جاءت اميريكا بعد عمل طويل وشاق ومنذ عام 1973
أي بعد تأميم النفط تحديدا نعم جاءت لتحتل
العراق وبتخطيط معروف بالخبث من قبل قرينتها
العجوز بريطانيا وبكل دهاء وخبث ودعاية الساسة
البريطانيين الذين عرف عنهم بالخداع والمداهنة
واسلوب الوجهين ساعدهم في ذلك الكيان الصهيوني
الذي هو ايضا صنيعة الانكليز في زمن غفلة
العالم العربي على ايدي ساسته فقراء السياسة
والمتخمين بالنفط حتى وان كان حينها معظمه تحت
الارض الا انه مكتشف ومعروف لدى علماء المعادن
والجيولوجيا الغربيين الذين جاؤا مع جيوش
الاحتلال المستعمرة البريطانية والفرنسية ابان
الحرب العالمية الاولى وبرغبة صريحة وواضحة من
قبل الامراء والملوك العرب يقودهم الشريف حسين
الذي سال لعابه على قيادة المشرق العربي بعد
طرد العثمانيين من هذه البلاد المفجوعة
بساستها على مد الزمن الحديث.
نعم جاءت اميريكا واحتلت العراق بل وتقاسمته
هي وشريكتها الاقليمية المخادعة الكبرى ايران
الفرس المجوس وبكل ما تحمل من غيظ من فيض
حقدها الدفين على العرب والاسلام عامة
والعراقيين خاصة فجرى ما جرى من ابشع الجرائم
التي لم تحصل ابدا في التاريخ الحديث والقديم
حتى تركت اميريكا في ذاكرة العراقيين كل مخجل
حزين من دمار وهو باختصار للتذكير فقط :
1.اغتيال الحكومة العراقية الوطنية الشرعية
واسرها عنوة إمام العالم المنبطح الخجول
والمشلول بدأ من الدول الكبرى كما تسمي نفسها
وانتهاءا بالدول التي تدعي التحرر واحترام
قرار الغير ومنها الحكومات العربية والاسلامية
ودول عدم الانحياز عامة.
2.اغتيال واسر الجيش العراقي الوطني الباسل من
خلال حله واستبداله بقوات اجنبية محتلة
بالكامل في بداية الامر ثم اختيار ما يحلو لهم
من عملائهم الصغار ليكون حرسا وشرطة لقوات
الاحتلال.
3.تفكيك قوى الامن الداخلي بالكامل وطرد
كادرها الوطني المتمرس على ادراة الامن
والاستقرار في البلد ما قبل الاحتلال
واستبدالها بعناصر هزيلة من ارباب السوابق
والمنحرفين الطيعين لقوى الاحتلال لانهم لا
يملكون ادنى ذرة شرف وغيرة تجاه شعبهم ووطنهم
ودينهم المجترح بفعل الاحتلال البغيض.
4.حل كل مؤسسات الدولة المدنية بوزاراتها
ليتربع المحتل على شؤنها ويفعل فعلته في
التطهير الوطني لهذه الدوائر واستبدالهم
بعناصر جاءت على ظهور دباباته المجرمة ومن هنا
ضاعت قوانين وتهدمت ثوابت وطنية واستبدلت
بظاهر اغرب من الخيال على العقل العراقي
الشريف الحر .
5.تدمير كل المصانع والمعامل وتعطيلها تماما
وطرد الالوف بل الملايين وتركهم يجوبون
الشوارع في وطنهم كغرباء دون مرتب او ما يسد
رمقهم ورمق عوائلهم .
6.حل وتفكيك خلايا وتنظيم الحزب أي حزب البعث
العربي الاشتراكي المناضل البطل وهو اخطر
الحلقات التي تم فرطها في تشكيلة الدولة
العراقية ما قبل الاحتلال ليزج بقسم منهم في
السجون ويغتال الاخرون والبقية اما الى السجون
او الى بيوتهم بطريقة تمجها ابسط اذواق وافكار
البشر السليمة وهنا اختلط الحابل بالنابل
وتاهت الشياه وعمت الفوضى وانقلبت موازين
وضاعت رؤى وحلت مصائب وتأرجحت قيم واهتزت
موازين وانقلبت افكار وعرشت خيوط غريبة بائسة
بدل عنها وغريبة على محيط المواطن العراقي
الذي تقاذفته امواج وتدافعت به قوى لا يعرف
مصدرها ولا يعي كنهها الا ما رحم ربي من الذين
اتيحت لهم فرصة التعرف على القادم القمين بكل
امراضه وخفاياه الشيطانية الماكرة.
7.تم حل وزارة الاوقاف والشئون الدينية وبنيات
خبيثة تتماشى وتركيبة العراق من اجل اثارة
الفتنة بعد الترويج لها عندما خلق هذا الفراغ
المقصود ليبحث الاخوة عن مخارج من هذا الضياع
الديني والصداع المنظم لحياتهم فكان ان تدخلت
قوى احتلالية محسوبة واجب التخريب ومهيأة له
ففعلت فعلها وخاصة بين الاوساط البسيطة من
الشعب العراقي والذين كانوا ضحايا الاحتلالين
الامريكي-الانكليزي الخبيث والايراني المجوسي
الحاقد اللعين وبتخطيط استشاري مباشر من
الكيان الصهيوني اللقيط فكان الذي كان من
الويلات الجهنمية التي دفع ثمنها الشعب
العراقي عن قصد وعن غير قصد من موت وتهجير
لملايين البشر.
8.تشويه المناهج الدراسية وخاصة ذات العلاقة
بالدين والتاريخ والقومية والوطنية من اجل
تخريب كل ما هو عراقي وتشويه تاريخه الجميل
وحقن السرطاني الجديد حقنا في الجسد العراقي
اراد ام لم يرد وبالقوة والقسر والاكراه
لتدمير اجيالنا وتخريب افكارهم بل وجرهم
رويدا رويدا الى لفض ما هو اصيل نزيه وقبول ما
هو مصطنع كريه.
9.توجيه كل البعثات والزمالات والدورات للكادر
العلمي والطلابي الى الغرب وخاصة اميريكا كي
يحقنوا بما لا يتماشى وما ترعرعوا عليه
وتكريههم بتاريخهم واصالتهم ووطنيتهم ودينهم
وامتهم العربية والاسلامية بل وانتزاع الثوابت
الاخلاقية من اعماق افكارهم عنوة او بطريقة
الاغراء المفتعل الذي اعطى اكله في عقول البعض
منهم واما الاخرون فقد قاوموه ولم يكترثوا
بحرث الدنيا ابدا لا لشئ الا لانهم شرفاء
البلاد وهم صمام وحدة وثقافة ووطنية وتاريخ
العراق العظيم رغم كل الحيف الذي وقع عليهم
وهكذا لكل زمان رجاله ونساؤه الاقوياء اصحاب
المبادئ الثابتين على العهد.
10.الاجهاز والاغتيال الذي طال كل كوادر
الدولة العراقية بمن فيهم السياسيين والعلماء
والقادة العسكريين الستراتيجيين والاطباء
والمهندسين والطيارين وعلماء الفقه والدين
وهذه تعتبر من اخطر الصفحات التي خططت لبلد لا
ذنب له سوى انه بني على مبادئ ثابته تحمل راية
الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية
وهو الدور الرسالي لها والممهور على قلبها من
فجر التاريخ .
11.اغتصاب النساء لتشويه جيل بكامله ونشر روح
التحلل الاخلاقي وتدجين المجتمع بكامله عليه
لولا النشامى الغيارى من ابناء هذا الوطن
الحبيب الذين قاتلوا محرري هذه الفرية بالدم
الزكي على مذبح الحرية والشرف الرفيع وعلى
رأسهم القائد الخالد صدام حسين شهيد يوم النحر
الاكبر في عرفات.
12.الاعتداءات الجنسية على الرجال وخاصة
اشرافهم لكسر الغيرة عندهم وتدجينهم –لا سامح
الله-على اباحيات وانتهاكات الاحتلال البغيض
الذي جاء بكل ما يحمل من حقد وكراهية وتفنن في
تخريب الروح والمادة عند العراقيين وبسطوة
القوة ودلالة العملاء الانجاس الديوثين.
13.القتل العشوائي واباحيته قانونا وشرعا حسب
دستور الاحتلال لترمل ملايين النساء وييتم
ملايين الاطفال كي ينزلوا في الشوارع
الاباحية الاحتلالية التي صنعها الاحتلال
الشرير من اجل قتل القيم والدين والتركيبة
الاجتماعية السوية للعائلة العراقية المتينة
بناءا ووشائجا عبر التاريخ الطويل المجيد
العربي والاسلامي.
14.جلب كل ما هو ممنوع مدمر للشخصية العربية
الاسلامية والعراقية الاصيلة كالمخدرات بكل
انواعها وتركها بيد من يريد تعاطيها مشاعة في
الشارع العراقي في اوساط شعب وجيل مدمر ومحتل
ومركون لرحمة الزمن وهنا لا بد ان يقع البعض
في حبائل تلك السموم التي هدفها ومركز فعلها
هو العقل وتدميره وتشويه افعاله ومن ثم نشر
الامراض النفسية والاجتماعية وجعل الشعب
العراقي وكما هم مخططون له يبتلي بنفسه بدل ان
يوجه كل قواه وقوته وتخطيطه نحو المحتل من اجل
ان يخرجه من بلاده في اقرب واقصر وقت وباقل
الخسائر ولا يترك فرصة له ليفعل فعله في هذا
الشعب العظيم وهذا الوطن الحبيب.
15.خلق مجاميع من المشوهين العملاء والمترجمين
الذين يجوبون البلاد بين العباد ليلا نهارا
بحثا عن اشرف الناس في الشعب العراقي كي
يقتلوهم او يستحيون نساءهم او يقتلون اطفالهم
او يدمرون منازلهم او يسرقون اموالهم او
يودعونهم في السجون اسرى بدعوى الارهاب وهم
منه براء لكنهم اختاروا طريق الجهاد والقتال
لتحرير بلدهم من المحتل البغيض كونهم اصحاب
غيرة ودين وشرف وايمان ومبادئ ليس الا.
وبهذا الايجاز البسيط والمراجعة المتواضعة لما
هو حاصل في العراق يمكن للامريكان ان يتصوروا
الصورة البشعة لهم التي تركوها في الذاكرة
العراقية فهل يا ترى سوف ينسى العراقي السليم
كل هذه الفجائع وكل هذه المواجع وكل هذا
الدمار الذي لحق به روحا وجسدا ومادة ووطنا
ودينا وشرفا وما يتعلق بالشخصية البشرية
السوية من صدمة عنيفة لن تنسى ولاجيال كثيرة
قد تمتد لالاف السنين.بل سوف يسجلها العراقيون
وبالوثائق والدلائل الداحضة ويصدرها لكل شعوب
الارض كي تعرف ما هي اميريكا وما هو الخلق
الذي تحمله عندما تمتلك السطوة على شعب من
الشعوب بل وهل فعل فعلها أي جبار عنيد على
الارض ومنذ ان خلقت البشرية ولحد الان؟ |