صحيح اننا نعيش في الغربة خارج الوطن الحبيب
الغالي العراق وصحيح ان قوى الاحتلال وذيولها
الهالكة استطاعت على حين غرة وغفلة من الزمن
الردئ ان تهجر الملايين من العراقيين الاصلاء
وصحيح ان اول المستهدفين من قبل الغزو التتري
هم اصحاب الشهادات والكفاءات العلمية
والعسكرية او كليهما معا ولكن علينا ان لا
ننسى ان اخواننا ورفاقنا في العقيدة والسلاح
هم كثر داخل الوطن المحتل بل والكثير منهم
اصلد من الفولاذ لا يهاب المنايا ولا يخضع الا
لخالقه الواحد الاحد.ان الميدان العراقي وعلى
مر السنوات الست قد افرز جيلا من المجاهدين قل
نظيره في تاريخ العراق الطويل وهم اشبه
بالاسطورة وحكايا جداتنا ايام زمان؟فالعراق
ليس بلدا صغيرا بمساحته وبعدد سكانه فاذا ما
هاجر منه عدة ملايين بسبب الضغوط الشيطانية
المعروفة فليكن ثابتا في عقولنا ان الملايين
الاخرى ما زالت على عناد مع الواقع الصعب
والمرير الذي تمر به بلادنا وقد خضع كل هؤلاء
لمختلف المغريات اما مباشرة من قبل المحتل
الامريكي الغاشم او بشكل غير مباشر من قبل
عملائه الصغار ولكن لم يحصدوا الكثير من هؤلاء
المحصنين بالعقيدة والايمان بوطنيتهم حد الموت
او السجون او المطاردات وحتى تهديم المنازل
ونهب ثروة او ما يمتلك هؤلاء المجاهدون ومع كل
هذا الحيف لم يلينوا ولم يتخاذلوا ولم تغريهم
حروث الدنيا مهما كانت جاذبة وكبيرة وفوق
الخيال احيانا ؟
يتساءل احد الرفاق في خارج الوطن ليقول هل
صحيح ان اساتذة الجامعات قد اغرتهم الرواتب
الاخيرة حتى جذبتهم الى جانب حكومة الاحتلال
ليتنازلوا عن ثوابتهم وعن شرفهم وعن عقيدتهم
سواءا البعثية او االاسلامية لان القبول
بالمحتل وذيوله هو خروج عن ثوابت الاسلام
ومرتدا عنه بكل الفقه الذي نعرف والمنقول لنا
على لسان علمائنا الاجلاء في الدين لا اصحاب
العاهات ومؤيدي الاحتلال ممن يسمون انفسهم
برجال الدين والدين الاسلامي منهم براء لان
الكثير منهم تحول بكل لحيته التي يحملها مع
الاسف الى مقاول ذليل يقف الساعات إمام مقرات
الاحتلال من اجل الحصول على نصيبه من المال
الحرام وهو ثمن الاخبار عن مناضل شريف
والايقاع بمجاهد غيور من اهلنا في العراق
العظيم.
وعليه يمكن الاجابة وببساطة على تساؤلات
الرفيق البعيد عن الميدان بأن الاستاذ الجامعي
في العراق قد تعرض الى اغراء اكبر مما يحصل
عليه من راتب اليوم ولكنه ابى واستعصم وكره
هذه الجيفة النتنة التي يراد لها ان تقع في
جيب الشريف والعفيف من علمائنا واساتذتنا داخل
العراق اليوم واما القلة الاخرى النخرة فقد
جرفها التيار الشيطاني الوافد اما سلفا قبل
الاحتلال او بعيد وقوعه في وطننا المجاهد وهنا
لا بد ان يكون الرفيق المتسائل على دراية
تامة بأن اساتذة الجامعات والمثقفين من
العراقيين هم الاكثر عصيانا على ارادة المحتل
وعملائه ولهذا اعطوا الاف الشهداء على مذبح
الحرية من اجل عدم التفريط بالعقيدة والوطن
وقياسا بعددهم أي نسبة وتناسب.الاستاذ الجامعي
ما زال يقول ان ما حصلت عليه من زيادة في
راتبي هو حقي الشرعي الذي يجب ان احصل على
اضعافه ومنذ زمن بعيد كوني المسؤول الاول عن
البحث والتطوير في البلد وكوني صانع الاجيال
في مختلف مناحي المعرفة وكوني الرصيد الاثمن
في رصيد الامة عندما اقارن نفسي مع أي عالم
واي استاذ في الدول المتقدمة والدول الغنية
وما يحصل عليه اقراني في تلك الدول.اذن كيف
يمكن التشكيك او حتى التساؤل حول تأثير
الراتب اليوم على موقف الاكثرية من اساتذة
الجامعات ليصبحوا ذوي موقف سلبي من وطنهم
وعقيدتهم وشرفهم المهني الغالي؟ثم ان الاستاذ
الجامعي الوقور والواثق من نفسه انه استاذ
جامعي فعلا لا يهمه من هو الحاكم في البلد
بقدر ما يهمه اداء واجبه العلمي المهني وعدم
تصادم الحاكم مع عقيدته الوطنية النبيلة وحقه
المشروع في الحرية والرأي البناء للوطن
والمطور له ولشعبه الذي يستحق كل خدمة وبشرف
نبيل؟وعليه فليطمئن رفيقنا من ان الاستاذ
الجامعي هو الاوفر حظا في عدم الوقوع في الخطأ
والانحراف لا سامح الله والذي لا يليق به
كمعلم ومربي لاجيال تسمعه وترى فيه الانموذج
والقدوة والاخ الكبير والاب الوقور الصادق
الامين في اعطاء المعلومة الصحيحة سواءا في ما
يخص اختصاصه او في ما يخص علاقته مع المجتمع
أي رسالته الجسيمة إمام الله والوطن
والشعب.هذا هو الاستاذ الجامعي ذو القدرة
الهائلة المفترضة على مجارات كل الاحوال
والاهول مع الاحتفاظ بروح رسالته وبطريقة ذكية
تليق به كقائد في مجتمعه ومشروع خير للانسانية
جمعاء. |