نفت مصادر موثوقة ومطلعة في مكاتب
المراجع الاربعة الكبار للشيعة ما
تردد بشأن صدور فتوى عن المرجع
الشيعي الأعلى آية الله العظمى
السيد علي السيستاني بشأن
المقاومة المسلحة ضد قوات
الاحتلال.
وأبدت المصادر التي اتصلت بها
وكالة الملف برس استغرابها
واندهاشها لذلك ، وقالت إن هذه
الفتوى لو كانت صحيحة لكانت
وصلتنا نسخة منها كما في الفتاوي
الأخرى التي تصدر عن السيد
السيستاني. بل إن مصدرا في مكتب
المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم،
اتصلت به ( الملف برس) هدد
بمحاسبة من يروج للفتوى الباطلة.
وقال المصدر المخول بالتصريح
والذي فضّل عدم ذكر اسمه إن اي
شيء ينسب الى (السيد السيستاني)
بدون ختم (السيد) أو توقيعه يعتبر
باطلا وما بني على باطل فهو باطل
.. وأضاف أن ( الخبر – الفتوى)
فرقعة إعلامية يراد منها إثارة
البلبلة في الوسط الشيعي.
وكالة الملف برس تتبعت خيوط
الفتوى بدءاً من مكتب المرجع
الأعلى الذي رفض التعليق على
النبأ، مرورا بمكتب الشيخ بشير
النجفي والسيد محمد الحكيم والشيخ
إسحاق الفياض، ولم تحصل على ما
يؤكد صدور مثل هذه الفتوى..
فيما لم يؤكد او ينفي الشيخ
صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم
الهيئة السياسية للتيار الصدري
فتوى السيد السيستاني التي
تداولتها وسائل الإعلام الغربية
اليوم الجمعة، قال إنها محاولة
أميركية مكشوفة لتوجيه الأنظار عن
الجرائم التي ترتكبها القوات
الأميركية ضد اتباع التيار الصدري
لمقاومتهم الاحتلال. وفيما يلي
النص الحرفي لتقرير شبكة الأخبار
الأميركية
CNN
المنشور في موقعها على الإنترنت
يوم الجمعة الموافق 23 أيار
الجاري:
أصدر آية الله علي السيستاني، أهم
مرجع شيعي، وأكثرهم نفوذاً في
العراق، فتاوى أعلن فيها أن
المقاومة المسلحة ضد قوات التحالف
في العراق، التي تقودها الولايات
المتحدة الاميركية، أمر جائز
ومسموح، الأمر الذي يعد تحولاً
مهماً وجوهرياً لأحد أبرز
المؤيدين للحكومة العراقية
المدعومة من واشنطن.
وجاءت الفتاوى على لسان أعلى مرجع
شيعي في العراق، آية الله علي
السيستاني، وتلمح إلى أنه يسعى
إلى شحذ موقفه المعارض للقوات
الاميركية ومواجهة الطلب الشعبي
لخصومه الرئيسيين، وتحديداً، رجل
الدين الشيعي مقتدى الصدر، وجيش
المهدي.
ولكن بخلاف معارضة مقتدى الصدر
متعددة الجوانب، فإن السيستاني،
المولود في إيران، أظهر حذراً
متناهياً تجاه أي شيء يمكن أن
يعرض حكومة رئيس الوزراء العراقي،
نوري المالكي، ذات الأغلبية
الشيعية، للخطر.
وحتى الآن فإن فتاوى السيستاني،
البالغ من العمر 79 عاماً، اقتصرت
على عدد محدود من الناس، كما أنها
صدرت بصورة شفهية وخاصة، وفقاً
لما صرح به مسؤولون شيعة بارزون
للأسوشيتد برس.
وبالنسبة للقوات الاميركية، يعتبر
السيستاني أحد قوى الاستقرار
الرئيسية في العراق، وذلك لرفضه
دعم وتأييد انتفاضة شيعية شاملة
ضد القوات الاميركية أو السنة،
وبخاصة أثناء ارتفاع حدة العنف
الدموي الطائفي في العراق، في
أعقاب تفجير القبة الذهبية لمرقدي
الإمامين الهادي والعسكري في
سامراء عام 2006.
ولم يتضح ما إذا كانت فتاوى
السيستاني هذه إنما يقصد منها
إثارة العنف أم أنها ببساطة آراء
دينية حول الوجود الأجنبي في
العراق.
يذكر أن الصدر كان قد هدد مؤخراً
بشن "حرب مفتوحة" ضد القوات
الأجنبية في العراق.
وقالت القوات الاميركية إنه ليست
لديها مؤشرات على أن السيستاني
يسعى لتشجيع العنف ضد القوات
الأجنبية، كما أنه ليس لديها أي
معلومات تربطه بغيره من الزعماء
الدينيين الشيعة الذين ينادون
بتسليح الأفراد لمقاومة القوات
الاميركية وحلفائها.
من جانبه قال أحد كبار مساعدي
رئيس الوزراء العراقي إنه لا يعرف
عن أي فتاوى، لكنه أضاف "أن رفض
الاحتلال مبدأ قانوني وشرعي" وأن
كبار رجال الدين الشيعة أحرار في
إصدار قراراتهم.
يشار إلى أن امتعاض السيستاني من
الوجود الاميركي في العراق ليس
سراً، فهو يلوم واشنطن على الكثير
من الأمور في بلاده، وذلك في
الفتاوى العامة التي تنشر على
موقعه على الإنترنت. ورفض أحد
قدامى المسؤولين في مكتب
السيستاني نفي أو تأكيد هذه
الفتاوى التي صدرت بصورة خاصة،
ولكنه أشار إلى أن دعوة للجهاد قد
تصدر قريباً..وقال
المسؤول إن السيستاني يرفض الوجود
الاميركي، وهو يعتقد أن
الاميركيين "سيدفعون في نهاية
الأمر ثمناً باهظاً" للأضرار التي
ألحقوها بالعراق.)
|