نقدر عاليا من يدعو لتحريم الدم المسلم ونلتزم
به ..
ونطلب القصاص ممن أساء متعمدا لهذه الحرمة ..
وخان العراق وشعبه ووقف مع المحتل الغازي..
إن الذي يعترض على إصدار فتوى تحرم إستباحة دم
العراقيين ومالهم وعرضهم ما هو إلا مجرم وغير
مؤمن إن كان مسلما .. ومن يحث الناس وتجمعاتهم
وأحزابهم وتكتلاتهم السياسية والمذهبية
والطائفية والعرقية والمناطقية على الإقتتال
والعنف ويحرض عليه ويدعو له فهو خائن لدينه
ووطنه ومذهبه ..
وهذا ما دعى إليه
مجلس
الإفتاء الأعلى لجماعة علماء ومثقفي العراق
في الفتوى التي أصدرها مؤخرا ..
وهي دعوة لتوحيد المسلمين والعراقيين وإشاعة
الوئام والسلام بينهم ..
ولأننا وبحكم موقعنا كمتلقين لهذه الفتاوى
..علينا أن نسأل في كيفية تطبيقها لنصل الى
الهدف الذي صدرت من أجله ..وما ورد فيما
أقتطعناه من الفتوى ليس فيه لبس او عدم وضوح
ولكن تفاصيل الفتوى فيها العديد من النقاط
التي نرغب بأن يتم توضيحها
من
قبلهم وهذا حقنا الشرعي قبل أن يكون حقنا
الوطني وهي:
-
تقول الفتوى بأنها تدعو (إلى
الوحدة و السلام والوئام والوصول إلى
السلم الأهلي والعيش المشترك وسيادة
القانون)
..وقبل أن نسأل نقول : لقد حددت المقاومة
الوطنية العراقية أعدائها وبوضوح وهم
المحتل بكل صوره وأشكاله ومن يدعمهم وينفذ
أجندتهم ويطيع أوامرهم ويستهدف الشعب
وقواه التي تقاوم المحتل وبذلك فقد حرمت
المقاومة العراقية قتل العراقي البريء
المسلم والمسيحي والصابئي ولكل الديانات
ولأي قومية ينتمي وتطبق ما تذهبون أليه
وتفتون به تفصيليا وميدانيا ..والمقاومة
تدين وتشجب كل عمل مسلح يستهدف المناطق
والمرافق العامة وعامة الناس والعزل ومن
لا يحمل السلاح بوجه العراقيين ومن لا
يستهدف المقاومة وجهدها ..وهذه هي روحية
وآلية التعامل مع هذا الموضوع والمطبق
قبل صدور هذه الفتوى..ولطالما ألغت
المقاومة عمليات كثيرة بمجرد ظهور مستجدات
في الميدان قد تسبب قتلى مدنيين ومسالمين
عند تنفيذها .
-
ونعود لنسأل : هل يعقل أنكم بهذه الفتوى
تقصدون شمول المسلم الخائن الذي يعمل
دليلا وذليلا ومطيعا ومنفذا لمنهج
المحتل؟..ما هو حكم هؤلاء الذين يبحثون عن
الأخبار والإحداثيات وينقلونها للمحتل
الغادر الغازي ليقوم بقصف المقاومين
والوطنيين والمعارضين للاحتلال ولحكومته
العميلة بلا رحمة بالصواريخ الموجهة
بالليزر هم ومن يجاورهم بلا تحقيق او
تدقيق؟..واذا كان نص وروح الفتوى يخص عامة
الناس من كل الأديان فنعم ..ولأنكم خصصتم
المسلمين منهم فالمقصود ما يجري من حرب
طائفية خفية ومعلنة بين فيلق بدر
وميليشيات السلطة والأحزاب المرتبطة
بإيران ومغاوير الداخلية وأجهزة أمن
الربيعي والوائلي وغيرها (
والمتسترة بغطاء الطائفة الشيعية
) من جهة وهي منهم براء وبين كل فصائل
المقاومة من الوطنيين والرافضين للإحتلال
والبعث ورجال النظام الوطني والذين تم
توصيفهم زورا وباطلا من قبل السلطة
واحزابها بأنهم ينتمون الى (الطائفة
السنية)..لأعطاء
الصفة الطائفية للصراع وتقليلا من دور
الطائفة الشيعية ودورها المشرف في
المقاومة في الميدان ..فالمقاومة ما هي
إلا خليط متجانس من كل أطياف وقوميات
وأديان وطوائف كل العراق..وبذلك فإن
الصراع الحقيقي هو ليس صراع طوائف وأديان
ولنكن أكثر وضوحا أنه ليس صراع سني – شيعي
بل هو صراع بين قوى وفصائل ورجال الحق (
بعناصره العربية والكردية وبقية القوميات
المسلمة السنية والشيعية والمسيحية
واليزيدية وغيرها
) وبين سلطة وأحزاب وميليشيات الباطل (بكل
تلك العناصر
) والمدعومة من المحتل الأمريكي الغاصب
و(الكافر!)
وهنا أسمحوا لنا ان نستخدم هذا التوصيف
لكي يلائم طبيعة من نتحدث معهم ووفق
توصيفهم !.. ويبدو على الأرجح أنكم تقصدون
مخاطبة هذا الصراع بشقيه ..إما بتحريم
القتال فيما بينهم !..أو بتحريم أستهداف
أحدهم للعامة من المسلمين !..وتقولون إن
الغاية هي لإحلال السلام وسيادة القانون
فالواضح أنكم تقصدون إيقاف القتال بين
الطرفين!..ليتمكن المحتل وتسانده الحكومة
والميليشيات والمتسللين من إيران (
بعملية إعادة استتباب الأمن والسلام
وسيادة القانون!)
من خلال الإستفراد والإستهداف الإنتقامي
الحاقد لكل القوى الوطنية المناهضة
والمقاومة والمقاتلة والرافضة للإحتلال
والتي تعتبر الحكومة الحالية حكومة غير
شرعية وغير قانونية !..ومن غير المعقول ان
تدعونا بهذه الفتوى للإستسلام والقبول
بواقع وجود المحتل ويتعاون معهم من يخضع
لهم من المسلمين ؟..
-
وعن أي سلم تتحدثون وعن أي دولة قانون
؟..سلام الغابة التي يسود فيها القوي على
الضعيف وسيادة القانون الذي شرعوه وسنوه
وضمنوه صلاحية استهداف كل قلم ورصاصة
وضمير بحجة مكافحة الإرهاب..وهاهم اليوم
يضعون هذا القانون في صلب الإتفاقية
العراقية الأمريكية المذلة للشعب عندما
أعطوا بالتحديد والتوصيف إذن اعتقال
واستهداف مناضلي البعث والمقاومة العراقية
الوطنية ورجال النظام السابق!.. لو كان
فيكم ضابط ركن متمرس (
والغريب انه يوجد بينكم منهم
!) لقال لكم ان هذه الدعوة تشبه دعوة
طرفين متقاتلين وغير متكافئين لوقف إطلاق
النار في وقت كان قد هجم الطرف الغريب
والمعتدي الأكثر عدة وعدد وإمكانات (صاحب
السلطة والنفوذ والمال والدعم الأمريكي
) على الطرف الآخر (محدود
الإمكانات)
وأحتل كل أرضه وسيادته وأسقط حكومته وقام
نفر من شعب الطرف المحدود القدرة باستثمار
إنتصار الطرف الغريب القوي وقام بأبشع
وأكبر حملة للتصفيات والسجن والقتل
والتهجير والنهب والسرقة بحق شعبهم
وأستمروا بذلك الى أن تعبت أياديهم من
القتل والطعن والنهب وفي هذه اللحظة يظهر
من يفتي بإيقاف (القتال
) وإلقاء السيوف لتحقيق السلام وعلى أن
يبقى الوضع على ما عليه و(ما
اخذ بالقوة نتنازل عنه!)
لكي نفسح المجال لدولة (القانون
الجديد)
التي أسسها هؤلاء القتلة والمجرمين
والسراق والمزورين والخونة باستخدام
سلطاتها وقوتها وبسط نفوذها.. ولأننا وحسب
هذه الفتوى مطلوب منا ان نتوحد لكي نصل
الى السلم وسيادة القانون الذي وضعوه!
..فهل سيجري بعد ذلك إنصاف للمجني عليهم
وهل سنصفح عن القتلة والمغتصبين ام سندعو
لمحاكمتهم عن جرائمهم ؟.. وهل سيأخذ
القتلة بفتواكم ويوقفوا الصولات والغارات
والمداهمات والحملات والإغتيالات
والإعتقالات بحقنا بحجة (القانون)
و(إحلال
السلم الأهلي
) الذي تنادون به ليكون
(إيقاف النار من طرف واحد
!) ومن طرفنا فقط لنعطي لسلطة الإحتلال
وأجهزة السلطة القمعية وميليشيات أحزابها
الطائفية فرصة الإجهاز على ما تبقى من
قوانا وإمكاناتنا ؟..
-
وإذا رمينا سيوفنا لوحدنا وسمحنا (
لغريمنا المسلم الذي وقف مع المحتل وجاء
معه وقاتلنا ودمر بلدنا وسرق ثرواتنا
وأوغل وامعن في ذلك وهو ينادي الى اليوم
بإجتثاثنا)
ليأخذ دوره في (إعادة
الأمن والسلام الكاذب)..فهل
سيخرج المحتل من أرضنا ليجعلنا قادرين على
ان نحل مشاكلنا بيننا ؟..وهل سيترك دعمه
وإسناده لحلفاءه من الطرف الآخر؟..هل هي
دعوة لكي نجمع صفوفنا لمقاتلة المحتل أم
هي دعوة لإحتواءنا والقضاء علينا؟..
-
أنتم لم تتطرقوا أبدا لمقاومة المحتل
والتي هي واجب ويمكن أن يكون ردكم انكم
أردتم حقن الدم العراقي والإقتتال بين
المسلمين اولا لتتمكنوا بعدها من إصدار (
فتوى الجهاد ضد المحتل
) فنقول لا بأس ..ولكن هل أن قتالنا
للمسلم الذي يقف مع المحتل وينفذ أجندته
ويعمل جاسوسا في أجهزته وينقل له الأخبار
وحتى الملفقة منها عن قوة فصائل المقاومة
ونقاط ضعفها واماكن تواجدها ليقوموا
بتفجيرها بمن فيها من اطفال وشيوخ ونساء
هو قتال وتصدي مرفوض أيضا؟..أم ان قتاله
حق وواجب ؟..وماذا عن المسلم الذي يركض
أمام القوات الأمريكية ويصاحبها في
غاراتها وحملاتها الهمجية على البيوت
الآمنة ويدخل معهم ليقتل العزل من الناس
وينهب ممتلكاتهم ؟..هل هؤلاء من ضمن من
تستثنيهم الفتوى من حرمة الدم؟..فلماذا
تخلطوا الأوراق وتبعثروا الأقلام وتجعلون
من كل مائل للسواد أبيضا وكل مائل للبياض
أسودا..
وهل دعوتكم
هذه هي دعوة لإلقاء السلاح من يد المقاومة
الوطنية العراقية التي أجبرت المحتل
الأمريكي الخائب والمتبجح بقوته على
الرضوخ والإختباء والهرب بعد أن كبدته
خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات وجعلت
الإقتصاد الأمريكي يئن من خسائره وديونه
التي لم تحقق هدفا معلنا او أي من الأهداف
الغير معلنة لحد الآن؟..أم هي دعوة لإسقاط
فرض !!..
-
تقولون في الفتوى التي صدرت :(ومعلوم
أن النفس البشرية لها حرمة لا يعادلها أي
حرمة أخرى
) فأين أنتم من حرمة مليوني شهيد وقتيل
بينهم أكثر من ثلاثمائة الف شهيد من
مسؤولي ومنتسبي أجهزة ودوائر النظام
الوطني الشرعي من ضباط وعسكريين ومدنيين
الذين كانت تهمتهم الوحيدة انهم دافعوا عن
العراق وأشترك اغلبهم في صد الهجمة
الصفراء التي كادت ان تبتلع العراق من
إيران ..ولأن تهمة الآخرين أنهم ينتمون
لحزب البعث وهم من رجال العهد الوطني
ويرفضون الإعتراف بشرعية المغتصب ..وما هي
إصداراتكم بتحديد الشرعية وهل ما جرى في
العراق كان عملا شرعيا عندما قام حفنة من
اللصوص والهاربين والخونة بالدخول مع
القوات الأمريكية كأدلاء لهم لاحتلال
بغداد وكل العراق وقيام القوات المعتدية
والغازية (والكافرة!!!!)
بتنصيب هؤلاء الخونة أوصياء على الشعب
ليضعوا القانون الذي تدافعون عنه وتطلبون
من أحرار العراق إلقاء سلاحهم والإنبطاح
على الأرض والاستسلام لهم ليحولوهم بعد
التعذيب والتنكيل الى القوات الأمريكية (
الكافرة!!)..
وأين أنتم وجهادكم من أجل حرية مئات
الآلاف من المعتقلين بينهم نساء عراقيات
مسلمات !..ألقى القبض عليهن رجال مسلمون
!!..وسلموهن للأمريكان ويقبعن الآن في
سجون مظلمة وهم أعراضكم وأعراضنا وانتم في
شهر رمضان والجهاد عليكم كما علينا
حق؟..هل نسيتم هذه الحرمة في خضم
استعجالكم لأداء واجب إصدار هذه الفتوى؟..
-
وتقول الفتوى : (تأسيسا
على ما تقدم فان الواجب الديني والشرعي
والأخلاقي يدعونا إلى هذا الإعلان وتحريم
الاقتتال أيا كانت أسبابه ودوافعه بين
المسلمين والمصالحة والصلح هي السبيل
الوحيد لحل النزاعات بين أبناء الوطن
الواحد)..
إذا رؤيتكم تتركز على إن حل المشكلة
العراقية يكمن في (المصالحة
باعتبارها السبيل الوحيد لحل نزاعاتنا نحن
أبناء العراق
)..وهل تتوقعون أن (المسلمين)
في خندق الباطل قادر وله مطلق الإستقلالية
على أن يتجاوب معكم في الجلوس للتفاوض مع
خندق الحق بوجود الإحتلالين الأمريكي
والإيراني لكل العراق.. وهل يمكن لنتيجة
من هذا التفاهم أن ترى النور بدون موافقة
المحتل ؟.. هل هي شرعنة جديدة للسلطة
وكياناتها وميليشياتها ولكيانات هجينة
أنشاها المحتل لتقوم نيابة عنه بالقتل
والإضطهاد والإعتقال؟..وهل أنكم وبفعل
وجودكم في العراق منذ آذار 2003 ولحد الآن
لم تعرفوا لحد الآن من هي الفئة الباغية
لكي نقاتلها جميعا؟!..هل أنتم لا تعرفون
ذلك لكي تفتوا لنا اليوم وبعد اكثر من خمس
سنوات من القتل والتدمير والتهجير والنهب
وتزييف التأريخ بأنه لم يتبين لكم من هي
الفئة الباغية من فئتي الإقتتال المسلمة
لتقاتلوا الفئة التي بغت لذلك وجب
الصلح!!..أم أنكم أعجبتكم كثرة إستعمال
السياسيين الحاليين لكلمة (العودة
للمربع الأول!)
لكي نطبق ما ذهبتم اليه ببساطة متناهية من
ان المشكلة العراقية تكمن في جانب واحد
وهو جانب الاقتتال بين فئتين مسلمتين وليس
بين فئة تمثل خندق الحق تقاتل فئة أخرى
تتخندق مع خندق الباطل والأجنبي و(
الكافر!)
وهي التي أسست لدخوله واحتلاله وتدميره
للعراق وساعدته على ذلك..
وأخيرا نؤكد على أن
نحرم
إستباحة دم العراقيين ومالهم وعرضهم ومن يحث
الناس وتجمعاتهم وأحزابهم وتكتلاتهم السياسية
والمذهبية والطائفية والعرقية والمناطقية على
الإقتتال والعنف ويحرض عليه ويدعو له فهو
مخالف لإصول الشريعة الإسلامية والدين الحنيف
وخارج عن إجماع الأمة ..
لكن ما يتعلق بتفاصيل ما أستفسرنا عنه !..
هل دعوتكم هي دعوة لنصرة الحق ام لتقوية شوكة
الكفار ومد يد العون للباطل !!..
أم هو بيان كسائر البيانات ؟!.. |