وأخيراً ها هي
الولايات المتحدة الأميركية قد
باشرت بتطبيق برنامجها المتنازع
عليه والمسمى بالدرع الصاروخي
الأوروبي" والمزمع أقامته على
أراضي "التشيك" بعد التوقيع عليه
بموافقة الحكومة التشيكية , ومن
دون أن نرى "طحينا" روسيّاً رغم
التهديدات الروسية الصاروخية
السابقة بهذا الخصوص والذي وعد
في حالة تنفيذه بقلب الدنيا
عاليها سافلها وبتصريحات
رنـّانة حادة حتى أكثر حدّة من
تهديداتها السابقة بشأن
"استقلال كوسوفوا" التي حبست
أنفاس العالم المترقب ساعتها
للحظة التي تبدأ بها قدحات
إشعال حرب نووية شاملة ! ..
حقيقة أنا
من ضمن الكثيرون الذين يتطلعون
الى عودة القطب المعادل دوليّاً
بشكله الروسي الجديد أو بالشكل
الصيني ولو بنفاقه المقيت ,
تدفعنا العاطفة نحو هذان البلد
"روسيا" الذي سبق له وأن قاد
بشكله "السوفييتي" حملة مناصرة
الفقراء في جميع أنحاء العالم
أُدخلت على أثرها الولايات
المتحدة الأميركية نفسها في
إنذار عالي المستوى , خاصة بعد
الكارثة الاقتصادية التي أصابت
بمقتل الهيكلية الرأسمالية
المتأرجحة في ثلاثينيات القرن
الماضي , وقبل أن تبدأ الحملة
"المكارثية" بدايات الخمسينيات من
القرن الميلادي ذاته والتي
اكتسحت حتى الحياة الثقافية
وركائزها الفتية في عموم
الولايات المتحدة الاميركية ...
لو قلبنا
صفحات التاريخ العالمي القريب ,
خصوصاً مع بدايات إرهاصات
النزعات الثورية التي بدأت تغلي
مع بداية القرن العشرين الميلادي
بين أوساط الفلاحين الجياع
والطبقات العاملة المسحوقة وحتى
بين أصحاب الرؤى والأفكار الحرّة
, ومن ضمنهم من هم محسوبون على
الطبقات الارستقراطية , لوجدنا أن
قادة الاتحاد السوفييتي والصين
على وجه الخصوص , قد استمرؤوا
"الحلول السلميّة" في مواجهة
الغرب الرأسمالي الإمبريالي
المتوحش , وركنوا إلى تلك الحلول
التي أطمعت الغرب الرأسمالي فيهم
, بحجة خصوصية النهج الشيوعي
وسلامه المزعوم "وحمامة سلامه"
في نشر الاشتراكية بشكلها
الايديولوجي المعروف في جميع
أنحاء العالم , رغم أن القادة
الشيوعيّون كانوا يتمنون في
قرارة أنفسهم فرض مبادئهم بالقوة
, حتى ولو أدت تلك القوّة
المتحيّنة إلى سحق العالم الغربي
بأكمله , ولكنه الجبن !, نعم
الجبن الذي فضحته أزمة الصواريخ
الكوبية وفضحت نواياهم , بل
وأدّت هذه "الأزمة" إلى أن تكون
نقطة التراجع الأساسية التي
تحولقت حولها التراجعات
والانحسارات الكبيرة للمد
الشيوعي في عموم الغرب والعالم
منذ ذلك الحين , وخاصة بعد
تخاذل "خروتشيف" وقبوله بالأمر
الواقع ! , للتداعى بعدها
الشيوعية وتتراجع مع مرور الوقت
لتنهار , ويا للأسف , ولربّ
ضارّة نافعة , في عقر دارها ! ..
"إقرض واكمن"
, أو أقرض واهرب , هذا الشعار
الإنجليكو صهيوسكسوني الذي
استباح القارة الأميركية واكتسح
هنودها الحمر على مدى أربعة قرون
, واستباح الخليج العربي
"الفارسي" بعد أن بدأت مراحل
انقراض سكانه الأصليّون
"الأعراب" , واستباح ايضاً قارة
استراليا بأكملها بعد أن تم
القضاء , وبشكل يكاد يكون نهائي ,
على سكانها الأصليّون
"الأبورجنيز" , هذا الشعار
الأنجليك سكسوني الذي يريد
الاستحواذ على كامل مساحات الكرة
الأرضية بيابستها ومياهها , بدأ
يزحف بشكله المعروف على أراضي
روسيا أيضاً , ولتنطلق إشارته مع
بداية "الدرع الصاروخي" , ألم
تعلنها الوزيرة السابقة
للولايات المتحدة الأميركية
الأفعى "أولبرايت" حين قالت
وبانفعال "ليس من العدل أن تستحوذ
روسيا على كامل "سيبريا" الغنية
بالنفط والغنية بأنواع الطاقات
!" ....
التكتيك
الإنكلوصهيوسكسوني الذي بنى
آيديولوجيته الاستحواذية بتقليد
أحدى حيوانات صنف "القوارض" ,
هذا التكتيك بدأ يترهل وينتفخ ,
فدوام الحال من المحال كما يقول
المثل العربي , فهؤلاء القوم
"الأنجليكولوثريّون" هم ليسوا
أولئك الأجداد المتحمّسون الأوائل
لإبادة الجنس البشري بطريقة
القرض والكمون "سلاح الجبناء
بالطبع" فهم الآن يمرّون في آخر
سنواتهم الإجرامية , ليذوبوا
بعدها مع سائر الجنس البشري الذي
سبق لهم وأن عزموا على إبادته
ليبقى فقط "شعب الله المختار!" ..
المقاومة
العراقية الكونية بكافة جيوشها
وفصائلها العراقية الأصيلة هي
التي نبشت الانكلوسكسون من
مكامنهم وذبحتهم ونفخت في
أوداجهم استعداداً لسلخهم القريب
بإذن الله ...
روسيا كانت
تتجرأ بقوة على الولايات المتحدة
الأميركية
وتطلب منها تحديد جدول زمني
للانسحاب من العراق بعد أن
شجّعتها على ذلك الضربات المدوية
التي قصمت الجيش الاميركي على أرض
العراق !
روسيا هذه رأيناها في الاشهر
الأخيرة قد خفت صوتها مع بداية
ما سمي بالصحوات! ولكنه
سيرتفع صوت روسيا حتماً ومجدداً ,
بالتأكيد , مع موت الصحوات بشكل
نهائي على أيدي جيوش وفصائل
المقاومة العراقية , نحن نتوقع
ذلك , والصحوات في طريقها
للانقراض على وقع الضربات
الساحقة التي يكيلها على
رؤوسهم العفنة أبناء العراق
الأحرار البررة , فهل روسيا في
طريقها لتنفيذ ما وعدت به , أم
تترك الأمر سائباً كالعادة وكطريقة
الاجداد !...
روسيا اليوم
لديها من ترسانة من الاسلحة
المتطورة , كمّاً ونوعاً ما
يمكنها بفرض كامل هيبتها , ليس
على دول أوروبا فحسب , بل وفي
داخل الولايات المتحدة الاميركية
ذاتها ! , فكيف تسمح روسيا
لنفسها في بعثرت قوّتها المهولة
هذه تحت سياط الاصرار الأميركي
الذي يحاول إعادة توازنه أمام
روسيا بالذات , بعد أن أخلّت به
الضربات الماحقة للعراقيين على
رؤوس جيوشها المنهارة على أرض
العراق ! , لقد كان أملنا
ببوتين ان يصحح نهج خروتشيف
المتأرجح في التحدي "مابين حذائه
في فم اميركا في الأمم المتحدة
وما بين خنوعه المشين لكندي" ..
لم يقف بوجه
المد الانكلولوثري ويقصقص
أجنحته سوى الشعب العراقي
العظيم بقيادة مقاومته الأبيّة
البارّة , فالعراقيّون شعب الله
المحارب على مر الدهور , وعمر بن
الخطاب أقرّ بذلك ! وها هي شعوب
الانكلوسكسون تركع تحت ضربات
العراقيين البواسل رغم الحصار
العالمي ضدها من كافة دوله
قاطبة والتي تقف خلف
الانكلوسكسون في حالة لم يشهد
لها التريخ البشري لحالته الرثّة
هذه مثيلاً ! ...
لو كان لقيادة
العراق العظيمة نصف ما عند مخزون
الروس من أسلحة لغيّر وجه
العالم منذ عقدين من الزمان !
ولكن , وكما يقول المثل العراقي
الشعبي "ينطي الجوز للي ما عنده
سنون !" ولازلنا نتذكر كلمات
الرئيس العراقي العظيم
صدام حسين وهي تلعلع
وتصدح في المحكمة الصفيونية
التي أقامها له الأميركان على
أرض بغداد والتي قال فيها ( لو
كان عندنا "إثنين إلى ثلاثة
بالمئة" مما لدى الأميركان من
أسلحة لما تجرأت أميركا على غزو
العراق ! ) ...
ومع ذلك ..
فقد رفع شعب العراق شعار (
الأميركي الطيّب على أرض العراق
هو فقط الأميركي الميّت ! ) ... |