريكا وهذا
يستلزم أن نحسب حساب المجابهة على
هذا الأساس.... إذن الآن فقط.
عندما يطرح الجهاد لتحرير فلسطين
وليس في معاملاتكم الأخرى..
تعترفون بأن الكيان الصهيوني يعنى
أمريكا في النية والموقف
والمصلحة.. وعليه نسأل المعنيين
لماذا.. إذن ضيعتم كل الزمن الذي
مضى وأساء من أساء إلى تضحيات
الأكرمين من الشهداء وضلوا وضللوا
وهم يمنون النفس بإمكانية كسب
موقف أمريكا على حساب الكيان
الصهيوني ليضغط لصالح العرب .
أننا في العراق نقول إن أمريكا كـ
"إسرائيل" في الموقف الآن.. لأن
ضعف من ضعفوا جعل أمريكا تستهين
بالعرب ويحسب المرشح للحكم فيها
أو الحاكم حسابا للكيان الصهيوني
وامتداده اليهودي في أمريكا في
الوقت الذي لا يحسب للعرب حسابا
مؤثرا.. ونقول أن بإمكان العرب ..
أن ينتهجوا سياسة تجعل أمريكا
تعود عن طريقها المنحاز للكيان
الصهيوني ضد العرب.. ولكن ليس
بالاستخذاء أمامها ومسايرتها...
عندما يكون العرب مع أنفسهم
ومبادئهم ويكون إصرارهم على
التحرير بينا ومقابلة إيذاء من
يؤذيهم بما يؤذيه.. وأن لا يؤمنوا
لأمريكا مصالحها ويهملوا رأيها أو
أي تعاون معها في كل الميادين أو
ميادين بعينها.. فإن أمريكا ستغير
موقفها وستغيره في وقت قصير ،
وعندما تلجأ إلى التهديد فعلى
العرب أن يهزأوا بها في الوقت
الذي يعدون أنفسهم لمواجهته ، ..
وإن لجأت أمريكا إلى استخدام
السلاح إلى جانب الصهيونية فعلينا
أن نجرد السلاح عليها ونحن في
أرضنا وعندها لن يغلب معتدى عليه
وهو في وطنه وبين أهله وسيكون
الله العظيم معينه. وستنهزم
أمريكا وقبل أن تعلن هزيمتها..
سوف يجبر المسؤولون فيها شعبهم
على الانفصال عن الكيان الصهيوني
.
إذا اتفق العرب أو اتفق معنا من
يتفق من الأساسيين في القدرة
وإمكانية تصريف القدرة في ميدانها
على شعار تحرير فلسطين وكونه هدفا
منذ الآن.. فإن توقيت أي فعل على
طريقه يمكن مناقشته.. و يمكن أن
نقول لهم كل فرعى فيه.. حتى
التفاصيل الصغيرة.. ونتفاعل معهم
بالحوار البناء النزيه.. وعندها
توزع الأدوار والواجبات كل على
أساس ما يحسنه منها وفق عواملها
ووصفها سواء في القتال أو في
الاقتصاد والمال أو في السياسة
والثقافة والإعلام.. في السوق
(الستراتيجي) والتعبئة والمناورة
(التكتيكي) وعلى أساس حقيقة أن
العرب أمة واحدة وإمكاناتهم واحدة
وأمنهم واحد.
أن حكام أمريكا وبريطانيا، ومعهم
الصهيونية، هم أعداء الله، وأعداء
الأنبياء والرسل، وأعداء
الإنسانية جمعاء. إن كل إنسان
مؤمن بالله، وأنبيائه، ورسله،
وكتبه، مطالب بأن يتصدى لهؤلاء
المجرمين الذين لا يرعون حرمة،
ولا يرعوون، والذين يواصلون
العدوان على العراق، وعلى كل
الشعوب، تدفعهم الصهيونية المجرمة
وخططهم وأطماعهم الشريرة الخاصة،
وغرائزهم الإجرامية .
بسبب خطر سياسة أمريكا وبريطانيا
، والصهيونية المتحالفة معهما ،
ومن يسندها ويتعاون معها ، على
أمن واستقرار العالم اجمع ، ترى
القيادة في العراق بعد تأمل غير
مقتصر على ظرف مجتزأ أن يتأسس بين
الراغبين من دول العالم ، تجمع
مؤسسي ذو أنظمة ومواثيق متفق
عليها، لإقامة تعاون جدي في
الميادين الاقتصادية والسياسية
والعسكرية، لحفظ التوازن، وتحقيق
السلام ، ابتداء في آسيا وما يتصل
بها ، وأن العراق مستعد للحوار مع
الجميع، لبلورة ميثاق هذا التجمع،
وهيئاته واختصاصاته، وكل ما يتصل
به .
ليس ابلغ من إن تفترس الدواهي
أهلها إذا أصابهم الغرور وعملوا
باطلا واستهتروا واستهانوا بدور
الآخرين، وان ابرز إمراض
المسؤولين الأمريكان الذي ورطهم
بالحرب على العراق هوهذه.
إن أي غزو إذا واجهته مقاومة
تتصاعد ولا تتضاءل بعد خط البداية
فهو فاشل لا محالة .
إن أهم صفات طهارة الإنسان، أيها
الإخوة، ومستوى جديته تجاه ما
يقوله ويعلنه أو يعد به، هو أن
يكون صادقا، وعندما يكون صادقا
فأنه يكون أمينا على ما يؤتمن
عليه .
أننا ننظر إلى الجماهير العربية
ودورها ، نظرة تاريخية شمولية لا
مؤقتة، ولا مجتزأة أو ظرفية،
ومبدئية لا مصلحية، ومستمرة لا
متقطعة، وثابتة لا مزاجية، وهي هي
سواء عندما تكون الجماهير العربية
بمستوى دورها في هذه القضية أو
تلك، أو عندما تكون بمستوى آخر،
ويكون فعلها وتأثيرها اقل من
مستوى قدراتها الحقيقية .
أيها الإخوة العرب..
لقد أعز الله أمتكم، فأصطفى
الأنبياء والرسل منهم على
التوالي، فصيرهم ملاكاً للإيمان
والفضيلة، ومثلا يقتدى للتغيير
نحو الأفضل، وإقامة العـدل،
ومحاربة الظلم والظالمين ، بعد
تأمين قاعدة ولادتهم وانطلاقهم ،
ارض العرب، وأهلها المتميزين،
وتهيئتهم، وتنمية قدراتهم لأداء
الدور الإنساني، وإبلاغ الرسالة
إلى حيث أراد الله ، لتغيير
الواقع تغييراً نوعياً إلى أمام
وأعلى، والى ما هو أفضل ، وعلى
أساس هذه المعاني.. انبثق البعث
العظيم، وقامت ثورة تموز عام 1968
، لتمضي في الطريق، صعوداً من غير
أن تتوقف، أو يساوم الثوار
والمجاهدون فيها على الصعود
المستمر، والمطاولة من غير نفاد
صبر، لإقامة مجتمع العدل حيث
ينبغي، وتوحيد العرب على إرادة
واحدة ، وان يجعل من أمة العرب
مثلا مشعاً يقتدي به في رحاب
الإنسانية، لأنها الأمة الوحيدة
المجربة بأنها قادرة على أن تلعب
هذا الدور بأمانة وإخلاص، وليس أي
دور تسلطي أو اضطهادي أو استغلالي
.
لقد اكتشف أعداء الأمة والطامعون
بها أن من يقودون الثورة في
العراق ، ومسيرة الحكم والبناء
والجهاد فيها، صادقون في دعواهم،
أمناء على ما كلفوا أنفسهم، أو
كلفهم الشعب، بالائتمان عليه،
وزادهم شراسة، عندما عرفوا،
بدلائل غير قابلة لأن تتغير، إن
من يقودون المسيرة قادرون، بعد
الاتكال على الله، على تحويل
المباديء المعلنة إلى خطط عملية،
وتطبيق الخطط .
ليس من الحكمة أن يخسر ثقة الشعب
والأمة كائن من كان من أبنائها،
إلا الخائن الخسيس، ولا أسف عند
ذلك عليه، رغم ما تتركه الخيانة
من حزن على أمة اعتادت الإخلاص
لله ولكتبه ورسله، ولعبت دوراً
قيادياً في نقل الإخلاص والمحبة
والسلام والعدل والإنصاف إلى
الإنسانية جمعاء .
إن قبول أكثر من رأي في الوطن
العربي تجاه القضايا المصيرية أو
الأساسية من غير تعنت ومن غير أن
يدفع الاختلاف إلى التدمير أو
التآمر مع الأجنبي، والتشاور
وقبول الرأي الآخر ، يقوي العرب،
بل ويفيد حتى أصحاب الرأي الأقرب
في الشكل، وليس الجوهر، إلى ما
يسمى بالحلول السلمية المطروحة
.
إن امتنا ليست أمة الحضارات
والدور الإنساني المعروفين فحسب،
وإنما هي أمة الأنبياء والرسل
مثلما اصطفاهم الله فيها، فقد
اصطفاها كمهد وعمق تأريخي لهم
ولدورهم ومسرح عملهم وجهادهم،
لذلك فأن أي وصف سلبي قد توصف به،
أو ينسب إليها، لا تكون الأمة
مسؤولة عنه، كتكوين تأريخي، وكقوة
تاريخية قابلة لتؤدي دورها عندما
تستنهض .
لقد كان شعارنا عندما بدأنا
بإعادة أعمار ما خربه العدوانيون
في عدوانهم عام 1991م بعد توقف
إطلاق النار مباشرة " تباً
للمستحيل وعاش المجاهدون والله
اكبر " .
أليس عاراً وشناراً على اللذين
تنطلق من أراضيهم ومياههم
الإقليمية طائرات المعتدين
ليضربوا قلعة العرب، ومهد
ابراهيم، عليه السلام، ويدمروا
ممتلكات العراقيين، ويقتلوا
نساءهم ورجالهم وأطفالهم؟
لم نر أو نسمع عن قائد كان قد
استكمل شروط الحد الأدنى للقيادة
وأحسن التصرف وجرد سيفه من غمده،
من غير أن يسمع أن صليل السيوف
لمن كانوا يقفون عن يمينه،
وشماله، وأمامه، وخلفه، قد صكت
آذان من هم في المكان .ولكن لا
لوم على شعب أو أمة، إذا تقاعس عن
دوره في البناء، عندما يرى أن من
يقوده لا يدعون إلى بناء إلا
عندما ينقص عن حده ما في جيوبهم
الخاصة، أو حساباتهم في البنوك،
ليعاد إملاؤها تحت عناوين البناء
وأغطيته، وما شعار البناء والدعوة
إليه عند ذلك ألا خدعة ، ولا لوم
على الشعب والأمة، والجماهير
والجيوش، عندما يرون أن من يسمّون
بالعناوين القيادية لاهون عنهـم
في شؤون لا تعني الجماهير، وإنهم
يخونونهم مع الأجنبي .
إن الجماهير مثل أي كائن حي، لا
تعمل إلا بغذاء، وغذاؤها الأساس،
لكي تسند الحاكم أو القائد، هو
إحساسها الذي لا يخطئ عندما يكون
القائد، أو الحاكم قد نذر حياته
ونفسه لها، ومن أجل عزها ومجدها
ورفاهها، فالجماهير عند ذلك تغفر
وتتساهل إزاء الهفوات والأخطاء
التي لا تنطوي على التخلي أو
الخيانة أو القصد السيئ المسبق .
أن أي حاكم، هو في طريقه ليغيب،
أما الشعب والأمة فهما قوتان
تاريخيتان لا يمكن أن يغيبا حتى
لو أصابهما خسوف أو كسوف، فأن
الشمس فيهما ستطلع من مشرقها،
وسيكتمل بدر القمر في يومه
المقرر.. والذين لا يغيبون، مثلهم
مثل الأمة والشعب، هم وحدهم أصحاب
الأعمال والمواقف الجليلة التي
تمثل صميمية ضمير الأمة وعقلها
الحي، ومن بين الذين يغيبون عن
مدار الرؤية واللمس المحسوس لهم
من جانب الجماهير حتى لو كانوا
أحياء يرزقون، هم أصحاب العناوين
الذين يأخذون في غفلة من الزمن
عناوين مسؤولية متميزة، ولا
يعرفون أو يقدرون معناها، ولا هم
أمناء عليها، وعلى شرفها ، أنهم
بهذا الوصف، مجرد جثث هامدة، وهم
أحياء .
إننا نسعى قدر ما نستطيع لان نجعل
كلامنا ابسط في أسلوبه، سواء من
كان منكم في مقتبل العمر أو من
بين الشيوخ وكبار السن، ولكن
الأسلوب المبسط أيها الأحبة ليس
هو القادر دوما" على التعبير عن
معنى ما نريد قوله .
وان الكلام المبسط، أيها الإخوة،
في هذا الأمر قد ينحو المنحى الذي
يشج الجباه، ويفطر قلوب خصومكم،
في الوقت الذي ليس هذا غايتنا،
وإنما أن نعالج النفوس والقلوب
المريضة، ونفتح العيون بالحسنى
على الحقائق كما هي .
إن الأمة العربية, ونحن جميعاً
متفقون على هذا فاتتها فرص كثيرة,
واهم الفرص التي ضاعت عليها, هي
التي ضيعها أبناؤها, ليس الشرير
أو المنحرف منهم فحسب, وإنما
الأساس في هذا القول إن الخيرين
ضيعوا فرصاً كثيرة على الأمة
العربية وبالتالي على أنفسهم .
يمكن اتفاق وتلاقي الأنظمة
العربية على حد ادني معقول ومن
يتعوق عن الحد الأدنى يقتضي
الواجب التصادم معه, وعند ذلك
يكون الاصطدام به مشروعاً ، لان
الحد الأدنى هو حالة ما فوق
التردي, والقبول إلى ما هو دون
الحد الأدنى معناه الانتقال من
حالة ما فوق التردي إلى حالة
التردي .
الفكر القومي الصحيح ينبغي أن
يكون بل ويجب أن يكون فكراً
إنسانيا صحيحاً .
إن النضال تحت مفاهيم الدين
الإسلامي ليس حالة مناقضة للعروبة
ابتداءً على الإطلاق, والذي يقول
بهذا فإنما يفتعل حكماً مسبقاً
على أناس قد يكونون خيرين ومن بين
الخيرين الجيدين في الأمة ،
فالنضال الصادق هو الذي يجعل
العروبة والإسلام حالة واحدة وليس
حالتين .
أقول بعد هذه التجارب المريرة, لا
يجوز للأمة العربية وغير مسموح
لها أن تتساءل هل سيكون حال الأمة
أفضل؟. لم يعد مسموحاً لنا أن
نتساءل هكذا وإنما مطلوب منا أن
نقول نعم ستكون أفضل بعون الله,
فلم يعد جائزاً أن نقول هل؟..
كفانا هل؟.. فقد مضت علينا منذ
غادرنا الحال العثماني إلى يومنا
هذا ونحن نتساءل.
قد يقول قائل أن احتلال الكويت من
قبل الأميركان ما كان ليحصل لولا
دخول جيش العراق إلى الكويت
وخروجه منها. ونود أن نذكركم بأن
الأميركان بقيادة شوارسكوف كانوا
في الكويت عام 1989م يعدون
التمارين العدوانية على العراق
قبل دخول جيش العراق إليها ،
وإذا كان دخول جيش العراق سببا
لهذا بالنسبة للكويت، فما هو
السبب الذي يجعلهم ينشرون جيوشهم
الآن في منطقة الخليج العربي بما
يشبه الاحتلال من الناحية
الواقعية، ويسعون لاحتلال العراق
؟!
إن أساس المؤامرة على العراق، بما
في ذلك العدوان عليه عام 1991،
واستمرار العدوان والحصار لمدة 13
عام وغزوه عام 2003م ، إنما هو
لأنهم يدركون أن القيادة في
العراق، وشعبكم وجيشكم في العراق
لا يقفون مكتوفي الأيدي أمام
احتلال أجنبي لأي ارض عربية .
إننا نعاهدكم باسمنا وباسم
القيادة العراقية
وباسم شعب العراق المجاهد وجيشه
البطل في عراق الحضارة والتاريخ
والإيمان، بأننا
سنقاوم الغزاة وسنوصلهم بإذن الله
إلى الحد الذي يفقدون صبرهم، مع
فقدهم أي أمل في
تحقيق ما خططوا له ودفعتهم إليه
الصهيونية المجرمة وأصحاب الغرض
إلى حضيض
.
وإنهم سيهزمون الهزيمة التي
يتمناها لهم، بعد أن
أمعنوا في الجريمة والشر، كل مؤمن
غيور ومحب للإنسانية ساع بإخلاص
ومحبة إلى
السلام.
وسينتصر
العراق ومع العراق ستنتصر امتنا
والإنسانية .
إذا كانت الجولة الأولى حفلت
بالخيانة من قبل أناس باعوا دينهم
وأمتهم ووطنهم وعرضهم، فان
النهاية لا يكتبها إلا المؤمنون
بالله والذين سيطردون
الغزاة القتلة اللصوص .
وسيأتي بإذن الله يوم التحرير
والانتصار لأنفسنا والأمة
والإسلام قبل كل
شيء، وهذه المرة مثل كل مرة ينتصر
فيها الحق، ستكون الأيام المقبلة
أجمل.
لا اكشف سراً الآن إن ما أنفقته
الدول المحيطة بالعراق منذ عام
1968 ولغاية الآن للإضرار بالعراق
بسبب مواقفه القومية الشريفة
ولمنع نهوضه ـ لو قدر وانفق على
تحرير فلسطين وأعمارها لتم ذلك،
بل كان يكفي لتحرير
كل الأراضي العربية المحتلة من
إسرائيل وغيرها.
لقد احتضنت الدول
العربية المجاورة للعراق وغير
المجاورة خونة أطلقوا على أنفسهم
معارضة، وعندما بدأ
العدوان كانوا من ضمن قوات الغزو،
فقد سهلت هذه الدول اتصالات
وتحركات هؤلاء الخونة
مع
Cia
والموساد والمخابرات البريطانية.
كما سهلت إيران وتركيا مثل هذه
الاتصالات .
أن من يطلقون على أنفسهم معارضة
عراقيـة جاءوا يقدمون
الدعم لمحتـل ليسرقـهم ويحتل
بلدهم ويفصلهم عن أمتهم، ويعترف
بالعدو الصهيوني. كلهم
سواء كانوا قد لبسوا العمامة أو
القبعة الأمريكية لا فرق بينهم
طالما سببوا لشعبهم
هذا الألم والاحتلال.وإنهم هم
الآن المجتمعين لتقرير مصير حكمكم
من الخونة ممن سهلوا العدوان
والاحتلال، ولن تجدوا بينهم
شريفاً واحداً.
إنٌ أستقواء التافهين بالأجنبي
على أبناء جلدتهم تافه وحقير مثل
أهله .
كنا نحارب ونحن تحت
الحصار مدة 13 عاماً ونواجه أكثر
من 500 ألف مجرم من الغزاة وأكثر
من جهاز مخابرات
كان يعمل ضدنا، بل إن كافة أجهزة
المخابرات المحيطة بالعراق وغير
المحيطة من العرب
كانت تزود المخابرات الأمريكية
بمعلومات مجانية وتحت باب إظهار
الولاء.
نقول لكل دول العالم اسحبوا
رعاياكم من العراق، فإننا في
معركة تحرير، فإن لم تسمعوا
فستكونون مسؤولين عن أرواحهم. لا
ترسلوا أي طائرة للعراق أو
حافلة أو باخرة فهي أهداف لنا
نحرم منها العدو لكي لا يستغلها
في تركيز
احتلاله.
قلنا سوف يسقط الشاه وكان لدينا
استنتاج ( وفي هذه القاعة بالذات
) بأنه سيأتي
خميني ومجموعة رجال الدين في
إيران ويحكمون وسيكون توجههم
العدواني بهذا الاتجاه
، كان هذا الشخص واضحاً أمامنا
منذ البداية .
إن خميني مصر على الحرب لأنه ليس
أمامه بعد أن أختار العراق كمفتاح
وأختار
العراق لمنازلته نيابة عن كل
العرب إلا أن يحطم العراق حتى
يحقق هذا الحلم و أنه
عندما لا يحقق هذا الحلم الشرير
فإنه سينتهي وهو في مكانه وهذه
حقيقة أكيده .
مع الأسف، فإن حكام إيران، وبخاصة
من سلف، ومن هم على مسلكهم حتى
الآن، لم ينشغلوا في بناء، ولم
يزرعوا محبة أو خيرا"، لذلك جاءت
شعاراتهم بعد انتهاء عهد الشاه
متعالية، عدوانية، توسعية، وان
أخذت برقع الدعوة الإسلامية، فوقع
العدوان ونشبت الحرب. ومن ذلك ومن
سجلات التاريخ المؤكدة وهو ما
يفسر لماذا سرق الملك الفارسي
العيلامي شوترك ـ ناخونتي المسلة
الشهيرة المدون عليها شرائع الملك
العراقي ( حمورابي ) وكيف حاول
محو اسم حمورابي الذي ذّيل به تلك
الشرائع، حسدا" وحقدا" على هذا
الملك العظيم، وهكذا بعد عملية
التدمير التي قام بها داخل
العراق، سرق جانبا" من تاريخ
وحضارة العراق الثقافية
والقانونية، بدلا" من أن يصنع
حضارة صاعدة، ذلك لأنه عاجز عن
الصعود وفق خواصه، فانحدر إلى
الدرك، لان ذلك يلائم خواصه
ونزعته ، وكذلك لماذا وكيف دمر
الملك كورش ملك الفرس مدينة بابل
بعد حوالي ستة قرون، تلك المدينة
التي تعد مركز الحضارة الإنسانية
الأول والأكثر إشعاعا" وتأثيرا"
في الحضارات الإنسانية آنذاك،
وبالتعاون مع اليهود الذين جاء
بهم الملك نبوخذ نصر مكبلين في
الأسر إلى بابل ؟.
من أجل أن نزيد بعوامل إضافية
تأكيد هذا الوصف كل على ما يستحقه
على طرفي الصراع العراق وإيران ،
نأخذ أمثلة محدودة من بين كم هائل
وركام كبير، ومن ذلك أن العراق
أطلق سراح كل أسرى إيران، بعد زمن
قصير من توقف القتال، عدا واحدا"
منهم أطلق سراحه أخيرا" الذي
أسقطت طائرته في 4/9/1980م ، وقد
أطلقنا سراحهم مهتدين بالمبادئ
التي نؤمن بها، مستندة إلى عمقها
العظيم، معاني الدين الإسلامي
الحنيف، ومبادئ ثورة تموز
المجيدة.. وكان أسرى إيران، طيلة
وجودهم في أقفاص الأسر، على اتصال
بالصليب الأحمر الدولي، ويتمتعون
بحقوق الأسير، وفق سياقها الصحيح،
فيما تحتفظ إيران حتى الآن بآلاف
الأسرى العراقيين، وبعضهم ترفض
حتى أن تسجله لدى الصليب الأحمر،
ونال وينال أسرانا الأبطال شتى
صنوف التعذيب والضغط، بل والقتل
داخل أقفاص الأسري في أحيان كثيرة
، والمثل الثاني، هو عدم إعادة
الطائرات المدنية والحربية التي
أودعها العراق لدى إيران، بعضها
قبل أن تبدأ المنازلة الثلاثينية
في أم المعارك، وبعضها أثناء
المنازلة، على أساس تصور خاطئ من
جانبنا بأن المعنيين في إيران
يمكن أن يشتركوا في ميزة ما هو
مشترك في الإنسانية، وينحوا منحى
الخير، وعلى أساس أن إيران لم تعد
عدوا للعراق، بعد أن غلبنا الله
على صف الشر في 8/8/1988، وتوقف
القتال باتفاق الطرفين، وعلى أساس
ما أوحى به استذكارنا لشعارات
المسؤولين في إيران على عهد من
مضى، وبعضه مستمر، ومن بين ذلك
استذكرنا شعاراتهم عن أمريكا
يومذاك التي كانوا يسمونها
بالشيطان الأكبر، متصورين نحن،
خطأ، إمكانية تشبث المسؤولين فيها
بالحد الأدنى من تلك الشعارات .
خاصة وان المنازلة كانت بين
العراق من جهة، وبين ما كانوا
يسمونه الشيطان الأكبر، أمريكا،
وحليفها، والصهيونية وحلفائهما
الآخرين، أو المصطفين مع هذا الصف
من جهة أخرى. إن هذين المثلين ،
هما من بين أمثلة كثيرة أخرى،
تملأ مجلدات على الطرف المقابل
للعراق، وتكشف جانبا" من أخلاق
طرفي الصراع المباشرين .
عندما يهزم خميني في الحرب يخسر
كل أرضيته الفكرية العدوانية
التوسعية الطائفية
وبمجرد أن تنتهي الحرب دون أن
يكسب شيئاً فقد انهزم ولكن
بالنسبة لنا عندما تنتهي
الحرب ولم نكسب إلا المحافظة على
العراق ومبادئ الأمة أي بمعنى لم
نأخذ أرضاً من
إيران أو نسقط نظام خميني نكون قد
ربحنا .
تجد في إيران وخارج إيران، من
يحاول عن عمد أن يؤخر عيـدي
الفطر
و الأضحى المباركين عن موعده
يوماً أو يومين وكل هذا يحصل
بتأثير إيراني، وبمفاهيم ما أنزل
الله بها من سلطان، ولو قلت لهم
تعالوا نتفق على اعتبار شهر رمضان
منتهياً في اليوم
الذي تريدون لنفطر معاً لامتنعوا
عن ذلك ، لذا فأن ما يوجد في
إيران هو دين آخر غير
الدين الإسلامي .
بعد أن أنتصر العرب المسلمون على
جيش
الفرس
بدأ دهاقنة الفرس يفكرون في كيفية
دخولهم في هذا الدين لكي يعملوا
من داخله على زرع الضعف ... إن
غرض الفرس هو أن
يحولوا الاختلاف في الاجتهاد على
طريقة تعدد المذاهب إلى اختلافات
واسعة تتصل بجوهر
الدين وأسسه المركزية .
لا يمكن أن يفهم
الأجنبي وحتى المتدين وحتى سليم
السريرة الدين في جوهره مثلما
يفهمه العربي
.
أن كل أجنبي يضع نفسه في
موضع السيد للعرب في الدين لابد
أن ينحرف بالدين عن موضعه وهدفه
.
كيف يمكن
لرجل مثل الخميني وإتباعه لم يسجل
في حياته خطاباً واحداً باللغة
العربية ولم يتكلم
أمام أحد باللغة العربية أن يكون
ممثلاً للمسلمين ؟! فإذا كان يعرف
العربية
ولا يتكلمها..؟ فهذا يعني أنه
يترفع عن العربية التي هي لغة
القرآن أو أنه
لا يتقنها.. فإذن هو لا يصلح أن
يكون سيداً للمسلمين وسيداً للعرب
.
لابد للفارسي الذي يريد
أن يفهم الإسلام أن يعيش في الوسط
العربي ويعيش تقاليده ومفاهيمه
وظروفه وإرهاصاته
ويتصل بعمق تاريخه اتصالا موروثاً
.
أن
خميني ومن هم على شاكلته إنما
اتخذوا الإسلام، واتخذوا من دعوة
الانتصار إلى سيدنا
علي متكأ وغطاء، ليرفضوا التاريخ
العربي لكل تلك الحقبة بالإضافة
إلى كل الحلقات المشرقة في زمن
الأمويين والعباسيين.. وبذلك
فإنهم يجردون العربي من تاريخه
المجيد ... يريدون أن
يجعلوا العرب بدون عمق تاريخي
كيما يسهل عليهم تطبيق الأفكار
التي في ذهنهم ....وهم لا يريدون
أن يبقى طريق الاجتهاد الذي
يؤمنون به مجرد
مذهب وإنما يريدون أن يحولوه إلى
دين كامل، يختلف في بنائه
ومنطلقاته ومقاصده مع
الدين الذي جاء به القرآن الكريم
وطبق سياسة النبي وصحبه الكرام .
وفي قولهم بأن انتقال الخلافة إلى
أبي بكر
وعمر وعثمان ثم سيدنا علي هي
عملية تزوير وأن الأمر ما كان يجب
أن يأخذ هذا التسلسل، فإنهم
في هذا لا يقصدون الانتصار لسيدنا
علي أو التمني لأن يكون
سيدنا علي هو الخليفة الأول،
وإنما أريد في ذلك وكما تدل على
ذلك ممارساتهم،
الإساءة إلى العرب وتاريخهم،
وتجريد العرب من تاريخهم المجيد،
وحذف حقبة كبيرة وغنية
بالممارسات الإسلامية في كل شئون
الحياة . |