تحية عراقية خالصة إلى الكاتبة
العراقية المتصدية
سناء
الجبوري ..والى
الكاتبة الشجاعة ابنة العراق
إنصاف
قلمجي عن موضوعها"
الجياد"..
تعقيبا على
المقال الشجاع الذي تصدت فيه
امرأة عراقية ماجدة وهي المتصدية
سناء الجبوري للكاتب د.فواز
الفواز..والذي حاول ونحن في خضم
معاركنا التاريخية التي نشتبك
فيها مع أعداء العراق ووطنيته
وهويته وتأريخه وهو يحاول تمرير
موضوع يقلل من شان المرأة العربية
والعراقية كان فعلا ردا وطنيا
وتاريخيا مفحما وناطقا بالحق
والصدق..
ولا غرابة
في ذلك من الماجدات الصبورات
المناضلات ..ولكن تكمن الغرابة في
مقالة الدكتور فواز الفواز وهو
يذيل كتاباته وكأنه يكتب من
عمان.. والغرابة تتركز في اختيار
الموضوع وتوقيتاته ومحتوى المقالة
وفكرتها ومحتواها واستنتاجاتها
التي جعلت من المرأة"
شيطان
" في إشارة واضحة عن سعيه للتخلي
عن تسمية الولايات المتحدة
وقادتها بالشياطين وتبرئة إسرائيل
من كل جرائمها ومؤامراتها
الشيطانية..والتوقف عن نهجه الذي
نقراه له في مهاجمته للتغلغل
الشيطاني الإيراني ! ..ليتحول
فجأة لاستهداف المرأة العربية
والعراقية بهذا الشكل المجحف
والقاسي..
فما الذي
جعل كاتب مثل فواز يتحول فجأة
للتعبير عن محطة استراحته الفكرية
و"
تعبه " من النفخ في رماد
رد الفعل العربي غير المستجيب
تجاه التدخل الإيراني وتمجيده "
للمخابرات العراقية الجديدة التي
أنشاها المحتل بدون أن يعرف دور
موفق الربيعي فيها!"
ليهاجم أضعف وأكثر جهة تحملت ما
لم تتحمله الجبال وعانت ما عجزت
عن وصفه الخرافات وضحت بالأب
وودعت الزوج وفقدت الابن والأخ
وتحملت أعباء البيت والمعيشة وظلم
أجهزة "النظام
الديمقراطي الجديد" والذين
لا يعجبهم وقت المداهمات إلا في
ساعات الليل المتأخرة وفي وقت
تحاول الماجدة العراقية أن تقتنص
ولو ساعة من الزمن لتضع رأسها
قليلا لتنام من هول التعب
والتفكير والخوف من المستقبل
والحاجة والعوز والحزن والمسؤولية
لتقوم هذه الأجهزة مع القوات
الأمريكية المحتلة بنسف أبوابها
وترويع أطفالها بحثا عن "الإرهابيين"
الذين يحاربون المحتل وينتقدون "أجهزة
الأمن والمخابرات الوطنية"..
وعندما تعجز عن إقناعهم بأنها
لوحدها في البيت وان والدها
وزوجها شهداء وأخوها مفقود وأبنها
الكبير معتقل..تأبى "الأجهزة
الوطنية التي يتغنى بها من موقع
كتابات " تصديق ذلك
وتأخذها رهينة وسجينة وتضعها في
زنزانة منفردة وتخضع للتعذيب
المشين لتمر الأشهر والسنين وتخرج
لتجد أطفالها مشردين وقد استولت
ميليشيات "
الحكومة الوطنية التي حررت العراق"
وقد استولت على دارها لتبدأ رحلة
المعاناة والقهر الجديدة في البحث
عنهم في أطراف المدن والقصبات
لتقودها قدماها المتعبة إلى
مخيمات أطراف السليمانية! ..
ألم تجد
أيها الكاتب غير هذه المرأة " وهي
واحدة من الأمثلة الحقيقية في "
عراق
الحرية الجديد" مثلا لتوجه
لها سيل اتهاماتك وأنت تجلس في
عمان؟!..
لن أغوص في
معنى التعابير التي استخدمتها في
مقالتك من قبيل:
"
إن الوفاء عند المرأة حاله نادرة
تعد على عدد الأصابع ولو نظرنا
لسيكولوجيه المرأة الوفية رغم
انعدام الوفاء إلا نادرا لرأينا
إن هذه المراه لا تنتمي لعالم
النساء بل ربما تكون ساذجة".
و"
أنا
أتكلم عن حقائق هذا المخلوق
الشرير (المرأة) "
و"
الشرور
كلها تنبع من ينبوع المرأة والشر
والشيطان وجهان لعمله واحده وهذا
يعني بالضرورة الملموسة أن المرأة
والشيطان واحد"
وقولك"
يعتقد
البعض أن المرأة صاحبة شخصيه
وحضور ولكنها ليست كما يظن
المغفلين من الرجال الذي لا
يعرفون حقيقة هذا الشيطان الباكي
المتقلب الفاقد لفلسفه الإنسان
السوي"..
وتأكيدك
على "
قذارة هذا المخلوق"!..
و "
وما
أكثر النقص عند المرأة "
!..
وتكاد تصل
إلى الكفر بقولك"
الوفاء
شي بعيد عن شخصية المرأة "
..
و"
وعدو البشرية كما نعلم هو إبليس
والمرأة هي إبليس بصوره جميله هذا
إن كنا مؤمنين. وان لم نكن مؤمنين
فعدو الانسانيه هي المرأة لكوننا
نركض ورائها وهي من تتحكم بنا حسب
ما ترى أين هي مصلحتها وليس كما
يظن البعض حسب ما تحب"..
وقولك"
لو
عدنا لعالم الحيوان فنرى إن
العجائب والخبث كله وجد في الأنثى
دون الذكر"..
وما كتبت
من إن "
هذه هي
المرأة وكل يوم نتأكد من ازدواجية
هذا المخلوق الذي يفتقر حتى لأبسط
القيم والقيم موجودة في لسان كل
المرأة فقط أما في الأعمال فلا
يوجد إلا الرجس والخبث"..
لن نزيد
على ما أجادت به الكاتبة سناء
الجبوري من رد لأنك افتريت
وتماديت بحق الأمهات العراقيات
اللاتي فقدن الأزواج والأبناء
ويصل عددهن اليوم لأكثر من مليون
ونصف امرأة وأغلبهن لا يعرفن ماذا
تقصد بهذا الكلام وحتى لن يطلعن
على رد المحقة والمتصدية سناء
لأنهن ببساطة لا يفهمن عن أي نساء
تقصد وهن المتوشحات بالسواد
والحزن والدموع ولنقل ثلاثة أرباع
هذه النساء يشبهن أمك وجدتك
اللاتي لم يكن لهن هم غير البيت
والزوج والولد والسهر على تربيتهم
وإسعادهم ..
فكيف نصفهن
بهذا الوصف المشين والمهين
لكرامتنا وحضارتنا وديننا
وتاريخنا وقد يكون لسبب إننا
تحادثنا مع امرأة شقراء لعوب في
أحدى ملاهي أو مقاهي عمان وننسى
المعتقلات من المناضلات في سجون
الاحتلال و"
أسيرات في الكيان الديمقراطي
المتهتك " كما تصفهن
الكاتبة
الشجاعة أنصاف قلمجي وهي
تتحدث عن " كيف تتلفت الجياد وهي
تحمل صراخها وصهيلها ووجعها
وصمتها وهي تتساءل من ينتخي
للأسيرات العراقيات ..عمن كن
أمهات ، أخوات ،زوجات، وكأن
العالم لا يعرف ماذا تعني هذه
التسميات في وقت يقبض الآباء على
جمر الوطن " وقد هوى بنيانه
وانهار جداره الذي بنيناه..
ولكي لا
نزيد ونطيل..لن نطلب منك الاعتذار
للماجدات والمناضلات وزوجتك
وابنتك وأختك فقد تكون أعزب
والوحيد لأمك..لذلك نقول فقط..
كن أيها
الدكتور المتعلم رؤوفا حنينا
متواضعا وصادقا وعطوفا وشغوفا
ومحبا لامك التي انتهكت سيرتها
ووصفتها بالشيطان ..
ومن لا خير
له على أمه لا خير للناس فيه.. |