أولاً: مـن هوَ الفارس!! هو
الانسان الصادق، الشجاع، الرجل
النبيل الشهم، الذي لا يظلم ولا
يقبل بالظلم، الذي ترعرعَ في بيئة
نظيفة،واشتهر بالإخلاص والأمانة
والنزاهة.
شخصيةُ قيادية جريئةِ ترفض
الواقع السيئ، لا يساوم على
المصالح الخاصة. وبهذا يحترم
كرامته ويقف ضد سياسة المراوغةِ
والتضليل، والخداع والتزوير، لا
يقلب المفاهيم ولا يغض النظر عن
المنكر...
صولات الفارس وجولاتهِ من أجل
العدالة ونشر الحقيقة، وخدمة
الشعب والوطن وإرشاد الناس الى
الخير، وسلوكه وأحاديثهُ أغانيَ
للحياة؛ والفارس هو الذي يلبي
نداء الحدث ويكون قدوة للمجتمع.
وصولات الفرسان كانت دائماً ضد
الشر والغدر والخيانةِ ومحاربةِ
الرذيلة وتثبيت الفضيلةِ،
والتاريخ شاهدُ على سجل الفرسان
وصولاتهم، ومنذ القرون الوسطى كان
للفرسان وتشكيلاتهم دور كبير في
الدفاع عن الأوطان ضد الاحتلال
وضد الغزاةِ والأشرار......الخ
والعالم كلهُ يقف إجلالاً
وإكباراً للفارس الانساني
الإسلامي... صلاح الدين الأيوبي،
الذي ضربَ أروع الأمثلةَ في
البطولات والأخلاق لعزة الإسلام،
ولحجم الحملة الصليبية المعتدية
على حرمات ومقدسات الاسلام.
فأعداءهُ قبل أصدقاءهِ يشيدونَ
بأمجاده في السلم وفي الحرب،
وسجلَ فرسانهِ وصولاتهم يشهد على
ذلك، حيث لا يقتلون الأسير،
ويداوون جرجى الأعداء، يرحمون
الصغير، ويحترمون الكبير ويحافظو
على شرف نسائَهم وحرمةِ
معتقداتهم، ويحمون المعابدَ
والمساجد والكنائس دون تميزٍ أو
تفريق.
هكذا كان الفارس صلاح الدين،
وهكذا كانت صولات فرسانهِ.....
وتيمناً بالفروسية في عهدهِ، شكلت
الحكومة العراقية السابقة أفواجاً
للدفاع الوطني في منطقة الحكم
الذاتي لكردستان العراق، تحت
تسمية فرسان صلاح الدين، وكانت
التعليمات والتوصيات بأن يتصفوا
بنفس الصفات الفروسية في عهد صلاح
الدين، دفاعاً عن العراق ضد
التدخلات الأجنبية وإعتداءاتها.
لقد تمسكو، فرسان صلاح الدين
بالعهد، وأوفوا بالوعد الى حدٍ
كبير، وكيفَ لا، وهم رؤساء عشائرَ
كردية معروفٌ عنها الصدق
والنبلَ!! ورغم بعض المحاولات من
بعض الناس لتشويه سمعة فرسان صلاح
الدين، غيرَ أن الواقع أثبتَ
إخلاصهم وحسن نواياهم. ومواقف
كثيرة تشهد على ذلك، وعلى سبيل
المثال لا الحصر.. في سنة 1966
إستنجدَ السيد جلال الطالباني
بالحكومة العراقية عن طريق بعض
رؤساء الفرسان وكان له ما يريد،
وبقيَ جنباً الى جنب مع فرسان
صلاح الدين للدفاع عن العراق الى
بيان آذار (1970)، ومن جهة أخرى
إستعان السيد مسعود البارزاني
بالسلطة الوطنية،لفك الحصار عنهُ
سنة 1995-1996 في أربيل وحمايتهِ
من الهجمات الإيرانية، فتحركت
القطاعات العسكرية ومنها فرسان
صلاح الدين وأنقذوا مدينة أربيل
وحصل السيد مسعود البارزاني على
مايريد.
هذا غيضٌ من فيض.... ولفرسان
صلاح الدين دور مشهود، وكانت هناك
محاولات يائسة للنيل منهم، غير أن
تأريخهم ونفوذهم الاجتماعي
والعشائري، كان ولا يزال أقوى من
أية يأثيرات جانبية، ومازالوا هم
في الساحة، ولهم دور في َ كردستان
العراق، ومنهم من شكلوا أحزاباً
كردية وطنية عراقية... ولا حاجة
في الذهاب الى التفاصيل.
كنا في هذه الأسطر نـريــد أن
نبين مجرد بعض التوضيحات للقارئ
عن دور فرسان صلاح الدين في
الحفاظ على وحدة العراق وكرامة
الوطن، وكانت صولاتهم تختلف عن
صولة ما يسمى بصولة الفرسان في
البصرة، والتي قادها فخامة الرئيس
نوري المالكي..... فصولة المالكي
كانت صولة بــلاك ووتــر وتأريخ
بــلاك ووتــر بإختصار كما يلي :
بــلاك ووتــر أو فرســان
مالــطا :
تأسست هذه المنظمة سنة (1085)
على أيدي بعض الرهبان في مالطا،
ودخلت فلسطين بذريعة العناية
بالمرضى والمستشفيات، ثم خرجت الى
العمل العسكري، وأصبحت جزءاً في
الحملات الصليبية الى أن طردهم
بيبرس في فلسطين سنة (1271)،
وتوجهوا الى الشام وطردهم
العثمانيون من الشام سنة (1523)،
واشتهرت هذه المؤسسة فيما بعد
بإسم ( فرسان مالطا ) واليوم من
بين إعضائها ( ايريك برئيس ) وهو
يقود منظمة بلاك ووتر، وتضم أكبر
جيشٍ للمرتزقة في العالم.
و دخلت العراق مع دخول
الإحتلال، وتتسم بالكراهية
والشراسة، و معادات الإسلام،
ويقول جبريمي سكاهيل مؤلف كتاب
بعنوان: بلاك ووتر، بأنها أخطر
منظمة سريةٍ في العالم، ويرأسها
(أيريك برئيس) والذي يعتنق
معتقدات اليمين المسيحي، والمعروف
بتأييدة اللامحدود لإسرائيل،
وتتمتع هذه المنظمة في العراق
بحصانةٍ قضائية تفوق حصانة
الدبلوماسيين، وقامت بعشرات
العمليات القذرة في العراق وبكل
حريةٍ، ومن دون رادع ضمير، ودون
محاسبة أو مسائلة من أحد.
والحكومة العراقية تجدد عقدها وغم
معرفتها بجرائمها ضد أبرياء
العراق، ورغم معرفتها بتأريخها
الأسود وسوء سمعتها دولياً.
..... وقاد السيد رئيس الوزراء
صولة ضد أهالي البصرة برفقة
بــــلاك ووتــر و أخـواتــها :
فأخوات بلاك ووتر، كلَ جيشٍ أو
كلَ قوةٍ أو كلَ جماعةٍ تقتل
العراقيَ بدون ذنبٍ، صولة الفرسان
كانت ضدَ أهالي البصرة، وإشتركت
فيها الميليشيات بكل أصنافها،
وهيَ كثيرةٌ تساندها قوات أمريكية
و بريطانية، والجيش والشرطة،
والحرس الوطني الحكومي. جاءت
الصولة بإشارةٍ أمريكية ضد جيش
المهدي الذي يقودهُ مقتدى الصدر،
وكانت النتيجة قتل (1500) إنسان
عراقي بتهمٍ فارغة، وجرح (3000)
ثلاثة آلاف، وتدمير عشرات البيوت
على رؤوس أهاليها وأصحابها،
وتشريد الأطفال والنساء، وقطع
الإمدادات وحرمان الأهالي من
الماء والدواء. وقادَ المالكي هذه
الصولة لسبعة أيامٍ وقُتل من قُتل
ومن ثم تركَ البصرة للطائرات
الأمريكية والدبابات البريطانية
أن تفعل فيها ما تشاء.....
وعادَ سيادته الى بغداد ليكمل
مهمتهُ في مدينة الصدر.... و غطاء
معركة صولة الفرسان تطبيق
القانون، وثبتَ بأن القانون الذي
يدعيهِ المالكي ليس ميزاناً
للخير، وكل هذه الحركات والضربات
هي أصلاً لخدمة مصالح أمريكية،
وقواتها التي توزع الموت صباح
مساء، ورائحة النكبة تزكم الأنوف
في دهاليز العملية السياسية على
أيدي فرسان المالكي و بلاك ووتر
وأتباعها و أخواتها.
ومازال السيد رئيس الوزراء
نوري المالكي يفتخر بالعملية
السياسية، ويرحب بالإحتلال، ويقتل
العراقيين الأبرياء، ويدمر البلد
في الوقت الذي :
1. توني بلير قدم استقالتهُ
وشرد، وقال بملئ فمهِ على فضائية
الجزيرة بأن ضميرهُ يعذبهُ
لمشاركته في الإعتداء على العراق
تحت حجج و ذرائعَ واهية.
2. قال كولين باول.... ماجرى
في العراق لطخةُ عارٍ على جبيننا،
و سيلاحقنا العار الى الابد.
وعشرات من قادة القوات الامريكية،
وموظفين من البيت الابيض قدموا
إستقالاتهم لعدم إيمانهم بهذه
المعركة ولوحشيتها.
و لكن مازال السيد نوري
المالكي ملتزمٌ بتوجيهات كوندي و
بتريوس و بوش، ويقتل العراقيون
بدم بارد!!! هل هي صولة الفرسان
أم هــولاكو أخر الزمان؟؟ أم
صولات بلاك ووتر وميليشيات طهران
؟؟
هكذا فارس ليست لديهِ الشجاعة
ولا المصداقية، هذا الفارس مع
الفساد والإجرام والعمالة ليس
إلا، هذا الفارس المغوار آلـــةٌ
لتمزيق العراق، وتقويض بنيان
الدولة، والمجتمع، ونشر الإقتتال
الأهلي، والفرز المذهبي والطائفي
للأحياء والمدن...... هذا الفارس
ينسف الفسيفساء الدينية والعرقية
في العراق.
هؤلاء !! فرسان أمريكا....
ضربوا بغداد، دمروا الفلوجة،
وفجروا الأنبار و ديالى و كربلاء
و سامراء والبصرة و آمرلي و
زنجبلي. وهجروا العراقيين من
مسيحيين و إسلام بالملايين، و
شردوا الملايين من الاطفال و
الأرامل. ومن الصعب تقييم حجم
المشكلات التي تواجه الأقليات
القومية والدينية، ومن الصعب
تقدير المشكلات الاقتصادية التي
أصابت البلد.
أن هذا الفارس يطمس الحقائق،
وينشر معلومات محدودة تخدم أهداف
الغزو ويحاول أن يُلبسَ الحق
بالباطل، ويغطي الوجه القبيح
للإحتلال، ويطبق قرارات برايمر
...الحاكم المدني الأحمق، ويكرر
أقوال بترايوس و كروكر.
و أخيراً أقول يا سيادة نوري
المالكي!! يا فخامة الرئيس :
• إلى متى تحتضن هذهِ الجراثيم
الفتاكة وتربيها وتشجعها لذبح
العراقيين؟
• إلى متى هذه المأساة
الإنسانية في العراق!! وقتل
العلماء و الأطباء وأساتذة
الجامعات!! و إلى متى يتعرض
الرجال والنساء للتعذيب الجسدي
والنفسي والجنسي في السجون ؟
• إلى متى رقصة الموت، وحرق
العراق في ثوابتهِ؟
• إلى متى الجرائم المخجلة في
ظل العملية السياسية؟؟
• و إلى متى صولة الخرفان
والجبان وصولات بــلاك ووتر،
وفرسان مالطا؟
أهكـــــذا تُطبَقُ القوانينَ
بممارسة الرذيلة ؟
... بــــلاك ووتر تعمل ماهو
المطلوبُ منها كمرتزقة.... وأنتَ
لمــــاذا ؟
لماذا ياسيادة الرئيس، خمسُ
سنوات والإحتلال جاثم على صدور
العراقيين،خمس سنواتٍ والعراق تحت
الركام... و سُحبُ التلوثُ
السياسي والوجداني تخيمُ على
الوطن وأصبحَ شبحُ الموتِ مرافقاً
للمواطن،
حصادُ خمسُ سنواتٍ مريرة على
الألسن، خمسُ سنواتٍ مريرةٍ
وأياديكَ ملطخةٌ
بالدماء...ياسيادة الرئيس .
أكادُ أُصدقُ قولَ حازم
الأعرجي و صلاح العبيدي و طارق
الهاشمي
وأياد علاوي...والآخرين بأنكَ
تفتقرُ الى مواصفات رجلَ الدولة،
وإلى مواصفات الرجل العراقي.
إسمح لي ياسيادة الرئيس أن
أذكركَ بشهامة الجندي العراقي
قيصر الجبوري الذي رفض إهانة
المرأة العراقية وأصدر حكمهُ
العادل بإعدام العلوج الذين
أعتدوا على سيدة عراقية، ولم يقف
قيصر هذا مكتوف الأيدي أمام إهانة
سيدة عراقية....، وأمثلةُ أخرى
كثيرة تؤكدها المقاومة.
ومتى تكف سيادتكَ عن التبعية
الامريكية وعصابات الإجرام،
وعديمي الضمير والأخلاق ممن
ينشرون الدمار والموت صباحَ مساء،
ويسعونَ الى تبديد ثروات البلد
وهدر كرامة الوطن والمواطن؟؟
الى متى الويلات والمجازر
والإستهتار بمقدرات الشعب ومستقبل
أبناءهِ؟؟
الى متى تستمر في إثارة الفتن،
ولا تتورع في إشاعتها وإشاعة
ثقافة الكراهية ونبش الماضي بحقدٍ
دفين، وتواصل سفك دماء الأبرياء
والإغتيالات، وتفجير العبوات في
كل شبرٍ من أرض الوطن؟ وتدمير
البنى التحتية؟؟
الى متى المؤتمرات والندوات
لتحريف الحقائق وتشوهها.. ويراكَ
العراقيُ ويسمعكَ وأنتَ تستقوي
بأطرافٍ أجنبية، وتحرض على
الطائفية، وتحض على الكراهية..
فيرى فيك مستقبل العراق الأسود !!
(...... يقول الإمام علي كرم
الله وجهه، الصبر صبران... صبرٌ
على ماتكرهُ وصبرٌ على ما
تحب،فالعراق نفذ صبرهُ من سلوك
أطراف العملية السياسية، والقصاص
أتٍ.. آتٍ.. آتٍ...بإذن الله
وتعود الفئران الى جحورها وفرسان
مالطة الى البيت الأبيض....) |