ما كتبته
إحدى المساهمات في بعض نوادي
الكتابة وهي دكتورة يسترعي
الانتباه فعلا !..
تحدثت
وبحثت الدكتورة المذكورة في
مقالها عن الميليشيات في العراق
ولأنها دكتورة فقد توقعت أن
تستخدم المنهج العلمي في البحث
والذي يبدأ بالمقدمة ثم التفاصيل
والنتائج وبعدها الاستنتاجات لتصل
بالنهاية إلى المقترحات خاصة وان
الموضوع الرئيسي للمقالة يتناول
ظاهرة مهمة وخطيرة على العراق وهي
الميليشيات المسلحة والهدف هو كيف
يمكن أن نقضي عليها وننهي وجودها
في الشارع العراقي..
ولكن الذي
حدث إن هذه الدكتورة بدأت مقالها
بأول جملة وهي : (بعد
سقوط صدام..............)
واستخدمت بدل الفراغ مفردة أعطت
منذ الوهلة الأولى للقاريء طبيعة
لغتها "
التحليلية الاستباقية"
بوضع الاستنتاج قبل المتن!..وهذا
يعطي تفسيرا مباشرا لنواياها
وطريقة تحليلها واستنتاجاتها
ومقترحاتها!..
ثم بدأت
بظاهرة تشكيل الميليشيات المسلحة
ووصفتها قائلة: (
التي
راحت تعيث في الأرض فسادا و قتلا
و تهجيرا و فتكا بالأبرياء)..وهذا
صحيح وجيد..وقد يؤدي تشخيص الداء
لاختيار الدواء..
ولكنها
قفزت فجأة وبدون مقدمات لتضع
نتيجة وهي جزء من استنتاج على انه
حقيقة لا غبار عليها قائلة:
( أن
بدء ظهور المليشيات كان ببداية
تشكيل جيش المهدي)..وأضافت
أن ذلك حدث مع ظهور القاعدة وشيوع
حالة مسترخية من السلطة..
وكتبت إما
نقلا أو تلقينا من احد أو جهلا
بالحقائق : (كانت
السبب في اختراق القاعدة من قبل
البعثيين و الصداميين و ضباط
الجيش السابق الموالين لصدام و
حزب البعث)..
وانتقلت
فورا إلى الميليشيات الكردية
وكتبتها (
الكوردية!) تماشيا مع
النهج !!.. فقالت إنها لا تعنينا
هنا لأنها أصبحت جزء من
الدولة!..
وأضافت : (
فيما كان فيلق بدر و قوات المؤتمر
الوطني للسيد أحمد الجلبي قد حلوا
أنفسهم فور دخولهم في العملية
السياسية ) !!..
وانتهت
بالعرض بجملة:
( بيد
أن الصدريين كانوا يجرون عكس
التيار و شيئا فشيئا أصبحنا أمام
مليشيا مسلحة مشاكسة و متمردة حتى
لأبسط و أتفه ألأسباب)..والذين
سببوا: (
ذروة
الاحتقان الذي أزهق أرواح الألوف
من الأبرياء و أمسى مظهر الانتقام
و الانتقام الآخر مألوفا في كل
أحياء بغداد. )..بعد أن
امتدحت (
الحملة
الأمنية وخطة فرض القانون ورجالها
وما حققته من نتائج !)
وتساءلت هذه الدكتورة لتنهي بحثها
و استنتاجاتها الخالي من
المقترحات بالقول:
(
لماذا
هزمت القاعدة بعد خروج جيش المهدي
من لعبة القتل المتبادل
؟؟)..منتقدة الخيار المسلح لتقول:
( وكأن
القوة الحقيقية ليست بالصوت
السياسي و العقلانية التي تمكنهم
من وضع منهج حركي واضح و إيجاد
آليات التنفيذ المناسبة للتطبيق
على الأرض)..
دكتورة
بهذه المفاهيم هو ما تحتاجه
السلطة الحالية فعلا ..نمط من
التفكير والتحليل السطحي
والإملائي الخالي من الروح ويخدم
حكومة الاحتلال ويقفز فوق الحقائق
قفزا ويستهدف رمي التراب في
العيون والأذان والأفواه تحت شعار
(
العلمية والأكاديمية!) ..
قبل كل شيء
نذكر بما يلي:
-
العلمية في
البحث تقودنا إلى إن أول
الميليشيات المسلحة التي كانت
قائمة واستمرت لحد الآن هي
البيشمركة الكردية وفيلق بدر
وميليشيات احمد ألجلبي ..ثم ظهرت
إلى الوجود الفعلي في الشارع
ميليشيات كانت مختفية وهي
ميليشيات حزب الدعوة بفرعيه (تنظيمات
ألهالكي والعنزي) وتبعتها
ميليشيات متخصصة بالصغير وغيره
وجيش المهدي .
-
وهكذا استثنت
الدكتورة الباحثة أساس الفوضى
وتمسكت بما تمليه عليها ضرورة
التركيز على جيش المهدي ونحن هنا
سنترك هذا التركيز لأصحاب الشأن
من التيار الصدري الذين أوهموا
أنفسهم بأحلام تمخضت عن ذبحهم على
يد حلفائهم.
-
كيف يستطيع
العراقي البسيط أن يقنع نفسه بان
فيلق بدر التابع للحكيم وبقيادة
هادي العامري قد أصبح منظمة مدنية
سياسية ؟..وما هو منهج هذه
المنظمة؟..هل هو الدفاع عن شيعة
آل البيت أيضا ورفع (الحيف)
ألتأريخي عنهم أم وضع ضمن أهدافه
: " تصفية كل من ساهم وشارك وكتب
مستهدفا إيران قتالا أو كلاما ..
كتابة أو تمثيلا في الأفلام
والمسلسلات أو غناء للأناشيد
الوطنية وفي مقدمة المستهدفين
البعثيين والضباط والطيارين
والعلماء والشعراء والأدباء
والمثقفين والوطنيين ؟"..
-
وهل سمعت هذه
الباحثة بالقوائم التي صدرت
ولازالت تصدر بأسماء وعناوين من
يجب تصفيتهم على يد ميليشيات فيلق
بدر ؟..أم إن تصفيتهم كانت تنفذ
من خلال جيش المهدي الذي خلقوه ثم
ساندوه وعظموا من شانه ثم
ذبحوه؟..
-
وهل يصدق احمد
ألجلبي ما تقولينه من إن
ميليشياته قد تم حلها ؟..وماذا عن
بساتين الحرية التي تحولت إلى
زنزانات متراصفة تشابه ما نشاهده
من أفلام المعسكرات النازية وكيف
يتم تعذيب الوطنيين واغتيالهم
ورمي جثثهم؟..
-
أما إن
البعثيين قد انخرطوا هم ورجال
الجيش العراقي الأصيل في تنظيمات
القاعدة فهذا الموضوع أجاب عنه
أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها
ونقصد الأمريكان والحكومة
والقاعدة نفسها إضافة إلى إيران
!..فهؤلاء جميعهم ضد فكر وتأريخ
البعث ورجاله ..وهذا معروف حتى في
المعتقلات والسجون
الأمريكية..ولماذا ينخرط البعثيون
في تنظيم القاعدة ولهم حزبهم
وجيشهم وأجهزتهم وقوتهم وقواعدهم
وجمهورهم ..وهم يعرفون إن تنظيم
القاعدة قد قدم نفسه على طبق من
ذهب إلى الأمريكان لينهوه كما قال
المجاهد قائد المقاومة العراقية
البطلة الرفيق عزت إبراهيم..
-
والذي هزم
القاعدة ليس خروج جيش المهدي من
ساحة القتال المتبادل كما تستنتج
الدكتورة ولكن انتهت القاعدة في
العراق لأنها تحولت من قتال
المحتل والخونة إلى قتال الشعب
وتدميره وقسمت الاستهداف لتعطي
طابعا تقسيميا طائفيا للصراع
واحتمت بإيران وطرحت نفسها وصية
على العراق وعادت البعث والوطنيين
..
وأخيرا على
هذه الباحثة أن تعرف إن السياسة
والكلام والخطط الإدارية لا تخرج
الولايات المتحدة من العراق وتعيد
الحق إلى أصحابه بدل ذراع
المقاومة المسلحة الأمينة على
مصالح كل الشعب وليست الميليشيات
التي تدعي إنها تحارب الأمريكان
في وقت يستلم (مقاتليها)
رواتبهم من القواعد العسكرية
الأمريكية وتحول سفارة الولايات
المتحدة الأموال لقيادييها!..
وبهذا
التحليل الساذج (
البعيد
والغريب عن الأسلوب والمنهج
العلمي المتعارف عليه للدكتور
الذي نال شهادة الدكتوراه بالبحث
فقط أو من خلال الكورسات الدراسية
والبحث معها) لهذه
الدكتورة.. ننصحها بان تتوخى
الدقة والموضوعية إذا كانت تريد
نشر فكرة بعيدا عن التعصب
والتحيز..
وان تبتعد
عن البعث ومناضليه لأنها مهما
حاولت وأجهدت نفسها وفكرها وقلمها
فلن تضيف إلا رقما للمعادين له ..
رقما بلا روح أو فعل أو تأثير.. |