فوجئنا بقرار الحكومة الاردنية
منع توزيع جريدتنا (الصوت) داخل
المملكة الأردنية الهاشمية، بدعوى
أن جريدة الصوت تهاجم الاحتلال
وحكومته في بغداد، فضلا عن
مهاجمتها العرش السعودي.. وقد
تناست هذه الحكومة أن ما وجهته
إلينا من (حيثيات) بمنع توزيع
جريدتنا المناهضة للمحتل والرافضة
لمشاريعه، هي شهادة حسن سلوك لنا،
إذ يشرفنا، على الدوام، مهاجمة
محتلي بلادنا ومن تعاون ويتعاون
معهم، ذلك لأننا نجد أن من حقنا
الشرعي كشف جرائم الحكومة التي
أقامها المحتل الغازي على أرض
بلادنا لتقتل وتشرد وتسجن الناس
الأبرياء بلا سبب سوى مناهضتهم
لمحتلي بلادهم، إلى جانب حقنا
الشرعي، أيضا، في مهاجمة العرش
السعودي وإماطة اللثام عن الوجه
الكالح لأصحابه، لأنهم وراء ما
يعانيه شعبنا اليوم من احتلال
وانشقاقات وتمزق داخلي وتجاذبات
طائفية وتواجد مرعب للموساد على
أرضه الطاهرة. لقد منعت الحكومة
الأردنية توزيع جريدتنا داخل
المملكة، وهي قادرة على ذلك حتما،
وهو أمر يسير أمام كل حكومة تروم
كم الأفواه وإيقاف سريان الكلمة
الشريفة، ومنع إشاعة قيم إعلام
قومي ووطني نظيف، لكنها لن
تستطيع، قطعا، أن تجعل شعبنا
الأردني المجاهد الباسل في خندق
الاحتلال وحكومته في بغداد، أو أن
تجعله مساندا للعرش السعودي
المتآمر على أمتنا العربية، هذا
العرش المتهرئ القائم على مساند
أميركية وصهيونية، وهو الذي كان
ظهيرا للمحتلين الأميركان
والبريطانيين وغيرهم، وهو يفتح
أبواب نجد والحجاز، أمام قواتهم
كي تدخل إلى مدن العراق وعاصمة
بلادنا الخالدة (بغداد)، في
التاسع من نيسان الأسود عام 2003.
يؤسفنا كثيرا أن تكون الحكومة
الأردنية سببا في حرمان آلاف
العراقيين المقيمين على أرض
المملكة الأردنية الشقيقة، إضافة
إلى حرمان عدد كبير من أشقائنا
الأردنيين المساندين للمقاومة
وفرسانها البسلاء وإعلامها
النظيف، من متابعة جريدتنا، لذلك
نقول لها بصوت عال، أن جريدة
الصوت الوطنية المناهضة للاحتلال،
رضيت أم لم ترض، ستبقى في وجدان
أهلنا العروبيين البسلاء في
الأردن الشقيق، وهم يتذكرون
صولاتها العزوم في فضح تآمر
الحكومة السعودية على شعبنا
ومقاومته، وممارسات حكومة
الاحتلال الرابعة في فرض منطق
التقتيل والإرهاب الذي بات سائدا
في العراق!؟
ولأننا نفرق كثيرا بين مسلك
تعسفي للحكومة الأردنية وبين منهج
المملكة الأردنية المعلن، شعبا
ومليكا، فها نحن نتوجه كمنبر
إعلامي وطني ينطق باسم الأغلبية
الصامتة في بلادنا المحتلة
بمناشدة جلال الملك عبد الله
الثاني، بأن يأمر حكومته للعودة
عن قرارها المتسرع الجائر، لأننا
نثق بحكمة الهاشميين الذين تركوا
أثرا طيبا في نفوس العراقيين،
برغم كل ما جرى لهم، يوم كانوا
ملوكا على بلادنا. لكننا نؤكد مع
هذه المناشدة المشروعة، أن جريدة
الصوت ستبقى حتى الموت- مهما كان
قرار الحكومة الأردنية اللاحق-
مدافعة شريفة عن حق شعبنا في
التحرير، ولسوف تستمر، ما وسعها
الجهد بعون الله تعالى ناصر
المجاهدين المدافعين عن اوطانهم،
في فضح ممارسات محتلي أرضنا
وعبيدهم في بغداد والرياض
والقاهرة وغيرهم، قائلين للحكومة
الأردنية، وبصوت عال أيضا: لقد
هالنا أن يكون النفط أغلى عندكم
من دماء أهلكم العراقيين، الذين
قدموا لأشقائهم الأردنيين
والفلسطينيين في الضفتين، الدم
منذ عام 1948، كما قدموا للاردن،
ايام الحكم الوطني الذي أسقطه
المحتل الغازي، النفط والمال
والأرض والحماية، ببذل سخي،
ستتحدث عنه الأجيال، وهي تسمي
مكارم العراقيين وخصالهم
اليعربية، بأنصع الأسماء كنبراس
باق إلى الأبد!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
( وتلك
الأيام نداولها بين الناس
)
صدق الله العظيم |