عندما نريد نكتب عن شخصية صدام
حسين ونتناولها بكل أبعادها يجب
أن نكون محايدين ، وغير مقلدين
لاحد ، لان الله أمرنا بإعمال
العقل والفكر ، ولانكون مقلدين
للاخرين ، ولا نكون كالببغاء نردد
ما يقوله الاخرون ، سواء كان صدقا
ومطابقا للواقع ، أم كذبا ومخالفا
للواقع ومجانبا للحقيقة . وكل
إنسان يريد أن يحقق ويتعرف على
حقيقة ما ، عليه أن يتجرد عن كل
العوامل التي تجعله يزيغ عن قول
الحقيقة ، وعدم الوصول اليها ،
ولا يستشهد أو يأخذ بأقوال الذين
يتواطئون على الكذب ، لان دعواهم
وأقوالهم تسقط أمام الحقيقة ، ولا
يصلح الاستشهاد بها كأدلة .
أريد أن أصرح وأبين حياديتي في
هذا الموضوع ، أنا لم أكن بعثي في
يوم من الايام ، ولم أتبنَ وادعُ
للفكر البعثي ، ولا إستلمت من
صدام والبعث أي شئ في حياتي ،
وأنا من الذين حرموا أيام حكمه ،
وعشتُ في منزل من طين خال من
التدفئة ، والتدفئة في منزلنا هي
(المنقلة ) جمر الحطب ، ولم يبنِ
لي مدرسة صدام ، حتى يجعلني
متملقا ، بل ذهبت الى المدرسة
التي تبعد عن بيتي عشرة كليو
مترات في البرد القارص مشيا على
الاقدام ، وعلى البايسكل اذا لم
يكن الجو ممطرا ، وأستعين بعض
الاحيان بفرسنا حتى لا أتأخر وآكل
الفلقة من المعلم ، ولذلك قررت أن
أخوض في هذه المسألة لقول وكشف
الحقيقة التي يجب أن تُكشف .
لانحتاج في هذا المقام الى علم
المنطق لاجل الاستدلال ، والوصول
من المعلوم الى المجهول ، لانه
لايوجد مجهول هنا ، الذي يوجد هي
حقائق وشهادات يجب إخراجها وقولها
للناس ، قبل أن نموت وتبقى بدون
تدوين ، ومن الناس وخصوصا العلماء
منهم من يخشى الناس ولا يخشى الله
، فيبقى مجانبا للحقيقة وكاتما
لها خوفا من اللوم وربما الموت
أحيانا ، ولا عذر لهم هنا وعليهم
قول ما يجب قوله حتى وإن ضحى
بحياته اذا تطلب الامر وتوقفت
عليه المصلحة ، سواء كانت دينية
أم لا .
وربما يعترض علينا معترضون ،
وكما إعتادوا على الشتم والصاق
التهم جزافا ، لكنني أقول لهؤلاء
إلتفتوا وراءكم الى أصحابكم أين
هم ؟ وفي خدمة من ؟ وبعد ذلك
إعترضوا على ما تريدون الاعتراض
عليه وهو حقكم ، لكن يجب أن يحكم
المنطق والعقل ، لان الاجيال
تطالبنا بكشف الحقيقة ، وكشف
شهادتنا وما راينا .
لا أريد أن أتكلم عن حكم صدام
حسين للعراق ولا ما فعله ، الذي
أريد أن أتناوله في هذا المقام
أمرين فقط وهما :
هل أن صدام حسين عميل أم لا ؟.
هل أن الرجل جبان أم شجاع ؟ .
كانت تراودني فكرة الكتابة عن
هذين الموضوعين منذ أن تم تنفيذ
حكم الاعدام يوم العيد ، لكن
الظروف لم تسمح لي بذلك .
طبلت مجاميع ما يسمى (المعارضة
) طيلة سنوات وقوفها في الطابور
أمام الخارجية البريطانية
والامريكية ، وسفارات دول العالم
، طبلت أن صدام حسين عميل لامريكا
، وغير ملتفتين الى مكان وقوفهم ،
لكنني لا الومهم ، وألوم الذين
صدقوهم ، وكما قلنا سابقا أن محمد
العربي ص جاء بالاسلام ليخاطب
العقل ويحارب الجهل ، والقران
يقول (اذا جاءكم فاسق بنبا
....... الى اخر الاية ) ،
والمنطق يقول ( الخبر يحتمل الصدق
والكذب ) فهل فكرت الامة التي
صدقت مقولة هؤلاء وهم في طابور
العمالة والخسة ، أن تسألهم أولا
ماذا تفعلون هناك ؟ وهل أفرزت
الصدق من الكذب باستخدام العقل
الذي أمر الله تعالى ونبيه الاكرم
ان يستخدم ليكون الانسان خليفة
لله في الارض ، يفكر ويستنتج
ولايكون بوقا ينفخ فيه الاخرون ،
لان الانسان اذا استخدم عقله
لاتنطلي عليه ألاعيب المنافقين
والمخادعين .
ولحد هذه اللحظة ونحن في السنة
السادسة لاحتلال العراق ، تغنى
نفس الاغنية ، وهي ( النظام
البائد ، وصدام عميل ، وهمش الشعب
، وووو ) والقوم ركعا سجدا
لامريكا ، لانها أوصلت أراذل
القوم ليتحكموا بشرفاء العراق
ومصيرهم ، وبيع العراق وأهله
مقابل نيل كلمة معتدل .
هل صدام حسين جبان ؟ .
الجواب : لا ، صدام حسين رجل
شجاع في كل أيامه التي عاشها الى
رحيله عن هذه الدنيا .
الادلة : طبعا نستعرض جزءا
منها لضيق المقام ، وهي كافية
وتدلل على خلاف ما قاله الاعداء ،
لان شهادتهم ساقطة امام منطق
العقل ، ولانهم كذابون ، وهم في
العمالة غاطسون ( لاتنه عن خلق
وتاتي بمثله عارعليك اذا فعلت
عظيم ).
الدليل الاول : صدام حسين ابن
قرية ، والقرى في العراق كانت
مظلمة ولا توجد فيها إنارة ، اي
بخلاف ابن المدينة ، ويختلف ابن
القرية عن ابن المدينة ، ويكتسب
شجاعته من المجتمع الذي يحيط به ،
ومن الظلام الحالك ، فإبن المدينة
اذا انقطعت الكهرباء لايستطيع أن
يخرج من باب الدار ، بخلاف ابن
القرية الذي تعود على الظلام ،
وعاش مع الحيوانات المفترسة ، وكل
حياته محفوفة بالمخاطر ، والثارات
العشائرية ، اضافة الى الحراسة في
الليل المظلم .
الدليل الثاني : كان صدام ايام
النضال السلبي مطاردا من قبل
الحكومات في العراق ، وكان متخفيا
في الصحراء ، والغابات ، وشارك في
عمليات إغتيال ضد عبد الكريم قاسم
، وجرح ، وتخفى ، وعبر الحدود مع
سوريا ، وحفة به كل المخاطر .
الدليل الثالث : شارك في
القتال في حرب ايران ، ووصل الامر
الى أن تحاصر الوحدة العسكرية
التي هو فيها ، وقاتل في المعركة
، وفي السلاح الخفيف ، فلو كان
جبانا لم يصمد ، ولم يذهب الى
الخطوط الامامية ويقاتل .
نكتفي بهذه الادلة التي من
خلالها أثبتنا أن الرجل شجاعا ،
واسقطنا شهادة المنافق موفق
الربيعي ، ومثل هذا لايعتد
بشهادته لانه أوسخ إنسان على وجه
الارض ، فضلا عن أنه غير محايد ،
وذيل من ذيول الاحتلال .
هل صدام حسين عميل ؟.
لايوجد للعمالة مصداق ينطبق
على غير سكان المنطقة الخضراء ،
ولا لها لون وطعم ورائحة ، هي
الركون للمحتل الغازي .
هل رأينا صدام في البيت الابيض
؟ ، الذين رأيناهم هم الذين قالوا
أن صدام عميل لامريكا ، ياللمهزلة
، واذا قال لنا أحد أن صدام
استقبل رامسفلد أثناء الحرب
العراقية الايرانية ، واشترى
الاسلحة من امريكا .
فنقول هناك فرق بين رئيس
الدولة وبين التابعين للمحتل ،
واستقبال رامسلفد مثل استقبال
العرب في صدر الاسلام الاول وما
بعده لرسل الاعداء لنقل الرسائل ،
وشراء الاسلحة ، يقابله شراء
ايران اسلحة من اسرائيل ، وخير
دليل فضيحة ( ايران جيت ) فلا حجة
لكم علينا في هذا الامر .
مسألة الحفرة أو القبو الذي
أُسر فيه صدام حسين ، هو خندق في
المعركة التي كان صدام وغيره من
العراقيين يستخدمه لمقاومة
الاحتلال ، وهو اسير حرب وليس
القاء القبض عليه بدليل أن القاء
القبض يجب أن يصدر من قاضي شرعي
في ظروف طبيعية ، لا من جهة محتلة
للبلد .
صدام حسين أسير حرب تم انتهاك
اتفاقيات جنيف بمهزلة المحاكمة
التي تم تمثيلها لشرعنة احتلال
العراق ، وأن هؤلاء هم حكومة والخ
من المهازل التي لا زالت مستمرة .
عندما ذهب بول بريمر مصطحبا
معه كلابه ليتعرفوا على ان هذا
الاسير هل هو صدام أم لا ؟ كما
قالوا ، هذا كذب لم يذهبوا للتعرف
عليه ، لان صدام غني عن التعريف ،
ويعرفه العالم كله ، ذهبوا
للشماتة ، وليقولوا أننا انتصرنا
وتحقق أحد أهداف أمريكا ، لكن
ماذا حصل هناك ؟.
حصلت فضيحة عندما سأل موفق
الربيعي صدام ، وقال له لماذا لم
تقاتل ؟ فقال له صدام وهل قاتلت
أنت ( انت تعرف إتكاون ) فنسي
نفسه الربيعي وقال نعم ، فقال
صدام اين قاتلت ؟ فقال الخاسئ في
ايران -اي ضد العراق - طبعا كذب
لانه ليس رجل قتال حتى وان جاء
معه أشجع الشجعان ، وبعدها أحسن
أن صدام استدرجه ، وقال لصدام أنا
أسألك لاتسألني .
زاره دونالد رامسفلد ، وقال له
نستطيع أن نخلي سبيلك اذا اصدرت
بيان واوقفت المقاومة ، ونرتب لك
لجوء الى الدولة التي تريد ، فقال
له صدام توقعتك أن تعتذر مني لان
قواتك احتلت بلدي ، لا أن تضيفني
الى قائمة العملاء ، فقال رامسفلد
، نحن امرنا جلال طالباني أن
يعترض على اعدامك .
صدام يعرف جيدا أن رأسه هو
المطلوب فلو كان عميلا وجبان لضعف
وهان أمام مطالبهم ، وخلص رقبته ،
لكنه أبى ، وختمها باحسن شئ ، وهو
الشهادة ، ألم يردد فقهاء
السراديب ( اللهم أرزقنا حسن
العاقبة ) فحسن العاقبة شاهده
العالم كله عندما وقف على منصة
الاعدام .
ولو افترضنا أن صدام قتل وذبح
شعبه حسب ما ينعق وينهق سكان
المنطقة الخضراء فالشهادة في سبيل
الوطن تكفي ويحاسب الرجل على
أعماله الاخرى وامره الى الله .
أولاده وحفيده قاتلوا
واستشهدوا ، فماذا قدمتم انتم
لانفسكم ، ولانريد منكم أن تقدموا
للعراق شئ ، الذي نريده منكم أن
ترفعوا الاهانات عنكم اليومية من
قبل جنود الاحتلال .
صمد صدام صمود الابطال وسجل
التاريخ له صموده، ولا يستطيع أحد
أن ينكر هذا ، والعراقييون الان
يترحمون عليه ، وتعجبت من كلام
صدام عندما قال لرامسفلد أتحداك
أن تجرى انتخابات حقيقية ، وانني
سافوز فيها ، وتاكدت من انه متاكد
عندما سمعت كل العراقيين يترحمون
عليه حتى في الاهوار قال احدهم
النظام افضل واشرف من هؤلاء
الحرامية .
انتهاك تعاليم الاسلام يوم
العيد :
الموت يجب أن يحترم ويأخذ
الناس منه العبر ، لانه انتقال من
حياة الى أخرى ، وفي اسلام محمد ص
لايجوز الضحك خلف جنازة ، المهم
تبينت ضحالتهم عندما قالوا صلوا
على محمد ص ، والمعروف عند
المسلمين أن الذي يريد ان يجهز
على عدوه يقول الله اكبر ، وهم
جبناء لانه واحد وهم مجموعة محمية
من قبل قوات الاحتلال التي تراقب
من الخارج ، وتضحك عليهم وهم
يظنون أنهم هم الذين ينفذون
الاعدام ، ومنهم من أخذ يرتعد من
صدام ، وأحدث بعضهم (بال في
ملابسه ) والرجل مقيد ، وكانت
شجاعته أن قال لهم هي هذه المرجلة
؟ .
وقف كالاسد ورفض ان يلبس قناع
الموت الذي كشف كذب موفق الربيعي
، والذي فضحهم بيع الشريط المصور
لوسائل الاعلام ، فلو كانوا رجال
فعلا ، لاخفوا التصوير أو لم
يصوروا لكن الله اراد أن يفضحهم ،
وادانهم من استخدمهم ووصفهم
بالهمج الرعاع ، وأدان عملهم
القاضي حكمه .
سقطت جثة صدام وانتهكوا اسلام
محمد ص عندما رقصوا وتخاصموا
عليها ، والنبي يقول ( لاتجوز
المثلة ولو بالكلب العقور )
والامام علي ع ، قال للحسن ( الله
الله باسيركم فان مت فضربة بضربة
ولا تمثلوا بالرجل وذكرهم بالحديث
اعلاه ) وان شفيت من ضربتي هذه
أنا ولي امره .
أقول العربي صقر لاينقر الجثة
اذا سقطت الذي ينقرها الغراب ،
والعربي صاحب مبادئ وشيم ، اذا
وجد خصمه نائم يوقظه ليدافع عن
نفسه ، واذا سقط سيف عدوه ينتظره
الى أن ياخذ سلاحه ، هذه ليس من
عاداتنا نحن العرب ، جاءتنا من
الخارج .
لو كان صدام حسين في بيتي وهو
عدوي لم اسلمه لامريكا مهما كان
الامر ، وسلام على الامام السجاد
عندما قال ( والله لو إئتمنني
قاتل ابي الحسين بالسيف الذي قتل
به والدي لاديت الامانة ) هل انتم
من أخلاق اهل البيت بشئ ؟ .
هذه شهادتنا قلناها لاننا
رأينا بأعيننا خلاف ما قال
المنافقون والكذابون .
قالوا صدام عميل وهم في أحضان
من احتل العراق ، وياليتهم عملاء
كباقي عملاء امريكا الاخرين ، لم
يلقوا اي إحترام ممن استخدمهم .
بالامس رايت صورة على أحد
المواقع بانت لي وكأنها فك لكلب
أجرب أجلكم الله واذا بها صورة
جانبية لعبد الانكليز لعنة الله
عليه .
وأخرى لشخص جالس قربه لم أره
من قبل ، وبقيت أركز على الصورة ،
ورأيت على الطاولة سدارة سوداء
واذا بها سدارة الخرف زعيم جبهة
المرافق الهاشمية أجلكم الله .
فليشتم من يريد ان يشتم طريقنا
هو فضح كل عميل وخائن وجاسوس
ومنافق لان القران لعنهم على لسان
رسوله ص ، وشرعا لا كرامة لهذا
النوع من البشر . |