ما اروع قراءة البعث العظيم لواقع
الوطن العربي ومستقبله والتركيز
على ركائز عروبته وتقويتها كلما
اتاحت الفرص ذلك لا بدافع الطمع
في حكمها ولكن بدعوى حمايتها من
الضياع للهوية ومن ثم تمزيق الوطن
العربي شعبا وجغرافيا وحضارة
وتاريخ بل وحتى لغة أي عنصر
الثقافة الاول لاي امة من
الامم.لقد اكد الحزب في جميع
ادبياته على ضرورة الوحدة العربية
وضرورة المحافظة على ركائزها
الاساسية وحمايتها من أي وافد
يريد الاخذ منها واضعافها طمعا في
اذابتها في زمن هي اضعف ما تكون
عليه أي امة في الكون وبسبب نوعية
ورداءة من يحكمونها والذين لا
تهمهم الا الزعامة وملذات الدنيا
الفانية ناسين دورهم المسجل عليهم
او لهم بفعل سجل التاريخ الذي لا
يرحم الا من رحمه .وهنا لنا وقفة
عند ابواب دول الخليج العربي
ومحاولة استكشاف او قل قراءة
مستقبلها العربي في ظل هذا النظام
الدولي الجديد وتسلط امريكا عليه
من ناحية ومن ناحية اخرى من خلال
السبات العميق والخدر الذي بلغ
المرحلة المزمنة الذي يصعب شفاؤها
عادة وان تم فبخسائر بشرية ومادية
رهيبة قد لا يمكن التنبؤ بها اذا
ما بقت الامور في تلك المنطقة
العربية على حالها.لقد تخلخلت
كثيرا التركيبة السكانية في بلدان
الخليج العربي ووصلت من الخطر على
الواقع العربي من الوطن العربي
الى ما وصلت اليه من تلاشي مستمر
للعنصر العربي واستبداله بالعنصر
الاجنبي وخاصة الخدمي منهم حتى
اضحت نسبة السكان العرب هي الصغرى
أي الاقلية واستبدلت باخرى اجنبية
مع توفر العنصر العربي في بلدان
عربية اخرى كمصر والعراق والسودان
والمغرب العربي بل وحتى اليمن ان
ارادوا الاستفادة منهم كعرب .
ان هذا المتغير الرهيب في
التركيبة السكانية لهو مدعاة
للقلق على هذه الدول كعربية
وبالتالي خطرها على مستقبل الدول
العربية المجاورة لها اولا
كالسعودية واليمن والعراق ومن ثم
دول دول المشرق العربي برمتها
والى مغربها.ان اكثرية سكان دول
الخليج العربي هم من دول اجنبية
كالهند وايران والباكستان
والفلبين وغيرها كثير وهنا وتحت
نظام عالمي شمولي احادي بقيادة
امريكا مع غياب دور الامم المتحدة
هل يستبعد المتابع لما يجري اليوم
في العالم من مفاجات وقرارات تخدم
مصالح دول كبرى بعينها ان تستصدر
قانونا من خلال الامم المتحدة
ومن خلال مجلس الامن وبدعوى حقوق
الانسان انه (
يحق لسكنة أي بلد مضى على
استيطانهم اكثر من خمسة سنوات
الترشيح والانتخاب والتصويت
)
وبالتالي تكون الكارثة اذ
تنتهي هذه الدول العربية وتتبدل
هويتها بحكم البشر الذي يسكنها
وعند ذلك تتحول الى دول هندية او
فارسية او فلبينية او او وحسب
اكثرية السكان وبحكم الواقع
الجديد يختزل الوطن العربي وتهمش
هوية الكثير من بلدانه لتصبح
اجنبية مصنوعة بفعل الحكام العرب
في قلب الوطن العربي ليصبح العرب
الاصليين امراء وشعب رعايا لشعوب
اخرى استقدمت للخدمة بفعل الثراء
الفاحش النفطي الذي لم يوظف لخدمة
الامة العربية بل للقضاء عليها
جزءا جزءا.
هنا لا بد من التحذير
والانتباه لكل شئ محتمل في عالم
اليوم الملئ بالمخططات الشيطانية
الجهنمية التي نتفاجأ بها كل يوم
وفي غفلة من الزمن الردئ.فكل شئ
جائز وكل شئ ممكن في زمن الغاب
وحكم القوي على الضعيف والله
المستعان يا بلدان الخليج العربي
ويا حكام العرب الذين تبيعون كل
يوم قطعة ارض عربية مقابل دروس
الغباء على ايدي اعدائكم اعداء
العروبة والاسلام. |