عندما ظهر
علينا مرة أحد البائسين من محدودي
التفكير وضيقي الأفق والمنطق من
مشجعي البرزاني والطالباني بشكل
عنصري وقال بالنص "
كيف
تنتقدون نيجيرفان البرزاني ..هذا
الشاب الأنيق الذي يلبس من
كريستيان دور واف سانت لوران
وكأنه براد بيت وتهيم به النساء
وهو يبني كردستان"..وأجبناه
في حينها متسائلين: أي بناء تقصد
بناء الإنسان أم بناء الفنادق
الخاصة؟!..والى أي نساء تشير
..نساء كردستان البائسات في القرى
والأرياف والحواري والأزقة
الكردية التي تتحسر على الكهرباء
والماء أم نساء العراق الأرامل
والثكلى المتشحات بالسواد لقتل
واغتيال وفقدان واعتقال أكثر من
مليونين من أبناءهن وإخوانهن
وآباءهن وأزواجهن منذ أن غزا
العراق واحتله من تعاونتم معه
ويسرتم له الطريق ؟!..وقتها أدرك
من لم يدرك سابقا ومن لم يعرف
هؤلاء كم مسكين هذا العراق وكم
حظه بائس للدرجة التي يتحكم به
مثل هؤلاء..
وتصور
الكثير من الناس أن القادة
الأكراد الذين يعشقون البندقية
والفساد والعصيان والفوضى قد
غيرتهم السلطة والجاه والمال
والسفرات إلى واشنطن ولندن وما
ملكوه من عقارات ومشاريع
واستثمارات في العالم بحيث أصبح "إقليم
كردستان" أضحوكة للعالم
الاستثماري والصناعي والتجاري
عندما وصل الأمر إلى عرض المشاريع
الكردية في مجالات الصناعة
النفطية والصناعية وبناء المجمعات
السكنية الكاذبة ومشاريع السياحة
وغيرها تعرض نفسها من قبل خمس
جهات كردية تتأبط هذه الملفات
وتدور في العالم وتطلب المساهمة
فيها وأول شرط هو ما هي نسبة
القيادة الكردية من هذه المشاريع
؟!..
وخدع البعض
نفسه عندما روج أن "الأكراد
انتصروا في نضالهم!" عندما
احتلت القوات الأمريكية بغداد بعد
أن دمرت كل العراق مدنا وشواخص
ومؤسسات ودولة وقيم ومبادئ ومثل
عليا ..وتوهموا أنهم في طريق
تحقيق أهدافهم القومية ..وبدا ذلك
واضحا من خلال لغة "
المحررين " الطالبانية و"اللغة
الطاووسية " للبرزاني الذي
هدد تركيا بالتدخل في شؤونها
الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار
فيها من خلال "
تحريك
الأكراد الأتراك" إن هي
دخلت إلى كردستان لملاحقة عناصر
حزب العمال الكردستاني ويومها وضع
العراق على شفير حرب مدمرة لولا
تقبيل اللحى والأيادي التي قاموا
بها أنفسهم عندما كتب البرزاني
رسالة إلى بوش والتي نشرت والتي
يقول له فيها بالنص "
إن
الكيان الذي كان لك الدور الكبير
في إنشائه في إقليم كردستان هو
مهدد اليوم لذلك نرجو منك التدخل
لمنع ذلك ونحن مستعدون لأي شيء
تراه مناسبا للحفاظ على تجربتنا!!"
والذي أدى إلى تدخل الولايات
المتحدة الراعية الأولى لمشاريعهم
بعد فترة طويلة من "الزعل
الكونداليزي " على
البرزاني لعدم زيارته لها خلال
مجيئها للعراق في حينها وقبل تلك
الأحداث !..فكانت قرصه إذن قوية
وإشارة للقوى الوطنية العراقية عن
كيفية ارتباط هؤلاء الخونة بمصدر
رزقهم وكيف أن الأمريكان حريصون
على إدامة مثل هذه الرموز السيئة
وتكاثرها ورعايتها
" بغض
النظر عما تلبسه من بدلات وما
تمتاز به من جاذبية أو نفور عام!!"..
وكان على
القوى التركمانية المشهود لها
بالوطنية وحب العراق أن تعي ذلك
وتعرف مع من يتحالف هؤلاء ولماذا
هم بهذه العنجهية وكيف يمكن لهذه
القوى أن توقفهم عند حدهم..
ومن يريد
أن يعرف حقيقة القادة الأكراد
ومنهجهم وتطلعاتهم وعنصريتهم
وعنجهيتهم وتطاولهم وتفاخرهم
بكبرهم وقوتهم وعصيانهم وفوضويتهم
وعدم شعورهم بالمسؤولية وعدم
وطنيتهم..
عليه أن يتابع ويحلل مواقفهم
وتصريحاتهم وإجراءاتهم من قضية
كركوك..
وموقفهم
الرسمي المعلن صراحة والذي يؤكد
لصوصيتهم وإصرارهم على المغالطة
التاريخية والوطنية هو:
(كركوك هي
القضية المركزية بالنسبة للقادة
الأكراد وقد صرح العديد من
وزرائهم ومسئوليهم بان "
كركوك
هي قدس الأكراد مثلما القدس
للفلسطينيين!" في مغالطة
تاريخية من أنهم طردوا
منها..وبذلك فهم يعتبرون أن كركوك
هي مدينة كردية سلبت منهم ويجب أن
تنظم إلى إقليم كردستان
..بالانتخابات أو بالقوة..وكل
التحالفات والمواقف السياسية
والسيادية التي تتعلق بالعراق
تعتمد على موقف الأطراف الأخرى من
هذا الموضوع والذي يمس بالكلام
أو بالفعل هذا الرأي فهو عدو
للأكراد ويجب معاداته ومحاربته
واستخدام كل الوسائل لتحقيق
ذلك)..
واستنادا
إلى هذا المنطق الغير قابل للنقاش
تاريخيا وجغرافيا وسكانيا من
قبلهم وبسبب الدعم الأمريكي
والإسرائيلي الواضح وتحالف كل قوى
الائتلاف الموحد معهم ولفقدان
عوامل الردع الوطنية لهم
ومناغاتهم والتحالف معهم من اجل
المصالح الضيقة بعيدا عن مصلحة
العراق فقد أدى هذا الوضع الشاذ
إلى نمو قدراتهم وتطاولهم للحد
الذي جعل للقادة الأكراد إقليما
خاصا بهم ويستغلون كل خيراته
وموارده للقادة الأكراد شخصيا
ولعوائلهم ويمنعون من يشاءون من
العراقيين من دخوله فيما هم
يقتلون كل من يقف في نقطة السيطرة
أو التفتيش على مشارف بغداد عندما
يمنعونهم من دخولها ..ولهم منصب
رئيس الجمهورية ونائب لرئيس
الوزراء ونائب لرئيس مجلس النواب
ووزارات سيادية منها الخارجية
ورئيس أركان الجيش والاستخبارات
العسكرية والقوة الجوية والديوان
وعدد كبير من المدراء العامين في
كل وزارة ومؤسسة ..وكل هؤلاء لم
يعينوا لأنهم مؤهلين وكونهم
عراقيين بل لاعتبار واحد فقط وهو
كونهم أكراد من مرشحي الحزبين
الكرديين فقط..وأكثر الجهات التي
تغازلهم وتدافع عنهم هي الائتلاف
الموحد برئاسة الحكيم ومعروفة
أسباب ذلك..
ولا يخلو
كل تصريح أو حديث لهم من التهديد
بالانسحاب من التآلف والتحالف
والوعيد بإنشاء تحالفات أخرى
جديدة محورها قضية كركوك والذي
تطور إلى التهديد بحق وتدمير أي
معارض لهم والتلويح بقطع نفط
كركوك ومنع الحكومة الذليلة من
تصديره ..
وعندما
أثير موضوع قانون انتخاب مجالس
المحافظات ثارت ثائرتهم الطائشة
وأطلقوا العنان لمكامن اللصوصية
والعصابات والقجقجية ورجعوا فورا
إلى مهنتهم القديمة المتأصلة في
جذورهم وعقولهم وهي عقلية بهائم
البيشمركة العصاة
ونزعوا
فورا ربطات العنق الحريرية وبدلات
كريستيان ديور الفرنسية ليعودوا
إلى أصلهم ويتمنطقوا بأحزمة
الرصاص وينزلون إلى كركوك
ليعيدوا"أمجادهم
" وخذلان وعار آبائهم وأجدادهم في
الخمسينات والستينات وما عملوه
عام 1991 و2003 من قتل واغتيال
وتدمير وسرقة ونهب
وحرق
لمؤسسات الدولة والخدمات العامة..
ولأنهم
يعرفون مصدر التهديد لهم اليوم
فقد استهدفوا
مقرات الجبهة
التركمانية العراقية والتي يعرفون
وطنيتها ورفضها لكل مخططاتهم
التوسعية على حساب العرب
والتركمان في كركوك واستهدفوا
أيضا كل الجمعيات والمنظمات
والنقابات التي لا تدين بالولاء
لهم مثل جمعية السجناء السياسيين
و الشهداء التركمان و جريدة تركمن
ايلي الناطقة بلسان الجبهة
التركمانية العراقية و مقر حزب
تركمن ايلي وحرق وتدمير محتوياتها
وكل البيوت المجاورة لها
والسيارات المدنية على جانبي
الطريق ونهب كل محتويات هذه
المقرات والبيوت المجاورة واختطاف
عدد من الأشخاص وسط حالة من
الاستغراب للموقف الأمريكي
والتواجد العسكري المكثف لهم
وللأجهزة الحكومية والأمنية الذي
وقف موقف اللاأبالي والمتفرج من
هذه الهجمة الدموية الطائشة التي
ذكرت الأهالي بالوحوش القذرة التي
نزلت عام 1991 وعاثت بالمدينة
فسادا وتدميرا ..ليجد سكان كركوك
بعد خمسة عشر عاما من تلك الأحداث
بان الأشخاص الذين نفذوا تلك
الجرائم هم مسئولي المحافظة
والمتحكمين بمصيرها اليوم وليؤول
الأمر بعد ذلك إلى التخطيط لهذه
العملية الجبانة ..وفي زمن
ديمقراطية الطالباني الجديدة قام
المسلحون الأكراد من الأساييش
بمنع وعرقلة وصول سيارات الإطفاء
والإسعاف وفرق الإنقاذ إلى مكان
الحريق مما اضطرهم إلى دخول
المبنى المحترق من البيت الخلفي
الملاصق لمبنى الجبهة وكسروا
النوافذ الحديدية في الطابق
العلوي من مبنى الجبهة لينقذوا
الموظفين والمواطنين المحاصرين في
الداخل .
وسمع الشعب
كيف قام المسلحون الأكراد من رجال
امن مسعود البرزاني "
بتلقين
وزارة الداخلية العراقية درسا
قاسيا" في عدم الالتزام
والاحترام والتقييم والتقدير..
وعدم الاعتراف بالدولة والحكومة
وممثليها عندما قاموا بمداهمة مقر
المتحدث الرسمي باسم الداخلية
العراقية ومبعوث رئيس الوزراء في
حكومة الاحتلال لعمليات الموصل
اللواء خلف وتجريده من سلاحه
وضربه يشكل مبرح والإساءة إليه
وأهانته بقوة السلاح ..هذا الشخص
الذي طالما دافع وبرر وأوجد
الأعذار للأسايش والبيشمركة
الكردية للعبث وإشاعة الفوضى
والقتل في الموصل وكركوك..واليوم
سيضطر المالكي لتبرير هذا
الاعتداء بأنه من أعمال أشخاص
خارجين عن القانون "
وهو
بذلك صادق" ولكنه سيقول
أنهم ليسوا من حرس وامن البرزاني
وهو بذلك كاذب.
إنهم نفس
الأسايش والبيشمركة الذين سرقوا
مدن ديالى ودخلوا بغداد يوم 10
نيسان 2003 كالجراد الصحراوي
النازح للبساتين والحقول التي
اقتلعت الطائرات والصواريخ
والدبابات الأمريكية أشجارها
وبعثرت ثمارها وهي تئن تحت نير
بدايات الاحتلال البغيض حيث قاموا
بأكبر حملة سرقة عابثة وغوغائية
في التأريخ بدأت بالمكائن
والمعامل والمعدات والأسلحة وكل
محتويات مخازن وزارات الدولة
ومؤسساتها من مولدات ومحطات
وأجهزة وأثاث ومواد لتنتهي أخيرا
بقلع كل أسلاك الكهرباء ونقلها
وتحميلها إلى السليمانية واربيل
..وكانت موجات هذه البهائم تدخل
وتخرج بحماية الدبابات والطائرات
الأمريكية وبموجات كان آخرها
بسيارات الدولة وبدون أرقام لتنهب
بيوت المواطنين الفارين من جحيم
القصف الأمريكي والذين عادوا إلى
بيوتهم ولم يجدوا حتى خزانات
الماء قد اقتلعت وهربت إلى مزارع
البرزاني والطالباني ونيجيرفان
وأعضاء مكاتبهم السياسية ..
ويذكر
هؤلاء اللصوص الذين قاموا ومازال
جرح العراق ومدنه وشعبه نازفا
بغزاره وهو يرى المحتل والغازي
يعبث بسيادته ويقتل شبابه بنصب
السيطرات على طريق بعقوبة وجلولاء
ليستولوا عنوة على أي سيارة حديثة
وأية مواد فيها ووصل بهم الأمر
إلى الدخول لدوائر الأقضية
والنواحي والشروع برفع أعلام
كردستان عليها ..حينها تناخى لهم
رجال العراق وتصدوا لهم بالسلاح
العراقي الذي كانوا يقاومون به
المحتل وطردوهم شر طردة فكان هذا
العمل وهذا التصدي هو نواة وبذرة
المقاومة واستمراريتها في تلك
المناطق..
فهل كان
الأخوة التركمان بعيدين عما جرى
؟..
ألم يصيبهم
ما أصاب العرب وكل العراقيين ؟..
ولو أن
الأخوة التركمان والجبهة
التركمانية وهم أهل الفكر
والتحليل والعلم والوطنية والذين
كانوا وما زالوا متعلقين ومضحين
من أجل تربة العراق وأرضه وسماءه
وماءه كانوا قد وعوا منذ بدء
الاحتلال وتذكروا وحللوا الدور
الخسيس الذي قامت به هذه العصابات
الخائنة في تسهيل وتمرير ومساعدة
القوات الغازية وتيقنوا من دور
هؤلاء العصاة في سرقة العراق
ومفهومهم للوحدة الوطنية التي لا
تعني شيء لهم عدا مصالحهم الخاصة
والتي لا علاقة لها بالشعب الكردي
العظيم وطموحاته ونظرته المتآخية
مع العرب والتركمان على مر كل هذه
العصور لما انزلقت الحالة في
كركوك إلى الطريق الذي سارت فيه
والذي أوصلها إلى هذه النتيجة..
فالذي جرى
من تغلغل وتهجير وإسكان وتلاعب
وتزوير في كركوك كان التركمان هم
أكثر المتضررين منه فما هي
الفائدة من ديمقراطية كاذبة وحرية
بائسة يمارسها المتكلمون من
ممثليكم في مجلس النواب الذليل
للأجنبي ولإيران في وقت تذبح فيه
عوائلكم وتهان كرامتكم على الأرض
في كركوك وفي كل العراق؟!..
والعملية
السياسية التي روج لها مؤيديها في
الجبهة ما كان لكم أن تشاركوا
فيها..لأنها ما كانت لتقوم لولا
الرعاية الأمريكية لتنفيذ منهج
محدد وواضح أحد أهم أركانه تقسيم
العراق وإضعافه ونهبه..وكان
للأكراد دور كبير ومهم فيه ويرتكز
بالأساس على اضطهاد وترحيل وتهميش
دور العرب والتركمان في كركوك
تنفيذا للوعود الأمريكية لهم وما
التزم به المجتمعون الخونة في
لندن وصلاح الدين..
وان
مسايرة التركمان لهذا النهج
أوصلهم لتسليم السكين التي تذبحهم
إلى عدوهم الأزلي وهو هذه القيادة
الكردية التي ابتلى بها الشعب
الكردي والتركماني والعراقي بشكل
عام ..هذه القيادة التي ثبت أن لا
شيء يمنعها من استخدام هذه السكين
بقسوة بالغة ..ولن يوقفها عند
حدها ويخرسها إلا السلاح المضاد
والمقاومة الوطنية الحقيقية..
نعم وكما
قلنا وأعلناها مرارا للإخوة
التركمان .. السلاح والثورة
والمقاومة..
إنها
السبيل الوحيد لإجبار المحتل على
الرحيل لأنه السبب الأساسي لكل
ويلات العراق ..وهو الذي يقف وراء
هذه القيادات والأحزاب المتآمرة
على العراق..وهو الطريق الوحيد
للتخلص من المتآمرين والخونة
الذين باعوا العراق بثمن بخس ..
وهذه هي
الأيام أثبتت ذلك ..
فهبوا
..وانتخوا لدينكم ودنياكم
ووطنيتكم ..
ولا
تستمعوا لصوت الخذلان والخيانة
والجبن والخوف الذي سيتصاعد من
مداخن البعض من قادة الجبهة..
فالهدنة
تقويهم وتضعفكم ..
والتراضي
يمرر ما يريدونه..
والخطب
والمهاترات والردود لا تجدي نفعا
مع هؤلاء وهي مضيعة للوقت
ولحقوقكم ..
إنها
الفرصة التاريخية لتلاحمكم الواضح
والصريح مع إخوانكم في عموم
العراق في المقاومة الوطنية
البطلة التي تقف لهم بالمرصاد
..أنها الفرصة التي هيأها الله
والشعب لكم لتلتحقوا بركب التحرير
وهو في آخر استحضارات الثورة
الشعبية العارمة التي ستطيح
بالطغيان وتجبر العدو المحتل على
القبول بالهزيمة ..
ولغة
التهديد والوعيد ونعيق الغربان
التي تتوهم بأنها طواويس..نحن من
سيجبرها على السكوت إلى الأبد..
فهؤلاء
وغيرهم .. بوحدتنا الأزلية نعرف
كيف نتصدى لهم.. |