لم يخفى
على أي مطلع طبيعة الدور التخريبي
والتآمري الذي تقوم به إيران في
العراق منذ عهد الشاه مرورا
بخميني وورثته الآن ..وكانت كل من
الأحزاب الدينية الطائفية
والكردية العنصرية هي الأداة
المنفذة والبليدة والمطيعة لهذا
الدور ..ومنذ ذلك الوقت ولحد الان
ما كان على الاجهزة الأمنية
الإيرانية الا التخطيط وكان
وسيكون على هؤلاء لزام التنفيذ
..وما يصطلح عليه زورا وبهتانا
وتحايلا بتسمية "
الانتفاضة الشعبانية " عام
1991 ما هي الا صورة من صور العبث
الإيراني في الشأن العراقي
وتأكيدا للدور الخياني لهذه
الأحزاب ففي الوقت الذي كانت فيه
قواتنا المسلحة تقاتل العدوان
الثلاثيني في كل الجبهات دخلت
قوات بدر والدعوة والمجلس الأعلى
والمخابرات الإيرانية مدن الجنوب
والفرات الأوسط لتقتل وتنهب وتأسر
وتنتقم وتحرق وتدمر مؤسسات الدولة
من جهة في حين سخرت إيران
وتنظيمات الدعوة والحكيم مجاميع
متخصصة لأسر الجنود المتعبين
المنسحبين من الجبهة ووضعهم في
المرافق الدينية والأضرحة
واعدامهم بشكل جماعي ووحشي بعيد
عن كل قيم الإنسانية والدين وبعد
أيام من شتى أنواع العذاب ..ومن
هؤلاء الشهداء من قطعت أطرافه او
لسانه قبل إطلاق النار عليه أو
إحراقه حيا في واحدة من اكثر
صفحات الغدر والخيانة والانتقام
تحت شعار ديني وطائفي ..
ومن الجانب
الآخر من صفحة الخيانة والرذيلة
والغدر كانت العصابات الكردية
تقوم بنفس الدور في كركوك ومدنها
وقراها وهو تمارس عمليات الإعدام
الجماعي والسرقة والنهب وتحاول
النزول الى ديالى والموصل ..وكان
كل هذا التمرد والعصيان
والغوغائية يستهدف رموز العراق
الانسانية والاجتماعية والحضارية
والتأريخية فكانت صفحة "
مؤامرة
شعبان " الايرانية في كل
العراق تستهدف كل مكونات الشعب
العراقي من الشيعة والسنة
والاكراد والمسيحيين وغيرهم وكل
الوطنيين يتقدمهم مناضلي حزب
البعث العربي الاشتراكي ورموز
السلطة الوطنية ..
وما لم
يتمكنوا عليه بالأمس أعادوه في
آذار 2003 حيث تزامن دخول نفس هذه
العصابات التخريبية من الجنوب
والشمال في نفس توقيتات الهجوم
اتدميري الأمريكي لتنفيذ نفس
المخطط الذي أفشله الشعب العراقي
عام 1991 ولكن هذه المرة لم تكن
إيران في الواجهة بل الولايات
المتحدة الامريكية (شيطانها
الأكبر!) الذي أمن لها
المداخل وعزز لها المواقع وحدد
لها الأهداف ..
وأنطلقت
نفس الكلاب المسعورة من الدعوة
وبدر والجلبي وبهائم البيشمركة
لتنهش بجسم العراق لتغتال وتعتقل
وتهجر وتسرق وتدمر تحت مرأى ومسمع
وحماية ودعم القوات الأمريكية حتى
وصل عدد الشهداء والقتلى من
العراقيين مايقارب المليوني شهيد
لحد اليوم فيهم ما لايقل عن
ثلاثمائة ألف شهيد من مناضلي
الحزب وقياداته وكوادره وهجرت هذه
القوى الظلامية ما يزيد عن ستة
ملايين عراقي خارج وداخل العراق
وتعتقل في سجونها وسجون الاحتلال
ما يقارب الأربعمائة ألف أسير عدا
المفقودين في حين سرقت بهائم
البشمركة كل مكونات الدولة
العراقية المادية وتحولت الى دور
المواطنين الذين خرجوا من دورهم
خوفا من القصف العشوائي الأمريكي
ليعودوا ليجدوا دورهم مكسرة
الأبواب ومسروقة وخالية حتى من
سخانات وخزانات الماء ..وهكذا
ازدادت هذه القوات عارا بعد عار
الغدر والخيانة والأيادي الملطخة
بدم الأبرياء..
وعندما هدأ
صوت المنازلة (التي
كانت أهم صفحاتها الإغتيال
والسرقة) ليستيقط الشعب
ويرى أن قادته اليوم هم من
أغتالوا أبناءه وسرقوا ثرواته ..
واستمرت
هذه الحملة الشعواء منذ لحظة دخول
القوات الغازية الى بغداد ولحد
هذا اليوم وهي تزداد حقدا وظلما
وإنتقاما رغم مرور أكثر من خمس
سنوات ترك فيها هؤلاء الدخلاء
والمزورين والسراق والقتلة
والمجرمين الذين نصبهم المحتل
ليحكموا العراق..تركوا الدولة
ومؤسساتها ومشاريع الإعمار
الوهمية وحاجات المواطن الأساسية
الذي يدعون انهم جاءوا من اجله
ليمعنوا يوما بعد يوم بايجاد
الوسائل التي تشعل نيران حقدهم
وتزيد من وتيرة انتقامهم من البعث
والنظام الوطني الشرعي وكانهم "في
سباق مع الزمن" متوهمين ان
الزمن يعمل لصالحهم وان الوقت
يمضي بسرعة وهم لم يتمكنوا لحد
الان من القضاء على البعث
والوطنية العراقية ..
فاذا كنا
سنبقى نقض مضاجعهم لعشرات السنين
القادمة فهل هم باقون لكل هذا
الزمن وان تفننوا وازدادوا ايغالا
في الانتقام ؟..
ونحن نسمع
ونعرف ونتابع "حملة
التصفيات الجديدة "التي
يعد لها خونة العراق من عصابات
بدر الحكيمية والعامرية والدعوة
بشقيها الدعوة المالكية والدعوة
العنزية وبهائم البيشمركة وأنصاف
نساء الجلبي من أشباه الرجال
وبمشاركة فيلق القدس الإيراني
واطلاعات وكل تشكيلات الأمن
والمخابرات والاستخبارات
الإيرانية في التصفية الجسدية
لمناضلي الحزب ووطنيي القوى
المناهضة للاحتلال وحتى اولائك
الذين ساندوا العملية السياسية
ودخلوا فيها ولا تتفق توجهاتهم مع
المنهج الإيراني ..
وهذه
الحملة الجديدة تتميز بانها "إعلان
رسمي من هذه الأحزاب والحكومة"
لحرب أهلية واسعة لاستهداف كل
الوطنية العراقية
( فقد
أخذ هؤلاء الوقت الأكثر من
الضروري في السابق للقيام بذلك!)
ولكن اخفقوا في "إنجاز
المهمة الايرانية" التي
ربما سيطلق عليها المالكي تسمية "
الهجوم
الأخير على القوى الارهابية
والظلامية! " وسوف لن
تستثني حملتهم هذه المرة أحد
وسترون كيف يتم استهداف الضباط
وضباط الصف الذين التحقوا معهم
وخاصة اولائك الذين ساهموا معهم
في خطط فرض القانون !..
وسيبداون
بالصحوات وقد بدأوا فعلا بذلك..
ولكن ..
ولكن
وبالرغم من كل هذا الحقد وما
حشدوه وما يتلقون من دعم إيراني –
امريكي ..فسينتهون الى نفس
النتيجة التي راهنوا مرات ومرات
عليها ..وهي الفشل الذريع وانهيار
جرفهم الهاري تماما كما انهارت
بهم سفنهم المقيتة والصفراء قبل
ان تصل موانيء العراق العصي
والمقاوم والشجاع ..
وأنتظروهم
..فسيرتكبون نفس الأخطاء ..
لأنهم لا
يقاتلون من اجل العراق كما نفعل
..
وسيبقى
الزمن لصالحنا ..واذا كان من نفاذ
للوقت فهو ينفذ عليهم ..
وستكون
الهزيمة والخذلان عارهم الأبدي
مهما طال الزمن ..وهذا ديدن كل من
يقاتل بيد ويسرق باليد الأخرى. |