أرسل لي
احد الرفاق موضوعا يتحدث فيه
أحدهم عن هيئة النزاهة.. هذه
الهيئة التي استغل المحتل
والحكومة المعينة من قبله شعارها
لتمرير الكثير من السياسات التي
تختار المكاييل للتلويح بها
لأغراض سياسية أو لتسهيل تنفيذها
لمهماتها الإجرامية..
الجديد في
هذا الموضوع إن كاتب المقال قد
وضع أمام أسمه لقب (أستاذ
دكتور ) وعنوان موضوعه (القاضي
راضي ...رئيسا لهيئة النزاهة مدى
الحياة!!!)..
ومرة أخرى
توقعنا أن نرى تحليلا علميا مجزيا
يليق بمثل هذا البحث ليصل إلى
مستوى من التقييم العلمي إلى درجة
(قيم)
إن لم يكن (أصيل)
لاعتماده على المادة والفكرة
والأسلوب والحقائق والاستنتاجات
والتوصيات ليليق بلقب كاتب
المقال!..
وأول ما
بدأ به هذا الأستاذ في مقاله هو
حالة الاستغراب من وضع اللوم على
المالكي لعزله القاضي راضي حمزة
الراضي من منصبه رئيسا لهيئة
النزاهة واستخدم مجموعة من
التبريرات مثل: (
فما هو مصير النزاهة بعد انتهاء
ولاية القاضي راضي؟ هل يجب حّلها
مثلا! لأنها لا يمكن أن تعمل إلا
مع وجوده!!! هل معنى هذا أن
القاضي يجب أن يبقى رئيسا للنزاهة
مدى الحياة؟!!!)
..( كما ورد نصا !)..
ويتساءل
الأستاذ: (و
مع صحة هذه الفريضة أي بقاءه مدى
الحياة رئيسا للنزاهة- رغم إن ذلك
يخالف قانون هيئة النزاهة نفسها-
و ماذا بعد؟ فهل القاضي راضي
خالدا مخلدا في الدنيا؟!)
..
هنا نوضح (للأستاذ
الدكتور) أن الأسباب التي
دعت المالكي لتنحية الراضي لا
علاقة لها بصلاحياته وكون المنصب
لا يمكن ربطه بشخص ولكن هذا
القرار جاء لأسباب كثيرة معروفة
وفي مقدمتها إن هذا الشخص عندما
سافر إلى الولايات المتحدة تحدث
أمام الكونغرس الأمريكي عن
مخالفات وسرقات وفساد بمليارات
الدولارات بعلم المالكي والذي كان
يرفض تقديم المسئولين عنها للقضاء
فقام المالكي بإعلان تمرد الراضي
وهربه من العراق والذي جعل الراضي
يرد بأنه سافر بموافقته وانتهى
الأمر بعزله بقرار من المالكي ..
فما علاقة
الخلود بمنصب الراضي ؟..ومن أين
خرجت بهذا التساؤل ؟..
فلا بد من
أن هنالك أمر ما؟..
ثم يدخل
هذا (البعيد
عن الأستاذية ) في صلب
الموضوع ليقول بالنص : (
ألم
يكن هذا هو منطق صدام حسين الذي
كان يقول ان العراق ينتهي فعليا
إذا ترك هو رئاسته!!!)..
وفي مكان
آخر يقول من يدعي انه أستاذ
ودكتور (
أي أنه
كان مدرس مساعد ومضى فترة ثم حصل
على الدكتوراه ليصبح مدرس ثم
أستاذ مساعد بعد ثلاث سنوات من
البحث والعمل العلمي المضني ثم
أستاذ بعد بحوث أصيلة وسنوات خدمة
طويلة وخلالها كان يحمل بكالوريوس
ثم ماجستير ثم دكتوراه!!)
يقول :
(صدام
حسين الذي كان يقول لو نازعني عدي
على الكرسي لقتلته!)..
ونسأل هذا
البائس المسكين:
لم نجد في
آخر بحثك قائمة تتضمن فهرس
بالملاحق والمصادر المعتمدة في
بحثك (كما
تعود الباحثين وخاصة أولائك الذين
يعدون بحوثا رصينة) ..فمن
أين اقتلعت هاتين العبارتين
للرئيس الشهيد الراحل صدام حسين
؟..
في أي كتاب
نشرت وفي أي تجمع جماهيري قيلت؟..
وفي أي
اجتماع قالها؟..
هل هي من
باب تأهيل نفسك بما يتلاءم مع
ألقابك التي سطرتها ..أليس عيبا
على من يلقب بالأستاذية أن يستند
في تفاصيل بحثه على مقولة سمعها
من ابن عمه أو مسئول خليته في
تجمعه الطائفي أو السياسي الذي
أنتمى اليه حديثا بعد أن تنكر
للبعث ؟..أو روجتها سموم خارجية
مقيتة عن قول لخليفة عباسي؟!..
ألم تتعلم
طيلة فترة تدريسك في الجامعات أن
لقب الأستاذ جليل إلى درجة يتوجب
فيها الشخص أن يلزم الصمت إذا كان
يعرف ثلاثة أرباع الحقيقة وليس
كلها؟..أم انك تجتر ما تقوله
فضائيات السلطة وأحزابها المرتبطة
بإيران!..
وما دخل
صدام حسين بموضوع تتكلم فيه بلغة
العارف والفاهم وأنت الجاهل بحق
عن قرار حكومي يخص موظف كان تابعا
ذليلا لنفس السلطة التي أقالته؟..
أم هو
الأسلوب الذي درسكم أياه رموز
خيانة العراق والأمانة من أدلاء
السلطة والأحزاب التي جاءت لتعيد
الحق اليكم أيها المظلومين في زمن
النظام الوطني (بالرغم
من أنكم حصلتم على شهاداتكم في
ذلك الزمن!)..
هل هي
استهانة بالدرجات العلمية لكي
يسمح لكل من هب ودب
باستعمالها؟..لتصلوا بالتالي إلى
استنتاج إن حاملي الشهادة واللقب
هذا هو منطقهم!!..
وإذا كنت
أستاذ فعلا فهذا يعني انك حصلت
على ما أنت عليه في زمن النظام
الوطني إن كنت عراقي وعشت في
العراق..وإذا هربت مع من هرب فلا
عتب عليك ولا على لقبك وشهادتك
وأنت بهذا المنطق!..
وفي بحثك
الكثير من الاستنتاجات والعرض
والاستراط إن دلت على شيء فتدل
على (
نتاج يكاد يشبه العجن والخبز
لخباز غير خبير !) مثال
ذلك قولك:
(
فلماذا
لا يتم فسح المجال أمام قيادة
جديدة للنزاهة؟! بل يحكم على هيئة
بكاملها بالإعدام لان رئيسها
غادرها!!!) ..
أي إعدام
هذا الذي تعرض له أعضاء هيئة
النزاهة؟..
واستغرابك
لقرارات العفو التي صدرت بحق
الراضي خلال النظام الوطني الشرعي
بعد سجنه مرتين بقولك متهما
الراضي بأنه من رجال النظام
الشرعي:
(
فالجهة
في زمن النظام السابق التي ارتكبت
خطأ بحق القاضي راضي قررت إصلاحه
من خلال إطلاق سراحه و مكافاته
بتعينه بمنصب قاضي!!!!! فهناك
تعارض منطقي واضح في هذا الطرح!
فكيف ُيسجن شخص وُيعذب لأكثر من
مرة ثم يّكرم بمنصب من الدرجة
الخاصة منصب يتضمن امتيازات و
حوافز لا ينالها إلا من ترضى عنه
القيادة السياسية؟ فالشخص الذي
يُسجن و ُيعذب يُطرد من وظيفته و
لا يحتفظ بها و يترقى و يستمر
متمتعا بامتيازات خاصة !!)
ونسألك حول
هذا الموضوع: هل تعلم كم من
الوزراء والمدراء العامون وأعضاء
مجلس النواب ممن حكم عليهم وتم
إصدار قرار عفو بحقهم ؟..
وإذا
تستغرب ذلك أسأل الطالباني ؟
واخيرا فمن
حقنا بعد كل ذلك ان نستغرب رغبتك
واصرارك على الاستمرار في هذا
المسلسل من البحوث من خلال جملة
في نهاية مقالك قلت فيها:
(
هذا ما
نراه في الحلقة القادمة!!!!
)..!!
ننصحك
بالإبتعاد عن هذا المسار المعقد
الذي يفضح كاتبيه ويزيل أقنعتهم..
وفي أحيان
كثيرة يعيدهم الى رشدهم !!.. |