اذا كان قد حوصر العراق منذ عام 1990 وذا كان
قد احتل من قبل قوى الشر عام 2003 واذا كان
الشعب في العراق قد خضع لضغوط خطوط العرض التي
وضعتها اميريكا عنوة والتي تجد في خارطتها
المضحك المبكي وخاصة في ما يخص شمالنا الحبيب
اذ ان الخط 36 يقتطع مدينة الموصل واجزاء
اخرى من محافظة نينوى ويضيفها شماله ومن ثم
يأتي ليقتطع السليمانية واطراف اخرى من
المحافظة ليضيفها الى جنوبه بطريقة صهيونية
خبيثة تخلط الحابل بالنابل وتترك لنا نحن
العراقيون الاف الالغام التي ممكن ان تتفجر
تحت ارجلنا وعلى باب مستقبلنا لولا الغيارى من
ابناء هذا الشعب الذين تصدوا لكل الفواجع
والمواجع التي زرعتها قوى الشر الغازية للعراق
من اجل تفتيته وتدميره الى الابد كدولة وكيان
هو الاول وهو الاخر في تاريخ البشرية الحضاري
بعون الله وبهمة النشامى من اهلنا المجاهدين
بكل الطرق الممكنة لاجهاض هذا المشروع الخبيث.
واليوم وقبله وبعده الى حين قصير بعون الواحد
الاحد تطلع علينا وزارة التربية من خلال اذناب
الاحتلال بقانون او قل تعليمات فصل الطلبة من
شعبنا العراقي من الاكراد عن زملائهم في
المحافظات الاخرى وعلى سبيل المثال عندما تتبع
نتائج الامتحانات العامة للمدارس كلها لا تجد
أي اثر لطلبتنا في قائمة المحافظات العراقية
الثمانية عشر بل عليك ان تبحث عن رابط اسمه
المفتعل اقليم كردستان –العراق ونواياه
الخبيثة المبيتة( دولة كردستان) لا سامح
الله.الا تدري وزارة التربية وهي من اسمها
مسؤلة عن اعداد الجيل في مراحله الاولى من
التربية والتعليم والتلقين الوطني بأن الذي
تفعله هو اشعار طلبتنا من الكرد في شمال
العراق بأنهم في دولة اخرى او قل مجاورة
للعراق؟اليس هذا الذي يجري لشبابنا من شمال
العراق هو نوع من الزرع السرطاني الخبيث في
عقولهم بأنهم يختلفون عن اقرانهم في المحافظات
العراقية الاخرى وبالنتيجة قد يصدقوا فرية
دولة كردستان وهذا هو الاخطر في ما تفعلين يا
وزارة التربية التي نسيتي ان بغداد هي المركز
وان ما يخرج مركزيا يجب ان يكون شموليا وخاصة
في ما يخص اجيالنا الشبابية التي يجب ان تذوق
وتتغذى على حليب الوطنية والانتماء للعراق
العظيم وهذا بحد ذاته لا يتصادم مع فكرة الحكم
الذاتي التي منحتها ثورة السابع عشر –الثلاثين
من تموز لاهلنا في شمال العراق.كما ان المناهج
والمفردات والقوانين ذات العلاقة بتعليم
وتربية الجيل يجب ان تكون من الثوابت
المتساوية الجمعية لكل العراقيين بل وحتى
قوانين قبول الطبة في الجامعات العراقية يجب
ان يكون على حد السراط متساويا لكل سكنة
العراق من اهله بغض النظر عن أي اعتبار اخر
لان هذا الاجراء هو مواطنة ولحمة واشعار بأن
العراقيين هم كتلة ولحمة واحدة في الواجبات
والحقوق تحت راية الوطن الواحد وبغير ذلك نكون
قد شاركنا في خلق جيل من الشباب ذا تربية
وتعليم خاص بهم وجغرافيا فصلتهم عن بيتهم الام
العراق وهكذا يستمر التخريب والتشويه للعراق
العظيم الى ان نصل اليوم الذي لا يمكن اجراء
أي عملية تجميل له وارجاع صورته الطبيعية
كعراقي روحا وجسدا.
فضلا عن ذلك ان من ثوابت المواطنة الحقة التي
تمتن الارتباط بالوطن هو توحيد فكرة عسكرة
الشعب العراقي لتكوين جيش عراقي اصيل يرفض كل
دخيل ويقبل كل عراقي وجوبا بين صفوفه دفاعا عن
بلده وان هذه الفكرة تنمى عادة بعقول الاجيال
من الابتدائية والى عمر العسكرية (18 سنة)فضلا
عن حق كل مواطن عراقي في القبول في دائرة من
دوائر قوى الامن الداخلي بغض النظر عن أي
اعتبار اخر وهذه الامور تعتبر من الخطوط الحمر
التي لا يمكن اجتيازها في قانون الدول في عالم
اليوم.اذا ما الذي يجري من تخريب وتغريب
لاجيالنا في زمن الخراب العام لكل شئ في اقدم
بلد حضاري يفترض به ان يكون انموذجا لدول
العالم جمعاء في صياغة القوانين وثبوتيتها على
جميع افراد المجتمع العراقي وخاصة في عمر
الصبا والشباب الاول الذان يمر بهما المجتمع
العراقي.
ان قوى الاحتلال ليست باقية الى الابد لتستمر
في قيادتها للوزارات العراقية وعليه ان ما
يزرع من خراب سوف يستهلك العراقيين ويضيع
عليهم زمنا اخرا اضافيا ما بعد الاحتلال بهدف
تصليح ما افسده دهر حكومات الاحتلال بدل ان
يستغل هذا الزمن وهذا الجهد في بناء الوطن
المدمر وبناء المجتمع العراقي وترميم ما تم
تخريبه منه وتأهيله لعراقيته الاصيلة ومن ثم
عودته وبقوة اعظم من قبل الى حاضنته العربية
والاسلامية وفق الثوابت التاريخية للعراق
ودوره العربي والاسلامي الرسالي الرائد الاخوي
ومن ثم انعتاقه نحو دوره الانساني الذي يليق
به كدولة قانون وحضارة وتربية اولى في العالم
ومنذ زمن حمورابي مرورا بقيادة البشرية نحو
الخير والقانون والعلم والفلسفة والدين والادب
في زمن الدولة العباسية وعصرها الذهبي الذي
نهل منه العالم شتى علوم المعرفة وفي كل مناحي
الحياة وحاجات الانسان. |