يقولون في الولايات
المتحدة اليوم إن سارة بالين المرشحة عن الحزب
الجمهوري والنائبة عن الأسكا الأمريكية كنائبة
لجون ماكين (لا
تنطق عن الهوى!) ..
بل يكاد لا يخلو تصريح
لها او مقابلة من ترديد تعابير تتعلق (بإرادة
الله) وأن ما تقوم به الولايات المتحدة
الأمريكية ماهي الا عمليات تسير وفق (خطة
من الله!) ..
وحتى عندما تتحدث في
حملة لجمع تبرعات او الدعوة لإقامة مشروع ما
في ولايتها فهي تخاطب الشعب الأمريكي في
الولاية بان تنفيذ هذا المشروع ما هو الا (إرادة
من الله!) وعلى الجميع ان يدعموه!..
عندما رشحها الحزب
الجمهوري لخوض الإنتخابات مع ماكين كنائبة له
بدأت بالين حملتها بالحديث عن مهمة الولايات
المتحدة في إفغانستان والعراق بقولها (بان
هذه المهمة التي قام ويقوم بها الرئيس بوش ما
هي إلا تكليف من الله! ) ..ووصفت غزو
واحتلال العراق و إرسال القوات الأمريكية الى
العراق بانها أرسلت "بمهمة
من الله" ..
وعدنما أرادت ان تودع
أبنها الذي سيتوجه للعراق مع وجبة جديدة من
أفراد الجيش الأمريكي قالت مخاطبة هؤلاء
الجنود ومنهم
إبنها بأنهم (جنود
أرسلوا لأداء مهمة مستمدة من الله) ..
وهكذا..
لقد جربوا كل انواع
الكذب والتزوير والدجل ..
وأتهموا النظام الوطني
العراقي بانه يمتلك أسلحة دمار شامل ..وانهم
غزوا وأحتلوا العراق ودمروه ونهبوا ثرواته
ونصبوا أراذل القوم على شأنه وبعد خمس سنوات
أعترفوا بانهم اخطأوا في تقدير ذلك وأنهم بنوا
قرارهم بغزو العراق استنادا الى معلومات
إستخبارية كاذبة وملفقة ..
وفشلوا مع شعبهم
والعالم..
وقالوا ..ومع ذلك فان
قرارنا باسقاط النظام العراقي صحيح!..
وبرروا ذلك بانه كان
للنظام الوطني العراقي علاقات مباشرة وغير
مباشرة مع القاعدة ..وكان هذا هو السبب
الأساسي للغزو لكي لا تتكرر أحداث 11 سبتمبر
!!..
واعترفوا بعد كل هذه
السنوات من الزيف والكذب بان ذلك باطل أيضا!..
وقالوا ..ولكن مع ذلك
..فإن العالم اليوم أكثر أمنا بدون صدام
حسين!!..
وبالطبع لم يقولوا بأن
الولايات المتحدة اليوم أصغر شأنا وأضعف موقفا
وأصعب إقتصادا وأقل مصداقية وأكثر الدول
فقدانا لسمعتها
الدولية وتأثيرها كدولة
عظمى بسبب نقضها للقانون الدولي واتباعها
سياسة التخويف والترغيب لفرض إرادتها
واعتدائها على دولة عريقة لها تأريخ وحضارة
وعضو في الأمم المتحدة وإحتلال أراضيها وأسر
قيادتها وإعدامهم وتلفيق التهم ضدهم وسرق ونهب
ثروات البلد وتدمير مؤسساته وقتل وتشريد
مواطنيه ..
ولم يقولوا بأن العالم
اليوم أكثر فوضوية وتردي وضياع للقيم وفقدان
للمباديء وسيادة شريعة الغاب وسطوة القوي على
الضعيف وشيوع الباطل على حساب الحق ..
وجربوا كل الحيل وكل
الأكاذيب وسخروا مئات المليارات من الدولارات
لإعلام متعدد ومتشابك ومتلون ومتنوع للإساءة
للنظام العراقي الشرعي وقيادته وتبرير الغزو
والإحتلال والتدمير والقتل وجندوا مئات الآلاف
من الإعلاميين والسياسيين والإقتصاديين ورجال
الدين لتحسين صورة المحتل وإظهاره بمظهر
المحرر والمعمر والباني ..
ولم تنجح معهم كل هذه
الحيل والأساليب ..
وأنتبهوا الى ان الكثير
من العراقيين قد نفذوا برنامجهم ومنهجهم
التآمري والتخريبي بتنصيب خونة العراق لحكمه
من خلال إنسياقهم وراء فتاوى كاذبة من قبيل (
من لا ينتخب
الإئتلاف فامراته لا تحل له ) ..ومن
ينتخب قائمة غير قائمة الإئتلاف (يدخل
النار وإن كان مسلما وشيعيا!) ..
والظاهر ان تقارير
الإستخبارات الأمريكية وتقارير عملاءهم من
الخونة في العراق قد حفزت بهم هذا التوجه ..
وأغرتهم بمغامرة جديدة
..قد تنجح وتحدث لهم ما عجزوا عن تحقيقه ..وقد
تفشل وعندها سوف لن يخسروا أكثر مما خسروه!!..
فجعلوا ورقتهم الأخيرة
تتحدث عن فتاوي من نوع خاص !..
وهذه المرة فتاوي من
آية الله العظمى
سارة بالين ..
بدات مسلسل فتاويها بان
ما يجري في العراق اليوم وما تقوم به الولايات
المتحدة وقرارات بوش كلها ما هي الا وحي من (إرادة
الله وخطته ومشيئته!) التي ستدوم عشرات
السنين !..
وعندما تقترب
الإنتخابات نهاية هذا العام ..سنسمع عن
تصريحات من الجمهوريين بان (سارة
) تقول :
من
لا ينتخب ماكين يدخل النار وإن كان أمريكيا
وجمهوريا!.. |