التقرير التالي الذي تنشره جريدة
(الشرق الأوسط) بلسان مراسلها
المقيم في القاهرة،أثار فزع
الطغمة السياسية الحاكمة في
طهران،ليس لتأثير المجلة الدورية
على الوضع السياسي الإيراني ، فقط
، وإنما لفضحها حقيقة الوضع
السياسي الإيراني تجاه سياستها
(الإسلامية) على صعد
القوميات،والقومية العربية في
الأحواز على وجه الخصوص،التي
يتبدي خطوطها الدعائية مخادعة
تضليلية واضحة، مجرد مجلة
فقيرة،ولكن تحمل الهم الوطني
والقومي وتمتلك الجرأة
المبدئية،وتعلن الموقف السياسي
الواضح والصريح،وهو ما يعد الدحض
العملي لمنطق الكذب وتسويق
الموضوعات السياسية برداء سياسي
(مبدئي) وأطروحات (دينية) من أجل
دغدغة عواطف الجماهير الشعبية
التي ترى بؤس مواقف حكوماتها من
الناحية السياسية، ولكن الصوت
القومي العربي كما يتجلى في بعض
النداءات العربية (أحواز
عربية ... الأرض السليبة)،سيطرد
الدعايات الشريرة التي تبثها سموم
السياسة الصفوية الفارسية .
المدهش في الأمر هو الصراخ
الإيراني من صوت إعلامي يعبـِّر
عن حق شعب مستباحة أرضه ومعتقلة
إرادة شعبه ومحاربة طموحات أبنائه
، فلماذا هذا الصراخ ؟ .
المعروف للمراقب من بعيد أو قريب
هو النشاط الدعائي الفارسي في
المنطقة العربية على وجه الخصوص،
فنفوذها في سوريا بات الأكبر في
إطار تحركاتها السياسية ، فمنها
تتشكل طريق نشر دعواتها في
لبنان،ومن دمشق يُرسل المناضلون
الأحوازيون وهم الذين يحملون
جنسيات أوروبية أو جرت الموافقة
على اِستقبالهم في بلدان اللجوء
الأوربي الغربي ،ناهيك عن
توزيعهم،بنشاط وكثافة واِتسع
زوايا خطواتهم ، كتبهم ومطبوعاتهم
ومنشوراتهم الدعائية،مثلما تشكل
ساحة مواتية لشراء الضمائر تحت
يافطات الصفوية الطائفية،وفوق
ساحات محافظاتها المختلفة تعقد
الندوات الدورية الهادفة إلى
ترويج دعايتها .
وفي لبنان أصبح التوضع الفارسي
مطوقاً الفصائل الاِجتماعية
والإعلامية ومتمرساً في المواقع
السياسية ذات النفوذ السياسي في
هيكل السلطة والقرار السياسي . .
. إلخ .
وفي اليمن يشكل النشاط (الحوثي)
نشاط الدعاية الإيرانية نموذجها
الأبرز .
ومن الخليج العربي يبرز دور
((الحسينيات)) والفضائيات
((اللطامة))التي توجه سهام نقدهم
الأسود والآثم لمفاصل أساسية في
التاريخ العربي الإسلامي،وتنشر
فتاوى التفتيت والتجزئة السياسية
كمشاريع سياسية،والتأييد الواسع
للأطماع الفارسية في الأراضي
العربية الخليجية .
وفي
السودان،والجزائر،والمغرب،وأرض
الكنانة،وغيرها الكثير معالم
واضحة وذات خطوط عميقة،في مناهج
دعايتهم التضليلية المخاتلة .
إذاً هذا الصراخ تنبع (وجاهته) من
الإمكانية التي تنطوي عليه
اِنطلاقة صوت إعلامي يقول الحقيقة
عبر مفردة بسيطة ولكنها مبدئية
واضحة، ووقائع يومية ملموسة من
قبل أبناء شعبنا، ومعطيات فكرية
وسياسية تدلل بشكل عملي على
التضليل الفارسي والتفسيرات
الكاذبة عبر الكلام بألف لسان
ولسان، وتظهر بألف وجه ووجه .
تتهم إيران : الجمهورية
(الإسلامية) المفترضة، الناشطين
الأحوازيين الذين يقفون خلف ذلك
النشاط الإعلامي من خلال إصدار
المجلة بالعمالة للأجنبي [؟] من
دون إبراز أية وثيقة صادقة أو
عملية تدلل على مصداقية ذلك
الاِتهام البغيض، وبدورنا نسأل عن
موجبات ذلك الاِتهام وأسبابه،
أيكمن وراء ذلك الاِتهام كمية
النقود المبذولة الموازية التي
يصرفها السادة في طهران على
أتباعهم ؟
وهل ينثرون مساعداتهم المالية على
الأتباع ؟ ثم نريد التساؤل عن
الأسباب التي تدفع مئات الشبان
الأحوازيين من (الفرار من وطنهم)
وإقامتهم في بلدان العرب ؟ ألم
يكن لسياسة الإعدام الفارسية
للشبان الأحوازيين
الواعين،والمطاردة للطلائع
السياسية ، والاِعتقال السياسي
المتواصل لطلائع أبناء شعبنا ،
وتضييق الخناق على المواطنين ممن
يريدون العمل على أرضهم الوطنية
الأحوازية،تعد من أبرز أسباب
العيش في الخارج للمواطنين العرب
الأحوازيين ؟ هل نحن عرب أم لا ؟
تلك أقوال تلفظها الفرس بحجب حق
العروبة عنا،وهو الاِنتماء
الحضاري لنا وتشكل هويتنا القومية
والاِجتماعية، هي برهان آخر على
تعامل الفرس العنصريين معنا،أنهم
يرفضون ذكرـ مجرد ذكرـ قوميتنا
ويحشرون اِسمنا في مفاهيم الطوائف
التي تحدد العنوان الفكري
والسياسي لنظامهم الذي أطروه في
الدستور وقوننوه في تراتب فقراته
.
العمالة للخارج الإمبريالي تكمن
في الخطوات التي كشفتها ((إيران
كيت))،وتزويد الكيان الصهيوني
للقيادة الإيرانية بالأسلحة
المتقدمة والمتطورة،والتواطؤ
السياسي والعسكري المكشوف مع
القوات الأمريكية الغازية للعراق
والمحتلة لأراضيه،والتشارك في
قرار تقاسم سياسة التدمير لأي
موقف قومي عربي،وهناك سلسلة طويلة
من الأدلة الثبوتية على العلاقات
المشبوهة بين هؤلاء الملالي
والإمبريالية الأمريكية،وقد عرض
موقع عربستان عشرات الدراسات التي
تؤكد على هذا الاِتجاه السياسي
الذي يطبع السلوك الإيراني
السياسي في المنطقة العربية في
أقل تقدير .
وموضوعة أخرى حاولت السلطة
الإيرانية الغاشمة رميها الوطنيين
الأحوازيين بأنهم معادون للشعب
الإيراني،وفي الوقت الذي نقف موقف
المعترض على مفهوم الشعب
الإيراني، فإنّ ما يهم الأحوازيين
توضيح وجهة نظرهم كونهم لا يعادون
الشعب الفارسي،وإنما يناضلون من
أجل تحرير أرضهم وشعبهم ومن أجل
استرجاع حقوقهم القومية التي
يتقدمها تعلهم بلغتهم القومية :
وهي العربية،ويناهضون من يقمع
حركتهم بكل وسائل الطغيان
والإرهاب والقمع والسجن والتعذيب
ومواصلة سياسة الإعدامات المستمرة
.
****************
ملاحظة :
في هذا النطاق الفكري والإطار
الإعلامي ينبغي قراءة ما قالت به
جريدة الشرق الأوسط الذي نورده
نصاً أدناه :
عرب
الأحواز يصدرون مجلة من القاهرة
بترخيص أجنبي
مديرها مصري، وقالت في عددها
الأول
إن "الأحواز دولة عربية محتلة من
ايران"
جريدة الشرق الأوسط
القاهرة: عبد الستار حتيتة
أثار صدور
مجلة برخصة أجنبية في مصر،باسم
عرب الأحواز،الذين يطالبون
بالاستقلال عن الدولة
الإيرانية،جدلاً في العاصمة
المصرية أمس،وبخاصة أنها المرة
الأولى التي يصدر فيها ناشطون
يطالبون بالانفصال عن إيران
مطبوعة في دولة عربية،مما يمكن أن
يجدد الجدل حول تطور العلاقات
المصرية الإيرانية، بعد تأثرها
قبل شهرين بفيلم إيراني يمجد قاتل
الرئيس المصري الراحل أنور
السادات.
وفي وقت قال
فيه المدير العام للمجلة
الاحوازية الدكتور عبد الصمد
الشرقاوي،وهو مصري الجنسية،إن
الأحواز تعتبر دولة عربية محتلة
من قبل إيران،أرجأ مسؤول في وزارة
الخارجية المصرية الرد على أسئلة
«الشرق الأوسط»،حول ما إذا كان
الموضوع سيتسبب في مزيد من الفتور
في العلاقة بين القاهرة
وطهران،إلى وقت لاحق.
فيما اتهم
مصدر إيراني مطلع بالعاصمة
المصرية،من أسماهم بالإيرانيين
الذين يقفون وراء المجلة،ويقيمون
خارج البلاد (غالبيتهم في دول
أوروبية)، بالعمل لصالح بعض الدول
الأجنبية لأغراض سياسية،لكن
المتحدث الرسمي باسم الوفد الوطني
الأحوازي،عادل السويدي،الذي زار
القاهرة أخيراً،قال في اتصال من
مقر إقامته في هولندا،إن «العرب
في منطقة الأحواز،التي تحتلها
إيران،يتعرضون لأبشع أنواع الظلم
والعنف من نظام الحكم
الإيراني،منها أعمال تهجير وتغيير
في التركيبة السكانية بالمنطقة
العربية المطلة على الجانب الغربي
من الخليج العربي (داخل دولة
إيران)».ويأتي صدور المجلة في وقت
تتعرض فيه العلاقات المصرية
الإيرانية المقطوعة أصلاً منذ عام
1979،للشد والجذب، وبينما ترفض
مصر إعادة العلاقة مع إيران،أو
الرد على إعلان رئيسها محمود
أحمدي نجاد ،استعداده زيارة
القاهرة.
وانتقد مصدر
إيراني مطلع في العاصمة المصرية
من وصفهم بـ«العرب الإيرانيين»،
الذين يعملون،بمثل هذه التصرفات
(إصدار المجلة)،ضد الدولة
الإيرانية،قائلاً في رده على
«الشرق الأوسط» في ما يتعلق
بمبررات الأحوازيين المطالبين
بالاستقلال عن إيران،كون منطقة
الأحواز عربية،واحتفاءهم بمقولات
للمعارض السوري الدكتور رفعت
الأسد،عن عروبة الأحواز..قال
المصدر الإيراني: «نشاطات
الإيرانيين (يقصد الأحوازيين
الذين يقفون وراء المجلة) تقف ضد
الشعب الإيراني..من يتحدث عن
موضوع (اقتطاع جزء من) أراضي دولة
إيران هو معاد للشعب»، موضحاً
أن..«هناك العديد من الطوائف
المختلفة في إيران.. كل الطوائف
يعيشون كإيرانيين. عرب إيرانيون
وكورد إيرانيون وبلوش إيرانيون
كلهم واحد..هذا لا يرتبط بما قبل
الثورة الإسلامية،أو بعدها..
لدينا عرب كثيرون، وهم إيرانيون،
ويحبون بلدهم..أعتقد أن هؤلاء
الاحوازيين المعارضين يستفيدون من
مثل هذه الأغراض السياسية.. هم
ليسوا عربا ولكن عملاء لبعض الدول
الأجنبية». وقال المصدر الإيراني
كذلك من شأن تأثير الدكتور الأسد
الذي يرأس التجمع القومي الموحّد،
في واقع المنطقة.
ومن جانبه
اتهم السويدي،الذي يعتزم زيارة
القاهرة عقب شهر رمضان،النظام
الإيراني بالعمل على «تفريس
(جعلها فارسية) دولة عربية
تاريخية محتلة منذ عام 1925، هي
دولة الأحواز،وشعبها العربي»،
قائلاً في ما يتعلق بالمجلة، التي
صدر العدد الأول منها بالقاهرة
قبل أيام إنه «تم افتتاح مكتب
متواضع لمجلة فصلية مؤقتة،يديرها
الدكتور عبد الصمد الشرقاوي،مصري
الجنسية،والترخيص أجنبي من
قبرص،وهي (المجلة) فصلية تصدر كل
3 أشهر،بسبب نقص التمويل وقدراتنا
متواضعة، لكن أردنا أن نبدأ
بخطوة، إن شاء الله تعقبها
خطوات».
وعما إذا كانت
السلطات المصرية قد وافقت على
إصدار المجلة ذات الترخيص
القبرصي، لأنه في العادة يتطلب
العمل بالترخيص الأجنبي،وإصدار
الصحيفة التي يحمل اسمها، موافقة
هيئة الرقابة على المطبوعات
المصرية،قال السويدي:إلى الآن
الأمور تسير من دون أي مشاكل».
وأضاف في ما يتعلق بالجهة التي
تتولى توزيعها بمصر،بقوله إن
التوزيع ما زال متواضعاً، وليس له
طابع تجاري مؤسسي، وأن..«ما طبع
منها بمصر 2000 نسخة فقط، منها
نحو 1400 نسخة توزع في
أوروبا،والباقي (600 نسخة) توزع
بمصر على السفارات العربية
ومسؤولي صحف وجهات إعلامية مصرية،
إضافة لبعض المفكرين والسياسيين
والكتاب بالقاهرة، للتعريف
بالقضية الاحوازية أولاً، وفي
المستقبل إن شاء الله ننطلق بشكل
أكبر». وعما تردد عن لقاء لهم مع
قيادات من الحزب الوطني
الديمقراطي الحاكم بمصر، قال
السويدي،إن هذا اللقاء لم يحدث
(في آخر زيارة له مع وفد أحوازي
للقاهرة كانت في أبريل (نيسان)
الماضي)،وأن السبب لم يكن من جانب
الحزب الحاكم المصري..«إنما من
جانب الوفد الأحوازي بسبب ازدحام
أجندته عند حضوره لمصر قبل أربعة
أشهر».
ملاحظة :
أخبار ذات
الشأن بالمجلة الأحوازية
:
الأحواز عربية … الأرض السليبة |