أصبح للديمقراطية مفهوم جديد أخذت
الولايات المتحدة الامريكية على
عاتقها مسؤولية نشره في منطقتنا
العربية خصوصا والمناطق الإسلامية
عموما يساعدها ويتبنى تطبيقها في
ذلك أهم طرفين في المنطقة الآن
وهم الفرس وعملاء الأجنبي, فأول
ديمقراطية تضمن للإنسان حقوقه كما
عرفتها البشرية والتي وجدناها
منقوشة على مسلة حمورابي خطأ بنظر
الولايات المتحدة الامريكية وما
انزله الله العلي العزيز في محكم
كتابه الجليل لا تعترف به الادارة
الامريكية فقد ذكر القرآن المجيد
إن لا أكراه في الدين فقط ولم
يتطرق حسب وجهة نظر الفرس للطائفة
ولا المليشيات فهم أجازوا الإكراه
فيها ومن الممكن اقامة انتخابات
برلمانية في ظل الاحتلال الامريكي
لأنه راعي لديمقراطية القوة ولا
يجوز ذلك في ظل احتلال غيرها لأنه
لا يمثل المصلح الامريكية ولا في
ظل التحرر الوطني لأنه يمثل مصلحة
الشعب, وتأسيسا على ذلك وحسب
المفهوم الجديد للديمقراطية ,
فنحن العرب والمسلمين يجب إن نخضع
للثقافة الغربية وننصاع لما تراه
هي , فان يسود الاستقرار أمر
مرفوض وان يحكم الشعب نفسه أمر
غير مرغوب فيه وان تضمن انسيابية
الحركة في الشوارع العامة بسلام
أمر مكروه احسن منه الحواجز
الكونكريتية والتفسخ الخلقي
وسيادة شريعة الغاب والبقاء
للأقوى, وما يجب إن يسود هو
الفوضى ويستحسن إن تكون خلاقة
وهذه تتم من خلال طريقتين اثنتين
هما : الطريقة الأولى على
الطريقة الفارسية طريقة نظرية
ولاية الفقيه لصاحبها المجوسي
ألصفوي خميني ومن سار على خطاه
بالوراثة الفكرية وخصوصا أصحاب
عمائم الضلالة وهذه تتم عن طريق
المليشيات فتفرض من تريد هي على
صناديق الانتخابات ليمثلوا
إرادتها في بيع الوطن وفي وضح
النهار وبالتالي رغبة وإرادة
الولايات المتحدة الامريكية وبعد
استعراض لقوة مليشيات الدولة
المنتخبة تستهدف القوى الوطنية
فيصفى او يسجن من يمتلك حسا قوميا
او وطنيا ومن اكثر صفاتها تميزا
شغفها الكبير وحبها الذي يتجدد
ولا ينقطع لحمامات الدم وإقصاء
الرأي الوطني او الأصح اجتثاثه
لأنه اكثر قبولا لدى الشعب وإلغاء
المنجزات الوطنية وما حصل ويحصل
في العراق على يد مليشيات حكومة
العمالة والتبعية للاحتلال خير
نموذج لهذه الطريقة .
لقد بدأت مرحلة جديدة من مسلسل
الاحتلال الامريكي – الفارسي على
هذه الطريقة في لبنان يقودها حزب
الله لصاحبه حسن نصر الله ألصفوي
فبعد تعطيل دوائر الدولة وشل حركة
المجتمع في اعتصامات لا طائل منها
إثر تدمير القطر بالتعاون مع
الصهاينة وتدمير بناه التحتية في
صيف عام 2006 وبعد فشل كل
الوساطات والجهود العربية
والأجنبية في انتخاب رئيس للدولة
دخلت ديمقراطية ولاية الفقيه
الفارسية في مرحلة تكوين دولة
داخل الدولة الرسمية تفرض رأيها
على كل المؤسسات الشرعية أخذت
بالتدريج تتسع من رفض الرأي الآخر
الى استهدافه من الاختلاف والحوار
والنقاش الى القوة وبدلا من
مقاومة الاحتلال الصهيوني بالسلاح
واتجهت البنادق الفارسية التي
تحملها الأيادي العربية الى صدور
العرب اللبنانيين وبعد التجسس على
السياسيين المخالفين في الرأي
وإدخال السلاح بالكم والنوع الذي
يحددون جاءت مرحلة فرض الرأي بقوة
الديمقراطية الصفوية المسلحة
وإسكات كل صوت لا ينطق بلسانهم ,
وبدأت مرحلة الحسم العسكري وبغض
النظر عن رأيهم ولسنا في دفاع عن
قوى الموالاة او أي قوى لبنانية
أخرى ومهما كان فعلها او رأينا
فيها فان نقل صورة ديمقراطية
الاحتلال الفارسي للعراق الى
لبنان إنما هو جزء من المؤامرة
التي تستهدف الأمة العربية والأمة
الإسلامية وإنهاء وجودها وتطبيقا
لجزء من خارطة الشرق الأوسط
الجديد التي تعتزم تطبيقها إدارة
بوش الصغير والتي تنتهي بإخضاع
المنطقة الى الاحتلال الفارسي
كمقاتل بالنيابة عن الاحتلال
الامريكي ويعمل على تنفيذ أهدافه
بصهر وتذويب الأمة العربية .
أما الطريقة الثانية
للديمقراطية الجديدة فهي
ديمقراطية أسامة بن لادن وتنظيمات
القاعدة التي تتبنى فكرة أنا وحدي
ومن بعدي الطوفان فلا إسلام إلا
على طريقتهم ولا فكر إلا فكرهم
ولا تنظيم إلا تنظيمهم وأنت أما
إن تكون معهم في تفكيرهم وإلا
توجب عليك إقامة الحد فتكون تحت
رحمة السيارات المفخخة او الأحزمة
الناسفة او الاختطاف والمساومة
على حياتك ومن ثم يتم نحرك مهما
كانت وطنيتك ودرجة إيمانك الديني
والوطني .
بالأمس القريب في 2006 خدم حزب
الله بدعم فارسي المشروع الصهيوني
وهدم النهوض والعمران اللبناني
وبدلا من إن يحافظ على مكانته
المرموقة في المجتمع كوجه مقاوم
يحظى بدعم وتأييد شعبي جاء الآن
دور الفتنة الطائفية او الدينية
لإعادة القطر الى مرحلة الاقتتال
الداخلي بين أبناء البلد الواحد
في مرحلة سبعينات القرن الماضي ,
من خلال العنف الذي تمتاز به
مليشياته التي تدربت واعدت في
معسكرات الفرس وبدأت مرحلة
التنفيذ في احتلال بيروت وتدمير
مكاتب القوى السياسية المختلفة
معهم في الرأي وفرض الارادة
الصفوية في جزء آخر من الوطن
العربي فلبنان بعد العراق وغدا
سنرى قطرا عربيا آخر يخضع للتمدد
ألصفوي , فلمن يكون الدور القادم
والعرب يغرقون في سبات عميق . |