يذكرني ما يحصل في الشمال قبل
وبعد الاحتلال البغيض وما تمتد من
مساوئ الانفصاليين الخونة الصغار
التي تطال كركوك ونينوى وديالى
والافرازات الحامية بوجه هؤلاء
الشرذمة الخارجة على وحدة
العراقيين عربا واكرادا واقليات
متاخية اخرى نعم يذكرني بمقولة
الشهيد البطل العقيد الركن فهمي
سعيد حين اجتمع مع رفاقه الضباط
الثلاثة قبل حركة مايس المباركة
حينما سألوه من جملة ما دار في
اجتماعهم السري عن مشكلة الشمال
أي الاكراد الانفصاليين فقال
(
مشكلة الشمال هي اقل خطرا
علينا وعلى مستقبل العراق كون
الاكراد عندنا هم اقل نسبة قياسا
مما هو موجود في تركيا وفي ايران
فلا تشغل بالكم كثيرا وبالتالي
فهي مشكلة دول الجوار مجتمعة ).
فتذهب الايام وتأتي بديلاتها
ويحصل ما يحصل للعراق من حروب
ضروسة وهجمة قل نظيرها في التاريخ
ومنذ 1980 ولحد الان والاكراد
الانفصاليون تحديدا وليس كل
الاكراد العراقيين لان الاكثرية
منهم هم اهلنا عراقيون حتى العظم
ويعرفون ماذا وراء مخططات امراء
الحرب امثال جلال ومسعود الذين
تربعوا على كرسي العراق من الشمال
الى الجنوب ايام الاحتلال وفي
غفلة من الزمن أي منذ عام 2003
ولحد الان –
ولكن بدون دولة كردستان-
تربعوا على كرسي العراق اليوم وهم
يطالبون بكركوك وبسهل نينوى –
ولكن ايضا بدون دولة
كردستان- وهم بهذا الحال كالاطفال
الذين تمنيهم الاماني ولا
يبصرونها وعندما يصرون على رؤيتها
تلهيهم بالحلوى فينسون او يتناسون
الاماني بعيدة المنال ويكتفون
بالذائقة المؤقتة ومن ثم يخلدون
الى النوم بكل ما حصل لهم من تخمة
الامنيات التي لا نهاية لها سوى
الامساك بما تجود به يد الراعي
اللعين لهم وهو العدو الاول لهم
الا وهو الاحتلال البغيض ولكنهم
لا يفقهون؟!لقد وصل بهم العمى
وعدم رؤية الاشياء على حقيقتها
وحجمها ان اجهزوا نهارا جهارا على
كل من كركوك ونينوى وديالى وهل
للعصفور ان يبتلع الحوت؟لقد ذهبوا
كل مذهب وراحوا يتصرفون كمن توكل
على العراق بأمر من سلطان العراق
ونسوا ان لا سلطان للعراق الان
يجلس على عرشه فوق الارض سوى
الغرباء من المحتلين الذين لا
يعيرون أي اهتمام لاي عراقي سوى
مصالحهم بل ونسي الانفصاليون
الاكراد ان الحاكم الناهي
والسلطان القوي وولي الامر
الحقيقي في العراق ليس المحتل ولا
ازلامه من العملاء الصغار بل هي
حكومة المقاومة الوطنية
والاسلامية التي ما زالت تحت
الارض متوثبة للخروج الى مكانها
الطبيعي في القصر الجمهوري
الممهور باسم العراقيين الاصليين
الشرفاء ومنذ ان قامت الدولة
العراقية الحديثة والى اليوم لان
الاحتلال زائل وليس من مصلحته
الركود مراوحا على ارض العراق
وخاسرا المليارات كل شهر من اجل
جلال ومسعود وحفنتهم من
الايرانيين وخونة الاسلام لان
امريكا ادرى بما يحصل في عالم
اليوم من تسارع التقدم والمصالح
من قبل دول كبرى اخرى هي الان
خارج منظومة الحروب وتتحرك بسرعة
تسابق الزمن كالصين واليابان
والاتحاد الاوربي وغيرها في حين
تجد امريكا نفسها متوقفة في حرب
لها اول وليس لها اخر وليس للشعب
الامريكي ناقة ولا جمل فيها سوى
الدمار والشنار؟اذن لا بد لامريكا
ان تفيق من خدرها الاحتلالي ومن
حروبها للحاق بامم قد تتخطاها اذا
ما اصرت على هذا الطريق العاثر
لها ومن ثم بزوال امريكا من
العراق تزول كراسي وتنهار اماني
وتتهشم احلام على صخرة المقاومة
الشريفة البطلة التي ما زالت
تنتصر كل يوم وتسحق احلام اعدائها
.ان التخبط الذي يقع فيه مسعود
وجلال ما هي الا احلام عصافير
بانها قادرة على بلوغ اقطار
السماوات والارض بالطيران ونسيت
انها تحوم حول القشرة الارضية كي
تطؤها بعد سفر قصير؟لقد تمادى
البيش مركة كثيرا بل وتطاولوا على
كل سيد ووقور وتجاوزا على العرب
وعلى التركمان واليزيديين
والكلدواشوريين وكأنهم مصابين
بداء الكلب وقد نسوا ان كركوك قد
تكون اللغم الذي سينفجر بوجوههم
والى الابد كي ترتاح منهم تنويعة
العراق الاجتماعية الجميلة ..ان
جنونكم والله مصطنعا ونحن نعرف
حيثياته الواهنة من بعض الدعيين
الذين اشتريتم ذممهم بدريهمات
قليلة وظننتم انهم يمثلون كل
العراق وان الشعب العراقي اصبح
كرديا انفصاليا وطلق العروبة
لتصبحوا في هذا الحال من الخبل
والجنون اللذان سيقتلانكم عما
قريب وغدا لناظره قريب يا اطفال
السياسة والاقتصاد والاجتماع . |