لقد أصبح للإعلام دور أساسي في نهوض الأمم
وتقدم الشعوب نحو تحقيق أهدافها في التحرر
والبناء في مختلف مواقع الحياة والمجتمع. ووصل
الأمر بالإعلام إلى مستوى مرعب وخطير بحيث
أصبح العامل المؤثر في العلاقات الاجتماعية
والاقتصادية والإنسانية ، ويظهر ذلك من خلال
التأثير الفاعل للمادة الإعلامية على حياة
الإنسان ومجريات واقعه الاجتماعي والثقافي
والسياسي .
وأن المستفيد الأكبر من هذا التوسع الإعلامي
الحديث هو الإعلام السياسي الرسمي الذي يعمل
على ترسيخ مقولات وأفكار الحكام مهما كانت
توجهاتهم مريضة او عميلة او خائنة مرتبطة.
وانتهاج أساليب عمل سياسية وفكرية مخزية تصيب
المساكين من الناس الذين لا يملكون الا قدر
ضئيل من الثقافة العامة و نجدها تصخر كل
الطاقات الشرعية وغير الشرعية لبث السموم
والعقد المريضة الدينية الكاذبة منها و
السياسية الماكرة التي تخص هذا الطرف أو ذاك
بما يؤدي إلى رفع شأن هذا النظام السياسي، أو
إسقاط ذاك النظام من وعي الناس من خلال قوة
التأثير الدعائي المضاد التي تهيء لها كل
المستلزمات من مال ورجال اعلام عميلة منافقة.
لذلك فإن الدور الذي يؤديه الإعلام العراقي–
يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمحتل و بالنظام
السياسي المهيمن للسلطة، في دعوة الناس قسرياً
إلى فكرها الضال والمتعثر، وعقائدها الوهمية
الكاذبة ، وسياساتها المتخبطة، وشعاراتها
البراقة الزائفة، لتسلطها على البلاد والعباد
وتستخدم ابشع الوسائل المستودة لتحوير الحقائق
التاريخية والثقافية، أو اختلاق أحداث وأفكار
ملعونة على الوعي العام، وتضليله إعلامياً
بما يخدم التوجهات المعلنة والمخفية الخاصة
بهذا الطرف الحكومي أو ذاك المحتل المهزوم.
إن كل ذلك يقودنا إلى حقيقة مأساوية وهي أن
الإعلام العراقي اليوم يعيش مأزقاً خطيراً
مخزيا باعتباره إعلاماً مليئاً بالعملاء
والخونة الذين يضعون الضوابط، والقيود
السياسية، والخطوط الحمراء والصفراء
والسوداء......... وقد شهدت السنوات ما بعد
الاحتلال الأمريكي الايراني الصفوي للعراق
تغيرات هامة ليست على الصعيد السياسي والعسكري
والاقتصادي فحسب، ولكن أصاب هذا التغير الخطاب
الإعلامي في العراق....... فظهرت قنوات جديدة
حملت بين طياتها صور مختلفة من القيم
اللاخلاقية، ما ميز هذه القيم اسلوبها
وتوجهها الطائفي الواضح، فهناك قنوات وصحف
ومواقع الكتترونية مخصصة لكل جمهور ولا تقدم
إلا البرامج والعبارات والصيغ التي تناسب مع
ما يريده ذلك الجمهور ..... وقد ظهرت
المحاولات المبكرة لزرع الفرقه بين اطياف
الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه في الإعلام
العراقي من خلال فرض واقع فرق تسد بين
الأقليات والطوائف.... وهي سياسة بريطانية
قذرة قديمة...... وقامت على احتضان طائفة
مقابل تجاهل طائفة أخرى وقوميه مقابل قوميه
اخرى ومن ثم ساهمت بشكل متعمد في السر والعلن
بإشعال الصراع على كافة المستويات بينها. وهنا
لابد ان اقول ان الولايات المتحدة ادركت
تماما ما ذهبت اليه السياسة البريطانية
......،من أن العراق يستعصي على التبعية بشكل
مباشر نظراً للحضور القوي للمقاومة العراقية
الشريفة ، يساندها كل الشرفاء من الشعب
العراقي والعربي ،.... وحتى تساهم الولايات
المتحدة في تفكيك هذه الصلابة في المقاومة
عمدت بمساعدة القوى الغازية إلى إنشاء محطات
فضائية وإذاعية عميلة وإنشاء صحف وشراء أقلام
وتبنى كُتاب جدد على الساحة الإعلامية لم نكن
نسمع بهم من قبل لتنفذ الحملات المسعورة
بهذا الاتجاة...ولاكن كما هو واضح تلك الأدوات
الإعلامية التي أدخلتها القوة الأمريكية
والايرانية إلى المنطقة باءت بالفشل والحمد
لله......و لما كان الفشل الذريع قد اصابة
الاعلام الماجور والعميل ... بدات الولايات
المتحدة باغراق المنطقة بأتون الصراع الطائفي
الذي سعى إلى امتصاص طاقات العراق من اجل
إضعافه للسيطرة عليه، وساعدها على ذلك ملالي
ايران الصفويين الحاقدين و قوى محلية طائفية
محمومة كانت دائماً حاضرة لمساندة مثل تلك
الأفكار.
هذه الحروب الطائفية التي سعت لها ونفذتها
الولايات المتحدة وايران في العراق تحديداً
جاءت بعد تعاظم دور المقاومة العراقية الباسلة
التي هي في أغلبها تقطن غرب العراق وشماله، بل
ويأتي خوفاً من الإدارة الأمريكية من تشكيل
قاعدة وطنيه للمقاومة ضد المشروع الأمريكي في
العراق كانت المناطق الغربية قاعدتها، حيث
لجأت إلى اللعبة الطائفية تجنباً لخسارتها
المتوقعة وبالتالي انهيار حلمها الإمبراطوري
الصهيوني.
فالاعلام العراقي اليوم تسيطر عليه نخبة
سياسية فاشلة ومريضة، وغير مؤهلة علمياً
وسياسياً ومرتبطة ارتباطا مباشرا بايران من
جهة وبالمحتل من جهة اخرى ولن تستطيع ممارسة
الدور الإعلامي الحقيقي الشريف وقد كشفت
الأحداث السياسية والعسكرية الأخيرة
وتأثيراتها في العراق صحة ذلك، وثبت أن
الإعلام العراقي المسموم ليس جديراً بحمل
مسؤولية إحداث تغيير جوهري في الواقع العراقي
الاجتماعي ، لأنه إعلام يقوم على الكذب الصارخ
والتضليل السافر و تحريض المشاعر الملتهبة،
وممارسة سياسة استغفال الناس وحصر اهتماماتهم
بقضايا وشؤون أبعد ما تكون عن الشرف والمنطق
والعقل ......اقول إن امتلاك حرية التعبير
الموجه ينبغي استثمارها لبناء ثقافة المقاومة
الشريفة للمحتل الارعن واعوانه من الاقزام و
ان يكون الاعلام سندا قويا امينا للمقاومة
لانها الخيار الوحيد لطرد الاحتلال بكل اشكاله
ومطاردة اؤلاءك العملاء والخونة الذين اذاقوا
الشعب العراقي المر والقهر والضيم والدم الذي
لن ينسى ابدا ،..،...ومرة اخرى ادعوا وارجوا
كل المثقفين الشرفاء في وطننا العربي الكبير
لفضح اؤلاءك الاعلامين الاقزام.....اؤلاءك
الخونة المارقين تجار الفتنة والقتل واللذين
اسسوا وساهموا في نشر احقاد الصهاينه و
الصفويين الاوباش الذين يدعوا بشكل علني
لتاجيج روح الطائفية النجسة التي لا تبقي
ولاتذر وتجر البلاد والعباد للاقتتال الطائفي
ولن تنتهى حتى بعد تقسيم العراق لا قدر اللة
ورجائي لكل الاخوة الاعلامين والصحافة الشريفة
في كل مكان ان يتصدوا لكل الاعلامين الخونة
والافاعي الكبار الصغار اللذين دمروا العراق
الاشم صاحب اشرف وانبل حضارة على الارض
فالعراق الجريح امانة في اعناق كل الاعلامين
الوطنين ورجال الفكر مثلما هي امانة في اعناق
المقاومة البطلة التي تدفع الدماء كالانهار
وهي تدافع عن الوطن العزيز اللة اكبر اللة
اكبر وليخسئ كل مجرم وخائن والخزي والعار لكل
الذين يحبسون الكلمة الشريفة ويرحبون
بالطبالين والمزمرين اذناب المحتلين والخونة
الطائفين ولا حولة ولا قوة الا
بالله العظيم
. |