عندما يبلغ الإستبداد درجة هائلة
يكشف كله أن النظام السائد في
منطقة ما والذي يتحكم بشؤون
المجتمع قد وصلت أزمته الى
ذروتها،بل أصبحت أزمة عامة
متفاقمة لايمكن أن تصير الى الحل
دون اسقاط وتحطيم ذلك القمع
السياسي الشامل. تلك هي حقيقة
تجسّدت في مواقع مختلفة من بلدان
العالم،فالقمع لا يستطيع حل أي
مشكلة سياسية بل يتمكن من تأخير
انفجارها الى حين. وما يجري على
مستوى شعبنا العربي الأحوازي
المكبل بالإجراءات القمعية
الأمنية المستمرة وما يعانيه
وطننا المحتل منذ 83 عاما يجسّد
بأوضح المعاني تلك الحقائق التي
شهدتها مختلف بلدان العالم،وتجيء
الإجراءات القمعية بحق المناضل
حبيب جبر الكعبي والمعروف بإسم
(أبو أياد الأحوازي – عضو المكتب
السياسي لحركة النضال العربي
لتحرير الأحواز) من خلال إعتقال
عائلته:أمه الطاعنة في السن(70
عاماً) وأخته جميلة جبر شاهين (42
عاماً)،فضلا عن إعتقال اقربائه
السيد نوفل علوان الكعبي (62
عاماً) وإبراهيم نوفل الكعبي (22
عاماً) واقتادهم الى مكان مجهول
ليسجل كل ذلك سابقة خطيرة ستشمل
كل المطالبين بحقوقهم،خاصة وأن
ذنب أبا اياد هو أداء دور إعلامي
ملموس موثق بالوقائع والحيثيات
والمعولمات الدقيقة لفضح هذا
النظام الفارسي الصفوي المجرم،وهو
يطرح في الآن نفسه أمام أنظار كل
دعاة حقوق الإنسان والعرب (ممن
يناصرون الموقف الايراني او لا
يوجهون له أي انتقاد مباشر أو غير
مباشر) تلك الحادثة الماثلة التي
تستدعي منهم ابداء وجهة نظر واضحة
وحاسمة بغية عدم تعاونهم في تنفيذ
اجراءات القمع تلك،وعدم مناصرة
الظالمين المحتلين في قمعهم
وإعانته على الإيغال بحرية
الأبرياء الأحوازيين ومطاردة
الناشطين من أجل وطنهم وشعبهم
وأمتهم .
إن ذلك يشكل أبسط واجبات أي
انسان يدعي التزامه بالقيم
الوطنية والقومية والانسانية،إن
التضامن مع قضية شعبنا العربي
الأحوازي ليس مطلوبة فقط بل هي
مفروضة بحكم أواصر العلاقات
الكفاحية ما بين الوطنيين
والقوميين والذين تربطهم أواصر
انسانية تسعى من أجل الإنسان
وتحافظ على كرامته،وتدعوهم لرفع
صوتهم جميعا من أجل وطنهم وشعبهم
في نيل كرامتهم وحقوقهم
واستقلالية ارداتهم .
إن المناضل أبو اياد يدفع جزءا
من الثمن المطلوب دفعه في سبيل
وطنه وشعبه ووطنه،وهو ما يشكل
العزاء لنا جميعا فالقضايا الكبرى
تستحق التضحيات الأكثر من كبيرة . |